مظاهر ضعف الإيمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن مرض ضعف الإيمان له أعراض و مظاهر متعددة فمنها:
(1) الوقوع في المعاصي و ارتكاب المحرمات:
ومن العصاة من يرتكب معصية يصر عليها ومنهم من يرتكب أنواعا من المعاصي و كثرة الوقوع في المعصية يؤدي إلي تحولها عادة مألوفة ثم يزول قبحها من القلب تدريجيا حتى يقع العاصي في المجاهرة بها و يدخل في حديث "كل أمتي معافى إلا المجاهرين ،و إن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح و قد ستره الله فيقول : يا فلان عملت البارحة كذا و كذا و قد بات يستره ربه و يصبح يكشف ستر الله عنه"رواه البخاري (فتح 10/486)ط . دار الفكر
(2) الشعور بقسوة القلب و خشونته:
حتي ليحس الإنسان أن قلبه قد انقلب حجرا لا يترشح منه شئ و لا يتأثر بشيء و الله جل و علا يقول )ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجارة أو أشد قسوة( وصاحب القلب القاسي لا تؤثر فيه موعظة الموت ، و لا رؤية الأموات ، و لا الجنائز ، و ربما حمل الجنازة بنفسه ، وواراها بالتراب ، و لكن سيره بين القبور كسيره بين الأحجار.
(3) عدم إتقان العبادات :
ومن ذلك شرود الذهن أثناء الصلاة و تلاوة القرآن و الأدعية و نحوها و عدم التدبر و التفكر في معاني الأذكار فيقرؤها بطريقة رتيبة مملة هذا إذا حافظ عليها و لو اعتاد أن يدعو بدعاء معين في وقت معين أتت به السنة فإنه لا يفكر في معاني هذا الدعاء و الله سبحانه و تعالي :".. لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه" رواه الترمذي رقم (3479) و هو في السلسلة الصحيحة (594)
(4) التكاسل عن الطاعات و العبادات و إضاعتها:
وإذا أداها فإنما هي حركات جوفاء لا روح فيها ، و قد وصف الله عز و جل المنافقين بقوله )و إذا قاموا إلي الصلاة قاموا كسالى(
و يدخل في ذلك عدم الاكتراث لفوات مواسم الخير ، و أوقات العبادة ، و هذا يدل علي عدم اهتمام الشخص بتحصيل الأجر فقد يؤخر الحج و هو قادر ، و يتفارط الغزو و هو قاعد و يتأخر عن صلاة الجماعة ثم عن صلاة الجمعة ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم"لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يخلفهم الله في النار" رواه أبو دواد رقم (679)و هو في صحيح الترغيب رقم (510) و مثل هذا لا يشعر بتأنيب الضمير إذا نام عن الصلاة المكتوبة ، و كذا لو فاتته سنة راتبة أو ورد من أوراده فإنه لا يرغب في قضائه ، و لا تعويض ما فاته ، و كذا يتعمد تفويت كل ما هو سنة أو من فروض الكفاية، فربما لا يشهد صلاة العيد (مع قول بعض أهل العلم بوجوب شهودها ) و لا يصلي الكسوف و الخسوف و لا يهتم بحضور الجنازة و لا الصلاة عليها فهو راغب عن الأجر ، مستغن عنه علي النقيض ممن وصفهم الله بقوله : )إنهم كانوا يسارعون في الخيرات و يدعوننا رغبا ًو رهباً و كانوا لنا خاشعين(
ومن مظاهر التكاسل في الطاعات التكاسل عن فعل السنن الرواتب ، و قيام الليل و التبكير إلي المساجد و سائر النوافل فمثلا صلاة الضحى لا تخطر له ببال فضلا عن ركعتي التوبة و صلاة الاستخارة
(5) ضيق الصدر و تغير المزاج و انحباس الطبع حتى كأن علي الإنسان ثقلا كبيرا ينوء به:
فيصبح سريع التضجر و التأفف من أدنى شئ و يشعر بالضيق من تصرفات الناس حوله و تذهب سماحة نفسه ، و قد وصف النبي صلي الله عليه و سلم الإيمان بقوله "الإيمان : الصبر و السماحة" السلسلة الصحيحة رقم 554(2/86) ووصف المؤمن بأنه :"يألف و يؤلف و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف " السلسلة الصحيحة رقم 427
(6) عدم التأثر بآيات القرآن:
عدم التأثر بآيات القرآن لا بوعده و لا بوعيده و لا بأمره و لا نهيه و لا في وصفه للقيامة ، فضعيف الإيمان يمل من سماع القرآن ، و لا تطيق نفسه مواصلة قراءته فكلما فتح المصحف كاد أن يغلقه.
