عذاري12

عذاري12 @aathary12

محررة ذهبية

~> معطيات الكلام الحسن وإيجابياته..<~|مشـآركة بحملة قل خيراًاو اصمت..|

الملتقى العام



بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِي اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ . وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ انْتَجَبَهُ لِوَلَايَتِهِ وَاخْتَصَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَأَكْرَمَهُ بِالنُّبُوَّةِ أَمِيناً عَلَى غَيْبِهِ وَرَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ . وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلَامُ .
قال تعالى : {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً} الإسراء:53.
القول الحسن :
لسان القوم وكلامهم مظهر من مظاهر الحضارة التي يعيشها تلك الأقوام ، والكلام في حد ذاته حروف مركبة تدل على معنى في ذاته، وحسن المعنى وقبحه ينعكس على تلك الألفاظ التي تحكي تلك المعاني فيتحول اللفظ إلى حسن أو أحسن أو قبيح على حسب الدلالة التي تدل على المعنى ، وفي مقام أن اللسان يحمل الكلام الحسن والكلام السيئ جاء في الحديث عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : كان أبو ذر - رحمه الله - يقول : يا مبتغي العلم إن هذا اللسان مفتاح خير ومفتاح شر ، فاختم على لسانك كما تختم على ذهبك وورقك. .
فالكلام هو الكلام سواء كان خيرا أم شراً ، فيندب الشخص إلى الكلام الحسن ليكشف عن حسن المعنى .
فيوجد ترابط وتلازم وثيق بين الألفاظ والمعاني التي وضع اللفظ بأزائها .
وتلك المعاني هي المخزون الثقافي والديني والحضاري التي يعيشها المجتمع الإسلامي حتى تتحول إلى سلوك يمارسه المجتمع بكل أبعاده لهذا حرص الإسلام على أن تكون المعاني التي يعيشها المجتمع هي معاني الخير والرحمة والعدالة والإنسانية والألفاظ التي تحكيها أحسن الألفاظ ، بل أصبحت المعجزة الخالدة لنبي الإسلام للتدليل على صحة رسالته هي القرآن الكريم في مختلف أبعاده الفكرية والثقافية والبلاغية ولا زال منذ أن نزل وإلى يومنا هذا في طراوته وحلاوته وحسنه وجماله وإعجازه {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} فصلت:42.
إن الكلام الحسن في حال التخاطب مع الآخرين مهما كان الآخرون يربي المجتمع على المبادئ الحقة والصفات النبيلة ، وفي هذا الجانب خاطب المولى سبحانه نبيه بقوله {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} فهذه قاعدة أساسية رصينة لتكوين المجتمع الإسلامي المتحضر المتمدن وصياغته صياغة في غاية الدقة والإتقان كما يريده الله سبحانه ، وكما يجب على صاحب الرسالة أن يبلغ ما أمره الله به يجب على الأمة أن تسمع لما يقوله الرسول صلى الله عليه وآله في كل ما يريد أن يبلغه ومنها تطبيق هذه القاعدة ، ومن هذا المنطلق تحدث أمير المؤمنين علي عليه السلام عن الكلام في جانبيه الإيجابي والسلبي بقوله ( عليه السلام ) لما سئل عن أحسن ما خلق الله
فقال : الكلام
فقيل : أي شيء مما خلق الله أقبح ؟
قال : الكلام ، ثم قال : بالكلام ابيضت الوجوه ، وبالكلام اسودت الوجوه .
دور اللسان في حال الإنسان :
اللسان له دور رئيسي في حياة الإنسان فيؤثر على مستقبل الشخص وحسن عاقبته أو سوئها بل إن جملة من أعضاء الإنسان تتأثر به فعن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال : إن لسان ابن آدم يشرف على جميع جوارحه كل صباح فيقول : كيف أصبحتم ؟
فيقولون : بخير إن تركتنا ، ويقولون : الله الله فينا ويناشدونه ويقولون : إنما نثاب ونعاقب بك .
بين السكوت والكلام :
دار الحديث عن أفضلية السكوت على الكلام أو العكس وقد دلت على كل واحد منهما جملة من الروايات والمتحصل منها بعد الجمع هو أن السكوت أفضل فيما إذا كان الكلام لغوا وبلا فائدة كما في الصحيح عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): ( من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت ، إن الصمت باب من أبواب الحكمة ، إن الصمت يكسب المحبة إنه دليل على كل خير ) . وقد وصف الأئمة عليه السلام أتباعهم وشيعتهم بالصمت وعدم اللغو وفضول الكلام كما جاء في الصحيح عن أبي حمزة قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول : إنما شيعتنا الخرس.
