xxxxxxxxxxxx
وقفت عند إحدى الإشارات المرورية لمدينة الخبر ومثل العادة تكرر مشهد أصبح من مراسيم الوقوف عند أي إشارة، فلابد أن تطرق نافذة سيارتك يد بمواصفات عديدة وتتغير على حسب الإشارة التي تقف عندها، فهناك إشارة يقف عندها صبي صغير ذو يدٍ نحيلة وإشارة أخرى ليد امرأه تغطيها عبائتها السوداء فلا تستطيع أن تميز إن كان داخل العبائة رجل أم امرأة.
إشارتي المفضلة التي يقف عندها بائعو زهور حمراء وعقود فل بيضاء والبعض يسميهم بالمنقذين، فكم زوجاً استغل طول الإشارة الحمراء ليسكت زوجته الغاضبة من شئ ما بزهرة حمراء يعيد هيئة وجهها إلى وضعها الطبيعي، أشعر بالحزن العميق عند إشارة خاوية من أي متسول أو بائع ولو كان بمقدور الإشارة نشر لافتة على إحدى عواميدها (وما أكثر اللافتات عليها) وتكتب عليها “مطلوب متسول” لتستأنس بوجوده، لفعلت ذلك!
سررت كثيراً عندما شاهدت قبل يومين شحّاذة وفي رواية طرّارة تجلس القرفصاء عند بوابة أكبر مجمعات الخبر وتقابلها أخرى، وتمدان أرجلهما بكل أريحية وكأنهما في قعر بيتهما ويداهما ملئ بكل الفئات الورقية من الريالات!
لن أتطرق إلى أسباب وجود هذه الظاهرة ولكني أجد نفسي جريئاً لأقول بأن العوز والحاجة لم ولن يكونا سبباً لها وأعرف عوائف كثيرة لا تجد ما تاكله ومع ذلك لا تلجأ للتسول وفي المقابل أعرف قصصاً كثيرة لأناس حالتهم المادية جيدة جداً ولكن وجدوا في الشحاذة هواية وملأ لوقت فراغهم.
في جانب آخر وربما أكثر طرافة قرأت عن نزاع عشائري بين قبيلتين بسبب مقتل احد افراد القبيلتين وعندما تقدم أهل القاتل بدفع الدية المطلوبة كانت إحدى شروط قبيلة المقتول، لإسقاط الدية شديدة وصارمة وهي أن يمتهن والد القاتل التسول لمدة شهر كامل ـ فامتثل المسكين لأمرهم وامتهن هذه المهنة، وعندما انقضت الفترة المتفق عليها، استمر والد القاتل بممارسة التسول على مرأى ومسمع من قبيلته التي سائها هذا الأمر وعندما حاولوا منعه أوضح لهم بأن التسول أصبح مهنة لا يستطيع التخلي عنها، فطالما هناك أناس تدفع لكل من يمد يده، فما حاجة لي بالعمل!!
xxxxxxxxxxxxxx يمنع وضع إيميلات
المشرفه