(7) الغفلة عن الله عز وجل في ذكره و دعائه سبحانه و تعالي:
فيثقل الذكر علي الذاكر، وإذا رفع يده للدعاء سرعان ما يقبضهما و يمضي و قد وصف الله المنافقين بقوله)و لا يذكرون الله إلا قليلاً (
(8) عدم الغضب إذا انتهكت محارم الله عز و جل :
لأن لهب الغيرة في القلب قد انطفأ فتعطلت الجوارح عن الإنكار فلا يأمر صاحبه بمعروف و لا ينهي عن منكر و لا يتمعر وجهه قط في الله عز وجل و الرسول صلى الله عليه و سلم يصف هذا القلب المصاب بالضعف بقوله في الحديث الصحيح " تعرض الفتن علي القلوب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أُشربها نُكت فيه نكتة سوداء حتى يصل الأمر إلى أن يصبح كما أخبر عليه الصلاة و السلام في آخر الحديث :"أسود مربادا كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً و لا ينكر منكراً ، إلا ما أشرب من هواه" رواه مسلم رقم (144) . فهذا زال من قلبه حب المعروف و كراهية المنكر و استوت عنده الأمور فما الذي يدفعه إلي الأمر و النهي ، بل إنه ربما سمع بالمنكر يعمل في الأرض فيرضى به فيكون عليه من الوزر مثل وزر من شاهده فأقره كما ذكر عليه الصلاة و السلام في حديث صحيح "إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها _وقال مرة أنكرها_ كمن غاب عنها ، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها"رواه أبو داود رقم (4345) وهو في صحيح الجامع (689 ) فهذا الرضا منه و هو –عمل قلبي- أورثه منزلة الشاهد في الإثم.
(9) حب الظهور و هذا له صور منها :
- الرغبة في الرئاسة و الإمارة و عدم تقدير المسؤولية و الخطر:
وهذا الذي حذر منه رسول الله صلي الله عليه و سلم بقوله: "إنكم ستحرصون علي الإمارة و ستكون ندامة يوم القيامة فنعم المرضعة و بئس الفاطمة " رواه البخاري رقم (6729) ط. البغا و قال عليه الصلاة و السلام : " إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة و ما هى ، أولها ملامة ، و ثانيها ندامة و ثالثها عذاب يوم القيامة إلا من عدل"رواه الطبراني في الكبير (18/72) و هو في صحيح الجامع (1420) . و لو كان الأمر قياماً بالواجب و حملاً للمسؤولية في موضع لا يوجد من هو أفضل منه مع بذل الجهد و النصح و العدل كما فعل يوسف عليه السلام إذاً لقلنا أنعم و أكرم ، و لكن الأمر في كثير من الأحيان رغبة جامحة في الزعامة ، و تقدم علي الأفضل ، و غمط أهل الحقوق حقوقهم ،و استئثار بمركز الأمر و النهي.
