بسم الله الرحمن الرحيم
لا تتغاضوا عن ذوق أطفالكم عند الأكل
تغذية الطفل تتعلق بذوقه الخاص إلى حد بعيد، وإن مبدأ اشتهاء الشيء أو الإعراض عنه مرتبط بحاجة الفرد إلى ذلك الشيء أو قدرته على الاستغناء عنه، فإذا كنت تشعر بحاجة إلى تناول السكر مثلا فإن ذلك يكون بسبب حاجتك إلى السكر، وإذا شعرت بنفور منه فذلك لأنك – في ذلك الوقت – لا تحتاج إليه، ولهذا نرى علماء التغذية يشددون على أهمية وجود "الشهية" عند تناول غذاء ما، ويعلقّون عليها أهمية كبيرة في تحقيق الفوائد المرجوة من التغذية.
وإن هذا المبدأ نفسه ينطبق على الطفل بصورة عامة، ولكن ليس معنى ذلك أن لا يتدخل الآباء، بل عليهم أن يشرفوا على التزام أطفالهم بنظام تغذية ينمي لهم أذواقهم بطريقة صحية وصحيحة. وإن يقظة الشهية معتمدة إلى حد كبير على طريقة إعداد الطعام وتقديمه.
وإن حس الطفل بالحاجة إلى الطعام فطري إلى حد بعيد ولذا يجب ألا نبدد فيه هذا الحس، بل أن ننميه حتى يصبح آلياً، بحيث يستيقظ جوعه في أوقات معينة ومنتظمة. فإذا ما استيقظ هذا الجوع نكون قد أعددنا له ما يلزم من طعام إعداداً حسناً.
وإذا كنا نعرف أشخاصاً يرفضون في كبرهم أن يتناولوا طعاماً ما، أو مادة ما، فأغلب الظن أن لهذا الرفض جذوراً عميقة في نفوسهم قد تعود إلى سن الطفولة، فإذا وجدنا شخصا يرفض تناول السمك، على علمه بفوائده، فعودة بذاكرته إلى طفولته، قد تعيد إليه ذكريات خاصة معينة، كأن يكون، مثلاً، قد عانى بعض المتاعب من فصل الحسك عن السمك، أو أن يكون قد ابتلع مرة حسكا أو أنه أكل السمك مرة مطبوخاً بشكل غير مناسب، وعلى هذا فيفضّل أن نحاول جهدنا ألا نترك في نفس الطفل ذكريات من هذا النوع تجعله ينفر من طعام بعينه، وهذا يستدعي منا اهتماماً بإعداد طعامه إعداداً يجعله يتقبله بشوق وشهية، ويجعل ذوقه ينمو مع الأيام بصورة متكاملة، لأن الخضار والفاكهة وكافة المأكولات لها ميزات وخصائص وخيرات تجعلها تكمل بعضها بعضاً، والغذاء الكامل هو الذي يحتوي على ألوان مدروسة من الطعام الذي يمد الجسم بما يحتاجه من فيتامينات وأملاح معدنية.
لا داعي لزيادة الوزن عند الإرضاع
بالإرضاع تحافظ الأم على صحة طفلها
إن حليب الأم يفي تماماً بالاحتياجات الحقيقية للرضيع الصغير. أضف إلى ذلك أنه يحمي الوليد من كل هجوم متوقع للميكروبات. والواقع أن هذا الحليب الذي يكون بمنجاة من كل تلوث، سواء أثناء نقله أو تعبئته في الزجاجات أو نقص تعقيمه، يحمل إلى الطفل جميع خصائص الدفاع ضد الالتهابات بما فيه من الأجسام الضدية التي ينتجها جسم الأم.
ومن المعروف تماماً أن الاضطرابات الهضمية الخطرة، والالتهابات السارية، تكون نادرة جداً عند الطفل الذي يتغذى من ثدي أمه، وإذا ما أصيب بها كانت الإصابة أقل حدة مما هي لدى غيره من الأطفال الذين يتغذون بالحليب الحيواني.
وتقول إحصاءات أكيدة أن وفيات الأطفال تقل بمعدل ثلاث مرات بين الأطفال الذي يرضعون من أثداء أمهاتهم عما هي عليه بين غيرهم ممن لا يرضعون.
