السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نافذة تطل على ركن هاديءٍ جميل..
قد يكون فيه البحر صديقاً ..
نوشوشُ أصدافه ..
وقد تكون فيه النجوم ضياءً ..
فنستنير بها.
رسائل قصيرة من القلب إلى القلب
أكتبها في ورقة صغيرة ..
بمفردات بسيطة
أطويها وأودعها قارورتي الصغيرة
ذات الغطاء الخشبي
لأستودعها أمواج البحر .. آملة
أن تصل إليكم على الشاطيء الآخر ..
ومعها إشراقة بسيطة
تبحثُ عن صدىً في قلوبكم الطاهرة النقية..
فمرحباً بكم..!

الكثير من المواقف تمر بنا
خلال مراحل حياتنا المختلفة ..
قطار العمر به محطات كثيرة ..
قد يقف عند بعضها كثيراً
وقد يغادر بعضها مسرعاً !!
وخلال تلك الرحلة..
نسمع الكثير من القصص والتجارب
التي مر بها أناس ..
سواءٌ من عصرنا كانوا،
أو من عصور سابقة ..
فتأملوا معي هذه القصة الجميلة
(التي ضربت مثلاً في الإيثار ..
حتى نزلت من فوق سبع سماوات
بها آية ..!!
قصة وقفت عندها طويلاً ..
وسألت نفسي :لو أنك كنت هنا ،
مكان ذلك الصحابي
هل كان موقفك سيكون مثله؟!
صدقاً لا أعلم ..!!

تأملوا معي هذه القصة:
جاء رجل جائع إلى الرسول صلىالله عليه وسلموهو في المسجد،
وطلب منه طعامًا،فقام صلى الله عليه وسلم إلى بيته ؛
ليبحث عن طعامٍ هناك... فلم يجد إلا الماء
فعاد إلى مجلسه وخاطب من كان هناك قائلاً :
(من يُضيِّفُ هذا الرجل الليلة ..رحمه الله ؟)
قال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله
وأخذ الضيفَ إلى بيته،
ثم قال لامرأته : هل عندك شيء؟
فقالت: لا! إلا قوت الصغار
فأمرها أن تشغل أولادها عن الطعام حتى يناموا
وعندما يدخل الضيف تطفئ السراج ،
وتقدم له ما عندها من طعام ....
ووضع الأنصاري الطعام للضيف،
وجلس معه في الظلام ،
متظاهراً بأنه يشاركه الطعام ،
فأكل الضيف.. حتى شبع،
وبات الرجل وزوجته وأولادهما
جائعين ..!!
وفي الصباح ذهب الرجل وضيفه إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
فبادره النبي قائلاً :
(قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة) رواه مسلم
ومن ثم نزل قوله تعالى:
{ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} الحشر.

على الهامش ..
من منا يعتقدأن للإيثار مكانٌ بيننا
في هذا الزمان ؟!
خارج السطر
لا تضيعوا اللحظة !!
فكم من اللحظات مرت وددتم لو انهالاتنتهي ؟!
وكم من اللحظات ضاعت عن غفلة منا
ونحن نبحث عن شئ آخر ؟!
كونوا ممن يصنعون السعادة
لا ممن يبحثون عنها ...
ففي صناعتها متعة ونشوة..
وفي البحث عنها قد نواجه مشقةً
وطرقاً وعرة !! فالنكهةُ هنا تختلف
ومذاق الصنع مختلف عن مذاق الجاهز ..!
فلتكن سعادتنا من صنع أيدينا..!

هنا سألملم أوراقي قبل أن تبعثرها
نسمات المساء على شاطئ البحر!!
وقلبي متعلق هناك ..
في الجانب الآخر من الشاطيء !
يدعوا الله أن تكون القارورة
وصلت إلى شاطيءالأمان ..
وأن يكون هناك من تلقفها
بحب .. وقرأها بعشق...!