-•♥•- مـــامـــا { أتـحـبـيــنـني ..؟ } مشاركة في حملة أمي .. احتويني و احميني -•♥•-

الأمومة والطفل










بسم الله الرحمن الرحيم ..

....

بـ لحنِ آخر ذو شجن , وصوت صغير يترنم ..

أطلقت طفلةٌ ذات الخمسة أعوام على مسمع والدتها

استفهاماً اقشعر منه بدنها .. ماما { أ تحبينني } ..؟؟

لم تكن لـ المرة الأولى , وَ لكن كانت تختلف ..!

صرفت الأم النظرعن سؤالها , وَأخفت عنها

عيناها الجاحظتين بكلتا يداها المبللة بـ الدموع ,

واتكأت كرسيّ خشبي قاسي , كَ قسوة قلب كهل

ما بداخله , وهو يركض في ميدان الحياة دون هوادة !

تسمرت الأم حيث كانت , تترقب تلك الصغيرة

تلهو بجوارها و تحتمي بـ أحضانها ,

تنتظر إجابتها على استفاهمها المذهل ..

وكأنها شَعرت أن أمراً ما بداخل والدتها يضطرب ,

تبادر إلى ذهن الطفلة إشغال الأم ..~

اممممم أخذت تفكر .. وجدتها .. !!

ذهبت وحملت إليها سجادتها وَ والدتها ..

الطفلة : ماما هيا لـ نصلي ..

الأم : لم يؤذن بعد ..

وَ الطفلة ببراءة : استغفر الله , استغفر الله !

حالة صمت ثم ...

الصغيرة : ماما ألا تريدين من محادثة أبي ..

الأم : كلاّ ليس الآن ..

شعرت الصغيرة بالإحباط جراء محاولاتها الفاشلة ,

في إخراج والدتها من تلك المشاعر المؤنبة لها ..

أخذت الأم تعيد النظر إلى طفلتها و من ثمّ تمده إلى ذاتها

وتكرر الأمر نفسه مرة تلو الأخرى ..!



لماذا يا ترى ..؟

ما الذي أعاق تفكير الأم حينها , وشلّ لسانها !

عن نطق إجابة تريح معها قلب صغيرتها ~

وتقول لها : نعم { أحبك , أحبك } ..!!
....

تأملت الأم حروفاً تساقطت ..

{ ت , ح , ب , ي , ن , ن , ي }

فـ وجدت أن حب الأم لـ صغارها معنى أشمل و أعظم ,

من أن يترجم دون تفكر ..

معنى الحب } احتواء , حماية , عطاء , معاملة حسنة ..

نصح وإرشاد , توجيه , وَ تضحية ..

معنى الحب في الأسرة مجموعة مشاعر اجتمعت

في مركبٍِ واحد قبطانه الأم وبحره الزوج والأبناء ..

إذن الحب شامل وفرع منه الاحتواء ,

والاحتواء منهج شامل للتفهم , وهذا ما نتفقد إليه ..!

فـ الأم هذه هنا قد أفاقتها الصغيرة من غفلتها ..

وَ جعلتها تفكر من قبل أن تقرر إن كانت تحبها أم لا ..!



غاليتي :

ما أسهل نطقها .. أحبك يا صغيري , فنحن نستطيع

كَ إناث أن نغدق أطفالنا حباً لا متناهي ..~

نستطيع أن نمطرهم حناناً ..

بإمكاننا أن نهطل عليهم بـ مزنِ طاهرة من التضحيات

وَ على حساب أرواحنا وَ كله لأجلهم ..



وَ لكن ...

هل نتفهمهم ..؟

هل تدار بيننا وبينهم جلسات حوار تضم

آرائهم ومتطلباتهم الروحية والمعنوية لا المادية فقط ..

هل تشعرين بـ التغيرات اليومية التي يمر بها طفلك ..؟

هل تفكرين في الغزو اللحظي الي يشنه أعداء الدين

على عقل صغيرك المستنير لـ تظليله وَ انحرافه ..؟

وَ أعني هنا بـ اللحظي :

وهو ما يدار في الإعلام ويبث في اللحظة ..

