-_ - البـدايــة -_-
أرتج البيت من حركة ساكنيه نتيجة لقدوم أناس كي يشاهدوا الفتاة ( سفينة ) التي أخذت والدتها تدخل عليها في غرفتها من أجل مراقبة الوضع وأخوتها الفتيات حولها واحدة تمشط شعرها والأخرى تضع لها الميك أب ويتراشقون النكات عليها فالأولى تقول لها .. يا ( سفينه ) ان الله كتب وتزوجتي لفي شعرك بفوطة عشان لو ضمك وحب يملس على شعرك ما تتمخش يديه .. والاخرى تتأفف وهي تقول مو معقول بشرتك جافه كل ما حطيت الكريم تتشربه يبغالي أدهن وجهك بصمغ عشان نسدد المسام ..
استمروا في الضحك وصوت والدتها وهي توصي أخو ( سفينه ) الكبير بأن يحضر علبة قاتوه من سعد الدين وعصير طازج من عصيرات 50 فاكهه وهو يتذمر من شدة الحر ملقياً بالحمل على أخيه الأصغر الذي أخذ يرتب عزبته كي خرج مع أصدقاءه وكأنه ضيف شرف كالذين يخرجون في المسلسلات حلقه أو حلقتين فيموت ( صدق وشوله يقبل بالعمل دامة بيموت ما تسوى يجي للتصوير ) ..
وفي النهاية يذهب الكبير بعد جهد جهيد فتمر اللحظات بسرعة والأم تشتط والخادمة تفتح الثلاجة وتقفلها من اللخمة نتيجة لكثرة طلبات والدة سفينة التي تزجرها .. ليش سوي قهوة في زمزمية مال بابا قديم في يجي ضيوف سوي قهوة في زمزمية جديد .. يدخل ولدها ومعه الأغراض فيضعها على الطاولة وهو يقول ..
ياليت اني ضيف جايكم عشان نشوف هالمواعين الزينه بدال بريق هالشاهي اللي مكسورة عروته ويجبرنا نلبس شماغ عشان نقدر نمسكه .. قاطعته والدته بغضب وهي تفرز الأغراض .. وجع يوجع قلبك وش هالبرتقال ليش ؟ .. أجابها بكل برود .. ما لقيت عصير طازج قمت شريت برتقال تعصرونه في البيت .. زجرته بكل غضب .. أكبر نسبة مطاعم في العالم عندنا سطنبول معد بقى فيها أحد كل الأتراك جو عندنا يشتغلون وما حصلت عصير طازج .. تأفف ولدها وهو يقول لها .. عشان كذا ما رحت سنطبول اختصرت الطريق ورحت لبوفية عبد القادر اللي نهاية الشارع لقيت الخلاط حقهم خربان يقول أنه سوى ملك شيك لزبون وخربت الريشة ( وكما الريشه ) نطقها بلحن وهو ينغز والدته مداعبا إياها ولكنها صفعته على خده مما جعل توازنه يختل ويسقط على الخادمة التي أخذت نفساً عميقاً ..
وعندما همت والدته بالحديث فإذا بـ ( سفينة ) تدخل وقد لبست بلوزة حمراء وتنورة جينز سكيني لتضرب نحرها وهي تقول مقولة أي أم هووو وش هذا تحشمي يا بنت روحي غيري ملابسك وألبسي التنورة السوداء من زين هالجسم اللي كله زوايد كنهم اورام حميدية .. لم تكد تنهي حديثها حتى دخل وأبو سفينه وهو يستفسر عن سر الصراخ لتهب فيه بقولها أيه وش عليك طالع توسع صدرك ومخلي علي الشقاء مع عيالك اللي كل واحد مشاكله كبر الجبل والحرمة بتجي اليوم تشوف بنتك وأنت ولا همك .. أشار بيده وهو يحاول تهدئتها..
