معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول فى التوحيد

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم




إن الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادى له , وأشهد أن لا إله إلا الله , وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .


نبدأ بحول الله وقوته تلخيص كتاب معارج القبول ,مع إضافة شرح وتفسير لبعض آيات من القراءن كما شرحتها لى معلمتى جزاها الله خيرا , وهو كتاب فى التوحيد للشيخ حافظ بن أحمد حكمى , والتوحيد ينقسم إلى قسمين :


1 - توحيد المعرفه والإثبات , وهو توحيد الربوبية والأسماء والصفات .


2 - توحيد فى الطلب والقصد , وهو توحيد الإلهية والعبادة .




أولا :


********


تعرف العبد بما خلق له , وبأول ما فرض الله تعالى عليه , وبما أخذ الله عليه به الميثاق فى ظهر أبيه آدم , وبما هو صائر إليه .


قال تعالى : ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)3( خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ)4 النحل , يخبر الله تعالى عن خلقه العالم العلوى وهو السموات بما حوت , والعالم السفلى وهو الأرض وما حوت , وأن ذلك مخلوق بالحق لا للعبث , ثم نزه تعالى نفسه عن شرك من عبد معه غيره وهو المستقل بالخلق وحده لا شريك له , فلهذا يستحق أن يعبد وحده لا شريك له , ثم نبه تعالى على خلق جنس الإنسان من نطفة أى مهينة ضعيفة , فلما إستقل ودرج إذا هو يخاصم ربه تعالى ويكذبه ويحارب رسله , وهو إنما خلق ليكون عبدا لا ضدا .


قال تعالى : ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) المؤمنون : 115 , أظننتم أنكم مخلوقون عبثا بلا قصد ولا إرادة منا ولا حكمة لنا , وقيل للعبث أى لتلعبوا وتعبثوا كما خلقت البهائم لا ثواب ولا عقاب وأنكم لا تعودون فى الدار الآخره , لا , ليس الأمر كذلك, إنما خلقناكم للعبادة وإقامة أوامر الله عز وجل ثم نبعثكم ليوم لا ريب فيه , فنجازى كل عامل بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر , وهذا يقوله عز وجل لأهل النار توبيخا وتبكيتا بعد ما رأوا الحقائق عين اليقين , ثم نزه نفسه عما حسبوه , فقال تعالى : ( فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) المؤمنون :117 .


وقال تعالى : ( أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ) ص : 27 , أى لا نفعل ذلك ولا يستون عند الله , وإذا كان الأمر كذلك فلابد من دار أخرى يثاب فيها هذا المتقى ويعاقب فيها هذا الفاجر.


وقال تعالى : ( أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى ) القيامة : 36 , قال ابن كثير : أى ليس يترك فى هذه الدنيا مهملا لا يؤمر ولا ينهى ,. ولا يترك فى قبره سدى لا يبعث , بل هو مأمور منهى فى الدنيا محشور إلى الله فى الدار الآخرة .


بل خلق الله تعالى الخلق ليعبدوه بما شرعه على ألسنة رسله , وأنزل به كتبه , مع عبادتهم إياه لا يشركون بعبادته أحدا كائنا من كان , فمن عبد الله ألف سنة ثم أشرك به لحظة ومات على ذلك حبط جميع عمله وصار هباء منثورا .


قال تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) الذاريات : 56 , وقيل :


- أى إلا لآمرهم أن يعبدون وأدعوهم لعبادتى .


- إلا ليقروا بعبادتى طوعا أو كرها .


- إلا ليخضعوا إلىَ ويتذللوا .


معنى العبادة فى اللغة :


*******************


التذلل والإنقياد , فكل مخلوق من الجن والإنس خاضع لقضاء الله متذلل لمشيئته , ولا يملك أحد لنفسه خروجا عما خلق عليه ذرة من نفع أو ضر .


فأما المؤمن فيوحده فى الشدة والرخاء , وأما الكافر فيوحده فى الشدة والبلاء دون النعمة والرخاء .


والعبادة كما قالها شيخ الإسلام ابن تيمة :




العبادة هو اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة .


وجماع العبادة كمال الحب مع كمال الذل .


يقول ابن القيم : إن هناك جنة فى الدنيا إن لم ندخلها لن ندخلها فى الآخرة , وهى التعرف على الله وذكره ومجالسته .


وهذا باب رحمه من الله أن نتعرف على الله وهذه نعمه نحمد الله عليها . والإنسان المحب حريص على إرضاء محبوبه ولله المثل الأعلى , فأن يخلقنا الله هذه نعمة , وأن نعبده هذه نعمة , وأعظم نعمة أن جعلنا مسلمين .


سيدنا عمر رضى الله عنه كان شديد فى الحق , قال للإمرأته : لأسلبنَك , قالت : هل ستسلبنى الإسلام , قال : لا , قالت : إفعل ما شئت .


إيمانها أيقنها أن أى شئ يحدث مقدر لها إلا أن ينزع منها إسلامها .




من كتاب : معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول فى التوحيد


للشيخ : حافظ بن أحمد حكمى
2
721

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حكايه صبر
حكايه صبر
بااارك الله فيك
زهورفواحة 2009
زهورفواحة 2009
الله يجزاك خير اختي على الموضوع
وجعله الله في ميزان حسناتك