معنى اسم الله الرحمن الرحيم شي جيل ومفيد وممتع

ملتقى الإيمان

الرحمن الرحيم : اسمان مشتقان من الرحمة والرحمة في الاصل رقة في القلب تستلزم التفضيل والاحسان وهذا جائز في حق البشر ولكنة محال بحق الله تعالى.والرحمة تستدعي مرحوما ولا مرحوما الا محتاج والرحمة منطوية على معنيين الرقة والاحسان فركز تعالى في طباع الناس الرقة وتفرد بالاحسان ولايطلق الرحمن الاعلى الله سبحانة اذا هو الذي وسع كل شي رحمة والرحيم تستعمل في غيره وهو الذي كثرت رحمتة وقيل ان الله رحمن الدنياء ورحيم الاخرة وذلك ان احسانة في الدنياء يعم المؤمنين والكافرين وفي الاخرة يختص بالمؤمنين اسم الرحمن اخص من الرحيم فالرحمن هو العطوف على عبادة بالايجاد اولا وبالهداية والايمان واسباب السعادة ثانيا والاسعاد في الاخرة ثالثا والانعام بالنظر الي وجهة الكريم في الاخرة رابعاالرحمن هو المنعم بمالا يتصور من أسماء الله الحسنى :(الرحيم) :



أيها الأخوة الأكارم ، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى ، والاسم اليوم "الرحيم" .

ورود اسم الرحيم في القرآن الكريم والسنة الشريفة :



اسم الله الرحيم ورد في القرآن الكريم وفي السنة الصحيحة ، ورد مطلقاً أي غير مضاف ، ومعرفاً بأل ، ومنوناً ، واسم الله الرحيم اقترن مع اسم الله الرحمن في ستة مواضع في القرآن الكريم .

اسم الله الرحيم يؤكد رحمة الله الخاصة بالمؤمنين :



اقترن اسم الله الرحيم مع اسم التواب ، والغفور ، والرؤوف ، والودود ، والعزيز ، وذلك لأن الرحمة التي دلّ عليها اسم الرحيم رحمة خاصة ، بينما اسم الله الرحمن رحمة عامة ،
203
7K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خ ـفايا الروح
خ ـفايا الروح
سبحان الله اللهم ارزقنا رحمتك وعفوك
رضا الله مطلب
رضا الله مطلب
والملك اسم عظيم ورد صريحاً فى القرآن الكريم قال الله جل وعلا (فتعالى الله الملك الحق) وقال تبارك وتعالى فى سورة الحشر: "هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس"
فلا خلاف بين أهل العلم أن الملك اسم لله سبحانه وتعالى وأنه من أسماء الله الحسنى وقد سبق وأن بينا أن هذه من أسماء الله العظام التى لا يعدلها اسم من الأسماء فالله تبارك وتعالى له الوجه الأكرم وله الاسم الأعظم وله كذلك سبحانه الأسماء الحسنى فما معنى اسم "الملك" هذا ما سنحاول عن طريق القرآن أن نفقهه أيها المؤمنون في هذا اللقاء.

تلحظ أيها المؤمن أن الرب تبارك وتعالى يقول في محكم التنزيل: "الملك يومئذ الحق للرحمن" المدخل في هذا اللقاء هو قول الله جل وعلا "يومئذ" ونحن نعلم أن الملك يومئذ في عرصات يوم القيامة الملك اليوم هو لله فلماذا قال الله جل وعلا الملك يومئذ الحق للرحمن الإجابة عن هذا هى كلمة ملك تطلق على غير الله فالله جل وعلا سمى بعض بأنه ملك قال الله جل وعلا: "وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً" وقال جل وعلا: "يؤتي ملكه من يشاء" فكثير من ملوك الدنيا يسمى ملك ويصبغ عليه صبغة أنه ملك وهذا لا نزاع فيه بين الناس لكن ما الفرق بين ملك الله وملك غيره الفرق العظيم بين ملك الله وملك غيره أن ملك غير الله ملك صوري فكل من ملكه الله جل وعلا شيئاً قل أو كثر حقر أو عظم فإنه إلى زوال فسلطته على ملكه سلطة صورية لا يمكن بحال من الأحوال أن يقارن بملك الله جل وعلا فملك الله ملكاً حقيقياً لا يبارى فيه أبداً ....