نعنبو خيرك هدي أعصابك الشامة اللي في خدك وصلت جبهتك من كثر ما تعبسين بوجهك .. وبعدين خير يا طير وإذا جت نفرش لها الأرض ورد وإلا ننسدح عشان تمشي علينا تجي تشوف حالها حال الناس وأنت خلي عنك هالفشخرة والتزيين والزبرقه الزايدة وكوني على طبيعتك جعله في هالفستان اللي يلمع كنك عقود لمبات في عرس ..
تأففت وتركته ليتجه إلى المجلس ويجلس على الأريكة ويداهمه النعاس فيغفو قليلا ولكن غفوته لم تكتمل كالمسلسلات التي تعرضها القناة السعودية تقطعها احتفالات تخرج الضباط أوحضور الأمير في سباق الفروسية ( وين أيامك يا عبارة – نعتذر عن إتمام المسلسل وننتقل بكم إلى حفل تخرج الضباط والذي يرأسه ... ) ولكن سرعان ما يشرد النوم من الخوف نتيجة صرخة زوجته أم سفينه التي تقول وهي تجز على أسنانها .. ضاقت الأماكن .. أفاق بسرعة على صوتها وهو يردد .. كلها مشتاقة لك .. تجاهلت عبارته .. وش ينومك في المجلس والضيوف بيجون بتجلطوني أنتم ما عندك غرفة لي ساعة أمسح فيه وأنظفه وتجي بثوبك هالأصفر ناقصه رسمة ذرة ويطلع علبة نشاء أرحموني وخلو هاليوم يعدي على خير والله تعبت ..
نهض والد ( سفينه ) بكل برود وهو يلوح بيده يا بنت الناس لا تشقين بعمرك وتتفشخرين ترى أن تمت على خير بيجيب لك مهرها ددسن مطلعه أقساط وفلوس معطينه جماعته صدقه ومفهمينة أنها عانية .. وبعدين وش هالتحف اللي حاطتها ناقصك مدفع في الزاويه ويطلع المتحف الوطني ..توقف للحظات وتطلع إلى الورد المجفف وهو يستطرد قائلاً .. وورد مجفف بعد بالمرة رصي لك فراشات محنطه وخلي ولدك يشرح لهم كل قطعة وش تعني ومتى تم إنتاجها ..
نطق كلماته ورحل وهمت بترتيب المجلس وصعدت إلى الطابق العلوي لتتابع العروس التي مدت نصف ذراعيها وأخذت تمشي في الغرفة وتقف على طرف السرير وتنحني إلى الأمام وهي تبتسم ووالدتها تسألها بتعجب وش تسوين .. قالت أسوي بروفه على تقديم الشاهي .. قاطعتها والدتها لا والله فالحة أنت بتقدمين العصير .. التفتت أبنتها سفينه وقالت لها بس اللي سويتها بروفه على الشاهي مهوب العصير ..
لطمت والدتها على خدها وهي تقول وش الفرق يا الكمخه كلهم نفس الحركة بتشيلينهم في صينيه .. يارب عدي هاليوم على خير .. استعدي الحرمة على وصول ومن اللي مسرح لك شعرك ومسويبة كذا طالع عش غراب .. أرادت أن تجيبها ولكنها أوقفتها وهي تقول أبروح أشوف اخواتك .. ذهبت ودخلت عليهم فإذا بكل واحدة لبست قميص وصرخت فيهم بكل مافيها ما لبستوا يابنات اللذينا الناس على وصول لتجيبها الصغيرة وحنا وش دخلنا هي اللي بتتزوج وإلا حنا .. أخذت الأم النعال ورمتها عليها كعادة أي أم سعودية عندما تحاول إقماع فتنة أو قلة حياء من الطرف الآخر ..
لم تمضي دقائق إلا والكل استعد وقرع الجرس فدبت الحياة من جديد في المنزل الخادمة ذهبت لتفتح الباب والأم تقف على المدخل هي وبناتها تهلي وترحب حتى دخلت أم العروس الى المجلس وجلست على الكرسي وتجاذبت اطراف الحديث مع أم سفينه التي أخذت تستغل انشغال المرأة وتصددها بإعطائها إشارات لبناتها بعينيها تارة تطير عينيها يعني جيبو القهوة ..
