gariba

gariba @gariba

عضوة جديدة

معاناة فتاة..

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه..
أما بعد:
إلى أخواتي في الله: إليكن يامن استنارت قلوبكن بنور الاسلام ..إليكن يامن تتعبدن الواحد الأحد الذي لا شريك له..إليكن أيتها المعتزات بدينكن،الراجيات رحمة ربهن،الخائفات من عذابه وسخطه..يامن ترتقين بأنفسكن عاليا عن سفاسف الامور وتسمو كل واحدة منكن بنفسها الى الفردوس الاعلى..جعلني الله وإياكن من أصحابها ..نتنقل بين أنهارها وقصورها وننعم بلذاتها وخمورها..اللهم آمين..
إليكن..أنقل معاناة هذه الفتاة..لعل دعاءكن لها ينجيها مما هي فيه..فهاهي معاناتها تحكيها بنفسها..ولم أكن لأوردها بدون إذن منها..فاسمعن لها:
تقول في رسالتها:

إني فتاة في عمر الزهور..رزقني الله ذكاء وفطنة ولله الحمد..في بداية حياتي لم تكن معالم طريق
الاسلام "الصحيح" واضحة أمامي،كل ما أعلمه هو مما تعلمته من المدرسة وطبعا تعلمين أن التعليم عندنا نحن أهل المغرب العربي قد فعلت فيه-كما تعلمين-العلمانية فعلتها والله المستعان..ثم ما لبثت أن من الله علي بمعرفة الطريق الحق،وفضلني على كثير من خلقه باتباع سنة نبيه-ولا أزكي على الله أحدا-.
كل الناس حولي يتهمونني بالتشدد والتنطع،فحالي يغاير حالهم ولله الحمد،يقولون لي أني أريد أن أعود بهم إلى الوراء إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهم في عصر السرعة!!
ولم أر أبدا ملتزما ضره أن يتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويواكب في نفس الوقت تطور العصر!
يرون قريناتي قد أخذتهن أمواج الرذيلة بين تلفاز وموسيقى وأغاني وأفلام ومسلسلات وموضة وأزياء..ثم يعذرونهن..يقولون:هن مراهقات!!..ثم ينظرون إلي على أني "معقدة" لأاني ألتزم الحجاب الكامل ولأني تجنبت هذه الشبهات وابتعدت عن مواطن الفتن والشهوات!
هل تصدقين أنهم ينادونني بـ"مدام"فقط لأني أغطي وجهي!!!!

كنت-ولم أزل-وحيدة بين إخوتي الذكور..وقد رزق الله والدي مالا كثيرا ولله الحمد..مما جعل الطامعين يهرعون إليه أول ما بلغت الـ17،وفي مجتمعنا غالبا ما يستهزئ بمن تتزوج في هذا العمر أو حتى تتحدث عن الزواج!..لم أكن ممن يطيع المجتمع في كل شيء..فمن تتبّع إرضاء الناس ما أدركه،لكني حقيقة لم أنتبه لأي أحد خطبني من هؤلاء لأنهم عوام من ذوي المعاصي المجاهر بها-أعاذنا الله جميعا من الذنوب والمعاصي الظاهرة وغفر لنا مستورها-..
تقدم بي العمر قليلا،عندما بدأ الملتزمون-أحسبهم كذلك-يتقدمون لخطبتي..أكذب إن أنا قلت أنني لم آبه بهم..فقد كنت أخاف الفساد العريض الذي حدثنا به حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم،فكلنا نعلم أن من ترد الزوج الكفء تكون سببا في الفساد في الأرض والفتنة..فكنت أسمع القليل من أخبارهم طبعا ذلك دون علم أهلي أبدا..لأني إن أنا تكلمت في هذا الموضوع استخفوا بعقلي..بل يجب علي حينها ألا أفكر إلا في الدراسة والجامعة..بل ويسخرون ممن يتقدم لي ويجعلونني محل نكت..وكأن من تقدم أخطأ في فعلته..كل ما في الأمر أنهم يردونهم..فيحسب من تقدم أن ذلك مني وأني أؤخر الزواج من أجل الدراسة،كما تفعل الكثيرات في بيئتنا!!

