كنا قررنا السفر انا ووالدي واخي وزوجته إلى احد مدن المملكة..وصلنا
واستأجرنا شقة مفروشة ..كان قد مضى على طلاقي ما يقارب العام..وكان
قد مضى على زواج اخي ما يزيد على العام بعدة اشهر..
بعد جولة في المدينة رجعنا إلى الشقة...كانت هناك غرفة لوالدي وغرفة
لاخي وزوجته وغرفة لي...كانت غرفة اخي وزوجته بين غرفتي وصالة الشقة
والمطبخ مما يعني كثرة مروري بها...في ذلك المساء آووا إلى غرفتهما
مبكرين..بينما بقينا والدي وانا في الصالة نتجاذب الحديث...ذهبت
لاحضر لوالدي عشائهما...مررت بغرفة اخي حيث سمعت ضحكات من وراء
الباب...جهزت وحملت العشاء للصالة ومازالت الضحكات تنطلق..حملت
الاطباق الفارغة الى المطبخ...وسمعت مزيدا من الضحكات...كانت تتفاوت
بدرجة علوها ولكن لا تنقطع الا بهمهمات..
وضعت الاطباق الفارغة في الحوض لغسلها ووضعت يدي
وضعت الاطباق الفارغة في الحوض لغسلها ووضعت يدي في الماء
الدافئ..وانطلق امام عيني شريط ذكريات حياتي الزوجية
القصيرة...والخالية من ضحكات وراء ابواب موصدة..
ثلاث سنوات امضيتها دون لحظات حميمة...دون ذكريات مشتركة...دون ضحكات
وراء ابواب موصدة..
ثلاث سنوات حاولت وحاولت ان اخلق زواجا يختلف عن تعايش سلمي بين
شخصين غريبين يتشاركان مكان معيشة واحد ولم استطع..
كنت انسانة لا اعترف بالفشل...كنت اؤمن ان المحاولة تلو المحاولة لا
بد وان تزرع النجاح..الا ترا ان استمرار تنقيط الماء ينخر الصخر...
ثلاث سنوات استمريت بالابتسام له لعله يتعلم التبسم ولم انجح
ثلاث سنوات ومحاولاتي لزرع الحب تواجه بالصد..بل اذكر انني كنت اقدم
له الهدية تلو الهدية على امل ان يتعلم هذا الفن النبوي ولم
انحج..كنت اقدم الهدية مرفقة بكرت يعبق بكلمات الحب..اول مرة فتح
الهدية وتجاهل الكرت...شكرني..قلت: حبيبي ما شفت الكرت...التقطه ونظر
اليه ..ابتسم..لا ..بل حرك شفتيه قليلا للاعلى وقال
شكرا....ثم...تركه مع تغليف الهدية على الطاولة. المرة الثانية رمى
الكرت مع تغليف الهدية في سلة المهملات..وبعدها لم استطع كتابة اي
كرت له..
غمست يدي بالماء الدافيء لعل دفئه يبدد البرود الذي يغلف قلبي حين
اتذكر ذلك الزواج المحروم من كل اي دفء..
ثلاث سنوات من الاصرار على مناداته..بحبيبي ...روحي ...حياتي...ولم
اسمع خلالها اسمي على لسانه الا مرات معدودة ناهيك عن اي مناداة
تحبب..
ثلاث سنوات..رفعت راسي فصدمتني صورتي المنعكسة على زجاج النافذة فوق
المغسلة..
اكتاف متراخية تحت وطء الذكريات..وجه حزين..حاجبين مقطبين...
وصلني في تلك اللحظة صوت ضحكات اخي وزوجته...
اخذت نفسا عميقا...
في تلك اللحظة اصريت على ان احول الالم الى شعور ايجابي..
كررت الضحكات في ذهني: اذن هناك زيجات ناحجة!
كررت الضحكات: اذن هناك ازواجا يتقنون فن الزواج..!
وكررت الضحكات: اذن هناك ازواج يتشاركون اكثر من مجرد المكان والطعام
والفراش..
كنت شجاعة حقا حين رفضت علاقة فارغة...كنت اقيم لنفسها وزنها حين
خرجت من زواج لا يثمر الا الملل...
اكملت غسل الصحون...ووفتحت سدادة المغسلة وتركت كل الالم ينجرف مع
الماء...غسلت احزاني والالامي بصوت ضحكات وراء ابواب موصدة..
لا بد وان اجد يوما ما من سأشاركه مثل تلك الضحكات...
حملت طبقا من الفاكهة لوالدي وحين مررت بغرفة اخي وسمعت
ضحكاتهما..ابتسمت

fleur rose @fleur_rose
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

بوظبي وبس
•
الله يعوضج باخير عنه واحسن انه كريم



هلا بك أختي
ليس الموضوع وحده كان رائعاً ولا عنوانه ولا طريقتك في التعبير وانما كان هناك ماهو أروع من ذلك وهو طريقة تفكيرك الإيجابية
نعم فكما يوجد اللون الأسود يوجد اللون الأبيض وكما يوجد الليل يأتي بعده نهار يجليه من سماء حياتنا
ثقي بالله وعوضك الله بمن يستحقك ودمت أخت لنا
ليس الموضوع وحده كان رائعاً ولا عنوانه ولا طريقتك في التعبير وانما كان هناك ماهو أروع من ذلك وهو طريقة تفكيرك الإيجابية
نعم فكما يوجد اللون الأسود يوجد اللون الأبيض وكما يوجد الليل يأتي بعده نهار يجليه من سماء حياتنا
ثقي بالله وعوضك الله بمن يستحقك ودمت أخت لنا

اللهم يامالك الملك ارزق اختي بزوج صالح يحبها ويحن عليها وجميع اخواتنا وان
يصلح لي زوجي وجميع بنااااااااااااات االمسلمين
الللللللللللللللللللهم اااااااااااااااااااااااامين
يصلح لي زوجي وجميع بنااااااااااااات االمسلمين
الللللللللللللللللللهم اااااااااااااااااااااااامين
الصفحة الأخيرة