وتارة تكح كناية كلي تبن لأبنتها الصغيرة التي تسأل أم الولد ليش أنت سمينه فتضحك أم العروس وتتطلع إلى جوالها فتقوم أم سفينه بحركة من يدها تعني الوعيد والتهديد بعد أن ترحل المرأة وكل ما انتهبت إليها تبتسم وتهلي وترحب حتى حضرت العروس ودخلت عليهم وهي تتطلع إلى الأرض فتخبط قدمها في الطاولة وأم العروس تقول بخوف بسم الله عليك والأم تبتسم وهي تقول معليش مرتبكه الضعيفة أول مره تنخطب توها مخلصة الجامعة ..
ترد عليها سفينة لا وش مرتبكه يمه بس الطاولة مغير مكانها أخبرها في المخزن فوق من اللي نزلها .. تضحك الأم بامتعاض وهي تجيب ابنتها الله يهديتس يا بنيتي من عمرها هي هنا .. نطقتها وهي تطير بعينيها كناية عن أبلعن خيرك بس خل تروح ..
تجاذبوا أطراف الحديث وأخذت أم العريس تسترق النظرات بأرتباك نحو العروس فشربت القهوة والشاي والعصير دون أن تنتبه لنظرات أم سفينه التي طيرت عينيها إلى ابنتها سفينة كناية قومي خلاص لعد تجلسين .. فنهضت لتلتف أم العروس وتسأل والدة البنت
هي أسمها ( سفينة ) أيدتها الأم لتطرح سؤالا آخر ليش سميتوها هالأسم .. تنحنحت الأم قبل أن تجيب سؤالها .. على أسم أم زوجي .. ابتسمت أم العريس وهي تقول أن شاء الله يكون ولدي ربان هالسفينه ... قاطعتها الفتاة الصغيرة ليه ولدك قرصان ..لكزتها أختها وهي تضحك وتقول قرصان والا مرقوق .. لم تكد تنطق كلماتها حتى رأت الغضب يشع من وجه والدتها وهي تغمز بعينيها لابنتيها ومن ثم أشاحت بوجهها ..
بعدها تبادلوا الضحكات ومن ثم رحلت مع أبنها الذي استأجر سيارة ضنن منه بأنه سوف يخرج أحد أخوتها الصغار فيشاهد السيارة وينقل لهم الخبر بأن معه لكزس ولكن من سوء حظه الخادمة التي فتحت لأمه الباب ليقول قهر يمه ما شافوا السيارة لو داري وفرت قيمة الإيجار وجيت بالهايلكس .. قاطعته والدته وأنا أمك لازم تطلع لك سيارة بدال الهايلكس ما يصلح كنك كداد ..
تجاهل الولد كلماتها وقفز في حلقها وهو يسألها عن وصف العروس التي وقفت والدته صامته للحظات وهي تبين له بأنها لم تشاهدها وكأن شيئاً غم عليها فكلما سألها عن شيء قالت جميل ، زين وعندما يسألها عن شكلها تقول له حلو وعن جسمها فتقول مثل جسم أختك حصه فتلوع كبده ومن ثم يعود على شكل وجهها ويلح بأن تشبهه على أحد الفنانات فتجلس تفكر وتكسر حاجز التفكير بقولها بأنها تشبه لفنانة سورية نسيت أسمها ويهم بتذكيرها ويرص لها الأسماء كاريس بشار ، سلاف فواخرجي وهي تومئ برأسها بالنفي ومن ثم تنطق وكأنها وجدت ضالتها .. ايه تشبه لمنى واصف ..
عندها شعرت بوجهها في زجاج السيارة الأمامي إثر فرامل قوية كاد أن يخرج معها الإرباق وهو يقول لها سلمات يمه ليكون خطبتي لي أمهم بس وأنت ما تدرين .. تداركت الموقف وقالت له بأنها تشبه لها في شبابها ومدحتها له مديحاً حتى أخذ يرسم الخيالات والأحلام منتظراً الرؤية الشرعية ..
