مالي خلق
ملاحظات مهمة لا تحتمل التأخير علي نصفك الآخر ؟ وشعرت بحاجتك الماسة إلي الجلوس مع شريك حياتك تحاوره وتتحدث معه ، تطرح الأمر عليه ، تناقشه وتستأنس برأيه ؟ وفعلاً شرعت في تنفيذ هذه الفكرة ، وعندما حاولت اكتشفت أن المهمة ليست بتلك السهولة التي توقعتها ، لأن الطرف الآخر ( ماله خلق ) ، غارق لأنفه في مشاغله ومشاريعه الخاصة ، فهو إما في وظيفته أو في زيارة خارج المنزل ، أو أنه مجهد ( كالعادة ) بعد عمله وكدحه طوال النهار ، ويحتاج إلي قسط ( مفتوح ) من الراحة والنوم ، وتمتد ساعات ( استجمامه ) فلا تُبقي من برنامج اليوم سوي دقائق نادرة غالباً ما تتنازعها شقاوة الأبناء أو برامج التلفزيون ، وهكذا يظل شريكك في حالة ( مزمنة ) من وضعية ( مالي خلق ) ، فيما تتنازعك أنت مشاعر التقدير والتماس العذر والشفقة عليه ، في مقابل ضغط أدبي يدعوك دائماً إلي مشاورته ومحاورته في الأمور المهمة والملحة ، وتتوالي الساعات وتتابع الأيام والشهور ، قد تسنح الفرصة في وقت ما وقد تظل المشكلة معلقة ، ربما تنتهي من تلقاء نفسها وربما تتضاعف ، لكن الشيء الثابت الذي لم يتغير هو مشاعر الخيبة والإحباط وتلك الغصة في القلب علي نصف آخر يهرب من الالتصاق أو حتي من مجرد الاقتراب من نصفه الأول .
مشكلة اسمها الوقت ..
( مالي خلق ) أو بعبارة أخري ( هذا الوقت لا يناسبني ) جملة صارت شبيهة بالبطاقة المدنية يبرزها الشخص كلما طُلب منه كشف هويته ، ولكن الأزواج استخدموها فيما بينهم عند كل دعوة للجلوس للتحدث والتحاور معاً .
( ومالي خلق ) هذه ، لا تعبر بالضرورة عن عنصر الزمن بمفهوم الدقائق والساعات فحسب ، بل إنها تحمل في جعبتها بعضاً من معاني المزاج والرغبة والاستعداد البدني والذهني والنفسي لفتح باب الحوار حول موضوع ما وإعطائه حقه من الاستماع والإنصات والمناقشة .
استبياننا هذا العدد – كما سيرد في الصفحات التالية – أثبت مدي الإيمان والإدراك لأهمية الحوار والإنصات لتحقيق الرضا والسعادة في الحياة ، وأظهر في الوقت نفسه أن غالبية الأزواج يفتقدون للأوقات المشتركة لإشباع السلوك الفطري لديهم وأنهم يبحثون عنه فعلاً ولكن دون جدوي .
لماذا لا نصنعه ؟
إن اللجوء إلي تأجيل وقت الحوار علي أمل قدوم الفرصة المناسبة أثبت أنه فكرة عديمة الجدوى وهو في الكثير من الأحيان لا يؤدي إلا إلي المزيد من الانتظار ، والحقيقة التي يجب أن نقر ونعترف بها هي أننا أضعف كثيراً من أن نهزم مشاغلنا وانهماكنا في أمور الحياة الأخرى ، فلماذا الإصرار علي خلق معركة معها ومقاومة حركتها الجارفة ؟ وهذه بقدر ما تتضمنه من حث علي التعامل مع العصر بإحدى لغاته ، ولتكن لغة الصناعة . أجل لماذا لا نصنع الوقت ؟!! لماذا لا نحدد ساعات أو حتي ساعة معينة للجلوس معاً ؟ فكما أن هناك مواعيد للصلاة وساعات لبدء العمل أو انتهائه ، وهناك أوقات لتناول وجبات الطعام ، وساعات لبث نشرات الأخبار ، يكون هناك بالمثل وقت محدد للجلوس والتحدث في جو وبيئة معدة خصيصاً لهذا الغرض ، من دون مؤثرات خارجية .
قد يري البعض أنها فكرة طريفة أو مضحكة أو أنها غير عملية وصعبة التطبيق ، وأنا أقول لا يوجد شيء مستحيل ، وبرأيي أن وردة صناعية جميلة أنظر إليها كل يوم خير لي من ألف وردة طبيعية أتمناها ولا تأتي أبداً ، وإن جاءت مصادفة ما تلبث أن تذبل سريعاً وتموت .
الفن في البداية
إن تحقيق أعلي مردود لفترات الحوار الزوجي مرهون بحسن استغلال هذا الوقت واستثماره بالشكل الصحيح ، الأمر الذي لا يتحقق إلا بتوافر العناصر التالية :
- رغبة مشتركة للجلوس معاً .
- تخصيص وقت معين وزمن معقول .
- اختيار وتهيئة الأجواء المناسبة .
- إتقان في البداية . والعنصر الأخير لا يدركه كثير من الأزواج ولا يلتفتون لأهميته مع أنه السر الخفي في إنجاح الحوار أو نسفه من أركانه .