ومن ناحية أخرى نجد أن الإرضاع من ثدي الأم يجنب الطفل والأم معاً نتائج حرمان مكبوت قد تكون وخيمة العواقب أحياناً، أما إذا أخذنا بآراء علماء النفس على الأقل، فإن إعطاء الثدي للطفل من شأنه أن يقوي الروابط الحقيقية ويغذي الحب بين الأم وطفلها، وكما يعرف كل إنسان، فالسعادة والفرح عنصران رئيسان في حفظ الصحة وصيانتها.
إن كل أم لا يمكن إلا أن تفيد فائدة جمة من إرضاعها طفلها بنفسها. فإذا ما وضعنا جانباً جميع الوصفات الطبية المغايرة، فإننا لا نجد سبباً واحداً وجيهاً يستدعي تهرّب الأم أو خوفها من إرضاع طفلها من ثديها. وحتى المرأة، التي تعمل خارجاً تستطيع أن تقوم بهذا الواجب. وفي أماكن العمل يمكن أن يطلب تخصيص حجرات للإرضاع، ولكن الطريقة العملية هي اقتصار الإرضاع على وجبة الصباح والمساء ثم إعطاء الطفل الحليب المكثف بين الوجبتين الرئيسيتين اللتين يتناولهما من ثدي أمه.
أما الحجة التي كثيراً ما تعطى كعذر لعدم الإرضاع وهي القول بعدم كفاية الحليب المفرز، فإنها حجة واهية. فالواقع أن تدفق الحليب كثيراً ما يتأخر ثم لا يستمر في غزارته إلا إذا أعطي الثدي للطفل بشكل مستمر حتى لو تم ذلك خلال أيام عديدة دون نجاح. وليس أسهل من إكمال تغذية الطفل بوجبات إضافية. وقد ثبت أنه، حتى الطفل الذي لا يأخذ أكثر من نصف أو ثلث حاجته من حليب أمه، ينعم بجميع الفوائد التي تنطوي عليها طريقة الإرضاع الطبيعية هذه.
كيف تنحفين دون أن تؤذي الوليد؟
إن الحمية (الريجيم) للمرأة المرضع تتطلب الكثير من الانتباه. فهي طريق محفوفة بالمخاطر. فمن ناحية ينبغي تجنب الأطعمة الفقيرة جداً بالدسم والتي قد تؤدي إلى إفساد نوعية اللبن، ومن ناحية ثانية يجب تجنب الأطعمة الكثيرة والشديدة الدسم التي تؤدي بالأم إلى السمنة المفرطة.
إن صورة مرضعات الماضي بأجسامهن المكتنزة ووجوههن المنتفخة ما تزال تريع الكثيرات من أمهات اليوم الشابات اللواتي يبادرن الطبيب قائلات: "دكتور، إني راغبة رغبة حقيقية في إعطاء الثدي لطفلي ولكن، انظر كم سبب لي الحمل من سمنة، فماذا سيحدث لي لو أني واصلت تغذية جسمي أيضاً؟".
وجواباً على هذا التساؤل القلق، تؤكد الدراسات أن الأم تستطيع، بمنتهى السهولة أن تنحف وهي ترضع طفلها، وبالطبع دون أن تسبب أي أذى للرضيع. والقواعد الغذائية المطلوب إتباعها في غاية البساطة بحيث تستطيع كل أم قلقة على قوامها وراغبة في إرضاع وليدها أن تطبقها بمنتهى السهولة.
يمكن القول بأن الزيادة التي تلحق بامرأة متوسطة القامة والوزن أثناء فترة الحمل، تتراوح بين 10-12 كيلو غراما. وأثناء الوضع يتم هبوط في الوزن يعادل 5.5 كيلو غراماً موزعة هكذا : 3.5 كيلو غرامات وزن الوليد، 500 غرام وزن المشيمة، 1 كيلو غرام وزن السائل الأمينوسي، وأخيراً 500 غرام من الدم. وبعد أسبوعين تقريباً يؤدي انكماش الرحم وملحقاته إلى هبوط جديد في الوزن يعادل كيلوغرامين تقريباً. ولكن يبقى على هذه المرأة أن تخسر ثلاثة كيلو غرامات أيضاً لكي تعود إلى وزنها الأصلي قبل الحمل.
