معاناة وصفتها أم شاعره بعد إنجابها طفلها الاول

الحمل والإنجاب

سبحان من أودع في قلب الأم غريزة فطرية وعاطفة جيّاشة، سبحان من جعل حبها لأبنائها أكبر من أي تعب أو معاناة أكبر حتى من آلام المخاض وطلقات الولادة هذه المعاناة الكبرى التي وصفتها أم شاعرة بعد إنجابها طفلها الأول تقول:

إذا ما تكورت في داخلي
وأثقلت جسماً خفيفاً خلي

وبت أقلب فكر التمني
سأحظى بليلى ترى أم علي

ولما توالت شهور الطوال
وقاربت حولاً به مأملي

ذبلت ذبول غصون الخريف
ومن تك مثلي ولم تذبلي؟!

وحين تزمجر ريح المخاض
تلاطم أمواجها مركبي

شعرت بنوبة شبه الجنون
وموجة صخب إلى الأصخبِ

كأني من القهر بين الرحى
تدك عظامي بلا موجبِ

استجرت بلطفك يا من على
ضفافك ألقيت ما حلّ بي

وتنسل مني جذور العروق
جنيناً دعاني من مغربي

وكنت مودعة للحياة
ومبحرة في دجى غاربي

هناك تذكرت بين الملا
حنانك أمي وعطف أبي

وأيقظني من سبات عميق
ملاك يغرد في جانبي




استعانة بالله وحب وصبر، كل هذا يحتاجه المولود الضعيف في ولادته الأولى، ويحتاجها مدة أخرى في ولادته الثانية، ولادة رجولة الولد، وولادة أنوثة البنت، ومثلما الولادة الأولى تأتي بعد تسعة أشهر حملاً في رحم امرأة ضعيفة، كذلك الولادة الثانية ولادة الرجولة والأنوثة، تأتي بعد تسع سنين حملاً في رحم مرحلة ضعيفة هي مرحلة المراهقة، للحمل الأول علامات، وللحمل الثاني علامات، في شهور الزواج الأولى ينتظر الزوجان علامات الحمل بفارغ الصبر رغم أن هذه العلامات مزعجة في حد ذاتها من غثيان واضطراب في النفسية وآلام وإغماء أحياناً، رغم ذلك ينتظرون هذه العلامات ويفرحون بها؛ لأن وراءها شيء رائع، وراءها طفل ينتظرونه، وكذلك علامات الحمل الثاني يجب أن ننتظرها بشوق أيضاً، ونفرح لقدومها ولا يؤثر على فرحتنا بها على كون هذه العلامات مزعجة في حد ذاتها من تمرد وتذمر وعناد، أو الابتعاد عن الآباء إلى الأصدقاء، أو حساسية عاطفية، رغم إزعاج هذه العلامات نفرح بقدومها؛ لأن وراءها شيء رائع، وراءها رجل صالح تنتظرونه، ووراءها امرأة صالحة تنتظرونها، للولادة الأولى آلام متعبة، وللولادة الثانية آلام متبعة أيضاً، أشد آلام الولادة الأولى انفصال الطفل بجسده وروحه، وأشد آلام الولادة الثانية انفصال المراهق بإرادته وعواطفه، ومتى يحدث هذا الانفصال الصعب يحتاج المراهق لقوتين دافعتين يفجرهما الله في نفسه شدة: 1- الانفعال. 2- والحاجة للاستقلال، ومن القوتين تكون مظاهر المراهق المزعجة أحياناً، لكن مهما كانت مزعجة فأنتم صبرتم على الأكثر إزعاجاً منها، صبرتم على آلام الولادة الأولى، و_بإذن الله_ تستطيعون الصبر على آلام الولادة الثانية، على متاعب المراهقة، وتحلون مشاكلها وتبنون صداقة حقيقية مع ابنك والمراهق، وتبدعون في تعاملكم معه، و_بإذن الله_ سيتعلم منكم من حولكم من الآباء كيف يربون أبناءهم، والأهم من ذلك أنكم تُعَلِّمون أبناءكم كيف يكونون آباء في المستقبل _بإذن الله تعالى_.

المصدر_المسلم
2
579

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

&**هنادي**&
&**هنادي**&
الله يجزاك الف خير
وفعلا صادقه بكل الكلام
الله يعطيك الف عافيه
شاب قرناها
شاب قرناها
الله يجزاك الف خير