
دعوني أحبائي نبحر في معنى من معاني الجميله ألا وهو التفاؤل
فالتفاؤل معنى جميل يسعى إليه كل إنسان وقليل من يحسن التعامل معه
فنجد الكثير من الناس على نقيضين في هذا المعنى
فإما أن تجده مغرقا في التفاؤل لدرجة الإنبطاح والقعود دون الأخذ بأسباب النجاح
وإما أن تجده منعدم التفاؤل متشائما بنضرته التشاؤمية للحياة ولمن حوله
وكلا طرفي النقيضين ذميم كما قال الشاعر
فالإسلام حثنا على الوسطية في جميع أمورنا فلا إفراط ولاتفريط ومن أخذ بشعرة
معاوية وجعل الوسطية منهجا له في جميع شؤن حياته فقد سلك الطريق الصحيح
للنجاح والسعادة في الدنيا والآخرة
فكيف لنا إذن أن نكون وسط في تفاؤلنا طبعا سؤال مهم يحتاج شرحه لمجلدات
لاكن بجهدي وعلمي المتواضع سأحاول أن أختصر وأضع النقاط على الحروف
فالتفاؤل المطلوب أعزائي يحتاج لعدة مقومات من أهمها
القيام بحقوق الله تعالى كاملة من غير نقصان وطلب العون والمدد منه سبحانه
مع حسن التوكل عليه في جميع الأمور وأن تعلم أنك لن تحصل إلا بماكتبه الله
لك في اللوح المحفوظ وماقدره لك سبحانه
أيظا القيام ببقية الحقوق الشرعية كبرالوالدين والإحسان للأهل وصلة الرحم
بعد ذالك نأتي إلى أمورنا المعيشية وحياتنا العملية فأقول
ينبغي علينا إذا سلكنا أي مسلك نبتغي فيه علما أو عملا او مالا أو زوجة
يجب علينا أن نستخيرالله سبحانه فيما نقدم عليه ونسأله أن يقدر لنا هذا
الأمر إن كان فيه خيرلنا ويجنبنا إياه ويعوضناعنه إن كان فيه شرلنا
وبعد الإستخارة والتوكل على الله تعالى ينبغي أن نكون مطمئنين وواثقين
من أن الله سبحانه لايخيب من رجاه وأن نقدم بكل ثقة وتفاؤل على مانريد
بشرط أن نسلك المسالك الصحيحة الخالية من الغش والخداع والتحايل التي
للأسف الشديد يعتقدها ويسميها البعض شطارة وأي شطارة تقوم على باطل
بعد ذالك ننتظر النتائج فإن وفقنا إلى مانريده فهذا فضل من الله وحده فهو الذي
كتب لك هذا الخير بإرادته سبحانه فهو المعطي والمانع فاحمده واشكره على ماآتاك
وإن منع عنك وحرمت ماكنت تطلبه بعد أن بذلت كل هذه الأسباب فاعلم أن الله عليم
حكيم وربما أراد لك سبحانه خيرا أفضل مما طلبت أو أخر لك الخير في الآخرة
ولاكن عليك أن لاتستكين وتقعد وتندب الحظ العاثر بل حاول أن تكرر الآية الكريمة
وعسى أن تكرهو شيئا وهو خير لكم
وأعلم أن المنح تكون داخل المحن بمعنى أن كثيرا من يبتلى بالمحن والمصائب
يكون في داخلها أو يخرج من هذه المحن والمصائب خيركثير
والشواهد على ذالك كثيرة
فسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسير الأنبياء أكبرشاهد على ذالك
كذالك سير الأعلام والنبلاء والتجار وأصحاب الثروات الهائلة نجدهم كلهم
خرجوا من رحم المعاناة وكان ماأصابهم أكبر محفز على عملهم وتفوقهم
هذا ماكان لدي من خواطر أتمنى أن تجد المتعة والفائدة ودمتم بخير
منقوله لعيون الحوائيات 000000الماهرات
