
كنت في المرحلة الثانوية دائم الجلوس على المكتب متظاهراً بأني أستذكر دروسي وبجواري المذياع يصدح بأغان كثيرة وكانت حيلة جيدة لإقناع والدتي بأني مجتهد وطوال الوقت منهمك في دروسي حتى أستطيع أن أطلب منها المزيد من النقود لزوم مستلزمات المذاكرة والدروس الخصوصية وهي بالطبع الجلوس على قهوة الحاج كامل وشراء نصف علبة سجاير كيلوباتر أو علبة كاملة عندما نكون في بداية الشهر.
كنت مغرماً بالمذياع متنقلاً بين موجاته باحثاً عن ذلك التردد الذي يحمل الأثير لإذاعة صوت مونت كارلو أو الشرق الأوسط أو حتى صوت إسرائيل حيث كنت أقوم بحفظ مواعيد البرامج المُفضلة لدي على ظهر قلب.
ي تلك الفترة كان لي صديق يدعي محمود شخصية مستفزة متحكمة يتلذذ بالتحكم فينا نتيجة أنه كان قد قضي بعض الأعوام في ليبيا مع عائلته جعلته يستطيع اقتناء الكثير من أشياء بعيدة المنال عنا، كنت دائماً في حالة غيظ مستمر منه أو ربما حقد دفين بداخلي تجاهه لأسباب عديدة ربما نتيجة لأفعاله معنا، أساس صداقتنا له لم تكن حُبّنَا له أو حتى لشخصيته التافهة أو خصاله التي تتميز بالسيادية والتلذذ برؤية الحرمان في عيوننا أنا وصديقي الآخر.
مغامرة في السفارة الإسرائيلية
يا ليبيا يا جنة