فإذا ما اندفعت الأم الشابة تأكل بشراهة زعماً بأن هذا خير لتغذية طفلها، فإن الكيلو غرامات الثلاثة لا تثبت فقط في جسمها بل يزداد وزنها عدداً آخر لا يستهان به.
إن الخطر الأعظم في اكتساب السمنة يقع حوالي الأسبوع السادس من الإرضاع ولا بد لتجنب هذا الخطر من الانقطاع عن تناول عدد من المواد الغذائية.
بالدرجة الأولى يجب تجنب كل مادة ذات قوام سكري (غلوسيد) وفي مقدمتها السكر، والمربيات، والسكاكر، والشوكولاته، والمعجنات، الخ.. كما يجب الاعتدال في تناول النشويات وفي مقدمتها الخبز وغيره. ثم يجب تجنب استهلاك المآكل الشديدة الملوحة كاللحوم المحفوظة أو ثمار البحر المملحة، كما أنه يجب تجنّب الإكثار من ملح المائدة.
وأخيراً ينبغي الإقلال من استهلاك المشروبات أثناء الطعام. وهنا ينبغي الإشارة إلى أن كل مشروب كحولي يشكل خطراً حقيقياً على إدرار الحليب ونوعيته.
إن هذه الاحتياطات المختلفة لا يمكنها مطلقاً أن تسبب أي أذى لصحة الطفل الرضيع شريطة الإكثار من استهلاك المأكولات التي سوف نأتي على ذكرها، ونعني تلك المأكولات التي تنشط إدرار الحليب.
قبل كل شيء: البروتينات والكلس والفيتامينات:
إن أماً في صحة جيدة يجب أن تدر بين ثلاثة أرباع الكيلو والكيلو الواحد من الحليب خلال 24 ساعة. ولكن تركيب الحليب المفرز بهذه الكميات يظل بعيداً كل البعد عن أن يكون متماثلاً، ففيه تنعكس، إلى مدى بعيد، نوعية الأطعمة التي تتناولها الأم فإذا ما حدث نقص في بعض العناصر الرئيسية – كالكالسيوم بشكل خاص – فإن الجسم يسعى إلى تعويض هذا النقص من الاحتياطي لدى الأم ولكن هذا لا يؤدي دائماً إلى تعويض كل النقص الحاصل في الحليب، وعلى العكس، في حالة زيادة النسبة فإن هذه الزيادة لا تأخذ طريقها إلى الحليب بل إنها تتراكم في أنسجة الأم.
إن البروتينات تشكل المواد الأساسية في كل بنيان نسيجي. وهذه البروتينات مهمة لبناء عضلات الطفل. وتوجد هذه البروتينات في اللحم الأحمر، والسمك الهزيل والجبن الصلب، والبيض واللبن.
أما الأملاح والكالسيوم والفوسفور، هذه المواد التي لا يجهل أحد أهميتها في بناء العظام، فهي تشكل في الوقت نفسه صلابة الهيكل العظمي والبنيان الأولي للأسنان. وحليب البقر الصافي هو أفضل غذاء يؤمن للأم المرضع احتياجها من الفوسفور الكلسي. وبالتالي يكون شرب ربع ليتر على الأقل من هذا الحليب عند الاستيقاظ ضرورة كبرى. أما النساء اللواتي يشتكين من قصور المرارة فباستطاعتهن تناول الحليب المنزوعة قشدته. وفي مثل هذه الحالة عليهن أن يكمّلن غذاءهن بتناول فيتامين (د) لأن إزالة قشدة الحليب تفقده هذا الفيتامين بالذات.
أما الأنواع الأخرى من الأملاح الكيميائية والحيوية والعناصر المعدنية التي لا بد من توفرها في حليب الأم، فهي المواد الموجودة بوفرة في الخضار الطرية، والبطاطا، ولا سيما في "الفريك". ولتكوين الدم لا بد من الحديد وهذا ما يتوفر بكثرة في البقدونس وصفار البيض وكبد العجل وغيرها.
ولا بد لحليب المرأة أن يكون غنياً بالفيتامينات بشكل خاص. ولكي يتحقق هذا الغنى لا بد من أن يكون غذاء الأم نفسه غنياً به.