كيف يحشر الناس يحشر الناس عراة غرلاً بهماً ... فبهماً أى غير ممولين ليس معه شئ عندما يحشر الناس غير ممولين ليس معه شئ ملوكاً وعامة أمراء ومأمورين عندما يحشرون على هذا الوضع يتضح أن ذلك الملك الصوري الذى ملكه الله جل وعلا الملك يومئذ الحق للرحمن وقال جل وعلا فى سورة اخرى "الملك يومئذ لله يحكم بينهم" وقال جل وعلا فى قرينة مقاربة لها: "الأمر يومئذ لله مع" يقيننا أن الأمر يومئذ والملك يومئذ للرب تبارك وتعالى إذا فهما من هذا أن ملك الله جل وعلا ملك حقيقى لا ينازع فيه تبارك وتعالى قال الله جل وعلا فى مدح الصفوة من عباده والأخيار من خلقه أنهم يفرون إلى جنته فقال سبحانه " فى مقعد صدق عند مليك مقتدر" إذا تحرر هذا ينبغى أن نعلم كيف يتعامل المؤمن مع هذا الاسم العظيم اسم الملك يشعرك أيها المؤمن ويغرس فى قلبك بأن الله جل وعلا بيده مقاليد كل شئ عند الشدائد لا يمكن أن تفزغ لأحدٍ غير الله لأنك تعلم أن ملكوت كل شئ بيد الرب تبارك وتعالى: "ومن بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنا تسحرون * بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون * ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذن لذهب كل إله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون"
فتأمل كيف نعت الله جل وعلا ذاته العلية بأنه بيده ملكوت كل شئ وأن غيره تبارك وتعالى ليس بيده شئ من الأمر كله هذا أول ما ينبغى أن يستشعره المؤمن إذا سمع اسم الملك الذى سمى به الرب تبارك وتعالى سمى الله جل وعلا به نفسه فى قرآنه العظيم: "فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علماً"
ملوك الدنيا إذا أعطوا غيرهم من ملكهم لنقص ملكهم ولقل ما فى خزائنهم ولكن الرب تبارك وتعالى فإنه يعطى فلا ينقص شئ أبداً من ملكه ولا مما فى يديه وفى حديث أبى ذر القدسى العظيم "يا عبادى لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا فى صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل ذي سؤل مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئاً إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر" أما ملوك الدنيا فإنه على قدر عطائهم يكون النقص فى ملكهم ثم غير ذلك أن الله جل وعلا حي باقٍ "كل من عليها فإن ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام" أما الخلائق فإنهم ميتون لا محالة فكل ملك فى الدنيا إما أن يزول هو عن ملكه وإما أن يزال ملكه عنه لذلك تأمل قياس بعضهم ... المعتمد بن عباد بلغ فى الملك شأن عظيم فبناته ذات يوم قدر لهن أن يخرجن إلى الحارات إلى حياة العامة إلى حياة السوقة فرأى النساء والفتيات والبنات يطئن على الطين فعجبهن ذلك فأردن أن يطأن الطين فأخبرت والدهن ابن عباد فماذا صنع ابى عباد جعلهن مسكاً وكافوراً وياقوتاً وخلطهم مع بعض ثم أمر زوجته وبناته أن يطأن عليه حتى يحسن التشبه بغيرهن ثم زال عنه ملكه وسلط عليه من هو أقوى منه وحبس فى سجن أغمات فلما دخل عليه بناته على حال الله أعلم بها من الفقر والمسكنة ورثة الثياب وحافيات بعد أن كن قد بلغن شأناً عظيماً فلما رأينه وهو أيضاً رآهم قال أبياته الشهيرة:-




فيما مضى كنت فى الاعياد مسروراً فساءك العيد فى اغناك مأسورا

ترى بناتك فى الأطمار جائعة يغزلن للناس ما يملكن قطميرا
يطئن فى الطين والأقدام حافية كأنهن يطئن مسكاً وكافوراً
فالذى نريد أن تخلص فى مقامنا هذا هو بيته الأخير
من بات بعدك فى منكب يسر به فإنما باتفى الأحلام مغروراً




على هذا ماذا ينجم أيها المباركون العاقلون المؤمنون أن المؤمن لابد وأن يخضع لعظمة ربه وعلى قدر خضوعك لعظمة ربك ولعظمة مولاك تكون رحمة الله جل وعلا قريبة منك وهذا من دلالة كمال عقلك وجمال خلقك بل من دلالة يقينك أن تعرف أن الله عظيم وأن الله مليك مقتدر.

المهدي العباسي أحد خلفاء بني العباسي أعطى سلطاناً وجبروتاً وعظمة دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المدينة وكان أبن أبي ذئب من علماء المدينة كان جالساً فى المسجد وكان حول المهدي حشمه وشرطته وحرسه فلما من المهدي بحاشيته على أبن أبي ذئب رحمه الله قالت الحاشية لإبن أبي ذئب قم هذا أمير المؤمنين فنظر إليهم ابن أبي ذئب وقال إليهم بلطف إنما يقوم الناس لرب العالمين فأرادت الشرطة أن تنهره فقال لهم المهدي دعوه اتركوه فالوالله قد وقف شعر رأسى ممما قال ولا يمكن أيها الأخ المبارك أن تكون نظرة من جرب الملك وذاق لذاته وعرف حلاوته كنظرة غيره فهذا أمير المؤمنين يسود نصف الأرض آنذاك ومع ذلك لما ذكر بالله وبقول الله جل وعلا "يوم يقوم الناس لرب العالمين" كل من يحمله من هيبة الملك تخلى عنه
ولهذا ذكر أن أحد خلفاء بني العباسي فى الزمن الذى تسلط فيه القادة وكانوا يسلبون الحكام ملكهم لما أجبر على ترك ولايته وترك الخلافة وعلى ترك ملكه قال فى دعائه اللهم يا من لا يزول ملكه ارحم من زال ملكه وهذه كلها مقارنات أخذناها من نطف التاريخ لنؤكد بها هذا المعنى العظيم فى أن الله تبارك وتعالى وحده هو الملك فإذا ثبت وهذا أمر لا خلاف فيه بين المسلمين أن الله جل وعلا وحده هو الملك وجب أن تفزع القلوب إليه تبارك وتعالى وتسأله على قدر حسن ظنك بربك يكون سؤالك فسليمان عليه السلام كان يعرف لله حقه فلما عرف الله حقه عظم فى سؤاله وكبرت مسألته: "قال رب هب لى ملكاً لا ينبغى لأحد من بعدى إنك أنت الوهاب" ولعل هذا يأتى فى الحديث عن اسم الله الوهاب بإذن الله لكن هذا كله لا يمنع أن يندرج ذكره فى سياق الحديث عن الله جل وعلا مالك الملك الذى لا رب غيره ولا إله سواه ومن عظمته جل وعلا والمتعلقة بهذا الاسم العظيم أنه تبارك وتعالى يقيم دولا ويذهب أخرى ويؤتي أحداً سلطانه وينزعه من الآخر وتأمل هارون الرشيد الخليفة العباسي رحمه الله تعالى كان له أبناء كثيرون لكى غلب على ظنه أن الملك لن يصل إلا إلى ثلاث من أبنائه فقسم بينهم ولايات المسلمين آنذاك وكتب ذلك فى عهده وأشهد عليها العلماء وقال إنه علقها بجوار الكعبة "الأمين والمأمون وآخر" هؤلاء الثلاثة ذهب ظن هارون إلى أن المعتصم ثامن أبنائه لن يصل إليه الملك لبعد الأوان والنسب فلم يذكرهارون المعتصم فى أى شأن من شئون الدولة فى وصيته إلا أن أقدار الله صارمة ماتوا جميعاً فى زمن المأمون ولم يبق إلا المعتصم وآل الملك للمعتصم على خلاف ظن أبيه هارون ثم إن كل خليفة عباسي حكم حتى دخل هولاكو بغداد كان من صلب المعتصم وفى هذا دلالة على قول الله جل وعلا: "قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتزل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير" هذا والعلم عند الله وصلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين.