ومع مرور الأيام..تبدأ المعاناة.. في الأول كان حلمي بزوج ملتزم حافظ لكتاب الله عز وجل،قد وضعت له كثيرا من الصفات..لم تهمني الصفات الخَلقية كثيرا..كنت أتمثله:يرضي الله تعالى أينما حل..فإذا رأيت العلماء كان معهم"علما أن العلماء هنا منعدمون تماما"..وإذا رأيت العباد كان من بينهم وفي زمرة المجاهدين هو ولو بقلبه..ووسط الذاكرين..ومن أوائل المتصدقين المحسنين..ولو بالصدقة اليسيرة التي يربيها له رب العباد فتكون كالجبال العظيمة..من كل معين ينهل..لا تقيده قيود..ولا يجد راحته إلا في لذة العبادة..يلبس ما تهيأ ولا يبالي بموضة ولا تسريحات شعر ولا أي من تلك الخزعبلات..يأكل ماتيسر..فلا يجعل همه بطنه وما تهوى..يكون أنيس كل غريب وعدو كل منافق كالغيث حيث وقع نفع،كالنخلة لا يسقط ورقها وكلها نفع حتى شوكها..يلين للمؤمنين ويغلظ على المخالفين لأمر الله..إذا غضب فلله وحده..فهو بالله ولله ومع الله..تحق غربته بين الخلق..وتجد وحشته بينهم..
أحلم به حاملا لكتاب الله كله..عاملا به..حافظا له حق الحفظ..وجهه منير من أثر قيام الليل..يتغنى بالقرآن،يرجوه شفيعا..تحاج عنه البقرة وآل عمران غمامتين يوم القيامة..صوام قوام،قدوته في دينه ودنياه محمد خير الخلق كلهم صلوات ربي وسلامه عليه..
ثم قدوته الصحابة..في كل شيء..في حفظ السنة كأبي هريرة وابن عمر وعائشة رضوان الله عليهم..
في علوم الدين والدنيا كلها..في العمل من أجل الله:عمر بن الخطاب رضي الله عنه..في القرآن:أبي بن كعب رضي الله عنه..في فنون الحرب وشؤون القتال:خالد وعلي رضي الله عنهما..عالم بالتفسير إمامه ابن عباس رضي الله عنه..كريم كسعد بن عبادة وعدي بن حاتم رضي الله عنهما..رحيم رقيق القلب كأبي بكر رضي الله عنه..متقلل في الدنيا يعشق الشهادة كمصعب بن عمير رضي الله عنه..لهجته صادقة كأبي ذر رضي الله عنه..حيي كعثمان رضي الله عنه..بطل مغوار كجعفر الطيار..راغب في الآخرة كعمير بن الحمام رضي الله عنه..رحمهم الله جميعا ورضي عنهم وأرضاهم.

لا يمنعه تفقهه في الدين من الجهاد ولا عمله من الإطمئنان على حال المسلمين..يريد جمع خصال الخير كلها مثل أبي بكرالصديق رضي الله عنه وأرضاه..

ياحبذا لو ينادى من كل أبواب الجنة:سلام عليك..طبت فادخلها من الخالدين..
آه لو أنه يشفع في 70 من أهله:يبدأ بوالديه ثم يعرج عليّ ثم بمن أحب من أهل بيته..يسلب لبي عندما أتخيله وقد وضع على رأسه تاج الوقار..ووالداه قد كسيا حلتين لا تقوم لهما الدنيا..أغار عليه حتى من الحور العين..لست أبالغ في ذلك..فكيف أهدأ وهو تعرض عليه 72 حوراء؟!!..أبصره وقد غفر له عند أول دفعة من دمه..يجيء بريح الدم كالمسك يفوح شذى..أحاول أن أتخيل مقعده من الجنة..ذي روحه في حواصل الطير الخضر من الجنة تغدو حيث تشاء..ياله من زوج لو يحشر مع العلماء في الدرجات العلى..قدوته معاذ بن جبل رضي الله عنه،العالم الجليل...مهلا!..هذه جباااااااال من الأجر بإسمه..لم ذلك؟..لكثرة شهوده الجنازات..نخيل كثير وأشجار ظلها مسيرة 100عام،من لسانه الرطب بذكر الله...كنوز"لا حول ولا قوة إلا بالله"تملأ جنتيه..بإذن الله.

سعادتي ما بعدها سعادة حينما يقال له:اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا،فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها..وواهنائي إذا جاء في صورة القمر ليلة البدر؟!مع الغر المحجلين من أثر الوضوء..خلوفه أطيب عند الله من المسك من أثر الصيام..
ومع كل ذلك فتواضعه يزيده رفعة بين الناس..فهو من الموطئين أكنافا الذين يألفون ويؤلفون...

قد تقدم لخطبتي لحد الآن أكثر من 20شابا..لكن دائما من أول وهلة الباب يسد أمامهم..كل الردود إما:"ماتزال صغيرة"أو"انتظرها إن استطعت 11 سنة حتى تكمل دراستها الجامعية"أونحو ذلك..
لا يسألونني رأيي أبدا..حقيقة أني كلما سمعت بتقدم شخص أزداد شوقا لبيت هنيء خال من أجهزة الفساد والمنكرات..بل إني لأرسم صورته في خيالي..لم يكن أبدا ليهمني زخرف الحياة الدنيا..كل ما أريد بيت يطاع فيه الله..ولا يحارب فيه بأي أداة للرذيلة..نهاره صيام وليله قيام..بيت مثل ما كان عليه الصحابة..همي أن يكون هو طريقي إلى الجنان..أحلم به قاعدة للبيت السوي..يقتدي به الكثير ممن يريد إنشاء أسرة..حفظة قرآن لم يصدهم ذكر الله عن التميز في مضمار الطب أو الهندسة أو غيرها..علماء دين ودنيا..مثل السلف الصالح..هممهم تعلو الجبال:يبتغون الدار الآخرة ولا ينسون نصيبهم من الدنيا..