وينبغي أن يُعطى للطفل فيتامين (أ) بكثرة وإلا تسبب نقصه في الإسهال ثم في التهاب المنضمة العينية، وقد يؤدي إلى تقرح القرنية. وإن الحليب الكامل وصفار البيض والجبنة مصادر رئيسية لهذا الفيتامين. ويوجد هذا الفيتامين أيضا في البقدونس والجزر وخضار السلطة والسلق والسبانخ وكذلك بعض أنواع الفاكهة كالمشمش والخوخ.
أما الفيتامين (د) الضروري لتشكيل العظام فإنما يتوفر عموماً إذا ما شربت الأم ثلاثة أرباع الليتر من الحليب يومياً. ويمكن الاعتماد على صفار البيض والزبدة الطرية لتوفير هذا الفيتامين أيضا.
ويسهم الفيتامين (ج) مباشرة في النمو العام للرضيع ويكون حليب الأم أغنى بهذا الفيتامين بمقدار ما تتناوله من الفاكهة الطرية، واللحوم النيئة وخضار السلطة والبقدونس وغيرها.
ومن الممكن اللجوء دائماً إلى التحليل لاختبار نوعية حليب الأم وجودته. ولكن لا حاجة عملياً إلى اللجوء لمثل هذه الطريقة العملية. فإذا كان الطفل يزداد وزنه باضطراد ولا يشكو اضطرابات هضمية هامة (كالإسهال المتواصل) أو طفحاً جلدياً أو حمرة الإليتين أو طفحاً مختلفاً، ففي هذه الحالة يمكن الجزم بأن الحليب المعطى إليه من نوعية جيدة، وبالتالي يكون النظام الغذائي الذي تتبعه الأم صحيحاً.
حذار من الأغذية التي تغّير طعم الحليب
قد يحدث أحياناً أن يرفض الرضيع تناول الثدي بعد أن يكون شديد الرغبة فيه، وقبل التفكير في مرض مباغت داهم الرضيع ينبغي للأم أن تتذكر ماذا تناولت عشية ذلك اليوم. فالواقع أن ثمة أطعمة من شأنها أن تغّير طعم الحليب. وإن العديد من الرضع يكونون شديدي الحساسية بالنسبة لطعم اللبن حتى أنهم يرفضون تناول أية لعقة من حليب طعمه غير عادي، الأمر الذي يعرضهم لاضطرابات هضمية إذا ما أُجبروا على تناول هذا اللبن بالقوة.
ولذا كان من الضروري تجنب جميع الأطعمة ذات النكهة المميزة كالملفوف والبصل والثوم وبعض أنواع الأسماك والطرائد.
وينبغي للأم المرضع أن تتجنب كل شراب كحولي تجنباً حاسماً. فالواقع أن الكحول تتسرب بسهولة إلى الحليب مهددة بإحداث اضطرابات شديدة لدى الرضيع كالصراخ والتشنج وفقدان الشهية بسرعة، وبتعبير آخر: تخدير مبكر جدّا.
ومادة الكافيين الموجودة في القهوة والشاي تنتقل، هي الأخرى، بسرعة إلى حليب الأم. فإذا لم تقلل الأم من استهلاك هذين المشروبين فإنها تزيد من اضطرابات رضيعها وقلة نومه.
أما عن تسرب مختلف العقاقير المسكنة والهرمونات إلى الحليب والتي تتناولها الأم، فهذه الظاهرة ليست نادرة بل على العكس فإنها تحدث أكثر بكثير مما كانوا يظنون من قبل. وتسرب المركبات الكيميائية عبر خلايا غدة الثدي .
كيف نبدأ بإدخال الوجبات إلى غذاء الطفل؟
بعد أن يجتاز الطفل الأشهر الثلاثة الأولى من حياته، فإن مرحلة جديدة من هذه الحياة تبدأ، إذا كان سليم الجسم، فلا تعود حاجته إلى الغذاء مقتصرة على الحليب وحده، وإنما تتعدى ذلك إلى وجبات منوعة غنية، تسير به في طريق النمو بخطوات تتناسب مع قدرته الطبيعية على هذا النمو. ولذا فلا بد من توجيه كثير من العناية والاهتمام إلى هذه المرحلة الجديدة من حياة الطفل، واختيار أنواع غذائه بشكلٍ يحقق الفائدة المرجوة على الوجه الأكمل.
