معاملة واعية متفهمة

ملتقى الإيمان

صديقتي مسلمة ولكنها لا تعترف بدينها أبدا لا بصلاة ولا بحجاب

طرق ووسائل ??


فهذه الفتاة تحتاج منك إلى معاملة واعية متفهمة بطبيعتها، فإنها لا تقرُّ أصلاً بالدين ولا بشعائره، ولا تحترم رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذن فلابد لك من أن تبدئي معها من أول خطوة، وهي شرح معنى توحيد الله تعالى، ومعنى الإيمان به، ومعنى أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله ونبيه الذي بعثه إلى الخلق عامة.



وطريق البدء معها في الكلام أن تعتمدي معها الوسيلة الهادئة الرقيقة؛ بحيث تشرحين لها (معنى الإسلام) عن طريق توجيه سؤال لها مفاجئ لا تتوقعه (ما هو الإسلام في نظرك، وماذا تعرفين عنه)؟ ومن المقطوع به أن مثل هذه الفتاة التي تملك جوابًا قائمًا، ولو أجابت فستكون إجابتها مشتتة قلقة مضطربة، لأنها في الحقيقة لا تعرف من الإسلام إلا اسمه، ولا من الإيمان إلا ما تلقفته عن بعض وسائل الإعلام الفاسدة المفسدة التي تزرع الشبهات والشكوك، فتنشر الإلحاد والتصورات المحرفة عن هذا الدين الكريم.. فإذا تبين جهلها بحقائق هذا الدين فاشرحي لها أنت بدورك حقيقة هذه الملة المستقيمة، التي بعث الله بها نبيه صلوات الله وسلامه عليه.


وطريق شرح هذه الأمور، أن تذكري لها مثلاً أن الله جل وعلا قد أرسل رسوله - صلوات الله وسلامه عليه - بهذا الدين ليقوم بتعريف الناس بالسبيل الوحيد الذي فيه نجاتهم في الدنيا والآخرة، فهو دين يبين وينظم ويحدد:
(أ) علاقة الإنسان بخالقه.
(ب) علاقته بمن حوله من الخلق كأهله ومجتمعه وزوجته.
(ج) علاقته بنفسه، وما هي حقوقها عليه، وكيف يتأدب بالآداب السامية.
فهو دين جاء ليخرج الناس من ظلمات الشبهات والجهالات إلى نور اليقين والعلم والطمأنينة.


مضمومًا إلى ذلك أن في هذا الدين الكريم الإجابة عن كل سؤال، يتيه فيه التائهون ويضيع فيه الحائرون، فهو يبين للإنسان من أين جاء؟ ولماذا جاء؟ وما هو مصيره؟ وإلى أين سيذهب؟

وأيضًا فهو دين يعامل الإنسان بحسب فطرته، فلا يحرمه ما تدعوه إليه فطرته، من أمور الدنيا والتمتع بالطيبات، والزواج، وإنجاب الذرية.


ثم اعقدي لها مثلاً مقارنة بين انحراف النصرانية الصليبية، وبين هذا الدين العظيم - الذي لا وجه للمقارنة فيه أبدًا مع أي دين آخر - فاشرحي لها نظرة الكفار من النصارى كيف ينظرون إلى علاقة الرجل بالمرأة على أنها (دنس) لابد أن تتطهر منها المرأة والرجل كلاهما، فلذلك تصبح الفتاة في الكنيسة (راهبة محرومة من الزواج) والرجل راهبًا أو قسيسًا لا يتزوج ولا يقوم بأقل ما تدعوه إليه فطرته.

بينما نجد الإسلام يأمر بهذه العلاقة بل ويحث عليها، ولكن ومع هذا يضع لها الضوابط التي تحفظها وذلك بالزواج الشريف النظيف العفيف التي تبنى فيه أسمى علاقات الإنسان بالإنسان.

والمقصود أن مخاطبتك هذه الفتاة لابد أن تراعي فيها أنها لا تحمل من الإسلام إلا اسمه، فلابد من مخاطبتها بأصل وقواعد الدين التي يدعى إليها من لا يعرف الإسلام ولا الإيمان ولا أهلهما.

وأيضًا فإننا نشير عليك بأن تجعلي جل همك أولاً في شرح حقائق هذا الدين لها، وأن تؤجلي الكلام في الحجاب معها، حتى تجدي منها استعدادًا أكثر لتلقي مثل هذا الكلام معها، فالكلام في الحجاب في غاية الأهمية، ولكن لابد من اختيار الوقت المناسب للكلام فيه، فاجعلي أول كلامك وجل اهتمامك هو بيان حقائق الدين والتوحيد والإيمان لها، ثم دعوتها إلى إقامة الصلاة والمحافظة عليها، وبعد ذلك يكون الكلام في أمور الحجاب الواجب عليها.

ومما يعينك كثيرًا في هذا الباب ويختصر عليك الكلام كثيرًا، إعطاؤها بعض الوسائل الدعوية، كالأشرطة الدينية المناسبة، والكتيبات اللطيفة الحجم، ونحو ذلك من الوسائل التي تجعلها تفهم أمر هذا الدين على الوجه المستقيم الذي لا عوج فيه.

ونوصيك أيضًا بالاستعانة بالله على دعوتها، وبالدعاء لها بالهداية، فإن الدعاء سلاحك، وسلاح كل مؤمنة ومؤمن، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ليس شيء أكرم على الله من الدعاء).

ونسأل الله بكرمه ورحمته أن يجزيك عن جميع المسلمين وعن دعوتك لدين الله خير الجزاء: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين}.
2
306

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

اماسي الشريف
اماسي الشريف
جزاكي الله خير .......نفع الله بكي
om_omar
om_omar
جزاك الله خير