معنى اسم الله الفتاح الجزء 1

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، اسم الله الفتاح.
المعنى أن الله عز وجل يفتح كل الأبواب أو يفتح ما استعصى من الأبواب، إما مبالغة تكثير أو مبالغة نوع قد يستعصي باب.
قد يصاب الإنسان بمرض عضال، الأطباء جميعاً أعطوا قرارهم، لا شفاء لهذا المرض، لا أمل يرجى من هذا المريض، لا بد أن يموت بعد أيام لا تُجدي معه العملية ولا أن يسافر إلى بلاد الغرب ولا أن يفعل ولا أن يترك، باب الشفاء أُغلق وأُرْتِج وتواتر الإغلاق وتواترت آراء الأطباء.
أعرفُ صديقاً لي أنجب مولوداً بولادة عَسٍرة، سحب الجنين من رحم الأم بآلة تستخدم في الولادة العسرة، حينما وضع الجهاز على رأسه وسحب أصيب دماغه بخلل، فصار هذا الطفل الصغير كلما مضى وقت قليل انتفض، فسأل صديقي أول طبيب قال له، هذه إصابة بالدماغ، لابد من أن يكون هذا الطفل أعمى، أو أبله أو مشلولاً، قلنا هذا الطبيب حديث عهد بالعلم، فسألنا أعلى طبيب أطفال في دمشق فقال الكلام نفسه، ما أضاف ولا أنقص، سألنا طبيباً ثالثاً ورابعاً وخامساً أُدخِل مستشفى الأطفال، وهذا الكلام ما تغير، لأن الاختلاجات أساسها إصابة الدماغ وإصابة الدماغ لا تُبرأ، لأن الخلية العصبية لا تنمو "قاعدة".
لو أن الأعصاب تنمو لمات الإنسان ألماً، فمن رحمة الله بالإنسان أن أعصابه لا تنمو، فالأطباء جميعاً أجمعوا على أن هذا المولود لابد أن يكبَر ويبقى أبله أو مشلولاً أو أعمى، وصدقوني أن أباه كان يتمنى أن يموت طفله، لأن موت الطفل الصغير أهون بكثير من أن يكبر على هذه الحالة، ثم أُخِذَ إلى طبيب، وهذا الطبيب على شيء من الإيمان، قال لعل الله يشفيه، فأجرى تخطيطاً للدماغ، وأعطى الدواء وما هي إلا ستة أشهر حتى عاد الطفل كطفل سوي لا شيء يقلق في صحته، والآن عمره اثنتا عشرة سنة ويتحرك ويلعب ومتفوق في دراسته، لماذا اسمه الفتاح، لقد أغلقوا كل الأبواب، وربنا عز وجل فتح باب الشفاء.
المعنى البسيط إما أنه يفتح كل باب، يفتح لك باب الرزق يفتح لك باب العمل، يفتح لك باب الزواج، يفتح لك باب الراحة النفسية، يفتح لك باب التوفيق، يفتح لك باب الطمأنينة، يفتح لك باب العمل الصالح، يفتح لك باب الدعوة إلى الله.. أو أنَّ أحد الأبواب التي استعصت على كل طبيب يفتحه الله عز وجل.
إذاً فتاح صيغة مبالغة اسم الفاعل الفاتح، الفاتح والفتاح، يفتح ما أغلق من الأبواب أو ما استعصى من الأبواب، أو يفتح كل باب، قال الله تعالى:
﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)﴾
(سورة فاطر)
يفتح رحمته، وما يمسك فلا مرسل له من بعده، يعني إذا أمسك ليس في الأرض كلها قوة تستطيع أن تفتح، وإذا فتح ليس في الأرض كلها قوة تستطيع أن تغلق، قوى الأرض مجتمعةً ليس في إمكانها أن تفتح ما أغلقه الله ولا أن تغلق ما يفتحه الله، قال تعالى:

﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)﴾
إذاً الأمر بيد الله وحده، وإذا أيقنت أن الأمر بيد الله وحده لا بد من أن تتجه إليه، هذه الآية تترك صدىً طيباً جداً في نفس المؤمن، ما يفتح الله للناس من رحمة فلا مرسل لها، علاقتك محصورة مع الله عز وجل، ما سوى الله أشباح، لا تستطيع أن تقدم أو أن تؤخر، بل ما قولكم، إن النبي عليه الصلاة والسلام وهو سيد الخلق وحبيب الحق وهو النبي الرسول الذي يوحى إليه، وهو أكرم الخلق على الله قال الله تعالى قل لهم يا محمد: لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً، فإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام، لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، فلأن لا يملك لنفسه فلغيره من باب أولى، الله هو الفتاح.
يعني دائماً كلمة يرددها السلف الصالح كلما التقوا بإنسان متوثب متفتح مقبل، يقال لهذا الشاب " فتح الله عليك فتوح العارفين " فهي كلمة منوعة، الله يفتح لك باب رزق، الله يفتح لك باب علم الله يفتح لك باب كشف، الله يفتح لك باب قرب، الله يفتح لك باب رُقيّ، الله هو الفتاح، والكلمة الشهيرة " فتح الله عليك يا ولدي فتوح العارفين ".
الآية الأولى إذاً، قوله تعالى:

﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)﴾
1
359

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عطر الحروف2
عطر الحروف2

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
جزاكِ الله خير وبارك الله فيك
جعله الله في ميزان حسناتك