معلومات عن التلقيح الصناعي واطفال الأنابيب

التلقيح الصناعي.. إنجاب دون اتصال جنسي طبيعي!!


تحدثنا في العدد السابق عن أسباب عدم الاخصاب وحث الإسلام على استخدام جميع طرق المداواة المشروعة وذلك حرصا منا لتوعية المحتاجين لاستخدام طرق المساعدة على الإنجاب وذلك لاعتقاد نسبة لا بأس بها من الناس إلى يومنا هذا في مشروعية هذه الوسائل على الرغم من اصدار العديد من الفتاوى وشرح لهذه الوسائل.

ويقصد بالتلقيح الصناعي هو كل طريقة أو صورة يتم فيها التقليح والانجاب بغير الاتصال الجنسي الطبيعي وهو الجماع بين الرجل والمرأة. والأصل في تخلق الجنين إنما هو من السائل المنوي الذي يخرج من الرجل فيصل إلى رحم المرأة المستعد لاستقبال هذا الماء فإذا قدر الله للخلية من الرجل أن تلتقي بالخلية الجنسية المؤنثة (البويضة) فإنهما يختلطان ويمتشجان ليكونا الزيجوت وهذا هو التلقيح الطبيعي الذي أشار إليه القرآن الكريم بقوله سبحانه وتعالى: {فلينظر الإنسان مم خلق، خلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب}. فإذا لم يصل السائل المنوي عن طريق الاتصال الجسماني المعروف وتعذر الحصول على الحمل بالتلقيح الطبيعي فإنه يلجأ إلى الطرق الأخرى والمعروفة بالتلقيح الصناعي ويعرف التلقيح الصناعي الداخلي بأنه الحصول على المني من الرجل وحقنه في فرج الأنثى ليصل إلى البييضة في قناة فالوب ويعمل على تلقيحها وتكمل بعد ذلك البييضة المخصبة التكوين الجنيني الطبيعي. وأول من استخدم التلقيح الصناعي الداخلي بطريقة علمية روسيا وذلك في أوائل القرن العشرين في العقد الأول منه عندما تمكن العلماء الروس من تلقيح الأبقار والأغنام والخيول، ويشكل التلقيح الصناعي الداخلي وسيلة واسعة الانتشار اليوم في أوروبا والولايات المتحدة والبلدان الإسلامية.


لماذا نقوم به

وتوجد العديد من الأسباب التي تستدعي إجراء التلقيح الصناعيي الداخلي وهي:

1- كون الحيوانات المنوية للزوج غير نشيطة نشاطاً فعالاً وفق المعايير الطبية حيث تكون الحركة للحيوان المنوي ضعيفة أو يوجد العديد من الحيوانات المنوية مشوهة.

2- كون الحيوانات المنوية للزوج غير كافية للتلقيح الطبيعي والعدد الطبيعي يتراوح ما بين 20 - 120 مليون في كل سم 3.

3 - صعوبة انتقال الحيوانات المنوية داخل الجهاز التناسلي عند المرأة.

4- وجود افرازات مهبلية عند المرأة شديدة الحموضة مما يسبب في قتل الحيوانات المنوية بصورة غير اعتيادية.

5- زيادة لزوجة الحيوانات المنوية عند الرجل نتيجة للاصابة بالتهابات وعدوى تناسلية مثل السيلان والكلاميديا وخلافها.

6- قد يلجأ لعملية التلقيح الصناعي في حالة وجود ضعف جنسي لدى الزوج يصعب معه الجماع وبالتالي في حالة رغبة الزوجين في الحمل فإنه يمكن أن يؤخذ السائل المنوي من الزوج ويتم وضعه في المهبل، كذلك يتم إجراء التلقيح الصناعي الداخلي في حالات القذف المبكر وكذلك في حالة وجود تشوهات خلقية في شكل العضو الذكري للرجل.


فرق بينها

إن عملية التلقيح الصناعي الداخلي تختلف عن التلقيح الصناعي الخارجي المعروف باسم أطفال الأنابيب. وعملية التلقيح الصناعي الداخلي عملية سهلة وتجرى عادة في العيادات الخارجية للمركز الطبي ولا تحتاج إلى مهدئات أو تخدير كما يجري في بعض حالات أطفال الأنابيب.