* * *
وفي منزل ( سفينه ) أخذت والدتها تسفل بهم حتى شعروا بالأسى وولدها يرد عليها بكل برود .. يمه تراك سفلتي فينا أكثر من اللي يتسفلون في سجن ابو غريب وبعدين من زين بنتك حنا اخوانها ما تقبلنا وجهها كيف عاد الناس الغرب لا تحرقين اعصابك مهوب جايين بكره بيتصلون عليك ويقولون لك أبونا توفا وهو الوحيد اللي يعرف وصف بيتكم عشان كذا ياليت تعذرونا معد نقدر نجي ..
أخرسته ( سفينه ) بقولها أنتم كذا يا الأخوان ما منكم فايدة تعلقون وتهزئون وأن بغيتوا شي جيتوا تتوددون عشان نصلح لكم شاهي وإلا عشاء .. وش عليه بكرة يجيبك الموز يا قرد وتقولي عطيني من مهرك .. ضحك أخوها وهو يقول لا تفرحين ترى أن حلب نفسه مهوب معطيك إلا أربعين وفيها الشبكه والذهب والفساتين واحتمال فاتورة كهرب بيتهم حاطها معهم وفوق هذا كله بعد الزواج بيسألك كم وفرتي من الأربعين اللي عطيتك يقالك بيختبرك بيشوف أنت حرمة اقتصادية وإلا مبذرة ما يدري أن الأسعار ارتفعت ..
اشتد النقاش فحلته والدتهم ومرت الأيام واتصلت أم الشاب وأخبرتهم بالموافقة وتم ترتيب موعد للرؤية الشرعية التي ما إن حضر موعدها حتى اشتقت أم سفينة بالتجهيزات المطلوبة إلى أن دخل الشاب في المجلس الذي سيقابل فيه سفينة .. جلس مرتبكاً مع والدها وأخوها الذي همس في أذن والده هذا جاي يشوف أختي وإلا جاي عند مروج مخدرات وراه مرتبك المفروض العكس حنا اللي نرتبك نخاف يسمعنا كلام شين أن شافها ..
وبينما هو يتحدث دخلت أخته ومعها العصير وقد أسدلت شعرها على وجهها ولبست تنورة ضيقة بوصية من والدتها كي لا تتعلق عينيه في وجهها ، تقدمت ووضعت العصير على الطاولة وجلست بجانب والدها الذي قال لها يا بنيتي تجلسين جنبي اذا كانا في غمارة الددسن أما هنا أجلسي قريب منه عشان يشوفك .. استرق النظرات وأخوها يقول له يا ابن الحلال لا تستحي شف عشان ما تقول بكره عطيناك الطماط الخايس اللي في آخر الصندوق ..
لكزه والده بكوعه وأمره بأن يخرج فخرج ولحقه والده وهو يقول بأبتسامة نخليكم شوي وأخذ الشاب يسألها ما شاء الله أنت العروس أرادت أن تقول له بتهكم .. لا والله أنا تصبيره الين تجي العروس ولكنها أومأت برأسها ليعاود سؤالها مرة أخرى أنت سنه كم .. أرادت أن تقول له أنت على سؤالك هذا بتعطي عيديه لبنت في الابتدائي وش اللي سنه كم ولكنها تجاهلت حديثها الداخلي للمرة الثانية وأجابته أنا تخرجت من الجامعة قسم إعلام .. ابتسم وهو يسألها كيف أعلام يعني تفصلين أعلام في اليوم الوطني والا كيف ..
بنفس الحديث الداخلي أرادت أن تقول له يا شين الضرافة ليت من كسر هالصينية على راسك هالحين تنكت وتمزح وتقول كلام حلو وبعد الزواج أبحب رجلك عشان تسولف وتضحك معي .. تجاهلت للمرة الثالثة هذا الحوار الداخلي وصححت له المعلومة وهي تمد يدها لصحن الكيك وتأخذ قطعة وتمدها له وهويسألها ما شاء الله تصليحك ..