الخرس بالضم جمع الأخرس : أي هم لا يتكلمون باللغو والباطل وفيما لا يعلمون وفي مقام التقية ، خوفا على أئمتهم وأنفسهم وإخوانهم ، فكلامهم قليل فكأنهم خرس.
وأما إذا كان الكلام في الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو في ذكر الله فالكلام أفضل كما جاء عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) - لما سئل عن الكلام والسكوت أيهما أفضل ؟
قال - : لكل واحد منهما آفات ، فإذا سلما من الآفات فالكلام أفضل من السكوت .
قيل كيف ذلك يا بن رسول الله ؟ .
قال : لأن الله عز وجل ما بعث الأنبياء والأوصياء بالسكوت ، إنما بعثهم بالكلام ، ولا استحقت الجنة بالسكوت ، ولا استوجبت ولاية الله بالسكوت ، ولا توقيت النار بالسكوت ، إنما ذلك كله بالكلام .
وقال الإمام الباقر ( عليه السلام ) - لرجل وقد كلمه بكلام كثير - : أيها الرجل تحتقر الكلام وتستصغره ؟! اعلم أن الله عز وجل لم يبعث رسله حيث بعثها ومعها ذهب ولا فضة ، ولكن بعثها بالكلام ، وإنما عرف الله جل وعز نفسه إلى خلقه بالكلام والدلالات عليه والأعلام .
الوعي في مختلف جوانب الحياة :
يجب أن يكون الإنسان واعيا في مختلف جوانب الحياة المادية والمعنوية للدنيا والآخرة وقد أكدت الروايات على حال الوعي وعدم الغفلة وأن يكون الإنسان عالماً بزمانه كما جاء عن منصور بن يونس ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : في حكمة آل داود : على العاقل أن يكون عارفا بزمانه ، مقبلا على شأنه ، حافظا للسانه
فإذا كان غافلا فسوف يسقط وربما لغير رجعة بل يؤدي به إلى الهلاك في الدنيا والآخرة وخطر الثانية أشد من الأولى لذا عليه أن يكون واعياً ومنها في حال حديثه وكلامه .
من الأمثلة على الوعي :
حفظ اللسان :
من أبرز علامات الوعي لدى الشخص هو المحافظة على اللسان وأن لا يتكلم إلا في خير ويترك مختلف جوانب الشر هذا مما يدل على وعي المتكلم فقد جاء رجل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا رسول الله أوصني فقال : احفظ لسانك ، قال : يا رسول الله أوصني قال : احفظ لسانك ، قال : يا رسول الله أوصني ، قال : احفظ لسانك ، ويحك وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم.
فكأنما الإعرابي استكثر أهمية الصمت عندما كرر رسول الله صلى الله عليه وآله الصمت كلما سأله وبالأخير لما شعر رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك أخبره بأهمية الصمت وأن كثيراً من الناس يدخلون النار بسبب ألسنتهم .
والصمت أو السكوت وأن لا يتكلم فيما لا يعنيه ليس معناه عدم الدخول في الأبحاث العلمية وعدم الجهر برأيه الفقهي أو التاريخي أو العقائدي الذي يتوصل إليه فهذا ليس من الصمت أو السكوت الممدوح بل أن السكوت في مثل هذه القضايا يعد خيانة للدين والعلم والحقيقة ، وليس من حق الآخرين حتى ولو كانوا علماء فضلاً عن أنصاف العلماء أو العوام أن يحاربوه أو أن يشهروا به ، وإلا لانتصر الباطل وطمست أعلام الدين وسيطر الجهال ، ومع الأسف الشديد فإن عدداً من العلماء والمراجع قد يتوصلون إلى رأي فقهي أو علمي خلاف المشهور بين العوام أو أنصاف العلماء ولا يتمكنوا أن يجهروا به خوفاً على أنفسهم من الاضطهاد.
معطيات الكلام الحسن وإيجابياته :
1-أن الكلام الحسن حسن :
يريح النفس ويريح السامعين خصوصاً المعنيين منهم بالخطاب والمعنى الذي يدل عليه الكلام الحسن أحسن منه كما قال بعض العلماء : الكلام الحسن حسن ، وأحسن من الكلام معناه ، وأحسن من معناه استعماله ، وأحسن من استعماله ثوابه ، وأحسن من ثوابه رضا من يعمل له.
فاستعمال الكلام الحسن في موضعه له أهميته البالغة ومنها الثواب الجزيل وأعظم من ذلك رضا الله والكلام الحسن يصد الشيء الكثير من المصائب والويلات .