فإذا كانت الزوجة لديها تبويض طبيعي فإنه يتم متابعة التبويض عن طريق الفحص باستخدام الأشعة الصوتية وعند وصول البويضات إلى الحجم الطبيعي المعروف لحدوث الاخصاب وهو ما بين 16 - 22 ملم فقد يلجأ الطبيب المعالج إلى إعطاء إبرة تفجير للبويضة وهي عبارة عن هرمون تفجير البويضة HCG وتسمى برقنيل أو بروفاسي بجرعة تتراوح ما بين 5000 - 10000 وحدة ويتم التلقيح الخارجي بعد مرور 36 ساعة بعد أخذ هذه الجرعة وينصح الزوج بالامتناع عن الجماع لمدة ثلاثة أيام وذلك للتأكد من الحصول على كمية كافية من السائل المنوي والحيوانات المنوية ويفضل أن يتم استخراج السائل المنوي في المستشفى أو العيادة الطبية لضمان بقاء الحيوانات المنوية في مستوى جيد وعدم تعرض السائل المنوي للعوامل الخارجية مثل الحرارة التي ربما تؤثر على جودة الحيوانات المنوية وبعد ذلك تتم عملية تحضير السائل المنوي في المختبر وذلك بازالة الشوائب التي تؤثر على حركة الحيوان المنوي واختيار الحيوانات المنوية الحية السليمة ويتم وضعها داخل الرحم باستخدام انبوب بلاستيكي يوضع داخل عمق الرحم ويفضل ان تخلد الزوجة للراحة لمدة تتراوح ما بين 30 -60 دقيقة وبعد ذلك تمارس حياتها بشكل طبيعي. وتعتبر عملية التلقيح الصناعي الداخلي المرحلة الثانية في علاج عدم الاخصاب وذلك بعد فشل المرحلة الاولى من العلاج الذي يتم باستخدام منشطات المبايض بمستحضر الكلوميد والابر المنشطة مثل المونوجون او القونال اف او البيروجون مع الجماع الطبيعي ويلجأ للتلقيح الصناعي الداخلي في حالة عدم الاستجابة بهذه الطريقة اذا كان ممكناً.

ويمكن اللجوء لعملية التلقيح الصناعي الداخلي عدة مرات اي ثلاث دورات شهرية متتالية فاذا لم تنجح فلربما يتم اللجوء الى عملية اطفال الانابيب اذا وجب الامر لذلك. ولا توجد مضاعفات من اجراء هذه العملية اذا تمت بالطرق السليمة المعروفة بعد التأكد من عدم وجود التهابات مهبلية مزمنة وتحضير المريضة بطريقة سليمة.


طفل الانابيب

هو عملية تلقيح البويضة بحيوان منوي بطريق غير طريق الاتصال الطبيعي الجنسي بين الزوج وزوجته وتحدث هذه الطرق بتلقيح البويضة خارج جسم الزوجة. وتعتمد فكرة طفل الانابيب على اخذ البويضة من المرأة عند خروجها من المبيض بعد تحريضه بواسطة العقاقير الطبية المعروفة وتتم متابعة نمو البويضة حتى وقت خروجها بالموجات فوق الصوتية وهرمون الاستروجين. وعند بلوغ البويضات الى الحجم الناضج اي ما بين 16 -22 ملم تعطى هرمون HCG وبعد 36 ساعة يتم سحب البويضات باستخدام ابرة موصلة بجهاز الاشعة الصوتية وتتم مناولتها الى اخصائي الاجنة للتأكد من سحب البويضات الناضجة وفي حالات اطفال الانابيب يتم تحريض اكثر من بويضة قد تصل 6 الى 7 بويضات ناضجة او اكثر وبعد سحب البويضات من المرأة يجمع في نفس الوقت السائل المنوي من الزوج وتوضع الحيوانات المنوية في مزرعة خاصة ويتم في العادة تلقيح اكثر من بويضة وعند حدوث التزاوج بين البويضة والحيوان المنوي التي يتم ملاحظتها خلال 48 -72 ساعة حيث تتكون الاجنة ومن ثم يتم وضعها في الرحم لتنمو نمواً طبيعياً اذا اراد الله سبحانه وتعالى.