كنت في بادئ الأمر أحلم فقط وأضع هذه الخطوط العريضة أمام ناظري..ثم مع الوقت-ولا حياء من الحق- وبكثرة الفتن..لم أعد أستطيع الصبر..فحقا لم أعد أطيق..فإنما أنا امرأة..ولي مشاعر مثل أي فتاة..ولكن أهلي يغضون الطرف عن ذلك..لا تظني بي سوءا..فلست ممن ابتليت بما يسمى حبا وغراما وهذه الألاعيب التي لله الحمد لا تقبلها عقولنا فضلا عن قلوبنا!..لكن..أقرب لك الفكرة..أرأيت الرجل يعمل ويعمل راجيا بذلك الحور الحسان؟..كذلك مشاعري..أوليس هو جنتي وناري؟أوليس طاعته أولى من القيام والصيام؟أوليست التي تتودد إلى زوجها،هي من خير النساء؟..هكذا إحساسي..كما قيل لمن يريد الحور:
يا خاطب الحور الحسان وطالبا*** لوصالهن بجنة الحيوان
لو كنت تدري من خطبت ومن طلبـ***ـت بذلت ما تحوي من الأثمان
أو كنت تدري أين مسكنها جعلـ***ـت السعي منك لها على الأجفان
ولقد وصفت طريق مسكنها فان*** رمت الوصال فلا تكن بالواني
أسرع وحدث السير جهدك انما*** مسراك هذا ساعة لزمان
فاعشق وحدّث بالوصال النفس وابـ***ـذل مهرها ما دمت ذا امكان
أعرف أن تلك حالة وأنا في حالة أخرى فهذه دنيا وتلك آخرة..لكن،حقّ لي بأن أكون أكثر اشتياقا من الراجي حور العين..فتلك لذة من لذات الجنة..أما في الدنيا فهو الطريق الموصل إلى الجنة..أليس معي حق؟
.. لاأستطيع البوح بمشاعري ولو حتى لأمي..وما كنت لأخبر بذلك أحدا لولا ثقتي بك ورجائي منك نصيحتي..لكن،لست أتصبر إلا بدعاء ربي..فهو العليم بما في الصدور..

أشعر..وكأن نارا تتأجج في داخلي..خصوصا ومشاكلي مع أسرتي لا تنتهي بسبب التزامي..في بيتنا تلفاز
وأدوات لهو..الحمد لله أني أعاديها عداوة شديدة..لكن من بين أهلي من يحبها حبا جما..بل إن والدي يجلس مع ولده-هكذاأسميت التلفاز-أكثر من15ساعة في اليوم!،من أخبار إلى أخبار..كأنه يحرر فلسطين بإعادة نفس الخبر في قنوات كثيرة..نصحته،كلمته،لا فائدة..اقترحت عليه أن يسمع بدل أن يرى لمافيها من نساء متبرجات وأن يبتعد عن الموسيقى ..يقول انه لا يهتم بمن تقدم ولكن يهتم بما يقال!!..بالرغم من أنه يقوم بالليل ويحافظ على صلاة الجماعة وعلى كثير من الطاعات ولله الحمد لكن!..أخاف عليه من هذاالعدو..فأحيانا يستزله الشيطان فيقلب القنوات ويقع في المحرمات..والله المستعان.

لست أريد من رسالتي هذه أن أخبرك بتعاستي أو أني طفشانة أو شيء من تلك الأشياء..لا لا أبدا..فالله عوضني بغض البصر حلاوة أجدها في قلبي..وبالعكس فإن سعادتي بسلفيتي*بإذن الله* لا تجدها أي فتاة مهما كانت إلا أن تكون هي الأخرى سلفية..ولكن هذا الأمر يؤرقني قليلا..بالأخص بزيادة الوافدين إلى والدي أو إلى إخوتي يطلبونني..ذلك يجعلني أؤمل بقرب مجيء من أريد ومن أرجو فيه صفات المؤمن المسلم الحقيقي..أو بالأحرى صفات الزوج المثالي..ولكن لم يأت إلى الآن..

آه ياأختاه..إني أنتظر وأنتظر،لكن أحدا لا يعلم إلا الله سبحانه..علّه يعجل بمجيئه لينقذني مما أنا فيه..
ياربي إنك أنت الوهاب فهب لي قرة العين..يا الله.
---------------------

هذه رسالتها بتصرف يسير،،،وقد كان آخر حديثها طلب للدعاء والنصيحة..فما وجدت إلا أن أنصحها بالصبر
والمواظبة على الدعاء والصوم..وياإخوتي:ادعوا الله عز وجل أن يرزقها الزوج الصالح عاجلا..ليخرجها مما هي فيه من المعاناة..فاللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبها على دينك..وعلى طاعتك وطاعة نبيك صلى الله عليه وسلم..وهب لها قرة عينها..يا سامعا لكل شكوى وعالما بكل نجوى ...يا رب العالمين..اللهم آمين.
0
701

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️