إن طريقة مواجهة مرحلة الوجبات في حياة الطفل، تقلق كثيراً من الأمهات، ولا سيما في المرة الأولى، فهن لا يفتأن يتساءلن:
- كيف نبدأ بتطبيق المرحلة الغذائية الجديدة؟
- متى يجب أن نزيد عدد الوجبات أو ننقصها؟
- متى يجب أن يحدث ذلك، وكيف تتم إضافة الأنواع الجديدة من الطعام؟
- كيف نحمل الطفل على قبول هذا التغير الجذري في أسلوب غذائه، وماذا نفعل إذا لم يتجاوب معها؟
وهناك الكثير من هذه الأسئلة التي يتلقاها الأطباء من الأمهات الصغيرات كل يوم.
ويزيد في قلق هؤلاء الأمهات، حصولهن – في بعض الأحيان – على إجابات متناقضة، مما يسبب لهن قلقا وحيرة، تثيران إشفاقهن على أطفالهن.
وبالرغم من أن الطفل ما زال في الأشهر الأولى من عمره، إلا أنه منذ البداية يملك ذوقه الخاص، وشخصيته الخاصة، ومزاجه الذي يثير شهيته مرة، أو يجعل هذه الشهية تصد عن الطعام مرة أخرى، وهذه كلها نقاط يتوجب على الأم أن تأخذها بعين الاعتبار عندما تبدأ بتغذية الطفل بأكثر من الحليب.
إن المرحلة الجديدة تبدأ – كما ذكرنا – من الشهر الثالث. وفي هذا الشهر يجب البدء بإعطاء الطفل "المغلي الأول". فعدد وجباته تكون سبعاً، ست منها للحليب، والسابعة للمغلي. ويصنع هذا المغلي من ملعقة قهوة من طحين القمح، أو أي نوع آخر من الطحين الذي يصنع لهذه الفترة ولهذه الغاية بالذات، ويباع في الصيدليات، وإذا كان الطفل يعاني من الإمساك، فمن الخير أن يُعطى "مغلي طحين الشعير"، وأما إذا كان يشكو من الإسهال فيُعطى مزيجاً من طحين القمح وكريما الأرز.
ويُخلط الطحين بقليل من الماء (بقدر ملعقتين)، ثم يضاف الحليب الساخن، ويكون محلّى أو غير محلّى وفق تركيب الطحين المستعمل، ثم يوضع على نار هادئة لمدة خمس دقائق، وبهذا نحصل على حساء سائل صالح للامتصاص بوساطة المصاصة. وإذا كان الحليب المستعمل محفوظاً، يهيَّأ المغلي، ثم يُمزج – بعد الغلي- بالحليب المحفوظ، مسحوقاً كان أم مكثفاً، ثم يوضع في المصاصة ويعطى للطفل.
ويفضل أن يتناول الطفل هذه الوجبة ظهراً، وفي وجبة رئيسية، ومن الخير أن يتعود على تناول وجبته الرئيسية في هذا الموعد. أما في الشهر الرابع، فتضاف وجبة ثانية من المغلي، بينما تنقص وجبات الحليب بحيث يصبح طعامه مؤلفاً من وجبتي مغلي وأربع زجاجات من الحليب.
ومن الطبيعي أن تزاد كمية الوجبة قليلاً في الشهر الرابع، بحيث تصبح 130 غراماً. ويستحسن أن نبدأ، مع بداية الشهر الرابع، بإعداد معدة الطفل للتعود على نظام الخمس وجبات في اليوم، فذلك أدعى لراحة الأم، على أن يحدث ذلك دون إنقاص المردود الغذائي المنشود، فنبدأ بزيادة كمية الطحين حتى تصل إلى 170 غراماً للوجبة الواحدة، فيصبح النظام وجبتي مغلي وثلاث زجاجات حليب فقط، بحيث يفصل بين الوجبة والأخرى زمن لا يزيد عن ثلاث ساعات ونصف الساعة.