ذكريات لا تغيب
والملك اسم عظيم ورد صريحاً فى القرآن الكريم قال الله جل وعلا (فتعالى الله الملك الحق) وقال تبارك وتعالى فى سورة الحشر: "هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس" فلا خلاف بين أهل العلم أن الملك اسم لله سبحانه وتعالى وأنه من أسماء الله الحسنى وقد سبق وأن بينا أن هذه من أسماء الله العظام التى لا يعدلها اسم من الأسماء فالله تبارك وتعالى له الوجه الأكرم وله الاسم الأعظم وله كذلك سبحانه الأسماء الحسنى فما معنى اسم "الملك" هذا ما سنحاول عن طريق القرآن أن نفقهه أيها المؤمنون في هذا اللقاء. تلحظ أيها المؤمن أن الرب تبارك وتعالى يقول في محكم التنزيل: "الملك يومئذ الحق للرحمن" المدخل في هذا اللقاء هو قول الله جل وعلا "يومئذ" ونحن نعلم أن الملك يومئذ في عرصات يوم القيامة الملك اليوم هو لله فلماذا قال الله جل وعلا الملك يومئذ الحق للرحمن الإجابة عن هذا هى كلمة ملك تطلق على غير الله فالله جل وعلا سمى بعض بأنه ملك قال الله جل وعلا: "وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً" وقال جل وعلا: "يؤتي ملكه من يشاء" فكثير من ملوك الدنيا يسمى ملك ويصبغ عليه صبغة أنه ملك وهذا لا نزاع فيه بين الناس لكن ما الفرق بين ملك الله وملك غيره الفرق العظيم بين ملك الله وملك غيره أن ملك غير الله ملك صوري فكل من ملكه الله جل وعلا شيئاً قل أو كثر حقر أو عظم فإنه إلى زوال فسلطته على ملكه سلطة صورية لا يمكن بحال من الأحوال أن يقارن بملك الله جل وعلا فملك الله ملكاً حقيقياً لا يبارى فيه أبداً .... كيف يحشر الناس يحشر الناس عراة غرلاً بهماً ... فبهماً أى غير ممولين ليس معه شئ عندما يحشر الناس غير ممولين ليس معه شئ ملوكاً وعامة أمراء ومأمورين عندما يحشرون على هذا الوضع يتضح أن ذلك الملك الصوري الذى ملكه الله جل وعلا الملك يومئذ الحق للرحمن وقال جل وعلا فى سورة اخرى "الملك يومئذ لله يحكم بينهم" وقال جل وعلا فى قرينة مقاربة لها: "الأمر يومئذ لله مع" يقيننا أن الأمر يومئذ والملك يومئذ للرب تبارك وتعالى إذا فهما من هذا أن ملك الله جل وعلا ملك حقيقى لا ينازع فيه تبارك وتعالى قال الله جل وعلا فى مدح الصفوة من عباده والأخيار من خلقه أنهم يفرون إلى جنته فقال سبحانه " فى مقعد صدق عند مليك مقتدر" إذا تحرر هذا ينبغى أن نعلم كيف يتعامل المؤمن مع هذا الاسم العظيم اسم الملك يشعرك أيها المؤمن ويغرس فى قلبك بأن الله جل وعلا بيده مقاليد كل شئ عند الشدائد لا يمكن أن تفزغ لأحدٍ غير الله لأنك تعلم أن ملكوت كل شئ بيد الرب تبارك وتعالى: "ومن بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنا تسحرون * بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون * ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذن لذهب كل إله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون" فتأمل كيف نعت الله جل وعلا ذاته العلية بأنه بيده ملكوت كل شئ وأن غيره تبارك وتعالى ليس بيده شئ من الأمر كله هذا أول ما ينبغى أن يستشعره المؤمن إذا سمع اسم الملك الذى سمى به الرب تبارك وتعالى سمى الله جل وعلا به نفسه فى قرآنه العظيم: "فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علماً" ملوك الدنيا إذا أعطوا غيرهم من ملكهم لنقص ملكهم ولقل ما فى خزائنهم ولكن الرب تبارك وتعالى فإنه يعطى فلا ينقص شئ أبداً من ملكه ولا مما فى يديه وفى حديث أبى ذر القدسى العظيم "يا عبادى لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا فى صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل ذي سؤل مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئاً إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر" أما ملوك الدنيا فإنه على قدر عطائهم يكون النقص فى ملكهم ثم غير ذلك أن الله جل وعلا حي باقٍ "كل من عليها فإن ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام" أما الخلائق فإنهم ميتون لا محالة فكل ملك فى الدنيا إما أن يزول هو عن ملكه وإما أن يزال ملكه عنه لذلك تأمل قياس بعضهم ... المعتمد بن عباد بلغ فى الملك