2-الكلام الحسن يكشف مكائد الشيطان :
الشيطان للإنسان عدو مبين وهو يحفر له الحفر ليوقعه فيها وتخفى كثير من مكائده على الإنسان خصوصاً في حالة النزاع والخصومة والعداوة، والقرآن يحذر من هذه الخطورة فيقول {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً} الاسراء:53
3-القول الحسن السديد يصلح الأعمال :
4-يغفر الذنوب :
5-الفوز برضوان الله سبحانه :
إذا تحقق الكلام الحسن بين الطرفين فإن نتيجة ذلك هو أن تصلح الأحوال والأعمال قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً} ثم يرتب على ذلك بعد التقوى ، إصلاح الأحوال والأعمال بقوله : {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} الأحزاب:71
6- صاحب الكلام الحسن بعيد عن مصاحبة الجاهلين :
7- الكلام الحسن سبب للعدل والإنصاف حتى مع المخالفين :
إن من صفات المؤمنين الذين خبروا الدنيا وعملوا للآخرة أنهم يعرضون عن اللغو ويبتعدون عن الجاهلين لأن الجهل موت حقيقي فلذلك يصفهم المولى بقوله : {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} فهم بالرغم من عدم انسجامهم مع الجاهلين ولكن حتى مع هؤلاء يستعملون معهم الإنصاف والعدل وحرية الرأي والعمل ويبدون لهم التحية والسلام.
8- الكلام الحسن شجرة طيبة :
الكلام الحسن يعطي الثمار الطيبة في كل زمان ومكان وإذا لم يؤثر في بعض لأجل بعض الموانع فإنه لا يضر وهو كشجرة طيبة تعطي ثمارها في كل حين قال تعالى : {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} فالكلام الحسن يؤتي ثماره في كل حين مثل الشجرة الطيبة تؤتي أكلها كل حين .
وروي عن - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - لما سأله رجل عن أفضل الأعمال – قال: إطعام الطعام ، وإطياب الكلام .
9- أن الكلام الحسن من البر :
روي عن الإمام علي ( عليه السلام ) : ثلاث من أبواب البر : سخاء النفس ، وطيب الكلام، والصبر على الأذى .
10- الثواب الجزيل لمن يتكلم بالكلام الحسن :
روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها ، يسكنها من أمتي من أطاب الكلام ، وأطعم الطعام ، وأفشى السلام، وأدام الصيام ، وصلى بالليل والناس نيام .
11- تبادل الإنصاف والعدل مع الآخرين :
قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) - في تفسير قول الله عز وجل : { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً}: (قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال فيكم ) .
وهذا غاية الإنصاف والحرية المتبادلة بين الطرفين أو الأطراف وأعلى درجات الديمقراطية التي يحمل شعارها كثير من أحرار العالم .
12- الكلام الحسن شعار أهل البيت وشيعتهم :
لكل فئة من الفئات شعار يمارسونه ويعتزون به ويكون عنوان دعوتهم ويرفعونه في محافلهم ولم يكن أئمتنا عليهم السلام قد تخلفوا عن ذلك فكان من أهم شعاراتهم في الدعوة إلى الله (القول الحسن) مع الآخرين وكذلك أكد أئمتنا عليهم السلام على شيعتهم أن يكون شعارهم في كلامهم ( هو القول الحسن ) خصوصاً مع مخالفيهم فإن السمة البارزة على الإنسان مع من يخالفه هي التشنج والعصبية والكلام الخشن الذي قد يصل إلى السب والشتم واللعن ، ولكن أئمتنا أعلى من كل ذلك وترفعوا عن هذه السفاسف، ترفعوا إلى مكارم الأخلاق وسمو الذات ولم يكتفوا بذلك بل حرصوا أن يكون أتباعهم على هذا الخلق العالي وأن يلتزموا به في كل حالاتهم وبالأخص مع مخالفيهم فقد روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : ( معاشر الشيعة ، كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا ، قولوا للناس حسنا ، واحفظوا ألسنتكم ، وكفوها عن الفضول وقبيح القول ) . والمراد بالناس هو من يخالفهم في العقيدة والفقه والثقافة ولا يعترف بإمامتهم ولا ولايتهم،
وقال ( عليه السلام ) : ( اتقوا الله ولا تحملوا الناس على أكتافكم ، إن الله يقول في كتابه : {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} أي لا تكونوا سبباً في أذيتنا وأذيتكم بلا مبرر ونتيجة، بل النتيجة تكون عكسية . وهكذا إلى عشرات من الروايات في هذا المجال .
