
الحياة ، والكون الأزلي ..!
على امتداد الأزمنة والأمكنة ..
وحدة متكاملة مدوزنة الإيقاع ..
في جميع جزئياتها التي تكوّن النغم الأكبر ..!
هي ليست فوضى وعبث كما يصورها البعض ..!
بلا يد تديرها، ولا عقل يدبر الأمور بها ..
حاشا أن تكون كذلك ..!!
:
ولذا نرى أن من يملك قلبا حساساً ..
سيشعر بالتناغم المقدس في الوجود
يسري في جميع مسام الكون وأنسجته ..!.
:
:
ولو نظرنا لجزئيات الصورة الكونية ..
مفككة بنوتاتها الفردية..
فلن تبدو لنا مفهومة..!!
بيدَ أنا سنفهمها فيما لو تأملناها بنظرة شاملة ..
وجمعنا أجزاءها داخل إطارٍ موحّد ..
حيث تتآلف النوتات كلها وتتسق ..!
لتعبر مجتمعةً عن رسم الخليقة :
:
من إيقاع الصمت الخفي..
وهمسة الظل ولمسة النسيم الساكن ..
وحركة ذرات رمال الشاطئ ..
بدبيب القواقع الزاحفة تحتها ..
وتبخر قطرة الماء عن سطح الوريقة الخضراء..!
إلى الرياح العواصف ..
والزلازل التي تحرك السواكن ..
وتفطر قلب الأرض الهاجعة ..
وتفجر غضب البراكين ، وهيجان الأعاصير ..!
وما بينهما من إيقاعات خفية وظاهرة ...!

ونحن البشر ..!
المخلوقات العاقلة..
الوحيدة التي تبؤات الريادة ..
في رقعة هذا الكون الفسيح.. !
نعيش متأثرين به ومؤثرين ..
منفعلين به ومتفاعلين..!
تتشكل فيه ملامح هوياتنا ، وشخصياتنا ..
من خلال تعاملنا مع مجريات الأمور
وتعاطينامع الأحداث من حولنا ..
ومدى ونوعية تواصلنا مع الناس.
وأشكال التواصل بين عالمنا الباطني الذي نحتويه
والعالم الخارجي الذي يحتوينا
ومن كل ذلك نكوّن نظرتنا الخاصة للحياة ..!
:
:
ولذا كان لكل واحد منا ..
في كل صفحة من كتاب الحياة ..
قراءة مختلفة ..!
مع أن الكتاب واحد ..!
فالمتفاءلون يقرأون في الرعد والبرق والريح
مواسم الخير ..!
والمتشائمون يقرأون في العاصفة غضبا
وفي الزلازل شقاء ودماراً بلا طائل ..!
:
والأذن غير الحساسة..
تبدو لها الألحان..ثرثرة وضوضاء..!!
والفكر غير المتناغم مع الكون وبارئه
لايرى سببا منطقياً لمفارقات الحياة...!
وحتى بعض أصحاب الفكر الثاقب
يعجزون عن أدراك التناغم الباطني الذي يكمن
في روح وقلب كل مظاهر الحياة..!
:
أما القلب الكبير المتأمل في الملكوت ..
المتواصل بروحانية مع السماء ...
فهو يؤمن أن يد الخلّاق المبدع ..
غير المنظورة ..!
هي وحدها التي آلفت بين عالمين متضادين
في وحدة متناغمة...!
تمثل هذا الكون المتجدد ..
وتعيد تشكيل الحياة كل يوم ... !

فلسفة تأملية أخيرة ~
الحياة التي نعيشها حلم كبير..
متعدد الفصول
ولكن قلوبنا الذي تنبض تكتبنا واقعاً بها
وتقرؤها لنا حقيقة نعيشها ..
وغداً عندما يتوقف النبض ..
سنعود في عين الواقع حلماً كان يوماً حقيقة
وفي أشواق أحباءنا الأحياء حلماً..
يطوف بهم كل لهفة ..!
متعدد الفصول ولكن قلوبنا الذي تنبض تكتبنا واقعاً بها وتقرؤها لنا حقيقة نعيشها ..
وغداً عندما يتوقف النبض ..
سنعود في عين الواقع حلماً
كان يوماً حقيقة وفي أشواق أحباءنا الأحياء حلماً..
يطوف بهم كل لهفة ..!
أكثر من رائعة تلك الفلسفة التاملية العميقة
سلم الفكر المبدع والقلم الفياض
حقا استمتعت جدا بكلماتك القيمة وقرأتها أكثر من مرة
سلمت يداك حبيبتي
ودمت بود وحب دائمين غاليتي فيض الواحة الرقراق وعطرها