شأن عظيم فبناته ذات يوم قدر لهن أن يخرجن إلى الحارات إلى حياة العامة إلى حياة السوقة فرأى النساء والفتيات والبنات يطئن على الطين فعجبهن ذلك فأردن أن يطأن الطين فأخبرت والدهن ابن عباد فماذا صنع ابى عباد جعلهن مسكاً وكافوراً وياقوتاً وخلطهم مع بعض ثم أمر زوجته وبناته أن يطأن عليه حتى يحسن التشبه بغيرهن ثم زال عنه ملكه وسلط عليه من هو أقوى منه وحبس فى سجن أغمات فلما دخل عليه بناته على حال الله أعلم بها من الفقر والمسكنة ورثة الثياب وحافيات بعد أن كن قد بلغن شأناً عظيماً فلما رأينه وهو أيضاً رآهم قال أبياته الشهيرة:- فيما مضى كنت فى الاعياد مسروراً فساءك العيد فى اغناك مأسورا ترى بناتك فى الأطمار جائعة يغزلن للناس ما يملكن قطميرا يطئن فى الطين والأقدام حافية كأنهن يطئن مسكاً وكافوراً فالذى نريد أن تخلص فى مقامنا هذا هو بيته الأخير من بات بعدك فى منكب يسر به فإنما باتفى الأحلام مغروراً على هذا ماذا ينجم أيها المباركون العاقلون المؤمنون أن المؤمن لابد وأن يخضع لعظمة ربه وعلى قدر خضوعك لعظمة ربك ولعظمة مولاك تكون رحمة الله جل وعلا قريبة منك وهذا من دلالة كمال عقلك وجمال خلقك بل من دلالة يقينك أن تعرف أن الله عظيم وأن الله مليك مقتدر. المهدي العباسي أحد خلفاء بني العباسي أعطى سلطاناً وجبروتاً وعظمة دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المدينة وكان أبن أبي ذئب من علماء المدينة كان جالساً فى المسجد وكان حول المهدي حشمه وشرطته وحرسه فلما من المهدي بحاشيته على أبن أبي ذئب رحمه الله قالت الحاشية لإبن أبي ذئب قم هذا أمير المؤمنين فنظر إليهم ابن أبي ذئب وقال إليهم بلطف إنما يقوم الناس لرب العالمين فأرادت الشرطة أن تنهره فقال لهم المهدي دعوه اتركوه فالوالله قد وقف شعر رأسى ممما قال ولا يمكن أيها الأخ المبارك أن تكون نظرة من جرب الملك وذاق لذاته وعرف حلاوته كنظرة غيره فهذا أمير المؤمنين يسود نصف الأرض آنذاك ومع ذلك لما ذكر بالله وبقول الله جل وعلا "يوم يقوم الناس لرب العالمين" كل من يحمله من هيبة الملك تخلى عنه ولهذا ذكر أن أحد خلفاء بني العباسي فى الزمن الذى تسلط فيه القادة وكانوا يسلبون الحكام ملكهم لما أجبر على ترك ولايته وترك الخلافة وعلى ترك ملكه قال فى دعائه اللهم يا من لا يزول ملكه ارحم من زال ملكه وهذه كلها مقارنات أخذناها من نطف التاريخ لنؤكد بها هذا المعنى العظيم فى أن الله تبارك وتعالى وحده هو الملك فإذا ثبت وهذا أمر لا خلاف فيه بين المسلمين أن الله جل وعلا وحده هو الملك وجب أن تفزع القلوب إليه تبارك وتعالى وتسأله على قدر حسن ظنك بربك يكون سؤالك فسليمان عليه السلام كان يعرف لله حقه فلما عرف الله حقه عظم فى سؤاله وكبرت مسألته: "قال رب هب لى ملكاً لا ينبغى لأحد من بعدى إنك أنت الوهاب" ولعل هذا يأتى فى الحديث عن اسم الله الوهاب بإذن الله لكن هذا كله لا يمنع أن يندرج ذكره فى سياق الحديث عن الله جل وعلا مالك الملك الذى لا رب غيره ولا إله سواه ومن عظمته جل وعلا والمتعلقة بهذا الاسم العظيم أنه تبارك وتعالى يقيم دولا ويذهب أخرى ويؤتي أحداً سلطانه وينزعه من الآخر وتأمل هارون الرشيد الخليفة العباسي رحمه الله تعالى كان له أبناء كثيرون لكى غلب على ظنه أن الملك لن يصل إلا إلى ثلاث من أبنائه فقسم بينهم ولايات المسلمين آنذاك وكتب ذلك فى عهده وأشهد عليها العلماء وقال إنه علقها بجوار الكعبة "الأمين والمأمون وآخر" هؤلاء الثلاثة ذهب ظن هارون إلى أن المعتصم ثامن أبنائه لن يصل إليه الملك لبعد الأوان والنسب فلم يذكرهارون المعتصم فى أى شأن من شئون الدولة فى وصيته إلا أن أقدار الله صارمة ماتوا جميعاً فى زمن المأمون ولم يبق إلا المعتصم وآل الملك للمعتصم على خلاف ظن أبيه هارون ثم إن كل خليفة عباسي حكم حتى دخل هولاكو بغداد كان من صلب المعتصم وفى هذا دلالة على قول الله جل وعلا: "قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتزل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير" هذا والعلم عند الله وصلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. والحمد لله رب العالمين.
