معنى قوله: كنت سمعه الذي يسمع به وبصره ..الحديث)
-------------------------------------------
روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إن الله قال (المذكور بالأسفل هو جزء من الحديث القدسي وليس الحديث كاملاً):
(وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا).
-------------------------------------------
إذا أدى المسلم ما فرض الله عليه .. ثم اجتهد في التقرب إلى الله تعالى بنوافل الطاعات واستمر على ذلك ما وسعه أحبه الله تعالى، وكان عوناً له في كل ما يأتي ويذر فإذا سمع كان مسدداً من الله في سمعه، فلا يسمع إلا إلى الخير، ولا يقبل إلا الحق وينزاح عنه الباطل بتأييد الله وتوفيقه، فيرى الحق حقاً والباطل باطلاً، وإذا بطش بشيء بطش بقوة من الله فكان بطشه من بطش الله نصرة للحق، وإذا مشى كان مشيه في طاعة الله طلباً للعلم، وجهاداً في سبيل الله، وبالجملة كان عمله بجوارحه الظاهرة والباطنة بهداية من الله وقوة منه سبحانه.
وبهذا يتبين أنه ليس في الحديث دليل على حلول الله في خلقه أو اتحاده بأحد منهم، ويُرشِد إلى ذلك ما جاء في آخر الحديث من قوله تعالى:
"ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنَّه".
وما جاء في بعض الروايات من قوله تعالى:
"فبي يسمع وبي يبصر .. الحديث".
ففي ذلك إرشاد إلى المراد من أول الحديث ، وتصريح بسائل ومسؤول ومستعيذ ومُعيذ.
وهذا الحديث نظير الحديث القدسي الآخر:
(يقول الله تعالى: عبدي مرضتُ فلم تعُدني ...الحديث ).
فكل منهما يشرح آخره أوله، ولكن أرباب الهوى يتبعون ما تشابه من النصوص، ويعرضون عن المُحْكم منها فضلوا سواء السبيل.
منقووول....
بنت شيوخ وكلي طموح @bnt_shyokh_okly_tmoh
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ام برهومي النصراوي
•
الصفحة الأخيرة