ومن لحظة لأخرى ينخر فكر أبنائنا كما تنخر أسنانه السوس

وَ نصمت في وجه العدو بل ونهديه فلذات أكبادنا

بـ تشجيعنا لهم ومن ثم نعترف لهم أننا نحبهم ..!
....

عزيزتي :

لكي تتقني فن الاحتواء , عليكِ بـ التمرين أنتِ أولاً ..

قد يكون أمر الحب يسيراً وَ لكن الاحتواء بحاجة إلى

فهم مشاعرك أنت ومن ثم يراقب صغيرك تلك المشاعر

وَ يحاول أن يقلدها ..

بمعنى أن تجسدي مفهوم التفهم في نفسك

أثناء تصرفاتك ومن حيث تفهمكِ لوضعك وظرفك وزمنك ..

وَ من حيث معالجتكِ ونظرتك للأمور ..~

تفهمك لمن حولك , ولـ مشاعرهم و كيفية التواصل معهم ..

تفهمكِ لمدى دوركِ كإنسانة خلقت على هذه الأرض ..

تفهمكِ للدور المكلفة به { أم , زوجة , مربية ,

عابدة لله مطيعةٌ لأوامره ومجتنبة لـ نواهيه ..

فـ عندما يرى صغيرك ذلك الاحتواء الذي يتدفق

من بين جنباتك , سـ يسعى هو لأن يرتمي بين أحضانك

ليس لأنه يريد حباً منكِ ..

كلاّ /

إنه الآن يريد الحماية التي يخشى على نفسه أن يرهقه

البحث عنها في الخارج ..!

وهذا ما شعرته الأم في مولج الموضوع حيث لم تجد

في نفسها الكفاءة لـ حماية تلك الصغيرة وإن أغرقتها حباً ..!

فـ شعرت حينها بـ عظيم التقصير , فماذا عنّا نحن ...؟



أطفالنا اليوم بحاجة إلى حماية كَ حماية أجهزتنا

من الفيروسات ذاتها ..

فإن لم تستطيعي أن تؤهلي نفسك وتحتوينها

وتحمينها لن تفعلين مع أبنائك ..!

فـ لذا يا غالية : احتوي روحكِ بكل ما فيها ,

اشعريها بـ الأمان وإن لم يوجد ابحثي عنه ,

ستجدينه بين يدي الله تعالى ..

ماذا تريدين من هذه الحياة أخية ؟

فـ ذات الشيء يريده أبنائك ..

ما الذي يخيفك .. ؟ فـ ذاته يخيف أبنائك ..!

وَ لكن دورك كَ أم يحتم عليكِ أن تعالجي الأمر

بـ النسبة لك لـ ترسلي كل ما يوصل تموجات

هذا الاحتواء لأطفالك وحينها ستشعرين أنكِ تحبينهم بحق ..

ليس لأجل الحب فقط , بل لأنك جسدتيه بكل معانيه ..

وأودعتي من خلاله فيضاً من المشاعر في رصيد أبنائك

وَالتي من خلالها سـ تكون حمايةً لهم في المستقبل

من بعد حمى الله عزّ وجل وَ عازلاً لهم ضد التيار !


* وللحديث بقية ..
....

20
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أنين الشوق **
أنين الشوق **
....

وَ هنا سـ أعرض لكم تجربة بسيطة

في كيفية احتوائي لـ ابنتي الحبيبة ..


ما بين السنة الثانية وَ الرابعة , بدأت ملامح الخوف تظهر

على طفلتي الأولى , وليس أي خوف ..

بل خوفٌ مذموماً , من كل شيء ولأي شيء ..

شعرتُ به وحتى وهي معي ..!

تعجبتُ من الأمر وَ خاصة أني وأباها من محبيّ المغامرات ,

وَ نخوض في أغلب الأشياء فقط لـ غرض التجربة

بلا مبالاة بـ العواقب !