والملك اسم عظيم ورد صريحاً فى القرآن الكريم قال الله جل وعلا (فتعالى الله الملك الحق) وقال تبارك...
جزاك الله خير

وبارك الله فيك على الافاده

وجعله في ميزان حسناتك
الصمت حكمة 2
الصمت حكمة 2
والملك اسم عظيم ورد صريحاً فى القرآن الكريم قال الله جل وعلا (فتعالى الله الملك الحق) وقال تبارك وتعالى فى سورة الحشر: "هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس" فلا خلاف بين أهل العلم أن الملك اسم لله سبحانه وتعالى وأنه من أسماء الله الحسنى وقد سبق وأن بينا أن هذه من أسماء الله العظام التى لا يعدلها اسم من الأسماء فالله تبارك وتعالى له الوجه الأكرم وله الاسم الأعظم وله كذلك سبحانه الأسماء الحسنى فما معنى اسم "الملك" هذا ما سنحاول عن طريق القرآن أن نفقهه أيها المؤمنون في هذا اللقاء. تلحظ أيها المؤمن أن الرب تبارك وتعالى يقول في محكم التنزيل: "الملك يومئذ الحق للرحمن" المدخل في هذا اللقاء هو قول الله جل وعلا "يومئذ" ونحن نعلم أن الملك يومئذ في عرصات يوم القيامة الملك اليوم هو لله فلماذا قال الله جل وعلا الملك يومئذ الحق للرحمن الإجابة عن هذا هى كلمة ملك تطلق على غير الله فالله جل وعلا سمى بعض بأنه ملك قال الله جل وعلا: "وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً" وقال جل وعلا: "يؤتي ملكه من يشاء" فكثير من ملوك الدنيا يسمى ملك ويصبغ عليه صبغة أنه ملك وهذا لا نزاع فيه بين الناس لكن ما الفرق بين ملك الله وملك غيره الفرق العظيم بين ملك الله وملك غيره أن ملك غير الله ملك صوري فكل من ملكه الله جل وعلا شيئاً قل أو كثر حقر أو عظم فإنه إلى زوال فسلطته على ملكه سلطة صورية لا يمكن بحال من الأحوال أن يقارن بملك الله جل وعلا فملك الله ملكاً حقيقياً لا يبارى فيه أبداً .... كيف يحشر الناس يحشر الناس عراة غرلاً بهماً ... فبهماً أى غير ممولين ليس معه شئ عندما يحشر الناس غير ممولين ليس معه شئ ملوكاً وعامة أمراء ومأمورين عندما يحشرون على هذا الوضع يتضح أن ذلك الملك الصوري الذى ملكه الله جل وعلا الملك يومئذ الحق للرحمن وقال جل وعلا فى سورة اخرى "الملك يومئذ لله يحكم بينهم" وقال جل وعلا فى قرينة مقاربة لها: "الأمر يومئذ لله مع" يقيننا أن الأمر يومئذ والملك يومئذ للرب تبارك وتعالى إذا فهما من هذا أن ملك الله جل وعلا ملك حقيقى لا ينازع فيه تبارك وتعالى قال الله جل وعلا فى مدح الصفوة من عباده والأخيار من خلقه أنهم يفرون إلى جنته فقال سبحانه " فى مقعد صدق عند مليك مقتدر" إذا تحرر هذا ينبغى أن نعلم كيف يتعامل المؤمن مع هذا الاسم العظيم اسم الملك يشعرك أيها المؤمن ويغرس فى قلبك بأن الله جل وعلا بيده مقاليد كل شئ عند الشدائد لا يمكن أن تفزغ لأحدٍ غير الله لأنك تعلم أن ملكوت كل شئ بيد الرب تبارك وتعالى: "ومن بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنا تسحرون * بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون * ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذن لذهب كل إله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون" فتأمل كيف نعت الله جل وعلا ذاته العلية بأنه بيده ملكوت كل شئ وأن غيره تبارك وتعالى ليس بيده شئ من الأمر كله هذا أول ما ينبغى أن يستشعره المؤمن إذا سمع اسم الملك الذى سمى به الرب تبارك وتعالى سمى الله جل وعلا به نفسه فى قرآنه العظيم: "فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علماً" ملوك الدنيا إذا أعطوا غيرهم من ملكهم لنقص ملكهم ولقل ما فى خزائنهم ولكن الرب تبارك وتعالى فإنه يعطى فلا ينقص شئ أبداً من ملكه ولا مما فى يديه وفى حديث أبى ذر القدسى العظيم "يا عبادى لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا فى صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل ذي سؤل مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئاً إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر" أما ملوك الدنيا فإنه على قدر عطائهم يكون النقص فى ملكهم ثم غير ذلك أن الله جل وعلا حي باقٍ "كل من عليها فإن ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام" أما الخلائق فإنهم ميتون لا محالة فكل ملك فى الدنيا إما أن يزول