بنت الشرق @bnt_alshrk
عضوة شرف في عالم حواء
معنى ( أحفظ الله يحفظك )
عن ابن عباس، قال :
كنت خلف رسول الله يوما، فقال : يا غلام، ألا أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء
لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف
معنى قوله صلى الله عليه وسلم (أحفظ الله)
يعني أحفظ حدوده , وحقوقه , وأوامره , ونواهيه
وحفظ ذلك يكون بالوقوف عند أوامره بالامتثال , وعند نواهيه بالاجتناب , وعند حدوده
فلا يتجاوز ما أمربه , فمن فعل ذلك فهو من الحافظين لحدود الله الذين مدحهم الله في كتابه
قال عز وجل (هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ . من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب )ومن أعظم ما يجب حفظه من أوامر الله الصلاة فقال عز وجل
( والذين هم على صلاتهم يحافظون )
ومما يؤمر بحفظه الايمان , قال الله عز وجل( واحفظوا أيمانكم )
ومن ذلك حفظ الرأس وما وعى يدخل فيه حفظ السمع والبصر واللسان من المحرمات
وحفظ البطن وما حوى ويتضمن حفظ القلب عن الاصرار على محرم ,
قال عز وجل ( واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فأحذروه )
وجمع الله ذلك كله في قوله (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا)
ومن أعظم ما يجب حفظه من نواهي الله عز وجل : اللسان والفرج ففي حديث ابي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه , دخل الجنة )
ومعنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( يحفظك )
أي ان من حفظ حدود الله , وراعى حقوقه حفظه الله , فإن الجزاء من جنس العمل
كما قال تعالى ( وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم )
وحفظ الله لعبده نوعان :
حفظه له في مصالح دنياه ,
كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله قال عز وجل :
( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله )
قال ابن عباس : هم الملائكة يحفظونه بأمر الله , فإذا جاء القدر خلو عنه
ومن حفظ الله في صباه وقوته , حفظه الله في حال كبره وضعف قوته .
وقد يحفظ الله العبد بصلاحه بعد موته في ذريته كما قال تعالى ( وكان ابوهما صالحا )
حفظ الله للعبد في دينه وإيمانه
وهو من أشرف انواع الحفظ , فيحفظه الله في حياته من الشبهات المضلة ,
ومن الشهوات المحرمه , ويحفظ عليه دينه عند موته , فيتوفاه على الإيمان
وفي الجملة , فالله عز وجل يحفظ على المؤمن الحافظ لحدود دينه ويحول بينه وبين
ما يفسد عليه دينه بأنواع من الحفظ , وقد لاشعر العبد ببعضها , وقد يكون كارها له
كما قال في حق يوسف عليه السلام :
( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين )
...................
بإختصار شديد من جامع العلوم والحكم لابن رجب
3
551
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
غلوو تــــن
•
الله يعطيج العافيه ويكتبلج أجره أن شاء الله
الصفحة الأخيرة