أجابته لا هذا تصليح سعد الدين للدرجة هذي مو واضح أنه من برى ..ابتسم وهو يقول لها أنا ما أحب أكل غير طبخ البيت بادلته بنفس الابتسامة ..وصوت حالها يقول .. صفقني اذا فيه شاب ياكل في بيتهم كل أستراحه فيها جميع أرقام مطاعم المندي .. أرخت رأسها وهو يسألها وهي تجيبه ويتحدث عن نفسه حتى دخل والدها وقال لها روحي يا بنيتي أمك تبيك ..
خرجت ورحل الرجل وبعد يومين تم الموافقة من قبل الزوج واشترطت الفتاة أن يسألوا عنه وأخذت تتطلب أخوتها بأن يسألوا عنه في العمل والحارة والأصدقاء والمسجد ولكنهم كانوا يتعذرون وضل والدها يسأل بنفسه فكلما ذهب إلى مكان مدحوه ففي العمل قالوا بأنه مراسل جيد وفي المسجد يتواجد في كل الصلوات ما عدا الفجر فإنه واظب عليها قبل شهرين أما الأصدقاء فقد أعطاه بعض الارقام من أختيارة كي يسأل عنه وأصرت الفتاة بأن يسألوا عنه في الجوازات وانتابها بعض التعليقات من أخوتها الذي قال .. وش عندك يا البليهد بتشوفين الجواز ..
والأخر بالمره شوفي جوازه واختمي عليه مغادرة أرض العزوبية وفي الصفحة الثانية الوصول لأرض الحياة الزوجية .. ردت عليهم بأنهم ليس بهم نفعا ولا شفع وتقربت من والدها الذي ذهب وسأل عنه في الجوازات فوجده لم يسافر إلا لليمن والبحرين وعند سؤاله عن تلك السفرة أجاب الرجل بأنه بينما كان يتمشى في الجنوب دخل الحدود اليمنية بالخطأ والبحرين انتداب من قبل العمل لأداء مهمة رسمية أثناء عطلة الأسبوع ..
بعد التمحيص والتدقيق تمت الموافقة وتقدم بالمهر الذي لم يتجاوز قيمة الددسن الذي اخرجة وباعه في نفس اللحظه ليقدم مهرة أربعين ألف ريال مصحوبا بشرط أنه سوف يسكن مع أهله إلى أن تتحسن ظروفه وويستقل في منزل خاص بهما لتوافق هي بدورها بناء على كلمة والدها بأنهم يشترون رجل وآخذت الفتاة المبلغ وقامت بتوزيعه على مشترياتها التي لا تعرف كيف ستوفيها فجزء منها سوف يكون على قمصان النوم وجزء منها ملابس وجزء منها ذهب وجزء سوف يكون هدية له تقدمها في اليوم الأول والتي سألت أخيها بحكم أنه شاب عن أفضل هدية تشتريها له فقال لها والله أنسب هديه اشتري له دفتر صادر بحكم أنه مراسل هاه هاه هاه ..
ضربت كتفه بيدها وهي تقول له بلا مصاخة جد وش تحبون أنتم يا الشباب عشان أشتري له .. رد عليها بعد تفكير عميق والله مدري وش أقولك بس مافيه غير ساعة وإلا طقم أقلام ماركه وإلا عطور قاطعته شرايك أشتري له شماغ .. نظر إليها بنظرات خاوية وهو يقول .. هذي هدية عيد بالمرة جيبي له نعال صندل وعقال ولبسيه ثوب وحطي في جيوبه شروخ وخليه يوقف في الحارة .. تركته وأخذت تقوم بتوزيع المبلغ وندمت أنها لم تتخصص في المحاسبة ..
