um Abdul-Aziz

um Abdul-Aziz @um_abdul_aziz

عضوة شرف في عالم حواء

معلمات تحت المجهر

الملتقى العام

معلمات تحت المجهر (1ـ2)


1- عاجل الخير
القاعة مكتظة بالحضور.. بدأت المحاضرة محاضرتها بأسلوب جميل مؤثر، كان تأثيرها في الحاضرات واضحاً فعيونهن تطارد كل كلمة تخرج من فمها... أنهت محاضرتها.. تقدمت إليها جملة كبيرة من الحاضرات يعبرن عن عميق شكرهن ويسألن لها الثبات ويطالبنها بالاستمرار.. شقت المحاضرة صفوف النساء متجهة نحو امرأتين تتحدثان.. كان حديثهما كغيرهما في التعبير عن مدى التوفيق الذي قدمت به المحاضرة محاضرتها.. قطعت المرأتان حبل الحديث وهما مندهشتان حين تأكد لهما أن المحاضرة تقصدهما دون غيرهما.. قامتا لمصافحتها.. صافحت المحاضرة أولاهما في حرارة بالغة وطبعت على جبينها قبلة وسط اندهاشها.. قالت لها المحاضرة:

- لعلك عرفتيني؟

- بالخير إن شاء الله

- ألست تدرسين في المدرسة (.........)

- بلى وقد تركت التدريس من سنوات

- ألم تدرسي الصف الخامس ؟

- بلى .... بلى

- أتذكرين طالبة أعجبك صوتها فاعتدت إن تجعليها تقرأ بعد قراءتك مباشرة..

- آه تعنين فاطمة الــ............

- هي بالضبط.. إنها أنا...

نظرت إليها المرأة باندهاش وطفرت من عينها دمعتان وهي تقبل من جديد على معانقتها...

قالت المحاضرة لمدرستها السابقة: إن تأثرّك بالآيات التي كنت تتلينها علينا والذي كان يتضح في وجهك ونبرة صوتك كان يعمل عمله في نفوسنا حين ذاك.... وإن تعليقك على الآيات الذي يبدو أنك كنت تتعبين في إعداده لا يزال يمثل أمامي كلما مررت بتلك السور التي درّستينا إياها.

وإن التوجيهات التي كنت تنفحيننا بها بأسلوبك الهادي الجميل ساهمت إلى حد كبير في تقويم سلوك كثير من الطالبات... وأشهد ما رأيت زميلة لي واستعرضنا شيئاً من مسيرتنا الدراسية إلا كنت من أبرز المحطات فيها، وأسال الله أن لا يحرمك دعواتي ودعوات الزميلات.

حاولت المرأة المندهشة التي تركت التدريس منذ زمن أن تداري دموعها وهي تقول: لم أجد طعم الراحة في التدريس سوى هذه اللحظة.... وسأظل أحمد الله بأن منَّ عليَّ بأن أؤدى عملاً آخذ عليه راتباً ومن خلاله أستطيع غرس مثل هذا الثمر الطيب..!!

2- تذكــــّــــر
حين يقدر لجملة من الأصدقاء أو الصديقات أو الزملاء الالتقاء في جلسة مفتوحة يصبح الحديث متشعباً فينتقل دون استئذان من موضوع إلى آخر.. وحين يقدر أن يعرّج (تيار) الحديث في المجلس على التعليم - وكثيراً ما يستأثر موضوع التعليم بالحديث - فسيجد كل واحد من الجالسين أن أمامه فرصة جميلة لاستعادة ذكريات الصبا وحمل الحقيبة وقفز الخطوات إلى المدرسة والحركات العابثة داخل الفصل، وحين يسرع به قطار الذكريات متخطياً المرحلة الابتدائية إلى المتوسطة فالثانوية سيجد أنه في غمرة نسيانه لكثير من مدرسيه أسماءً وملامح لم ينس جملة منهم حتى لكأنهم أمامه.. فالأستاذ ( فلان ) الذي درّسه في الصف الثاني الابتدائي كان دائم التجهّم، مكفهر الوجه، منقبض العضلات.. وهو وإن كان يرغب في الزعيق لكن لم يكن صوته يسعفه! كان الأطفال كلهم يمقتونه وإن كانوا هادئين عنده... أما الأستاذ (فلان) والذي درّسه التاريخ في الصف الرابع.. فإن صورة الابتسامة تجعله يبادله إياها الآن رغم مرور خمسة عشر عاماً عليها.. وهو لم ينس كيف كان الأطفال يأخذون طريقهم إلى المقاعد بأقصى سرعة دون أن يأمرهم بذلك بل بمجرد رؤيته مقبلاً إلى الصف.. كان حين يدخل ترتسم الابتسامة المعهودة على شفتيه.. ثم يلقي التحية.. كان كل طالب يجهد في المشاركة في نشيد رد التحية: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

ومدرس الرياضيات في أولى متوسط.. يا لقسوته بل يا لوحشيته.. من يصدّق أن مدرساً يكسر يد طالب بدعوى التأديب؟! أما مدرس النصوص في العام نفسه فالكل يشهد له بالسماحة والمسامحة؛ لقد كان كل من يحدث إزعاجا في الصف ولو غير حادٍ يأتي إليه معتذراً لأنه كان يعاتب بعينيه!!

