همتي بديني

همتي بديني @hmty_bdyny

محررة برونزية

مع نهاية العام,,,,

ملتقى الإيمان

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا وتبارك الذي جعل فيها سراجا وقمرا منيرا ،،الحمدلله الذي سبحت له

السموات وأملاكها،والنجوم وأفلاكها،والارض وسكانها ،والبحار وحيتانها،والشجر والدواب والرمال وكل

رطب ويابس ،وكل حي وميت،والصلاة والسلام على خير البرية محمد ابن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه

إلى يوم الدين ..........................أما بعد

اليوم سنودع عاما من أعمارنا وستطوى معه صفحة من صفحات حياتنا ،سنودعه بما استودعناه من عمل ،وكما

مضى هذا العام ستمضي باقي الأعوام من أعمارنا ،إلى أن نجد أنفسنا قد وقفنا في المحطة الأخيرة لرحلة الحياة ،

وبين عام يمضي وعام يحل فترة نطويها هي أعمارنا ،

فانقضاء الأيام والليالي عبرة تذكر بالعظيم الباري ،إن انقضاء الشهور والسنين والأعوام عظة مذكرة بالله عز

وجل،لذا فإن المؤمن الصادق في إيمانه يقف لحظات فراق العام كأعز لحظات فراق تمر عليه ،

فجدير بنا مع إطلالة هذا العام أن نقف وقفات نقضيها مع أنفسنا ،لنتدارك الزلل والتقصير..فأول تلك الوقفات

وأولاها :وقفة مع الله تعالى وبديع صنعه في الكون ،،نتساءل عام كامل مضى هل تفكرنا في هذا الكون الزاخر ا

الفسيح المليء بدلائل قدرة الله ،هل وقفنا وقفة تدبر وتأمل لمخلوقات الله ليزداد إيماننا ويقيننا بالله ؟؟

ولنتأمل قوله تعالى "وإن من شيء إلا يسبح بحمده "وقوله تعالى "ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن

في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب "سبحن الله هذا الكون كله متوجه إلى الله عز

وجل يسبحه ويمجده ويسجد له ،هذه الجبال الشامخات تسجد ،وهذه النجوم النيرات تسبح،وهذه الدواب

العجماوات تلهج بالذكر ،هذه المخلوقات العظيمة كلها تقف منكسة رأسها لخالقها ،متذللة إليه معترفة بالفضل له ،

تأمل في نبات الأرض وانظر.......إلى آثار ما صنع المليك

عيون من لجين شاخصات .........بأحداق هي الذهب السبيك

على كسب الزبرجد شاهدات.....بأن الله ليس له شريك

الوقفة الثانية:وقفة مع العبادات ومن أهمها الصلاة التي كانت قرة عين الحبيب صلى الله عليه وسلم وكان يقول

لبلال "أرحنا بالصلاة يا بلال"هذا لأنه تذوق حلاوة الصلة بالله في تلك العبادة الجليلة التي نؤديها مجرد حركة

للجسد بدون حضور قلب أواستشعار،لعظمة الوقوف أمام جبار السموات والأرض،،سئل حاتم الأصم وكان من

أخشع الناس في صلاته،ما تصنع؟قال :إذا سمعت نداء ربي،توضأت وأقبلت على مصلاي، فأتصور الكعبة

أمامي والصراط تحت قدمي والجنة عن يميني والنار عن يساري،والملك خلف ظهري يقبض روحي بعد صلاتي

وهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه بلغ من خشوعه أنه إذا قام يصلي كأنه الظل الذي لا يزول ،تأتي الطيور

تقف على رأسه من خشوعه رضي الله عنه وأرضاه والزبير رضي الله عنه بترت ساقه وهو في صلاته ولم

يشعر بشيء لأنه كان في لقاء مع الله عزوجل فقلبه وجوارحه وفكره منصرف إليه سبحانه ،فلم يشعر بما حوله

لانشغاله بما هوأجل وأعظم،وهذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بلغ من شدة إخلاصه وخوفه من الله ،أنه

إذا توضأ إصفر لونه ،قيل له لماذا ؟قال : أتدرون من أقابل الآن ؟؟؛؛ إن كان هذا حاله قبل الصلاة فيا ترى

