بنت الشرق @bnt_alshrk
عضوة شرف في عالم حواء
معنى ( أحفظ الله يحفظك )
عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال :
كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال : ( يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله
يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة
لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا
على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)
رواه الترمذي وقال :" حديث حسن صحيح ".
.......
(( احفظ الله )) يعني :
احفظ حدوده ’ وحقوقه , وأوامره , ونواهيه وحفظ ذلك يكون :
بالوقوف هند أوامره بالإمتثال , وعند نواهيه بالاجتناب , وعند حدوده فلا يتجاوز ما امر الله به
فمن فعل ذلك , فهو من الحافظين الذين مدحهم الله في كتابه فقال :" هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ "
وفسر الحفيظ هنا بالحافظ لأوامر الله , وبالحافظ لذنوبه ليتوب منها .
ومن أعظم ما يجب حفظه من أوامر الله
الصلاة قال تعالى ( والذين هم على صلاتهم يحافظون )
وقال صلى الله عليه وسلم : " من حافظ عليها كن له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة "
ومما يؤمر بحفظه كذلك الطهارة :
قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا يحافظ على الوضو ء إلا مؤمن "
كذلك الأيمان قال الله عز وجل " وأحفظوا أيمانكم ومن ذلك حفظ الرأس ويدخل فيه
حفظ السمع والبصر و اللسان من المحرمات وحفظ البطن وماحوى من القلب عن الاصرار
على الحرام قال تعالى : " إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا "
ومعنى قول(( يحفظـك )) يعني :
أن من حفظ حدود الله , وراعى حقوقه , حفظه الله , فإن الجزاء من جنس العمل كما قال تعالى :
( وأفوا بعهدي أُوفي بعهدكم )
وحفظ الله لعبده نوعان :
حفظ الله لعبده في مصالح دنياه , كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله
قال مجاهد : ما من عبد إلا له ملك يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس
والهوام , فما من شيئ يأتيه إلا قال : وراءك إلا شيئا أذن الله فيه فيصيبه .
ومن حفظ الله في صباه وقوته , حفظه الله في حال كبره وضعف قوته ومتعه
بسمعه وبصره وحوله وقوته وعقله .
وقد يحفظ اله العبد في ذريته كماقال تعالى " وكان أبوهما صالحا "
النوع الثاني من الحفظ وهو أشرف النوعين :
حفظ الله للعبد في دينه وإيمانه , فيحفظه في حياته من الشبهات المضله
ومن الشهوات المحرمة , ويحفظه عند موته , فيتوفاه الله على الإيمان
وفي الجملة : فالله عز وجل يحفظ على المؤمن الحافظ لحدود الله دينه ويحول بينه
وبين مايفسد عليه دينه بأنواع من الحفظ , وقد لايشعر العبد ببعضها , وقد يكون كارها له
كما قال في ق يوسف عليه السلام : ( كذلك لنصرف عنه السؤ والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين )
قال ابن عباس في قوله تعالى ( أن الله يحول بين المء وقلبه )
قال : يحول بين المؤمن والمعصية التي تجره إلى النار .
مخصر من " جامع العلوم والحكم " لابن رجب
.
.
.
وهنا محاضرة ( أحفظ اله يحفظك ) قراءة واستماع
للشيخ : ( سفر الحوالي )
.
17
1K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
كاذية الجنوب
•
الصفحة الأخيرة