إن تواصل العلماء لاكتشاف طريقة المساعدة على الإنجاب باستخدام أطفال الأنابيب والتلقيح المجهري من نعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان، فهذه الطرق أزالت الكثير من المشاكل الطبية التي كانت ميؤوس منها في حدوث الحمل خصوصاً حالات ضعف الحيوانات المنوية الشديدة، وكذلك انسداد قناتي فالوب في المرأة، وهذه التطورات في هذا المجال الحيوي بقدرة الله سبحانه وتعالى. لقد استخدمت هذه الطريقة أولاً في الحيوانات وأول من قام بالتلقيح الصناعي الخارجي هو الدكتور شانج في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1959م الذي نجح في تلقيح بيضة الأرنب في طبق، ثم أعادها إلى رحم الأرنب. وكان أول من قام بهذه المحاولة في الإنسان الدكتور روبرت ادواردز عام 1965م وفشلت محاولته تلك واستمر في محاولاته إلى أن نجحت أول محاولة للحمل عام 1976م ولكن للأسف تم الحمل في قناة الرحم مما استدعى إجراء عملية جراحية لإخراج الجنين واستئصال قناة الرحم. وفي عام 1978م تمت ولادة أول طفل أنبوب في العالم لويزا براون عندما نجح إدوارز وستبتو في تلك المحاولة وكانت قد سبقتها مائة محاولة فاشلة.

ومنذ عام 1978م وحتى الآن فقد ولد الآلاف من أطفال الأنابيب وانتشرت مراكز أطفال الأنابيب في مختلف بقاع الأرض، حيث يوجد في معظم مناطق المملكة العربية السعودية مراكز طبية حديثة مجهزة بأحدث الوسائل الطبية المتقدمة توازي أكبر المراكز العالمية بالإضافة إلى توفر الكوادر الطبية السعودية المؤهلة.

إن عملية التلقيح الصناعي الخارجي تستوجب معالجة مشتركة بين أطباء أمراض النساء والتوليد وأطباء المسالك البولية، وكذلك اخصائيو علم الأجنة فحاجة أطباء المسالك هي القيام بفحص الزوج والبحث عن أسباب ضعف الحيامن المنوية وغيابها وإعطاء العلاجات الضرورية إذا كانت ممكنة لتحسن عدد الحيامن المنوية وقدرتها على الاخصاب وكذلك اجراء العمليات الجراحية في حالات انسداد القنوات التناسلية أو ازالة الدوالي التي تؤثر على عدد ونشاط الحيامن المنوية. أما في حالات غيابها التام فإنه يتم أخذ خزعات من الخصية للتأكد من وجود الحيامن، وكذلك حقنها بالبويضة بطريقة التلقيح المجهري. إن نسبة نجاح الإخصاب باستخدام طريقة أطفال الأنابيب قد تحسنت تدريجياً وذلك بفضل التطور في التقنيات الحديثة المستخدمة في هذا المجال. وقد وصلت نسبة النجاح في بعض المراكز المتقدمة إلى ما بين 40 - 50٪، وهذه النسبة تعتبر عالية بالمقاييس الطبية المستخدمة وتعتمد نسبة نجاح التلقيح الصناعي الخارجي على عدة عوامل أهمها عمر المريضة، فكلما زاد عمر المريضة قلت نسبة النجاح، وكذلك شدة العيوب الخَلقية في الحيامن المنوية، وكذلك جودة البويضة الملحقة قبل نقلها للرحم وجودة التقنيات المتوفرة في مختبرات الأجنة ومن المعروف عالمياً لا يتم إرجاع أكثر من ثلاثة أجنة إلى رحم الزوجة، وذلك تفادياً لحدوث مضاعفات أو إحداث حمل بأكثر من ثلاثة أجنة ربما تؤدي إلى سقوط الحمل

ايارب ارزقني وارزق جميع المحرومين بذرية الصالحة