13- القول الحسن يزيد في الرزق :
14- القول الحسن يكثر الأموال :
15- القول الحسن يطيل العمر :
16- القول الحسن يزيد في المحبة بين الأهل :
17- القول الحسن سبب من أسباب دخول الجنة :
فعن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : القول الحسن يثري المال ، وينمي الرزق ، وينسئ في الأجل ، ويحبب إلى الأهل ، ويدخل الجنة .
وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : والذي نفسي بيده ، ما أنفق الناس من نفقة أحب من قول الخير .
18- الكلام الحسن دعاية لصحابه بلا ثمن :
فعن الإمام علي ( عليه السلام ) : قولوا الخير تعرفوا به ، واعملوا الخير تكونوا من أهله .
19- الكلام الحسن من أسباب النجاح :
فعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : (من حسن كلامه كان النجح أمامه ) .
20- الكلام الحسن يقلل من الملامة :
فعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : عود لسانك حسن الكلام تأمن الملام .
21- الكلام الحسن يزيد في شعبية صاحبه :
الدعاية وتكثير الأنصار والمحبين له أهمية كبرى في وقتنا الحاضر وقد تبذل الأموال الطائلة وتستعمل مختلف الأساليب السياسية لأن يحشد أكبر عدد من الجماهير حول الشخص أو الفئة أو الحزب لمناصرته في فكره أو عقائده أو الانتخابات. إن من أنجع الأساليب في هذا الجانب مع سلامته من العيوب وقلة مئونته هو الكلام الحسن وأن يعود نفسه على ذلك فقد روي عن الإمام علي ( عليه السلام ) قوله : (عود لسانك لين الكلام وبذل السلام ، يكثر محبوك ويقل مبغضوك).
وقال علي ( عليه السلام ) : (من عذب لسانه كثر إخوانه )
22- بالكلام الحسن تحصل المدارات :
قوله تعالى : {وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} الدرء الدفع ، والمراد بالحسنة والسيئة قيل : الكلام الحسن والكلام القبيح ، وقيل : العمل الحسن والسيئ وهما المعروف والمنكر ، وقيل : الخلق الحسن والسيئ وهما الحلم والجهل ، وسياق الآيات أوفق للمعنى الأخير فيرجع المعنى إلى أنهم يدفعون أذى الناس عن أنفسهم بالمداراة .
الاتزان في الكلام حتى مع ضيق الجواب :
ولأجل شدة حرص الشريعة الإسلامية على عدم الإساءة إلى الآخرين في حال الكلام حثت على عدمها حتى في حال ضيق الجواب ولو لم يتمكن أن يجيب بشكل واضح أو في حالة الغضب والتشنج عليه أن يتمالك نفسه ولا يسيء إلى الآخرين فعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال: لا تسئ اللفظ وإن ضاق عليك الجواب .
وهنا تبرز شجاعة الشخص وقوته وحذاقته وقدرته على التصرف ، وكيف يتصرف في الجواب دون أن يسيء للآخرين ، إنها منهجية قوية وقويمة يضعها أهل البيت عليهم السلام في عرض أدب الكلام وحسن القول .
وفي مقابل تلك الإيجابيات يوجد هناك سلبيات كثيرة للكلام السيئ لابد من ملاحظتها .
سلبيات الكلام السيئ :
سلبيات الكلام السيئ على الآخرين كثيرة جداً ويدخل فيها مختلف أنواع الكلام السيئ سواء كان فحشاً أو سباً أو غيبة أو تعييراً أو إهانة للطرف الآخر أو غيرها فلها نتائج خطيرة وكبيرة منها :
1-زرع العداوة والبغضاء بينه وبين الآخرين :
2-يكون صحبه من لئام الناس ويتكالبون عليه :
فإن من يتكلم بالفحش والسب يوجد له أصحاب وأعوان ومريدون ولكنهم أراذل الناس ولئامهم ، ويوقعونه في المهالك .
3-ينفر عنه كرام الناس والخيرون منهم :
وفي نفس الوقت يبتعد عنه كرام الناس والصلحاء لسوء منطقه قال الإمام علي ( عليه السلام ) : إياك وما يستهجن من الكلام ، فإنه يحبس عليك اللئام وينفر عنك الكرام .
4- أن تكون قلوب الآخرين مملوءة عليه بالكراهية:
فإن الناس وإن لم يتمكن البعض منهم أن يتكلم ولكن قلبه قد وغر عليه قال علي ( عليه السلام ) : إياك ومستهجن الكلام ، فإنه يوغر القلب