أعتقد جازماً أن مدرس اليوم أو مدرس الغد هو طالب الأمس، وهو يملك شريط ذكريات طويل تتخلله محطات يستوقفه ويستعذبها وأخرى يشمئز منها.. يا ترى ألا يشكل هذا المخزون الواقعي مادة جميلة ودروساً ثرة للمدرسين والمدرسات في رسم أسلوب التعامل مع الطلبة أو الطالبات.. أظن أن الإجابة ستكون عند الأذكياء بالإيجاب.. وأقول "الأذكياء"؛ لأن الأغبياء ربما كانوا يعيشون بلا ذاكرة.. وبذا يحرمون وجود تاريخ يقبسون منه حياة جميلة لواقعهم..!!

3- أنت تملين هم يملون منك!!
- أفّ.. ما أتعبها من حياة.. وما أزعجه من عمل!!

هكذا تردد بعض من المدرسات وهي تنهض للدرس الخامس أو السادس.

إن دفتر التحضير يشكل إزعاجا حاداً وهو يلحّ على المدرسة أن تملأ صفحة أو أكثر كأنه أحد أفراد العائلة.... ودفاتر الواجب.. آه.. ما أقبحها.. يا ترى هل وراءها فائدة.. أم إنها وضعت لمضاعفة العبء على المدرسين؟! ولو تجاوزت هذه الأعباء وغيرها لرأيت أنها واحة ظليلة بالنسبة لشغب الطالبات ومشاكلهن التي لا تنتهي.. إنها حين تدخل الفصل بتثاقل يظل سيل الطالبات هو الآخر بطيئاً رغم التهديدات المستمرة بالمنع من الدخول... ويظل صوت الطالبات يرتفع كلما دخلت طالبة.. وتظل المدرسة تكتب كلمة من الدرس على السبورة لتلتفت إلي الطالبات طالبة منهن الصمت.. ومع أن صوتها يضيع في وسط أصواتهن إلا أنها لا تلبث أن تنفعل وبقدر انفعالها يرتفع صوتها حتى تصبح كأنها قائد جيش يؤنب جنوده على التقاعس.. وقد تفلح سياط حديثها بإيقاف موج الكلام الهادر ولكنها ما إن تعود إلى الكتابة حتى تظل نار الحديث ترتفع وترتفع إلى أكثر (ربما) من مستواها الأول.. وهذه الأصوات المزعجة جداً ما إن تبدأ المدرسة بشرح الدرس حتى يبدأ النعاس يداعب أجفان الطالبات اللاتي كن قبل لحظات في أوج نشاطهن وهن يتبادلن الأحاديث فيما بينهن... وربما تراءى للمدرسة أنها بالغت في إيضاح الدرس.. تقيم طالبة من وسط الفصل فتسألها عن نقطة في الدرس فإذا هي كأنها لم تسمع الدرس من قبل.. وتقيم ثانية وثالثة ورابعة... وتكاد تصعق!! فهل تلام على الشعور بالملل؟... هناك من يقول: نعم هي مسؤولة.....!

فالطالبات ـ أولا ـ يشعرن بالملل أكثر منها.. فهي تستلم راتبا يدفعها للمواصلة والتحمل وبعضهن ربما لا يملك ريالاً يشتري به (سندوتشاً).

ثم هي ـ ثانياً ـ لها السيطرة عليهن؛ ولذا فهي تحب من تشاء وتبغض من تشاء وتثني على من تشاء وتسخر ممن تشاء..!! وهن لا يملكن إزاء ذلك إلا الصمت وإن كانت مراجل صدورهن تغلي!.. وثالثاً.. أن درسها في غاية البرود الذي تبدو معه أيام الشتاء مقبولة! فهي تدرس هذا العام بالأسلوب نفسه التي كانت تدرس به قبل عشر سنوات، وأغلب المواد التي تدرسها حينذاك هي المواد التي مازالت تدرّسها الآن، وبالتالي بدأت تشعر بأنها تجتر اجتراراً.. وتسرب إلى نفسها الملل الذي دفعها لاستخدام السلوكيات البغيضة من السخرية والاحتقار والسب واللوم.. فهل على الطالبات من لوم إن شعرن نحو درسها بالملل، وعبرّن عن ذلك بالنوم حيناً وعدم الفهم حيناً آخر؟!

ــــــــــــــــــــــــــــــ
للموضوع بقية وقد نقلته للفائدة ل أ. عبدالعزيز المقبل
18
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

,,, هنيـــ أم ـــده ,,,
هلا بأم عبدالعزيز الغالية ...

بالعكس موضوعك مرررة حلو وعجبني وفكرني بأيام مرررة حلوة ولو فيها أشياء مو حلوة بسس تفضل أيام وذكريات ماننساها لأنها تعني لنا أشياء كتيرة ونتذكرها بحلوها ومرها .....