ولكنها بدأت في شراء الأغراض وواجهتها صعوبة في الخروج من المنزل إلى السوق مع أخوتها وصعوبة أكثر تضاهي صعوبة دخول الجيش العربي إلى الأراضي الإسرائيلية في ترجيع الأغراض التي لا تكون مقاسها والتذمر يقتلها وهي تصرخ ليش ما يحطون في المحلات غرفة للقياس والله قهر نروح ونرجع ما يدرون أن عندنا أخوان علل ما تسرحهم مع الغنم ، هذا غير القطع التي تكون مقتنعة بها في المحل وعندما تحضر إلى المنزل تتغير مع الاضاءة أو تحبطها أختها بتقليل من قيمة القطعة وقبحها فتجعلها تريد تبديلها ..
فترصد مبالغ بتقديم عروض لمن يذهب بها بأن تملأ له خزان الوقود بالكامل وتعطيه مصروف سهرته في الاستراحة وفي السوق كل واحدة من أخوتها تقفز تريد منها شراء قطعة لها فلا تردهم وهي تقول .. ليت أني قياله له أن اخواتي معي عشان يزيد المهر .. ووالدتها تتصل عليها وهي تسألها هاه عساك حصلتي شي زين لا تنسين تشترين المفرش ويكون راهي وذوق وإلا تدرين خليه ألين اجي معك .
تمر الأيام وتزداد المعاناة حتى يأتي يوم الزواج والعروس قد وصل تعبها ما وصل كتعب الذي يسبح في عرض البحر باحثا عن شاطئ يستريح فيه فهي جالسه في الغرفة مع الكوافيرة تجهزها من العصر ثابته في مكانها لا تستطيع الحراك كلوحة المونلزيا على الحائط ووالدتها فوق رأسها وتسألها عن المصورة وعن الزفة وبقية الأغراض والوقت يمضي بسرعة حتى يتم الزواج ويتخلله بعض القصور في نظر الناس لأنه لا يملأ أعينهم غير التراب وتلتقط مع زوجها كم صورة على يد المصورة المصرية التي تطلب منها فعل حركات إثارة ولمسات فنية بأن تطوق يديها على عنقه وهو يضع يديه على خصرها ومرة يجلس على الكرسي وتأتي لتجلس على فخذه وهي تميل برأسها على صدره
والخجل يعتريها والمصرية تتفنن ضنن منها بأنها مخرجة في مدينة هوليود فترحل من الزواج إلى فندق قد حجزه له أبن عمه كعانية له تدخل والخجل يعتريها بدرجة الجوع القارص الذي يعتصر بطنها ويطبق على فمها ويجعلها لا تطلبه شيئاً من شدة الحياء وتكتفي باستماع الجملة المعتادة والتي أصبحت دستوراً تقال في كل ليلة دخله ..
( الله الله في أمي وأبوي ترى هم عندي بالدنيا كلها لو قالت لك أمي كلام ما تراددينها ولو طلبتك وقالت لك أي شي قولي ان شاء الله ) قال كلماته وهي مؤمنة بأن نصف الشباب يردد هذه العبارة وهو لا يعرف عن بر الوالدين شيئاً وإنما يفعل كما فعل ممن هم قبله .. أمضت تستمع حتى شعرت بالنعاس وودت أن يكون هناك جرس يقرع فتنتهي المحاضرة وتخلد إلى النوم ولكنها تذكرت بأنها لم تبدل ملابسها كيف تغيرها وهو قابع في الغرفة ..
