معركة بغداد".. السنة يتأهبون لصد جيش المهدي

بغداد- أنس العبيدي- إسلام أون لاين.نت

حالة من التأهب والقلق يعيشها أهالي العاصمة العراقية، وخصوصا المناطق ذات الغالبية السنية، لوجود شواهد تؤكد أن ميليشيا "جيش المهدي" تستعد لشن هجوم حاسم يحمل اسم "معركة بغداد" مع نهاية هذا العام، لبسط وتوسيع نفوذها، وتغيير خارطة العاصمة بإعادة رسمها على أساس طائفي.

وبدأ الأهالي في تكديس العتاد والأطعمة والأدوية استعدادا لصد هجوم الميليشيا التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، فيما يعتبرونه "معركة مصير".

"مقدام" الذي يقطن حي الأعظمية ويشكل مع أهالي المنطقة مجموعة للحراسات الليلة دفاعا عن الحي، يقول لـ"إسلام أون لاين.نت": "يتردد الحديث عن معركة فاصلة تعد لها الميليشيات لإحكام السيطرة على بغداد، وبدأت تتجمع لدينا شواهد تؤكد هذا التوجه".

من هذه الشواهد أن "ضواحي الأعظمية تتعرض لهجمات يومية من ميليشيات لجس النبض قبل الهجوم الواسع، من خلال معرفة مدى استعداد الأهالي لصد الهجمات".

الأهالي بدءوا الاستعداد -يضيف "مقدام"- "لمثل هذا الاحتمال بتكديس المواد الغذائية الضرورية خشية حظر الحكومة للتجوال، وهو ما يصاحب أي حدث طارئ، فضلاً عن الإقبال على شراء السلاح والعتاد والأدوية".

ويلفت مقدام إلى أنه "تم التعامل مع سكان الأحياء السنية عموما والأعظمية خصوصا بأسلوب مقلق في الخطة الأمنية السابقة، حيث تم جمع معلومات تفصيلية عن الأهالي وعدد أفراد العائلة، وتسجيل أرقام سياراتهم، ومصادرة معظم أسلحتهم الشخصية، عدا المسدسات التي لم تعد تدفع الضرر عن حاملها مقابل أسلحة الميليشيات المهاجمة".

ارتفاع أسعار العتاد

أما "خالد" فيسكن حي الغزالية غرب بغداد، والذي يتعرض لهجمات شبه يومية من قبل ميليشيات مدعومة بعناصر من وزارة الداخلية، كان آخرها الثلاثاء 26-12-2006، وهو ما خلف قتلى، لكن الأهالي نجحوا في حرق بعض آليات المهاجمين.

ويقول "خالد": إن "كثرة الحديث عن هجوم واسع من الميليشيات على المناطق السنية أدى إلى ازدياد الطلب على العتاد وقلة المتوافر منه".

نتيجة لذلك ارتفعت أسعار الأسلحة لمستويات قياسية، ويضرب خالد المثل بوصول "سعر علبة ذخيرة البندقية الكلاشنكوف (1200 رصاصة عيار 7.62 مم) إلى 400 دولار، بعدما كان 50 دولارا فقط قبل تصاعد التوتر الطائفي، كما بلغ سعر البندقية الآلية 400 دولار، بعدما كان لا يتجاوز 200 دولار".

وكانت أنباء قد سربت عن أن أربعة مجموعات من جيش المهدي تضم 1316 مقاتلا أنهت تدريباتها استعداد لـ"معركة بغداد" في معسكرات إيرانية في كل من قصر شيرين وعيلام والحميدية وسوزنكرد.

التدريب تم تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني ، ثم انتقل المقاتلون إلى بغداد عن طريق "العمارة-بغداد"، وتجنبوا المرور في محافظة ديالى الخاضعة لسيطرة المقاومة العراقية، حسبما ذكر موقع "وكالة حق" العراقية يوم 26-12-2006.

"معركة المصير"



عناصر من جيش المهدي
ولإفشال "معركة بغداد" دعا "الجيش الإسلامي في العراق"، الذي يتبنى هجمات على القوات الأمريكية، أهالي بغداد إلى الجهاد ضد الميليشيات الشيعية في "معركة مصير"، وفق بيان بث على موقعه الإلكتروني يوم 25-11-2006.

"علي النعيمي"، المتحدث باسم الجيش، قال في البيان: "بغداد مدينتكم ومدينة آبائكم فلا تتركوها للغرباء يتمكنون فيها ويطردوكم منها، فإنها معركة مصير نكون أو لا نكون".

أما الحكومة فأعلنت يوم 26-12-2006 عن خطة أمنية جديدة تنفذ مطلع 2007، من خلال تقسيم بغداد لتسعة أقسام، من أجل إيقاف التدهور الأمني بالعاصمة.

التدهور الأمني استدعى قلق جبهة التوافق العراقية (سنية)، التي أعربت عن خشيتها من أن تقتصر الخطة الأمنية على مناطق السنة كما في الخطة السابقة التي حملت اسم "معا إلى الأمام"، ولم تفلح في إعادة الحياة الطبيعية للعاصمة التي يتم العثور فيها يوميا على عشرات الجثث عليها أثار تعذيب.

عبد الكريم السامرائي، النائب البرلماني عن الجبهة، ونائب رئيس لجنة الأمن والدفاع بمجلس النواب، قال: "إن الخطة الأمنية الجديدة سيكتب لها النجاح في حال عدم استثناء أية منطقة من إجراءاتها".

وأضاف السامرائي لوكالة الأخبار العراقية يوم 26-12-2006: "فشلت كل الخطط التي طبِّقَت على بغداد لاحتواء العنف المتزايد فيها، لأنها استثنت بعض المناطق، وهذا ما جعلها غير قادرة على احتواء العنف"، في إشارة إلى المناطق الشيعية تتواجد بها المليشيات.

ورغم استهداف المليشيات الشيعية للسنة، فقد علقت "سرايا المجاهدين" (فصيل مسلح سني) ملصقات بحي الخضراء غرب بغداد، تدعوا فيها السنة لعدم إشغال بيوت النازحين الشيعة من أهالي المنطقة والمحافظة عليها من أي محاولة شغل أو سرقة.

"نمير"، أحد أهالي الحي والذي قرأ دعوة "سرايا المجاهدين"، قال لـ"إسلام أون لا ين.نت": إن "الملصقات دعت الأهالي أيضاً لعدم هجر بيوتهم، والحرص على الاستعداد والحذر والتكاتف في الأيام القادمة الصعبة".

ويتعرض حي الخضراء بشكل شبه يومي لهجمات من جانب المليشيات، كان أخرها سقوط 20 قذيفة هاون يوم 26-12-2006.