ماهو حاله أثناء الصلاة ؟؟ لا إله إلا الله ،قوم عرفوا من هو الله فاستشعروا هيبة الوقوف بين يديه في الصلاة ،

وعجبا والله لمن يقف أمام الملك بل ومالك الملك ،يخاطبه" إياك نعبد وإياك نستعين"وقلبه وفكره منصرف إلى

غيره سبحانه،،

الوقفة الثالثة :وقفة مع كتاب الله تعالى هذا الكتاب الذي بين أيدينا ويطرق مسامعنا صباح مساء هل رأينا تأثيره

على سلوكنا وأفعالنا ؟بل اين أثره علينا؟ولنتأمل حال رسول الله خير البشرية مع آيات الله،قال عليه السلام لعبد

الله ابن مسعود"إقرأعلي القرآن ، قال :أقرأ عليك وعليك أنزل ؟قال :إقرأ فإني أحب أن أسمعه من غيري،

فقرأ ابن مسعود حتى بلغ "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا"قال حسبك الآن ،قال ابن

مسعود فنظرت فإذا عيناه تذرفان،،ولنتأمل هذا الموقف منه عليه الصلاة والسلام"مر صلى الله عليه وسلم

بعجوز تصلي وتقرأ"هل أتاك حديث الغاشية"وترددها وتبكي فأخذ يبكي رسول الله ويردد نعم أتاني نعم أتاني"

هذا رسول الله يرق قلبه وتخشع جوارحه وتدمع عيناه إذا سمع آيات الله تتلى ولا عجب إن كانت الجبال الرواسي

والصخور الصماء تشقق وتصدع لو أنزلت عليها آيات الله "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا

متصدعا من خشية الله"ويقول تعالى "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"فأي قلب لم يتأثر بالقرآن فهو قلب

قاسي كالحجر بل أشد قسوة منه كما قال تعالى في وصف بني إسرائيل "ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي

كالحجارة أو أشد قسوة "فلنتدارك قلوبنا لنصلح أحوالنا ،وصلاح القلب بالرجوع لكتاب الله ،والوقوف عنده

والعمل بما فيه والتدبرلآياته ،والخشوع عند تلاوته.


الوقفة الأخيرة :وقفة مع النفس،،نحاسبها ونعاتبها، على كل ما اقترفته في جنب الله،ونحاس أنفسنا على ما قدمناه في سجل أعمالنا خلال عام كامل مضى وكما يقول الفاروق رضي الله عنه "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ،وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ،وتهيأوا للعرض الأكبر"وقد قال عليه السلام "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها ،وتمنى على الله الأماني "فالنفس المؤمنة الصادقة هي التي تستعد دوما للقاء الله ،وتحسب نفسها قبل لقاء الله،ومن أهمل نفسه ،وترك محاسبتها ،كان ذلك أدعى لتمادي في المعاصي إلا أن يأتي الموت ولم نعد له عدته ،وكما افتقدنا أناس قبضت أرواحهم قبل حلول العام،سيأتي اليوم الذي نفقد فيه ،وكما تعدانا الموت إلى غيرنا ، قد لا يتعدانا الآن...

ف يارب عفوك لا تأخذ بزلتنا واغفر يارب ذنبا قد جنيناه

كم نطلب الله في خير يحل بنا وإن تولت بلايانا نسيناه

فنسأل الله أن يبارك لنا في ـأعوامنا وأعمارنا وأعمالنا ،وأن يصلح أحوالنا ،ويغفر ذنوبنا ،ويتجاوز عن تقصيرنا ،

اللهم أهد قلوبنا إليك ،وفقها لطاعتك ،وألزمها كتابك ،والعمل بسنة حبيبك،اللهم اجعل هذا العام عام خير ونصر

وعز لنا وللمسلمين، انصر فيه الحق وأهله ،وادحر الباطل وأهله اللهم آمين وصلى الله وسلم على النبي

الكريم محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين
3
551

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ـ أم ريـــــم ـ
الاميرة الشهري
جزآك الله خير
يا أختي وجعله في ميزان حسناتك

همتي بديني
همتي بديني
الله يعافيكم