وبعدين الأستاذه أو المعلمة اللي تؤدي عملها بإخلاص وأي إنسان المفروض يؤدي عمله بإتقان وإخلاص وحب لهذا العمل لأنه لو لم يحبه لايعطيه حقه ...فالمعلمة عندما تحب عملها وهو التدريس لهؤلاء الطالبات وتشعر معهم بكل كلمة تشرحها بحب وتفهم للطالبات الطالبات يحببنها ويتذكرنها بكل خير فالدين المعاملة .

وماأختلفنا إنه المعلمة بشر وعندها مشاكلها وظروفها بسس هدا مايخليها تصب جام غضبها وطفشها على طالباتها ..

وبصراحة فكرتيني بمواقف للمعلمات كن خير معلمات ومعلمات الله يغفر لهن ويذكرهن بكل خير جميعا ...

بارك الله فيكِ غاليتي وسلمت يمينك على ماكتبتي....
شهله
شهله
اختي ام عبدالعزيز موضوعك فعلا قيم رغم انك ذكرتيني بأيام الدراسه ايام لا تنسى احببنا

فيها معلماتناوكرهنا البعض الى يومي هذا لا انسى معلمتنا عزيزه المرعبه ياالهي كم كانت

تبث فينا الخوف بمجرد رؤيتها كنت اكره مادتها بشكل لا يوصف مع انى كنت من المتفوقات

لا اعلم ماذا استفادة هذه المعلمه بطريقة تعاملها معنا ها انا الان لا اذكر منها الا الخوف

الذي زرعته فيني ولكن لا اقول لها الا الله يسامحك يا معلمه عزيزه


وشكرا لك ياام عبد العزيز على نقلك للموضوع وشكرا لكل معلمه تركت بصمه جيده في نفوس طالباتها وجزاكم الله عنا الف خير .
um Abdul-Aziz
um Abdul-Aziz
مشكورة عزيزتي أم عمار فارسة الواحة العلمية(هنوووووووووووووووووووووووووووووووود)_لاتزعلين علي عادهذا من فرحتي بردك_
على كلامك الموزون
ياليت تعطي أمثلة مادامت متوفرة عندك عن كلا الفئتين_لمعلمات كن خير معلمات ولمعلمات سيئات_من المعلمات
وماأقول إلا الله يوفقك دنيا وآخرة ياأختي في الله العزيزة هند
um Abdul-Aziz
um Abdul-Aziz
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي شهله لقد أثريت الموضوع وجزاك الله كل خير
أختي ياليت لو تحدثينا أكثرعن معلمه تركت بصمه جيده وأخرى على نقيضها تماماً
وأخيراً مشكورة عزيزتي
,,, هنيـــ أم ـــده ,,,
هلا بأم عبدالعزيز الغالية ....

جزاكِ الله خير على كلامك اللي زي العسسل وليش الزعل ماأزعل من أختي العزيزة...

وبصراحة بالنسبة للأمثلة مشكلة في الذاكرة بسس أستني علي أعصرها ...

أفتكرت أيام الإبتدائي كانت عندنا معلمة الله يسامحها ماأقدر أنساها من اللي سوتو فينا كانت تجيب أكبر مسطرة وتكون سميكة ولو واحدة ماحفظت ولا نسيت الدفتر أو الكتاب ياويلها من المسطرة عارفة كانت تضرب على أطراف الأصابيع من الأمام لليد تصوري الله يسامحها ... كانت معلمة علوم..

فكرتيني بأبلة العربي ولا أبلة الأحياء بالثانوي يعني في كم واحدة ماتقدري تذكري عليها كلمة ماهي طيبة لأنه معاملتهم كانت طيبة وماتنسيهم من طيبتهم وفي نفس الوقت الشرح مايحتاج لمراجعة بعده..

بس للأسف في بعضهم تجيكي المعلمة تدخل الحصة تكتب موضوع الدرس وتقول ياللا أفتحي الكتاب وأقري الدرس يعني ماهي متعبة نفسها بالشرح يادوب تقول كلمتين وتسكت وتقول أنتهى ويدق الجرس وماتصدق وتطلع من الفصل...

ولا في معلمة الكيمياء ياسلام تعرفي كيف مادة الكيمياء معقدة وبالنسبة لي أحسها مكلكعة يبيلها شرح تمام تعالي شوفي الأبلة تدخل الفصل وتشرح قد ماتشرح ماكأنها شرحت شي ماتفهمي حاجة ويجي يوم وتجينا موجهة تحضر الدرس في الكيمياء أول مرة نفهم الدرس يومها ماتصدقي وكل الطالبات قالوا الكلام هدا مو أنا لوحدي ...بسس أيش نقول الله يغفر لهم ويسامحهم ويسامحنا إذا ظلمناهم ولاتعبناهم ....

وبرضو أقول الخوف من الله في كل عمل نؤديه وعمله بإتقان وحب وإخلاص يؤدي نتائج مبهرة ...

معليش هدا اللي فاكرته وإذا أفتكرت شي تاني أقولك....تسلميييي غاليتي أم عبدالعزيزعلى كلامك ودعائك....

والله يوفق الجميع لما يحبه الله ويرضاه ......