هو عن ملكه وإما أن يزال ملكه عنه لذلك تأمل قياس بعضهم ... المعتمد بن عباد بلغ فى الملك شأن عظيم فبناته ذات يوم قدر لهن أن يخرجن إلى الحارات إلى حياة العامة إلى حياة السوقة فرأى النساء والفتيات والبنات يطئن على الطين فعجبهن ذلك فأردن أن يطأن الطين فأخبرت والدهن ابن عباد فماذا صنع ابى عباد جعلهن مسكاً وكافوراً وياقوتاً وخلطهم مع بعض ثم أمر زوجته وبناته أن يطأن عليه حتى يحسن التشبه بغيرهن ثم زال عنه ملكه وسلط عليه من هو أقوى منه وحبس فى سجن أغمات فلما دخل عليه بناته على حال الله أعلم بها من الفقر والمسكنة ورثة الثياب وحافيات بعد أن كن قد بلغن شأناً عظيماً فلما رأينه وهو أيضاً رآهم قال أبياته الشهيرة:- فيما مضى كنت فى الاعياد مسروراً فساءك العيد فى اغناك مأسورا ترى بناتك فى الأطمار جائعة يغزلن للناس ما يملكن قطميرا يطئن فى الطين والأقدام حافية كأنهن يطئن مسكاً وكافوراً فالذى نريد أن تخلص فى مقامنا هذا هو بيته الأخير من بات بعدك فى منكب يسر به فإنما باتفى الأحلام مغروراً على هذا ماذا ينجم أيها المباركون العاقلون المؤمنون أن المؤمن لابد وأن يخضع لعظمة ربه وعلى قدر خضوعك لعظمة ربك ولعظمة مولاك تكون رحمة الله جل وعلا قريبة منك وهذا من دلالة كمال عقلك وجمال خلقك بل من دلالة يقينك أن تعرف أن الله عظيم وأن الله مليك مقتدر. المهدي العباسي أحد خلفاء بني العباسي أعطى سلطاناً وجبروتاً وعظمة دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المدينة وكان أبن أبي ذئب من علماء المدينة كان جالساً فى المسجد وكان حول المهدي حشمه وشرطته وحرسه فلما من المهدي بحاشيته على أبن أبي ذئب رحمه الله قالت الحاشية لإبن أبي ذئب قم هذا أمير المؤمنين فنظر إليهم ابن أبي ذئب وقال إليهم بلطف إنما يقوم الناس لرب العالمين فأرادت الشرطة أن تنهره فقال لهم المهدي دعوه اتركوه فالوالله قد وقف شعر رأسى ممما قال ولا يمكن أيها الأخ المبارك أن تكون نظرة من جرب الملك وذاق لذاته وعرف حلاوته كنظرة غيره فهذا أمير المؤمنين يسود نصف الأرض آنذاك ومع ذلك لما ذكر بالله وبقول الله جل وعلا "يوم يقوم الناس لرب العالمين" كل من يحمله من هيبة الملك تخلى عنه ولهذا ذكر أن أحد خلفاء بني العباسي فى الزمن الذى تسلط فيه القادة وكانوا يسلبون الحكام ملكهم لما أجبر على ترك ولايته وترك الخلافة وعلى ترك ملكه قال فى دعائه اللهم يا من لا يزول ملكه ارحم من زال ملكه وهذه كلها مقارنات أخذناها من نطف التاريخ لنؤكد بها هذا المعنى العظيم فى أن الله تبارك وتعالى وحده هو الملك فإذا ثبت وهذا أمر لا خلاف فيه بين المسلمين أن الله جل وعلا وحده هو الملك وجب أن تفزع القلوب إليه تبارك وتعالى وتسأله على قدر حسن ظنك بربك يكون سؤالك فسليمان عليه السلام كان يعرف لله حقه فلما عرف الله حقه عظم فى سؤاله وكبرت مسألته: "قال رب هب لى ملكاً لا ينبغى لأحد من بعدى إنك أنت الوهاب" ولعل هذا يأتى فى الحديث عن اسم الله الوهاب بإذن الله لكن هذا كله لا يمنع أن يندرج ذكره فى سياق الحديث عن الله جل وعلا مالك الملك الذى لا رب غيره ولا إله سواه ومن عظمته جل وعلا والمتعلقة بهذا الاسم العظيم أنه تبارك وتعالى يقيم دولا ويذهب أخرى ويؤتي أحداً سلطانه وينزعه من الآخر وتأمل هارون الرشيد الخليفة العباسي رحمه الله تعالى كان له أبناء كثيرون لكى غلب على ظنه أن الملك لن يصل إلا إلى ثلاث من أبنائه فقسم بينهم ولايات المسلمين آنذاك وكتب ذلك فى عهده وأشهد عليها العلماء وقال إنه علقها بجوار الكعبة "الأمين والمأمون وآخر" هؤلاء الثلاثة ذهب ظن هارون إلى أن المعتصم ثامن أبنائه لن يصل إليه الملك لبعد الأوان والنسب فلم يذكرهارون المعتصم فى أى شأن من شئون الدولة فى وصيته إلا أن أقدار الله صارمة ماتوا جميعاً فى زمن المأمون ولم يبق إلا المعتصم وآل الملك للمعتصم على خلاف ظن أبيه هارون ثم إن كل خليفة عباسي حكم حتى دخل هولاكو بغداد كان من صلب المعتصم وفى هذا دلالة على قول الله جل وعلا: "قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتزل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير" هذا والعلم عند الله وصلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. والحمد لله رب العالمين.