الكلام الهجين : أي الواطئ الداني الذي لا يرغب فيه وقد يصل إلى حد الفحش وهنا يأتي خطر مثل هذا الكلام على الشخص إن كان الكلام شخصياً ، وخطره يكبر إن كان نوعياً دينيا أو مذهبياً أو طائفياً أو حزبياً أو سياسياً أو غير ذلك فلهذا الخطر كان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يحذر من مثل هذا الكلام المستهجن ونتائجه السيئة .
5- بالكلام السيئ تخرج عيوب الشخص المخفية :
6- تهيج أعداءه عليه :
فقد يكونوا غافلين عنه وعندما يسيء لهم فإنهم سوف يتحركون عليه قال الإمام علي ( عليه السلام ) : إياك وفضول الكلام ، فإنه يظهر من عيوبك ما بطن ، ويحرك عليك من أعدائك ما سكن .
7- الندامة والتأسف على ما صدر منه :
قال علي ( عليه السلام ) : لا تقولن ما يسوؤك جوابه .
8- كثرة اللوم له :
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من ساء كلامه كثر ملامه.
9- يطيح حظه :
قال علي ( عليه السلام ) : من ساء لفظه ساء حظه .
10- قبيح الكلام يحوله إلى صفوف اللئام :
قال علي ( عليه السلام ) : سنة اللئام قبح الكلام .
11- الكلام السيئ يذهب بالبهاء :
12- الكلام السيئ يذهب بالمروءة :
قال علي ( عليه السلام ) : سوء المنطق يزري بالبهاء والمروة.
13- يفسد الأخوة :
قال علي ( عليه السلام ) : سوء المنطق يزري بالقدر ويفسد الأخوة .
14- الكلام السيئ يذل صاحبه :
فعن الإمام علي ( عليه السلام ) : (لا ترخص لنفسك في شيء من سيئ الأقوال والأفعال ) فالسيئ من الأقوال والأفعال غير جائز أن يأتي بها الإنسان ولو رخص لنفسه ذلك فسوف يذلها بالمعاصي .
هذا عدد من سلبيات الكلام السيئ ويوجد سلبيات أخر لا مجال لذكرها .
الخطبة الثانية
1- في بداية هذا الشهر ذكرى ولادة السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر عليه السلام وهي سيدة جليلة وعظيمة توفيت وهي صغيرة السن وكانت في طريقها إلى خراسان عندما كان أخوها الإمام الرضا عليه السلام هناك . وهي مدفونة في مدينة قم المقدسة .
2- وفاة سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد التبريزي رحمه الله الذي وافاه الأجل ليلة الثلاثاء 29 شوال 1427 هـ وقد دفن يوم الأربعاء في تشييع مهيب قد شارك فيه مختلف الطبقات الاجتماعية وصلى عليه سماحة آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني دام ظله . وقد اشتركنا في تشييعه والصلاة عليه .
3- وضع العراق :
الأحداث المؤلمة التي تمر على العراق الجريح بعد الاحتلال الأمريكي له واللعب السياسية التي تحاك ضده ومن الجرائم البشعة التي حلت ببلاد الرافدين الأنهر الجارية من الدماء ومنها ما حدث بالأمس يوم الخميس 1/11/1427هـ من تفجيرات أثيمة في مدينة الصدر راح ضحيتها أكثر من 200 شهيد وأكثر من 300 جريح أكثرهم من النساء والأطفال والشيوخ . إن هذه الجريمة البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية كشفت للعالم مدى الحقد الذي يكنه الأعداء من المحتلين والصهاينة والتكفيريين والصداميين ، إن من باشر هذه الجريمة مهما كانت هويته فهو لم يكن لديه أدنى ذرة من الإنسانية فضلا عن الدين أو الإيمان ، وإذا كان هناك ذنب للكبار والسياسيين فما ذنب هؤلاء الأطفال والنساء والعجزة؟!
4- وضع لبنان :
إن وضع لبنان يسوده الصراع من قبل المستعمرين بمختلف الأساليب وما حوادث الاغتيالات التي تحدث بين فترة وأخرى إلا شاهد على ذلك ، فبعد الانتصار الذي حققه حزب الله على إسرائيل وأذلها بعد 60 سنة من الغطرسة التي تتباهى بها وأنها القوة التي لا تقهر فقد قهرت على أيد المؤمنين تحاول القوى الاستعمارية أن تستعيد قوتها في لبنان وأن تعوض خسارتها .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين


تحيــآتي..
عذورـهْ..<~

4
922

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام الزهره
ام الزهره

جزاك الله خير

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
فرح نجد20
فرح نجد20
جزاكــ ربي كل خيــــــــر
ونفع بكــ وجعلهـ في موازين حسناتكـ
واعطاكـ حتى ارضاكـ
رغداااااان
رغداااااان
يعطيك العافيه حبيبتي
وجزاك الله كل خير
عذاري12
عذاري12
منوريــن..