- محبة تصدر المجالس :
و الاستئثار بالكلام و فرض الاستماع على الآخرين و أن يكون الأمر له . و صدور المجالس هى المحاريب التي حذرنا منها رسول الله صلي الله عليه و سلم بقوله :" اتقوا هذه المذابح –يعني المحاريب-"رواه البيهقي (2/439) و هو صحيح الجامع(120)
- محبة أن يقوم له الناس إذا دخل عليهم لإشباع حب التعاظم في نفسه المريضة :
و قد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من سره أن يمثل(أي ينتصب و يقوم) له عباد الله قياماً فليتبوأ بيتاً من النار"
رواه البخاري في الأدب المفرد (977) انظر السلسلة الصحيحة (357)
ولذلك لما خرج معاوية علي ابن الزبير ابن عامر فقام ابن عامر و جلس ابن الزبير فقال معاوية لابن عامر : اجلس فأني سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول :" من أحب أن يمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار " رواه أبو داود رقم (5229) و البخاري في الأدب المفرد (977) و هو في السلسلة الصحيحة (357) و مثل هذا النوع من الناس يعتريه الغضب لو طبقت السنة فبدئ باليمين ، و إذا دخل مجلساً فلا يرضى إلا بأن يقوم أحدهم ليجلس هو رغم نهيه صلي الله عليه و سلم عن ذلك بقوله : " لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه" رواه البخاري (فتح 11/62)
(10) الشح و البخل:
و لقد مدح الله الأنصار في كتابه فقال )و يؤثرون علي أنفسهم و لو كان بهم خصاصة( و بيّن أن المفلحين هم الذين وقوا شح أنفسهم و لا شك أن ضعف الإيمان يولد الشح بل قال صلي الله عليه و سلم :" لا يجتمع الشح و الإيمان في قلب عبد أبداً " رواه النسائي (الجتبي6/13)وهو في صحيح الجامع (7616) أما خطورة الشح و آثاره علي النفس فقد بينها النبي صلي الله عليه و سلم بقوله :" إياكم و الشح ، فإنما هلك من كان قبلكم بالشح ، أمرهم بالبخل فبخلوا ,و أمرهم بالقطيعة فقطعوا،و أمرهم بالفجور ففجروا " رواه أبو داود (2/324)وهو في صحيح الجامع رقم (2678) و أما البخل فإن صاحب الإيمان الضعيف لا يكاد يخرج شيئاً لله و لو دعي داعي الصدقة و ظهرت فاقة إخوانه المسلمين و حلت بهم المصائب . و لا أبلغ من كلام الله في هذا الشأن قال الله عز وجل )ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل و من يبخل فإنما يبخل عن نفسه و الله الغني و أنتم الفقراء و إن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم(
(11) أن يقول الإنسان ما لا يفعل :
قال الله تعالي : )يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون& كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون( و لا شك أن هذا نوع من النفاق ، و من خالف قوله عمله صار مذموماً عند الله مكروهاً عند الخلق ، وأهل النار سيكتشفون حقيقة الذي كان يأمر بالمعروف في الدنيا و لا يأتيه ، و ينهاهم عن المنكر و يأتيه.
(12) السرور و الغبطة بما يصيب إخوانه المسلمين من فشل أو خسارة أو مصيبة أو زوال نعمة:
فيشعر بالسرور لأن النعمة قد زالت و لأن الشيء الذي كان يتميز عليه غيره به زال عنه.
(13) النظر إلي الأمور من جهة وقوع الآثم فيها أو عدم وقوعه فقط :
و غض النظر عن فعل المكروه فبعض الناس عندما يريد أن يعمل عملاً من الأعمال لا يسأل عن أعمال البر و إنما يسأل : هل هذا العمل يصل إلي الآثم أم لا ؟ هل هو حرام أم أنه مكروه فقط ؟ و هذه النفسية تؤدي إلي الوقوع في شَرَك الشبهات و المكروهات ، مما يؤدي إلي الوقوع في المحرمات يوماً ما فصاحبها ليس لديه مانع من ارتكاب عمل مكروه أو مشتبه فيه ما دام أنه ليس محرماً و هذا عين ما اخبر عنه النبي صلي الله عليه و سلم بقوله : " من وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعي حول الحمي يوشك أن يرتع فيه" الحديث في الصحيحين و اللفظ المسلم رقم (1599) بل إن بعض الناس إذا استفتي في شئ و أُخبر أنه محرم ، يسأل هل حرمته شديدة أو لا ؟ و كم الإثم المترتب عليه ؟ فمثل هذا لا يكون لديه اهتمام بالابتعاد عن المنكر و السيئات بل استعداده لإرتكاب أول مراتب الحرام ، و استهانة بمحقرات الذنوب مما ينتج عنه الاجتراء علي محارم الله و زوال الحواجز بينه و بين المعصية و لذلك يقول الرسول الله صلي الله عليه و سلم في الحديث الصحيح :" لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً فيجعلها الله عز و جل هباء منثوراً " قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا ، جلهم لنا ,أن لا نكون منهم و نحن لا نعلم قال : " أما إنهم إخوانكم و من جلدتكم.و يأخذون من الليل كما تأخذون و لكنهم أقوام ، إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها " رواه ابن ماجه رقم (4245) قال في الزوائد إسناده صحيح و رجاله ثقات وهو في صحيح الجامع (5028) فتجده يقع في المحرم دون تحفظ و لا تردد و هذا أسوأ من الذي يقع في الحرام بعد تردد و تحرج و كلا الشخصين علي خطر ، ولكن الأول أسوأ من الثاني و هذا النوع من الناس يستسهل الذنوب نتيجة لضعف لإيمانه و لا يري أنه عمل شيئاً منكراً و لذلك يصف ابن مسعود رضي الله عنه حال المؤمن و حال المنافق بقوله " إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه و أن الفاجر يري ذنوبه كذباب مر علي أنفه فقال به هكذا " (أي دفعه بيده)رواه البخاري (فتح 11/102) و انظر تغليق التعليق (5/136)المكتب الإسلامي
(14) احتقار المعروف:
و عدم الاهتمام بالحسنات الصغيرة . و قد علمنا صلي الله عليه و سلم أن لا نكون كذلك فقد روي الإمام أحمد عن أبي جرى الهجيمى قال أتيت رسول الله صلي الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله إنا قوم من أهل البادية فعلمنا شيئاً ينفعنا الله تبارك و تعالى به فقال : " لا تحقرن من المعروف شيئاً و لو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقى ، و لو أن تكلم أخاك و وجهك إليه منبسط " مسند أحمد (5/63)و هو في السلسلة الصحيحة (1352) فلو جاء يريد أن يستسقى من بئر و قد رفعت دلوك فأفرغته له ،فهذا العمل و إن كان ظاهره صغيراً لا ينبغي احتقاره و كذا لقيا الأخ بوجه طلق و إزالة القذر و الأوساخ من المسجد ، حتى و لو كان قشة فلعل هذا العمل القليل يكون سبباً في مغفرة الذنوب ، و الرب يشكر لعبده مثل هذه الأفعال فيغفر له ألم تر أنه صلي الله عليه و سلم قال :" مر رجل بغصن شجرة علي ظهر طريق فقال و الله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة " رواه مسلم رقم (1914) إن النفس التي تحقر أعمال الخير اليسيرة فيها سوء و خلل و يكفي في عقوبة الاستهانة بالحسنات الصغيرة الحرمان من مزية عظيمة دل عليها قوله صلي الله عليه و سلم " من أماط أذى عن طريق المسلمين كتب له حسنة و من تقلبت له حسنة دخل الجنة " رواه البخاري في الأدب المفرد رقم (593) و هو في السلسلة الصحيحة (5/387) و كان معاذ رضي الله عنه يمشي و رجل معه فرفع حجرا من الطريق فقال ما هذا ؟ فقال سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول :" من رفع حجراً من الطريق كتب له حسنة و من كانت له حسنة دخل الجنة " المعجم الكبير للطبراني (20/101)،السلسلة الصحيحة(5/387)
(15) عدم الاهتمام بقضايا المسلمين:
و لا التفاعل معها لا بدعاء ، و لا صدقة ، و لا إعانة ، فهو بارد الإحساس تجاه ما يصيب إخوانه في بقاع العالم من تسلط العدو ، و القهر و الاضطهاد و الكوارث فيكتفي بسلامة نفسه ، و هذا نتيجة ضعف الإيمان فإن المؤمن بخلاف ذلك ، قال النبي صلي الله و سلم :" إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس" مسند أحمد (5/340)و هو في السلسلة الصحيحة (1137)
(16) انفصام عرى الأخوة بين المتأخرين :
يقول صلي الله عليه و سلم " ما تواد اثنان في الله عز وجل أو في الإسلام فيفرّق بينهما أول ذنب يحدثه أحدهما " رواه البخاري في الأدب المفرد رقم (401)و أحمد في السند (2/68) و هو في السلسلة الصحيحة (637) . فهذا دليل علي أن شؤم المعصية قد يطال الروابط الأخوية و يفصمها ,فهذه الوحشة التي يجدها الإنسان بينه و بين إخوانه أحيانا هى نتيجة لتدني الإيمان بسبب ارتكاب المعاصي لأن الله يسقط العاصي من قلوب عباده فيعيش بينهم أسوأ عيش ساقط القدر زرى الحال لا حرمة له ، و كذلك يفوته رفقة المؤمنين و دفاع الله عنهم فإن الله يدافع عن الذين آمنوا.