أمرها كان غريباً بـ النسبة لنا , بل كان يقيدنا

في كثير من الأحيان ... ما الحل إذن ..؟



وجدته بسيط جداً , أنني وكنتُ بـ الفعل مستهترة

بمشاعر ابنتي ..

أي عندما تخبرني أنها تخشى الظلام ,

لا ألقي لـ ذلك الشعور اهتماماً لا أهدأها كما يجب

ولا أحتضنها , قد يكون دون تعمد , وَ ربما يكون جهل ~

وَ لكن قرأت ذات مرة عن كيفية احترام مشاعر الطفل ..

الخائف , العنيف , الغاضب , العنيد ..

فوجدتُ في قائمة الخائف أن الطفل الذي يعاني من مشكلة

الخوف في مرحلة ما قبل المدرسة , ولم يجد من يتفهم أمره

ويحتويه , سيتحول أمره فيما بعد تسع سنوات إلى

عنف جليّ وَ واضح , ودون عقلانية ,

أو سـ ينطوي على نفسه بداخل قوقعته ..

ويلجم روحه بالصمت ولكن سـ يكون صمته مختلفاً ..

....

فـ مثلاً :

سـ نراه يدمن على أكل الطعام بتهور ..

في غير وقته وبلا جوع فـ هنا نعرف أن الطفل يعاني

من الخوف ولكن لم يجد من يحتويه ..

وفي المستقبل أي في المرحلة المراهقة قد يدمن على التدخين

مثلاً كَ تعبيرٍعن حالة الخوف هذه ..

أو يشعر بإكتئاب نتيجة تحميل نفسه الذنب وعدم معالجته له

وعدم العيش كَ بقية أقرانه وأفراد المجتمع ..!

وخضتُ من هذا تجربتي مع ابنتي ,

بدلت خوفها أماناً , تفهمتها وَ سألتها برفقٍ

وَ من القلب , وليس مجرد سؤال عابر ..

ما الذي يخفيك يا صغيرتي ..




وعندما أخبرتني احتضتنها وبشدة ومن ثم شرحت لها

أن هذا الشيء لا يخيف مطلقاً ..

واقترحتُ عليها أن تجربه بنفسها و أنا سـ أكون معها ..

وَ وافقت كَ أي طفلة تهوى اللعب وأخبرتها أن تسمي بالله

قبل أن تخطو أي خطوة ومع كل شيء , وَ سـ يحفظها

المولى طالما ذكرته ولا تخاف سواه ..

وَ فعلت وَ ما وجدت إلا أن ما يخطر في بالها كان مجرد وهم !

لم أركز في الأمر بعد ذلك وكأنها لم تخبرني شيئاً ..

والحمد لله وبفضله اجتازت تلك المرحلة ومنذ ذاك

الحين وإلى اليوم وأنا أعالج الخوف معها ومع إخوتها

بذات الطريقة , وبفضل الله تكلل بـ النجاح ..~

إذن احتواء مشاعر الطفل واحترامها مهم جداً ..

ومنه نصل إلى مستقر نفسه وطمأنينتها ,

إن منحناه نحن ذلك ..!


....



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الفراشه المبخوته
ماشاء الله تبارك الرحمن
موضوووع رااائع
جزاك الله خيرا
بسكوت فارليز
بسكوت فارليز
كما تعودناك دائما يــا<انين>

رائعه في كلماتك

رائعه في اسلوبك

رائعه في طرحك


رائعه في مواضيعك




بارك الله فيك

وحفظ الله لك ابنائك من كل شر
ام العيون الخضر
...,,أنين..,,,
بوركتي وتبارك قلمك..,
فقد سقتي محتوى هااااما عن كيفية الاحتواااء..,
وليس كل حب ننسبه للاحتواااء..,~
تهاااانئاً..,لجمااال الطرح والمضمون.,
فرناز
فرناز
ماشاء الله ..
رائعة متألقه كعادتك ..
وفقك الله وبارك بما كتبتي.