الإتقان في البداية هو أكثر مراحل الحوار خطورة وحساسية ، ذلك أنه مرتبط بالوضع والاستعداد النفسي لكلا الزوجين ورصيدهما ومخزونهما اللفظي من الكلمات ، كما تتحكم فيه طبيعة الموضوع محل النقاش ، فالجلسة العافية العامرة بتعابير الوداد أو حتي العتاب الرقيق تختلف بالتأكيد عن جلسة لمناقشة موضوع ملتهب ومصيري ، وهذا اللغز هو ما يفسر مقدرة بعض الأزواج علي حسم العديد من الأمور في زمن قياسي ، ونجاحهم في تناقل المعلومات والمشاعر فيما بينهم واتخاذ القرارات العائلية بسلاسة واحتراف ، في حين يفتقد الآخرون لمثل هذه النتائج ، حيث تمضي بهم الدقائق والساعات يدورون معها بشكل عشوائي ومضطرب لينتهي الوقت والحوار دون حسم أو نتيجة .
إنه من الضروري أن يتعلم الأزواج والزوجات المهارات اللازمة لبدء أي حوار فيما بينهما وحسن إدارته وكذلك اختتامه ، أساليب وتكنيكات عملية في المحاورة والإنصات يمكن للسادة القراء استخلاصها من متابعتهم لموضوع ملفنا لهذا العدد .
الشريك البارد
عائق آخر يمكن أن يصادفنا في حواراتنا الزوجية ألا وهو برود أحد الأطراف وعدم انسجامه مع الحوار وضعف إنصاته ، وغالباً ما يكون ذلك بسبب اختلاف درجة الاهتمام بالموضوع نفسه ، فتري أحد المتحاورين علي درجة من الحماس والاندفاع في حين يكون الطرف الآخر غاية في البرود ، شارد الذهن ، صامتاً طوال الوقت ولا مانع طبعاً من بعض التعليقات ( الباهتة ) الداعية إلي إغلاق الموضوع .
وهنا تأتي مهمة الشريك المتحمس في استثارة الطرف المقابل وإبقائه مشدوداً طوال الوقت ، بل وإقحامه في صلب الموضوع باعتباره القطب الأهم والرئيسي الذي تتوقف عليه القرارات النهائية .
الخطوط المفتوحة
النجاح الكبير الذي يحققه الحوار الزوجي في حياتنا لا يكمن بالقرارات النهائية التي تتُخذ ، أو بالتغيرات السعيدة والإيجابية التي يُحدثها مهما بلغ حجمها ، بل إن النجاح الأعظم هو ما يسديه إلينا هذا الحوار من خير وفضل عميم في فتحه لخطوط القلوب والمشاعر والأفكار بين كلا الزوجين نقية متدفقة ، وربطه لقنوات الإرسال والاستقبال بينهما بعيداً عن أجواء الكبت والانطواء والصمت وعبارات مثل ( مالي خلق ) .
منقول
::: كلمات في الاستغفار :::
* فضائله:
1ـ أنه طاعة لله عز وجل. .
2ـ أنه سبب لمغفرة الذنوب..
" فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً"
3ـ نزول الأمطار ..
"يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً"
4 - الإمداد بالأموال والبنين..
"وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ"
5ـ دخول الجنات ..
"وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ"
6ـ زيادة القوة بكل معانيها..
"وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ"
7ـ المتاع الحسن ..
" يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً "
8ـ دفع البلاء..
" وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"
9-هو سبب لإيتاء كل ذي فضل فضله ..
"وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ"
العباد أحوج ما يكونون إلى الاستغفار،
لأنهم يخطئون بالليل والنهار، فإذا استغفروا الله غفر الله لهم .
الاستغفار سبب لنزول الرحمة
"لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"
10-هو كفارة للمجلس...
وهو تأسٍ بالنبي ؛ لأنه كان يستغفر الله في المجلس الواحد
سبعين مرة، وفي رواية: مائة مرة. رواه مسلم
(كيد ساحر)

اكتم الونة @aktm_alon
محررة ماسية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.



مشكورة على النقل الجميل
نحن بالفعل نفتقد للحوار مع الطرف الاخر فلكل منا اهتماماته وأولوياته
لكن يجب علينا أن نجد الوقت اللازم لتواصنا معا
لأننا وبكل بساطة بعد مرور فترة من الزمن سنجد ان
كل واحد منا يسير بطريق مختلف ويبتعد عن الاخر
نحن بالفعل نفتقد للحوار مع الطرف الاخر فلكل منا اهتماماته وأولوياته
لكن يجب علينا أن نجد الوقت اللازم لتواصنا معا
لأننا وبكل بساطة بعد مرور فترة من الزمن سنجد ان
كل واحد منا يسير بطريق مختلف ويبتعد عن الاخر

الصفحة الأخيرة
الجميل