ومع بداية الشهر الخامس، نبدأ بإطعام الطفل حساء الخضار، ويكون ذلك باستبدال إحدى وجبتي الطحين بوجبة من حساء الخضار، تحضر على الشكل التالي: 130 غراماً من مغلي الخضار، 50 غراماً من الحليب، ملعقة من الخضار المهروسة، ملعقة من الطحين، أرز، زبدة، وقليل من الملح. تغلى الخضار في كمية كافية من الماء لمدة ساعتين ثم تضاف المقادير الأخرى الواردة آنفاً. وهناك بعض الأطفال الذين يستسيغون حساء الخضار بالسكر بدلاً من الملح، وآخرون لا يتقبلونه لا بالسكر ولا بالملح، ولذا نبدأ بتعويدهم على مذاق الخضار بإعطائهم ملعقة قهوة من مسحوق البطاطا أو الجزر، أو الخضار النيئة مضافة إلى المغلي، أو وحدها، ويمكن الحصول على الخضار المسحوقة معبأة بعلب تباع في الأسواق، أما موعد إعطائها للطفل فهو قبل وجبة الظهر المؤلفة من المغلي.
ومع بدئنا بتعويد الطفل على تناول الخضار، نبدأ بتعويده على تناول الطعام من الملعقة، فنبدأ بالتدرج في تحويل المغلي السائل إلى قوام متماسك بعض الشيء، وذلك بأن تكون وجبة المسحوق مؤلفة من البطاطا في ثلثيها، ومن الجزر في الثلث الأخير. وهكذا يصبح غذاء الطفل مؤلفاً من خمس وجبات هي: وجبتان من المسحوق (180 غراماً) وثلاث زجاجات من الحليب. ولا بأس من أن نضيف إلى وجبة الظهر نصف موزة نيئة مهروسة جيداً، أو مسلوقة، ومضافاً إليها السكر، أو نصف تفاحة مبشورة.
أما في الشهر السادس، فإن تغييراً جوهرياً يجب أن يدخل على نظام التغذية، فمن جهة ندخل البيض واللحم إلى الوجبات، ومن جهة أخرى نخفض عدد الوجبات إلى أربع. واللحم المقصود هو "عصير اللحم" وطريقة تحضيره هي أن نأتي بعصير لحم البقر أو الضأن المحمص المضغوط أو المدمي (أي قليل النضج) ونمزجه بالمسحوق بنسبة ملعقة قهوة واحدة أربع مرات في الأسبوع.
أما البيض فيسلق سلقاً جيداً ثم يخلط بالمسحوق بنسبة ملعقة قهوة واحدة، ثم ملعقتين مرتين في الأسبوع، وننتقل بالطفل إلى نظام الأربع وجبات بأن نلغي وجبة الحليب التي تعطى للطفل. ولكي يكون الراتب الغذائي كافياً في الوجبات الأخرى تكون تقريبا على النحو التالي:
- في الصباح: مغلي مؤلف من مائتي غرام حليب، مع ملعقة حساء من الطحين.
- الساعة العاشرة: عصير فاكهة.
- ظهراً: مسحوق الخضار مع عصير اللحم أو صفار البيض. أما الحلوى فهي تفاحة مبشورة، أو موزة مهروسة ومحلاة، ومربى.
- الساعة الرابعة: مائتا غرام من الحليب مع قطعة بسكويت.
- مساءً: مغلي كالصباح يدخل فيه حساء الخضار.
ويبدأ الدور الأخير في تطور نظام التغذية، ما بين الشهر السابع والشهر الثاني عشر، فيحل اللحم محل عصير اللحم بمقدار 30-50 غراماً تقريباً، يضاف إلى مسحوق الخضار ظهراً، ويمكن الاستعاضة عن اللحم بالسمك الأحمر، أو صفار البيض المسلوق أو البرشت ، وكذلك تضاف إلى هذه الوجبة قطعة من اللبن المصفّى أو نصف زبدية من اللبن الرائب، بالإضافة إلى الفاكهة. وفي المساء يستعاض عن المغلي بحساء الخضار ويكون سميكاً مع المعكرونة أو الطحين، ويعطى الطفل حلوى الظهيرة كالفاكهة المبشورة أو الفاكهة "الخشاف"، أو المربى، وتظل وجبة المغلي الصباحية كالمعتاد، وفي الساعة الرابعة يعطى الطفل حليباً مع قطعة من الكاتو الجاف، وفي الساعة العاشرة يعطى عصير الفاكهة. ويرتفع محتوى الوجبات إلى 225 غراماً تقريباً لكل وجبة.