والملك اسم عظيم ورد صريحاً فى القرآن الكريم قال الله جل وعلا (فتعالى الله الملك الحق) وقال تبارك...
**** يجزاكي الخير مشكورة
الرصافة
الرصافة
والملك اسم عظيم ورد صريحاً فى القرآن الكريم قال الله جل وعلا (فتعالى الله الملك الحق) وقال تبارك وتعالى فى سورة الحشر: "هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس" فلا خلاف بين أهل العلم أن الملك اسم لله سبحانه وتعالى وأنه من أسماء الله الحسنى وقد سبق وأن بينا أن هذه من أسماء الله العظام التى لا يعدلها اسم من الأسماء فالله تبارك وتعالى له الوجه الأكرم وله الاسم الأعظم وله كذلك سبحانه الأسماء الحسنى فما معنى اسم "الملك" هذا ما سنحاول عن طريق القرآن أن نفقهه أيها المؤمنون في هذا اللقاء. تلحظ أيها المؤمن أن الرب تبارك وتعالى يقول في محكم التنزيل: "الملك يومئذ الحق للرحمن" المدخل في هذا اللقاء هو قول الله جل وعلا "يومئذ" ونحن نعلم أن الملك يومئذ في عرصات يوم القيامة الملك اليوم هو لله فلماذا قال الله جل وعلا الملك يومئذ الحق للرحمن الإجابة عن هذا هى كلمة ملك تطلق على غير الله فالله جل وعلا سمى بعض بأنه ملك قال الله جل وعلا: "وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً" وقال جل وعلا: "يؤتي ملكه من يشاء" فكثير من ملوك الدنيا يسمى ملك ويصبغ عليه صبغة أنه ملك وهذا لا نزاع فيه بين الناس لكن ما الفرق بين ملك الله وملك غيره الفرق العظيم بين ملك الله وملك غيره أن ملك غير الله ملك صوري فكل من ملكه الله جل وعلا شيئاً قل أو كثر حقر أو عظم فإنه إلى زوال فسلطته على ملكه سلطة صورية لا يمكن بحال من الأحوال أن يقارن بملك الله جل وعلا فملك الله ملكاً حقيقياً لا يبارى فيه أبداً .... كيف يحشر الناس يحشر الناس عراة غرلاً بهماً ... فبهماً أى غير ممولين ليس معه شئ عندما يحشر الناس غير ممولين ليس معه شئ ملوكاً وعامة أمراء ومأمورين عندما يحشرون على هذا الوضع يتضح أن ذلك الملك الصوري الذى ملكه الله جل وعلا الملك يومئذ الحق للرحمن وقال جل وعلا فى سورة اخرى "الملك يومئذ لله يحكم بينهم" وقال جل وعلا فى قرينة مقاربة لها: "الأمر يومئذ لله مع" يقيننا أن الأمر يومئذ والملك يومئذ للرب تبارك وتعالى إذا فهما من هذا أن ملك الله جل وعلا ملك حقيقى لا ينازع فيه تبارك وتعالى قال الله جل وعلا فى مدح الصفوة من عباده والأخيار من خلقه أنهم يفرون إلى جنته فقال سبحانه " فى مقعد صدق عند مليك مقتدر" إذا تحرر هذا ينبغى أن نعلم كيف يتعامل المؤمن مع هذا الاسم العظيم اسم الملك يشعرك أيها المؤمن ويغرس فى قلبك بأن الله جل وعلا بيده مقاليد كل شئ عند الشدائد لا يمكن أن تفزغ لأحدٍ غير الله لأنك تعلم أن ملكوت كل شئ بيد الرب تبارك وتعالى: "ومن بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنا تسحرون * بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون * ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذن لذهب كل إله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون" فتأمل كيف نعت الله جل وعلا ذاته العلية بأنه بيده ملكوت كل شئ وأن غيره تبارك وتعالى ليس بيده شئ من الأمر كله هذا أول ما ينبغى أن يستشعره المؤمن إذا سمع اسم الملك الذى سمى به الرب تبارك وتعالى سمى الله جل وعلا به نفسه فى قرآنه العظيم: "فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علماً" ملوك الدنيا إذا أعطوا غيرهم من ملكهم لنقص ملكهم ولقل ما فى خزائنهم ولكن الرب تبارك وتعالى فإنه يعطى فلا ينقص شئ أبداً من ملكه ولا مما فى يديه وفى حديث أبى ذر القدسى العظيم "يا عبادى لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا فى صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل ذي سؤل مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئاً إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر" أما ملوك الدنيا فإنه على قدر عطائهم يكون النقص فى ملكهم ثم غير ذلك أن الله جل وعلا حي باقٍ "كل من عليها فإن ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام" أما الخلائق فإنهم ميتون لا محالة فكل ملك فى الدنيا إما أن يزول هو عن ملكه وإما أن يزال ملكه عنه لذلك تأمل قياس بعضهم ... المعتمد بن عباد بلغ فى الملك