شهرٌ هو أيام قلبيَّة في الزمن،
متى أشرفت على الدنيا قال الزمن لأهله:
هذه أيام من أَنفسكم لا مِن أيامي،
ومِن طبيعتكم لا مِن طبيعتي،
فيقبل العالم كلُّه على حالة نفسية بالغةِ السمو،
يَتَعهَّد فيها النفس برياضتها على معالي الأمور،
ومكارم الأخلاق، ويفهم الحياة على وجه آخر
غير وجهها الكالح،
ويراها كأنَّما أُجيعت من طعامها اليومي كما جاع هو،
وكأنما أفرغت من خسائسها وشهواتها كما فرغ هو،
وكأنما أُلزمت معاني التقوى كما ألزمها هو.
.
ـ الرَّافعِي رحمه الله