ويجب الانتباه هنا إلى ضرورة عدم إعطاء الطفل كثيراً من الخضار إذا وجدناه يقبل عليها بشهية خوفاً من حدوث حالة بسيطة من التهيج المعائي.
ولا بد من التنويه بأن هذا النظام الذي يتدرج فيه الطفل من ست زجاجات من الحليب إلى أربع وجبات منوعة خلال تسعة أشهر، إن هذا النظام يجب أن يكون مرناً، يضع ذوق الطفل وحالته الصحية موضع الاعتبار، فليس ضرورياً تطبيقه حرفياً وبحذافيره، فليست هناك "خطوط عريضة" للموضوع تستطيع كل أم أن تختار وفقها ما تراه ملائماً لطفلها. فهذا النظام قد وضع للأطفال بصورة عامة، والمفروض أن جميع الأطفال يتقبلونه، فإذا ما وجدنا منهم إعراضاً عن بعض أجزائه فيجب ألا نقسرهم على ما لا يريدون، وللطبيب – على أية حال – الكلمة الحاسمة في الموضوع .
الإفطار: انطلاقة صحية لك ولاطفالك
يتباطأ الأطفال أحيانا عند الاستيقاظ من النوم والاستعداد للمدرسة، وبسبب العجلة وضيق الوقت لابتداء النهار، يشعر الآباء وأطفالهم برغبة للتهرب من تناول وجبة الإفطار. وتشير العديد من التقارير الأميركية إلى أن طفلا واحدا من بين 6 أطفال في الصف الخامس يتهربون فعلا من تناول الإفطار، وتزداد صحة ودقة هذه النتيجة كلما زاد عمر الطفل.
الإفطار يحقق انطلاقة نشيطة لدماغك
إن الجوع، حتى لو كان لفترة قصيرة مثل الذي يصيبك حين تتخلف عن تناول وجبة الإفطار، يقلل من القدرة على التركيز والانتباه. فالأطفال الذين يتناولون الإفطار هم اكثر يقظة وينجحون بشكل افضل في الاختبارات المدرسية وأكثر إبداعا وحيوية بالمقارنة مع الأطفال الذين لا يتناولون الإفطار. ووجدت الأبحاث أن نسبة الأطفال الذين يتأخرون أو يتغيبون عن الدوام المدرسي ترتفع ضمن الأطفال الذين يُعرضون عن تناول وجبتهم الصباحية.
الإفطار ضروري لنمو الأطفال
إن التخلي عن وجبة الإفطار معناه الاختزال في كمية المواد الغذائية التي يتحتم على الأطفال تناولها خلال اليوم للنمو والتعلم واللعب والبقاء في حالة صحية جيدة. ويحتاج الاطفال الى استهلاك الاغذية التي توفر لهم مصادر الطاقة والبروتين بالإضافة إلى مصادر جيدة من الخارصين(الزنك) والحديد والكالسيوم لبناء عظام قوية والتقليل من خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام في وقت متأخر من الحياة.
وينصح خبراء التغذية بالتركيز على الإفطار المنوّع والغني بالمواد الأساسية مثل الحبوب أو الخبز المحمص، والحليب مع الفواكه، أو قطعة من البيتزا، وينصح الخبراء الآباء بترغيب الأطفال بفكرة الإفطار وعدم فرضها عليهم، ولتسهيل ذلك، على الآباء أن يسمحوا لأطفالهم باختيار ما يريدون تناوله في ذلك اليوم، ولكن مع قليل من التوجيه لضمان حصول الأطفال على نصيبهم من الفيتامينات والمعادن.
كما أن الأطفال الذين يتناولون إفطارهم، يحصلون على كميات كافية من المعادن، مثل الكالسيوم والفوسفور والمغنيسيوم والفيتامينات مثل الريبوفلافين، و فيتامينات أ، جـ، ب12 وحامض الفوليك، وهي جميعها ضرورية لعملية النمو. وقد وجد أن الأطفال الذين يلغون الوجبة الصباحية لا يعوضونها في وجبات اخرى.
منقول من موقع albawaba .

بقايا دموع @bkaya_dmoaa
عضوة شرف عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

noosa
•
مشكوووووووووووووووووووووووووووره ..




الصفحة الأخيرة