(17) عدم استشعار المسئولية في العمل لهذا الدين :
فلا يسعى لنشره و لا يسعى لخدمته علي النقيض من أصحاب النبي صلي الله عليه و سلم الذين لما دخلوا في الدين شعروا بالمسئولية
علي الفور و هذا الطفيل بن عمرو رضي الله عنه كم كان بين إسلامه وذهابه لدعوة قومه إلي الله عز وجل لقد نفر علي الفور لدعوة قومه و بمجرد دخوله في الدين أحس أن عليه مسئولية عظيمة فطلب من الرسول صلي الله عليه و سلم ، أن يرجع إلي قومه فرجع داعية إلي الله سبحانه و تعالي ، و الكثيرون اليوم يمكثون فترات طويلة ما بين التزامتهم بالدين حتى وصولهم إلي مرحلة الدعوة إلي الله عز وجل . كان أصحاب محمد صلي الله عليه و سلم يقومون بما يترتب علي الدخول في الدين من معاداة الكفار و البراءة منهم و مفاصلتهم فهذا ثمامة بن أثال رضي الله عنه _رئيس أهل اليمامة- لما أسر وجئ به فربط في المسجد و عرض عليه رسول الله صلي الله عليه و سلم الإسلام ثم قذف الله النور في قلبه فأسلم و ذهب إلي العمرة فلما وصل مكة قال لكفار قريش : " لا يصلكم حبة حنطة من اليمامة حتى يأذن فيها رسول الله صلي الله عليه و سلم "رواه البخاري (فتح 8/87) فمفاصلته للكفار و محاصرتهم لهم اقتصادياً و تقدم كافة الإمكانات المتاحة لخدمة الدعوة حصلت علي الفور ،لأن إيمانه الجازم استوجب منه هذا العمل.
(18) الفزع و الخوف عند نزول المصيبة :
أو حدوث مشكلة فتراه مرتعد الفرائص ، مختل التوازن ، شارد الذهن ، شاخص البصر ، يحار في أمره عندما يصاب بملمة أو بليه ، فتنغلق في عينه المخارج و تركبه الهموم فلا يستطيع مواجهة المواقع بجنان ثابت و قلب قوي وهذا كله بسبب ضعف إيمانه و لو كان إيمانه قوياً لكان ثابتاً و لواجه أعظم الملمات و أقسى البليات بقوة و ثبات.
(19) كثرة الجدال و المراء المقسي للقلب:
قال عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح :" ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل " رواه أحمد في المسند (5/252) و هو في صحيح الجامع (5633)
فالجدال بغير دليل و لا قصد صحيح يؤدي إلى الابتعاد عن الصراط المستقيم، و ما أكثر جدال الناس اليوم بالباطل يتجادلون بغير علم و لا هدى و لا كتاب منير و يكفي دافعا لترك هذه الخصلة الذميمة قوله صلي الله عليه و سلم : " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ً" رواه أبو داود (5/150) و هو في صحيح الجامع(1464)
(20) التعلق بالدنيا ، و الشغف بها ، و الاسترواح إليها :
فيتعلق القلب بالدنيا إلي درجة يحس صاحبه بالألم إذا فاته شئ من حظوظها، كالمال ، و الجاه ، و المنصب ، و المسكن ، و يعتبر نفسه مغبوناً ، سيئ الحظ ، لأنه لم ينل ما ناله غيره ، و يحس بألم أكثر و انقباض أعظم إذا رأى أخاه المسلم قد نال بعض ما فاته هو من حظوظ الدنيا وقد يحسده و يتمنى زوال النعمة عنه ، و هذا الذي حذر منه النبي صلي الله عليه و سلم بقوله :" لا يجتمعان في قلب عبد الإيمان و الحسد" أخرجه النسائي (المجتني 6/13) و هو صحيح الجامع (7620)
(21) أن يأخذ كلام الإنسان و أسلوبه الطابع العقلي البحت و يفقد السمة الإيمانية :
حتى لا تكاد تجد في كلام هذا الشخص أثراً لنص من القرآن أو السنة أو كلام السلف رحمهم الله .
