مــــــا بعد الجراح!!!

الأدب النبطي والفصيح

السهم صوب إلى قلبك..والدماء تنزف والألم شديد..
وكل من حولك يسعى إلى نجدتك..رغم ما يضعونه
لك من كمادات ويضعونه لك من مسكنات,إلا أنك
تصرخ ألماً وتستغيث.

ثم ما تلبث بعد ذلك أن تتوائم وهذا الجرح وتتكيف
معه,إلا أن المرارة التي تمتزج بريقك ما زالـــت
موجودة . وماإن تتماثل للشفاء, حتى يسددإليك
سهم آخر, فتخور قواك وتعود للصرخـــــــات و
الإسعافات من جديد.


وتتوالى السهام....وتتوالى الجراح , حتى يتوطد قلبك
مع الألم فتالفه ويألفك , وتصبح تلك المرارة التي
تذوقتها أول مرة واستنكرتها طعماً مألوفاً بل ومستساغا.


وبعد أن كانت قواكتتهاوى مع كل جرح, أصبحت قوياً
تتلقى السهام بجلد وأصبحت تعرف معنى الصبر...
معنى أن تقف بمفردك لمواجهة جرحك دون أن تستعين
بمن يسعفك أو يخدر ألمك.


مـــــــــا بعد الجراح:
هو التكيف معها بكل بساطة , وعدم الاستسلام لها و
مزاولة حياتك بشكل طبيعي...

هو أن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك , وما أخطأك
لم يكن ليصيبك...

أن تتعلم كيف تكون قويــــــــاً تنهض بعد تلقي الصدمة
لتمارس حياتك بشكل طبيعي,

وتعلم أن الحياة لن تتوقف لأي سبب من الأسباب , فإما
أن تسايرها و تواصل معهاوإما أن تقف وحـــــدك ترقب
مسيرة الركب من حولك...

أن تعلم أن الله معوض الصابرين خيراً... وأن تفهم أن
الدنيا مدرسة خاصة باهضة التكاليف تجعلك أحياناً
تدفع الثمن غالياً..............لكي تفهم!!





(((من أطياف مجلة الأسرة ,العدد 116)))
4
558

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أميرة الإحساس
رائع آختي الغاليه..
شاكره لك حسن الأختيار..
فالصبر هو الضماد الحقيقي لعلاج الجروح..

تحياتي لك
صباح الضامن
صباح الضامن
نعم بارك الله بك
إن الصبر يربي النفس ويقويها

ويجب أن لا تجعلنا كثرة الجراح نزوي همتنا بل يجب أن تصقلها

فلنعمل ولنحمل جراحنا في القلوب فالعمل النافع مرهمها
بحور 217
بحور 217
يا أشواقنا العائدة ..

ما زلت تتخيرين لنا أجمل الجوهر وتعودين ..

هو كذلك وما دام الصبر لابد منه في النهاية فليكن هو بدايتنا عند كل جرح ..

إنما الصبر عند الصدمة الأولى ..

وهناك مقولة قرأتها منذ زمن :

العاقل يفعل عند المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أيام .

شكرا لك .
وللأشواق عودة
....

إنما يعود الجوهر لأصله يا بحورنا الغالية!

شاكرةً للجميع مرروهم الرائع.


تحياتي.