هاقد أطل علينا شهر رمضان ، فلله الحمد والشكر، أن أمد في أعمارنا حتى بلغنا هذا الشهر الفضيل.
رمضان مدرسة عظيمة يتعلم منها المسلم دروس وعبر، فتكون زاد له في هذه الحياة.
في هذا الموضوع سنعيش كل يوم مع درس من دروس رمضان.
الدرس الأول
التقوى
وتقوى الله أن تعبد الله على نور من الله ترجو رحمة الله، وتخشى عذاب الله.
وهذا النور يحمل العبد على أمرين عظيمين ما كانا في عبد إلا أحبه الله:
أولهما: أداؤه لفرائض الله على الوجه الذي يرضي الله.
وثانيهما: خوفه وخشيته من حدود الله ومحارمه.
وكلما كمل تقوى العبد كلما وجدته أسبق إلى الخيرات.
وأعف عن الحدود والفواحش والمنكرات
وكلما كمل هذا النور في القلوب كلما كان هذا العبد متعلقاً بربه
قريباً من طاعته، بعيداً عن حدوده ومعصيته.
جاءرجل للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يريد السفر، قال: (يا رسول الله! إني أريد السفر فزودني، قال: زودك الله التقوى)
فما وجد النبي صلى الله عليه وسلم زاداً يقذفه في سمع ذلك المؤمن إلا أن يدعو له أن يزوده الله التقوى
وأي زاد ذلك الزاد الذي شهد الله عز وجل أنه خير زاد، كما قال سبحانه وتعالى: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى .
قال بعض العلماء: قوله تعالى: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى فيه دليل على أنه ما خرج عبد بخصلة بعد الإيمان أحب إلى الله من تقوى الله عز وجل.
وتقوى الله يربيها المسلم في قلبه بقراءة كتاب الله جل وعلا.
وتدبر تلك الآيات، والنظر في تلك الكلمات العظيمات.
والمواعظ البالغات، التي تقرب القلوب إلى ربها.
وتحببها في طاعة خالقها، وتجعلها أعف ما تكون عن حدود الله جل وعلا ومحارمه.
وما كمل تدبر العبد للقرآن إلا كمّل الله تقواه.
ولذلك صدّر الله كتابه بقول: الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ فأخبر أن هذا القرآن والكتاب يهتدي به المتقون، وينتفع به الصالحون
سئل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب فقال له مالتقوى؟ فقال أبيَ: يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقاً فيه شوك؟! فقال: نعم، قال فماذا فعلت؟ قال عمر: أشمر عن ساقي، وأنظر على موضع قدميا، وأقدم قدماً وأؤخر أخرى مخافة أن تصيبني شوكة، فقال أبي بن كعب: تلك هي التقوى.
عليك بتقوى الله ان كنت غافلا
يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري
فكيف تخاف الفقر والله رازقا
فقد رزق الطير والحوت في البحر
ومن ظن أن الرزق يأتي بقوة
ما أكل العصفور شيئا مع النسر
تزول عن الدنيا فإنك لا تدري
إذا جن عليك الليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة
وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا
وأكفانه في الغيب تنسج وهو لا يدري
فمن عاش ألفا وألفين
فلا بد من يوم يسير إلى القبر
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا من عباده المتقين، اللهم إنا نسألك أن تقذف في قلوبنا نورها، وأن تجعلنا من أهلها إنك ولي ذلك والقادر عليه.
بنت طيبة @bnt_tyb
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
ومشكووره على الطرح الرائع لاعدمنا جديدك
تقبلي مروري