معنا ولانعرفهم

يتسابق الناس إلى مساعدة الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام بل إن بعضهم يفرح إذا علم بحاجة ماسة لهذه الفئة من باب التقرب إلى الله ومن باب دفع الزكاة لأهلها بنفس مطمئنة

ومن أهل الزكاة ممن نسيهم أكثر الناس أو غفلوا عنهم حتى الجمعيات الخيرية لاتستطيع مساعدتهم

هم الشباب أصحاب الدخل الضعيف ومن زوجاتهم ربات بيوت أي ليست موظفة


هذه الفئة أعرف الكثير منهم ووقفت على حالهم ومدى معاناتهم مع صعوبات الحياة والمتطلبات المادية المنهكة

فالراتب 2000ريال أو ربما 2500ريال وقد توظف أحد الشباب براتب 1300ريال فقط

هؤلاء يدفعون إيجار البيت 13000ريال أي بمعدل 1100شهريا ولديهم جوال وهاتف ومصروفات أطفالهم ومستلزمات زوجاتهم

هؤلاء الشباب تمر بهم حالات من الهم والغم والإحباط ولا يجدون من يواسيهم والسبب

(( التعفف))

وعزة النفس أقابل أحدهم واعرف من عيونه الحاجة ولكن يمنعه الحياء من الكلام والسؤال وما أن أفارقه ألا ويرسل رسالة طويلة على جوالي يصف حاله وحاجته ويطلب المساعدة


أحدهم يقول لااعرف السفر منذ تزوجت بسبب ظروفي المادية ويقول زوجتي ضحية فقري وحاجتي وإلا أخواتها في كل سنة بمكان وهذا ما سبب لي الحرج


الآخر يدخل ويخرج على الصيدلي لأنه لايملك قيمة حليب ابنه الصغير


الثاني أصيب بمرض القولون بسبب الضغوظ النفسية بسبب ضعف الراتب وعدم قدرته على تسديد الإيجار

وثالث ورابع وخامس وعاشر


هؤلاء الشباب هم من أهل الزكاة وان كان مظهرهم لايدل على ذلك وهم من المتعففين الذين ذكرهم في القران : قال تعالى : " للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم


والتعفف هو ترك سؤال الناس رغم الحاجة الماسة

وعليه رسالة إلى كل من يطلع على هذا المقال



لنفتش عن هذه الفئة من الشباب ونتفقد أحوالهم فبعضهم قريبون منا بل بعضهم معنا في أعمالنا واستراحاتنا


فجميل أن نجعل من الزكاة جزء لهم وخاصة في دفع إيجار البيت لهم فهذا من حقهم الواجب علينا وهو الزكاة
ونسأل الله أن يرزقنا العفاف والغنى وأن لايكون لنا حاجة عند الناس