دانة الاسلام @dan_alaslam
عضوة جديدة
مـــــــــــاهيــــة المـــــــــــــــــــــــــــ ــــــوت.........
مــــاهيـــة المــــوت
فجر يوم جديد حيعل المؤذن بصوت ندى ،وفتحت أمانى عيناها التى لم تنم سوى ساعتين من فرط شغفهاو سعادتها و آنتظارها لهذا اليوم ، لم تستطع النوم فالطالما حلمت به و تاقت إليه نفسها وهاقد جاءت أول لحظة فيه ليصبح واقع أول يوم لها فى كلية الطب ، صلت فجرها و لم تنم مرة أخرى رتبت أشيائها التى ستأخذها معها فى حقيبة يدها و تممت عليها ،ثم ذهبت إلى غرفةوالدتها أيقظتها لتصلى الفجر ولتعد لهاوجبة الافطار لباقى أفراد أسرتها ،ثم جلست تتخيل ... ماذا سيحدث مقدما فى هذا اليوم ...
وعندما بلج ضوء النهاروآنطلقت أغاريد العصافير دخلت غرفتها و آرتدت ملابسها الجديدة لتبدو فى أحلى طلة بأجمل حلة ،ثم خرجت و جلست بجانب منضدة الطعام و آكتفت بلقيمات صغيرة و بعض من رشفات الشاى وقبلت أمها مودعة إيها وأخذت أمها تدعوا لها بالتوفيق وآنطلقت مسرعة نحو الباب يتأبطها الأمل ...
وهناك داخل عالم الكلية وجدت عالم أخر دنيا من العقول البشرية والشخصيات المختلفة ،فهناك من دخل كليةالطب طالبا للعلم و حبا فيه ومنهم من دخلها مجبرا من اهله حتى لا يضيع المجموع الكبير هباء ومنهم من دخلها حبا فى اللقب د:فلان ومنهم ابناء الاطباء ومنهم ابناء الاغنياء ومنهم ابناء البسطاء ومنهم من دخلها طلبا فى الثراء ومنهم من لديه نزعة أدبية يحب الشعر و الأدب وهذا ما كشفته لها الأيام فى السنة الأولى لها هناك ...
وفى السنة الثانية لها بالكلية ذهبت عنها الدهشة و بدأت تعتاد الأمر و إنتبهت أكثر لدراستها و زاد شغفها لطلب العلم و لم تكترث بمن حولها من طلبة أخرين و لم يكن يشغلها مثل باقى البنات اللواتى فى نفس عمرها بنظرات الإعجاب التى تصدر من الجنس الأخر فكان العلم هو شغلها الشاغل ....
أخذت تبحر فى كتب العلم و تهتم بالقراءة و الإطلاع و لإنها كانت مجتهدة فى طلبه حصلت على أعلى التقديرات و هذا ما جعلها تستمر فى طلب الإرتقاء و المزيد و المزيد منالتفوق ....
و فى السنة الثالثة عندما إزداد تبحرها فى علوم الأمراض حاق بها الشك فى إصابتها بمرض خطير قرأت عنه و عن جميع أعراضه و علمت إنها تعانى من ذلك المرض فكل الأعراض منطبقة عليها أخذت تبحث فى المراجع عن علاج له ولكنها لم تجد وقررت أن لا تخبر أهلها بإصابتها بهذا المرض حتى لا ينفطر عليها قلب أمها و هى لا تزال حية و ترى الحزن بعيون أمها و يتأثر من حولها قررت أن تتألم وحيدة وترحل فجأة.....
كلما يمر يوم يزداد إحساسها بإعراض المرض ، وغاض الأمل بداخلها و غامت السماء بأعينها و أختفى أديم النهار وأصبحت لاترى إلا السخم و الليل أمسى سرمدى لانهاية له و أصبحت تنتظر الموت كل يوم ووهن جسدها و شحب لونها وإمتقع ....
و لإنها إختارت عدم البوح بسر مرضها لم تجد أحدا تشكى إليه ما تعانيه إلى أن جاء يوم أرادت أن تسرد فيه مشاعرها و إحساسها باليأس فأحبت أن تكتب رسالة و تضعها بزجاجة و تلقى بها فى اليم تدلو فيها بكل مشاعرها التى لا تستطيع البوح بها و بما أن مدينتها التى تعيش فيها ليست قريبة من البحر فلم تجد سوى الشبكة العنكبوتية لم تجد سوى الإنترنت مجال لتبوح فيه بما فى داخلها دون أن يعرفها أحد فكتبت قصتها كتبت وآنتحبت باكية و أغرقتها دموعها ....
جاءت رسائل و رسائل لها يرددون لها الدعاء بالشفاء و منهن من بكت لتشاركها معانتها و هناك من ردت عليها رد الخبير فقد كانت من ضمن اللواتى قمن بالرد عليها طبيبات و حكت كل واحدة منهن انها مرت بمثل تلك الشكوك كلما درست مرض طبقت أعراضه عليها و لكنها لم تصل ابدا لتلك المرحلة الشديدة من اليأس ، و أشارت أخرى بأن هناك أطباء كبار و يخطئون فى التشخيص فكيف لها أن تحكم و هى لم تنتهى بعد من دراسة الطب أن تعلم بمرضها دون اللجوء للطبيب أخر ،وأشارت أخرى أن هناك طبيب يحدد للمريض بإن أمامه من ثلاثة أشهر إلى سته ويموت ولكن يموت الطبيب قبل المريض وكم من شخص سليم معافى مات فجاءة و هو لا يعانى من أى مرض كميت السكتة القلبية او فى حادث ، من منا جميعا يعلم ميعاد موته فمن الممكن أن نموت غدا أو ليلا أو حتى الساعة القادمة ، فيجب أن نعلم أن المنية هى المصير الحتوم على جميع البشر وأننا لابد أن نعد له العده و أن نعمل له ليكون الموت لنا راحة من كل شر و لنكن سعداء بلقاء الله و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله و النار مثل ذلك ) و قال ايضا صلوات الله عليه (إنما الأعمال بخواتيمها )
اعلمى ان بوهنك هذا تجعلين اليأس يسيطر عليك و يجعلك جامدة لا حراك مكتوفة الإيدى و آعلمى أيضا أن لكل أجل كتاب ... وبعد أن قرأت أمانى الرسالات قامت و دحرت شيطانها و أخمدت الشكوك التى كانت تمور بداخلها و نفضت عنها اليأس متيقنة أن كل دقيقة لها فى هذه الحياة هى منحة إلهية يجب إستغلالها أحسن إستغلال فى عمل الخير و كسب الحسنات حتى يهنأ لها السفر الأخير إلى جنات الخلد ...
بقلمى ....
0
464
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️