شأن عظيم فبناته ذات يوم قدر لهن أن يخرجن إلى الحارات إلى حياة العامة إلى حياة السوقة فرأى النساء والفتيات والبنات يطئن على الطين فعجبهن ذلك فأردن أن يطأن الطين فأخبرت والدهن ابن عباد فماذا صنع ابى عباد جعلهن مسكاً وكافوراً وياقوتاً وخلطهم مع بعض ثم أمر زوجته وبناته أن يطأن عليه حتى يحسن التشبه بغيرهن ثم زال عنه ملكه وسلط عليه من هو أقوى منه وحبس فى سجن أغمات فلما دخل عليه بناته على حال الله أعلم بها من الفقر والمسكنة ورثة الثياب وحافيات بعد أن كن قد بلغن شأناً عظيماً فلما رأينه وهو أيضاً رآهم قال أبياته الشهيرة:- فيما مضى كنت فى الاعياد مسروراً فساءك العيد فى اغناك مأسورا ترى بناتك فى الأطمار جائعة يغزلن للناس ما يملكن قطميرا يطئن فى الطين والأقدام حافية كأنهن يطئن مسكاً وكافوراً فالذى نريد أن تخلص فى مقامنا هذا هو بيته الأخير من بات بعدك فى منكب يسر به فإنما باتفى الأحلام مغروراً على هذا ماذا ينجم أيها المباركون العاقلون المؤمنون أن المؤمن لابد وأن يخضع لعظمة ربه وعلى قدر خضوعك لعظمة ربك ولعظمة مولاك تكون رحمة الله جل وعلا قريبة منك وهذا من دلالة كمال عقلك وجمال خلقك بل من دلالة يقينك أن تعرف أن الله عظيم وأن الله مليك مقتدر. المهدي العباسي أحد خلفاء بني العباسي أعطى سلطاناً وجبروتاً وعظمة دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المدينة وكان أبن أبي ذئب من علماء المدينة كان جالساً فى المسجد وكان حول المهدي حشمه وشرطته وحرسه فلما من المهدي بحاشيته على أبن أبي ذئب رحمه الله قالت الحاشية لإبن أبي ذئب قم هذا أمير المؤمنين فنظر إليهم ابن أبي ذئب وقال إليهم بلطف إنما يقوم الناس لرب العالمين فأرادت الشرطة أن تنهره فقال لهم المهدي دعوه اتركوه فالوالله قد وقف شعر رأسى ممما قال ولا يمكن أيها الأخ المبارك أن تكون نظرة من جرب الملك وذاق لذاته وعرف حلاوته كنظرة غيره فهذا أمير المؤمنين يسود نصف الأرض آنذاك ومع ذلك لما ذكر بالله وبقول الله جل وعلا "يوم يقوم الناس لرب العالمين" كل من يحمله من هيبة الملك تخلى عنه ولهذا ذكر أن أحد خلفاء بني العباسي فى الزمن الذى تسلط فيه القادة وكانوا يسلبون الحكام ملكهم لما أجبر على ترك ولايته وترك الخلافة وعلى ترك ملكه قال فى دعائه اللهم يا من لا يزول ملكه ارحم من زال ملكه وهذه كلها مقارنات أخذناها من نطف التاريخ لنؤكد بها هذا المعنى العظيم فى أن الله تبارك وتعالى وحده هو الملك فإذا ثبت وهذا أمر لا خلاف فيه بين المسلمين أن الله جل وعلا وحده هو الملك وجب أن تفزع القلوب إليه تبارك وتعالى وتسأله على قدر حسن ظنك بربك يكون سؤالك فسليمان عليه السلام كان يعرف لله حقه فلما عرف الله حقه عظم فى سؤاله وكبرت مسألته: "قال رب هب لى ملكاً لا ينبغى لأحد من بعدى إنك أنت الوهاب" ولعل هذا يأتى فى الحديث عن اسم الله الوهاب بإذن الله لكن هذا كله لا يمنع أن يندرج ذكره فى سياق الحديث عن الله جل وعلا مالك الملك الذى لا رب غيره ولا إله سواه ومن عظمته جل وعلا والمتعلقة بهذا الاسم العظيم أنه تبارك وتعالى يقيم دولا ويذهب أخرى ويؤتي أحداً سلطانه وينزعه من الآخر وتأمل هارون الرشيد الخليفة العباسي رحمه الله تعالى كان له أبناء كثيرون لكى غلب على ظنه أن الملك لن يصل إلا إلى ثلاث من أبنائه فقسم بينهم ولايات المسلمين آنذاك وكتب ذلك فى عهده وأشهد عليها العلماء وقال إنه علقها بجوار الكعبة "الأمين والمأمون وآخر" هؤلاء الثلاثة ذهب ظن هارون إلى أن المعتصم ثامن أبنائه لن يصل إليه الملك لبعد الأوان والنسب فلم يذكرهارون المعتصم فى أى شأن من شئون الدولة فى وصيته إلا أن أقدار الله صارمة ماتوا جميعاً فى زمن المأمون ولم يبق إلا المعتصم وآل الملك للمعتصم على خلاف ظن أبيه هارون ثم إن كل خليفة عباسي حكم حتى دخل هولاكو بغداد كان من صلب المعتصم وفى هذا دلالة على قول الله جل وعلا: "قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتزل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير" هذا والعلم عند الله وصلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. والحمد لله رب العالمين.
والملك اسم عظيم ورد صريحاً فى القرآن الكريم قال الله جل وعلا (فتعالى الله الملك الحق) وقال تبارك...
جزااااااااااك الله خير