تنحنحت وقالت له بكل خجل .. ( سليط ) ممكن تطلع عشان أغير ملابسي بس .. قبل يدها وخرج من الغرفة وقامت بتغيير ملابسها وهو في الخارج ينتظر وانتظر وأنتظر حتى طال انتظاره فقرع الباب وهو يقول .. يا سفينه أنت تغيرين والا تفصلين ملابس ولكنه لم يتلقى جوابا حاول الدخول ولكن الباب مقفل فنام في الصالة حتى الصباح الباكر ونهض وقد تشكل ظهره على شكل الكنبة فعاتبها بلطف وهي اعتذرت له بكل أدب ( أول الزواج بس بعدين كل واحد لسانه يلوط أذانه ) أمرها بأن تحزم الأمتعة فذهبوا إلى بيت أهله وهناك عاشت سفينه أسوء أيام حياتها فقد كادت أن تصاب بالجنون إن مكثت في غرفتها قالت والدته لم تساعد أخواتك في أمور المنزل لأنها تنام إلى بعد الظهر وإن ساعدتهم قالوا بأنها لا تعمل كفاية وإن خرجت معه واشترت شيئا الكل ينظر في الكيس الذي معها
وما بداخله وإذا جلست أمام التلفاز تتابع مسلسلا أتت الأم وقالت لها حطي لنا على مسلسل بدوي أخير من هالمسلسلات الكويتيه اللي كلها صياح ونكد وإذا تحدثت تجاهلت خالتها حديثها هذا غير أخواته البنات أعينهم على كل شيء لديها يريدون مثله وإن لم يحصلوا عليه يستعيرونه منها حتى قالت في نفسها الظاهر أني أبجلس في الصالة بملابس زوجي عشان يقتنعون فيني ..
مرت الأيام والحال على ماهو عليه حتى عندما تنزل في الصباح الباكر بالجنز لا يأتي الظهر إلا وزوجها يقول لها لا تلبسين جنز منتب لحالك في البيت أمي ما تحب الحرمة اللي كذا خلك مثل أخواتي قمصان وإلا جلاليب واذا خاطرك فيه ألبسيه في الغرفة هو ويا المكياج ..
تطيعه حتى تحافظ على منزلها وحياتها ولكن جاء الوقت الذي يقال فيه طفح الكيل فطلبت منه أن تكون في منزل لوحدها تأخذ راحتها فيه ولكنه رفض بحجة ضعف راتبه ولكن من جهتها أصرت على موقفها لتطلب منه أن يذهب بها إلى بيت أهلها وهناك واجهت والدتها التي وبختها وأعطتها نصائح عن المرأة التي تحافظ على بيتها وزوجها وكيف تتحمل ونعتت جيلهم بالفاشل الذي لا يتحمل المسؤلية بقولها ..
تفوو عليك يا سفينه أنت المفروض مسمينك قارب ما تخافين يطلقك وتصيرين مثل البيت الواقف بدون حارس ، شوفي بنت خالتك نفس حالتك جلست عشر سنوات في بيت أهله صابرة ما شاء الله عليها وعندها خاله تحط خالتك في باطها من قشارتها ومع ذلك عرفت كيف تكسبها وتخليها في صفها مهوب مثلك يا الكمخة نازله تتمشين لي بالجنز في بيتهم .. تطلعت إليها الفتاة بتعجب وهي تسأل وش دراك .. زفرت الأم وهي تقول زوجك كلمني وقالي كل شي ..
اشتدت النقاش ولكن كعادة نقاشاتنا تنتهي بزعل الطرفين وكل واحد يذهب إلى غرفته ولكن هنا سفينه لم تذهب إلى غرفتها وإنما لحقت بأمها وقالت لها أنا أبي بيت لحالي هذا شرطي وخرجت وهاتفها الخلوي يرن وترد على زوجها الذي يحاول تهدئتها وهي تقول له شرطها وأجابها ما عندي القدرة هذي رواتب الحكومة ما تتواكب مع الغلاء وش أسوي أسرق إذا مهرك أبجلس خمس سنوات أسدد في أقساطه ...
تحدث كثيراً وتحدثت هي أكثر ولكن كل واحد منهما ركب رأسه حتى وقع الطلاق وتدمرت حياتهما بسبب عدم تقديم بعض التنازلات نتيجة لبعض السلبيات التي ارتكبت في البداية كلبس الأقنعة والمجاملة وعدم الوضوح في التعامل والمصداقية وكذلك الصدق في المشاعر والرغبات وترك كل شيء للزمن ..
لتصبح معاناة عروس ...
النهـــايــة
فتاه محايده @ftah_mhaydh
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
فتاه محايده
•
الله قصه حلوه
الصفحة الأخيرة