(22) المغالاة في الاهتمام بالنفس :
مأكلا و مشرباً و ملبساً و مسكناً و مركباً فنجده يهتم بالكماليات اهتماماً بالغاً فينمق هندامه و يجهد نفسه بشراء الرقيق من اللباس و يزوق مسكنه و ينفق الأموال و الأوقات في هذه التحسينات ، و هى مما لا ضرورة له و لا حاجة _مع أن من إخوانه المسلمين من هم في أشد الحاجة لهذه الأموال_ و يعمل هذا كله حتى يغرق في التنعم و الترفه المنهي عنه كما في حديث معاذ بن جبل رضى الله عنه لما بعث به النبي صلي الله عليه و سلم إلي اليمن و أوصاه فقال :" إياك و التنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين " رواه أبو نعيم في الحلية (5/155) و هو في السلسلة الصحيحة (353) و عند أحمد بلفظ "إياي" (المسند 5/243)
منقووووول للفائدة
أختكم في الله
الشمعه الذهبيه :27:
4
493
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جزاك الله خيراً أختي الشمعة الذهبية.
وبارك الله فيك..
وجعله الله في ميزان حسناتك..
وأزيدكم بما عندي.........
أسباب ضعف الإيمان:
1. الابتعاد عن الأجواء الإيمانية فترة طويلة.
2. الابتعاد عن القدوة الصالحة.
3. الابتعاد عن طلب العلم الشرعي.
4. وجود الإنسان المسلم في وسط يعج بالمعاصي.
5. الإغراق في الاشتغال بالدنيا.
6. الانشغال بالمال والزوجة والأولاد.
7. طـــــــــــول الأمـــــــــــــــل.
8. الإفراط في الأكل والنوم والسهر والكلام والخلطة.
علاج ضعف الإيمان:
1. تدبر القرآن العظيم.
2. استعشار عظمة الله عز وجل.
3. طلب العلم الشرعي.
4. لزوم حلق الذكر.
5. الاستكثار من الأعمال الصالحة وملء الوقت بها.
* المسارعة إليها.
* الاستمرار عليها.
* الاجتهاد فيها.
* استدراك ما فات منها. رجاء القبول مع الخوف عن عدم القبول.
6. تنويع العبادات.
7. الخوف من سوء الخاتمة.
8. الإكثار من ذكر الموت.
9. تذكر منازل الآخرة.
10. التفاعل مع الآيات الكونية.
11. ذكر الله تعالى. أمر بالغ للأهمية في العلاج.
12. مناجاة الله والانكسار بين يديه الله عز وجل.
13. قصر الأمل.
14. التفكر في حقارة الدنيا.
15. تعظيم حرمات الله.
16. الولاء والبراء.
17. التواضع.
18. محبة الله والخوف منه ورجائه،
وحسن الظن به والتكل عليه والرضا بقضائه، والشكر له،
والصدق معه، واليقين به، والثقة به، والتوبة إليه.
19. محايبة النفس في مهمة تجديد الإيمان.
20. دعاء الله عز وجل من أقوى الأسباب.
منقول من كتيب
ظاهرة ضعيف الإيمان -الأعراض 0 الأسباب 0 العلاج.
تأليف: محمد صالح المنجد.
الصفحة الأخيرة
جزاك الله تعالى على الموضوع القيم
وجعلني وإياك ممن قوي إيمانهم وغفر ذنبهم وحسنت خاتمتهم
:26: