(ام يوسف)

(ام يوسف) @am_yosf_10

كبيرة محررات

مـــــــــــــــرض الســـــــــــــــــــكري

الصحة واللياقة

من المعلوم أن الأنسولين هو الذي ينظم امتصاص الجلوكوز في خلايا الكبد والأعضاء الأخرى , وكذلك تصنيع البروتين والدهن , وقد عرف هذا الهرمون بشكل واسع نتيجة الحالة التي يسببها نقصه في الجسم , والبحث عن علاج لها, مما أدي إلي فهم طبيعة هذا الهرمون . وتقوم خلايا بيتا بتصنيعه وإفرازه , حيث تصنع الأنسولين الأولي (proinsulin) , الشكل غير النشط للبروتين , وإزالة جزء من سلسلة عديد البيتيد للأنسولين الأولي ينشطه.
ووظيفة الأنسولين هو ضبط مستوي السكر في الدم , وذلك بتسهيل امتصاص الجلوكوز في معظم الخلايا , متضمنة الخلايا الدهنية والعضلية , وبتشجيع تكوين الجليوكوجين وتخزينه في الكبد . إضافة إلي أن الأنسولين يحفز تصنيع البروتين وتخزين الدهن . أما الجلوكاجون فعمله مضاد , فهو يزيد تركيز الجلوكوز في الدم ؛ وذلك يحفز تحول الجليوجين إلي جلوكوز في الكبد , كما يحفز تكسير الدهون والبروتينات (كما سبق أن ذكرنا) . وبذلك فإن الأنسولين هو الهرمون الوحيد الذي يخفض مستويات سكر الدم ، وعليه فإن أي نقص أو زيادة في إفرازه يؤدى إلى اضطرابات خطيرة ، منها :
نقص أو غياب الأنسولين في دم الشخص المصاب بالبول السكري - أي أن امتصاص الخلايا للجلوكوز محدود جداً , يؤدي ذلك إلي ارتفاع حاد في تركيز الجلوكوز في الدم Hyperglycemia ويفرز الجلوكوز في البول , وهذا يفسر سبب استخدام وجود السكر في البول كاختبار لمرضي البول السكري , وكلما زاد تركيز السكر في البول ؛ زاد خروج الماء إليه مما يسبب الجفاف . وخلايا مريض البول السكري لا تستطيع استخدام الجلوكوز كوقود للطاقة لهذا يبدأ جسمه باستخدام مخزونه من البروتين والدهون , مما يسبب الهزال لمريض البول السكري .
أما زيادة إفراز هرمون الأنسولين في الدم فيؤدى إلى هبوط مستوى السكر في الدم Hypoglycemia الذي يؤثر على الجهاز العصبي والمخ فيؤثر على وظائفهما الحيوية فيشعر المريض بالجوع والتعب وصعوبة المشي، وشحوب الوجه وازدياد العرق مع سرعة التهيج والشرود والهذيان ، وقد تنتهي بوقوع المريض في غيبوبة عميقة تؤدى إلى وفاته إذا لم يعالج فوراً بالجلوكوز المركز بالحقن في الوريد (عكاشة : 1993 ) .


يوجد نوعان من مرض البول السكري :
عند قصور وظيفة جزر البنكرياس مع انخفاض إفراز الأنسولين ينشأ فرط التبول السكري ، وهنا يضطرب تركيب الجليوكوجين في الكبد وتنخفض قدرة الأنسجة على تقبل الجلوكوز ، وترتفع نتيجة ذلك كمية السكر في الدم وقد تبلغ 200 ملليجرام/ لتر بدلاً من معدلها الطبيعي 100-200 ملليجرام/ لتر، وتطرح كمية منه مع البول المطروح 8-10 لترات يومياً ، مع دوام الإحساس بالعطش . ويعرف هذا النوع من مرضى البول السكري بذوي النمط ( ( I حيث يفتقر الجسم للأنسولين لأن الخلايا المنتجة له تقل كفاءتها ، وهكذا يعتمد مريض البول السكري من النمط ( I ) على الحقن اليومي بهرمون الأنسولين ، وفى حالة عدم توفر الأنسولين قد تنشأ لدى المريض غيبوبة السكر التي تكون مصحوبة بضيق في التنفس وضعف نشاط القلب وفقدان الوعي .
النوع الثاني من مرض السكر والذي يظهر لدى حوالي 80% من مرضى السكر والمعروف بالنمط ( II ) : فيتسم بوجود مستوى كافٍ من الأنسولين نتيجة فرط وظيفة جزر لانجر هانز نتيجة أورام البنكرياس ، حيث يحدث انتقال متزايد للجلوكوز إلى عضلات الجسم فيؤدى إلى انخفاض كمية الجلوكوز في الدم فيعانى النسيج العصبي من نقص السكر ، إذ لا يؤثر الأنسولين على نفاذية الجلوكوز في الخلايا العصبية.. ويؤدى نقص جلوكوز الدم الشديد إلى اضطراب نشاط الدماغ المعروف بصدمة الأنسولين : وفى هذه الحالة تظهر أعراض خطيرة على الجسم منها الارتعاش الشديد ، انخفاض درجة الحرارة ، فقدان الوعي.


قد ينشأ مرض السكر عندما يعطل تأثير الأنسولين علي السكر بتأثير الهرمونات المضادة التي تزيد من نسبة السكر في الدم بفعل : زيادة إفراز الثيروكسين أو هرمون النمو في النخامية أو هرمونات قشرة الغدد الأدرينالين. والمريض بالسكر تنتابه من الناحية النفسية حالات من الخلط الذهني والذهول تكون بدء الإصابة بغيبوبة السكر وفقدان الشعور والتي تعني زيادة السكر في الدم زيادة شديدة مع ظهور السكر والأسيتون في البول ، ويزداد إفراز الأنسولين في حالة تورم جزر لانجر هانز مما يؤدي إلي هبوط سريع في نسبة السكر بالدم , والجهاز العصبي وخاصة أن المخ يعتمد في وقوده وغذائه علي نسبة السكر في الدم .
ومن ناحية أخرى : يعتبر مرض البول السكري من الأمراض التي تتضح فيها العلاقة الدائرية المتداخلة بين القلق واضطراب التوازن الكيميائي بالجسم : فالمعروف أن القلق النفسي أو القابلية لأعراض القلق النفسي تكون أكثر ظهوراً بين مرضى سكر الدم , وربما كان مرض السكر نتيجة من نتائج الاضطراب الانفعالي والتأزم النفسي في حالات القلق الهائم المُلح العنيد ز وبالمثل فان الإصابة بمرض السكر تجعل مستوى القلق يرتفع وينمو فيصبح مرضى السكر عرضة لأعراض الضيق والعصبية الزائدة ، والاكتئاب ومعاناة الخلط والارتباك والنسيان في حالات الارتفاع الشديد في نسبة السكر بالدم.. ولكن ما علاقة مرض السكر بالتوتر النفسي؟
يؤثر التوتر النفسي على مرض السكر بطريقتين :
الأولى : التأثير المباشر : فعند التوتر يتوسط الجهاز العصبي المستقل في زيادة تنبيه الغدة الكظرية لإفراز هرمون الكورتيزول الذي يؤدى بدوره إلى منع إفراز الأنسولين من البنكرياس ، مع تحرر الجليوكوجين من الخلايا والذي يحوله الكبد إلى جلوكوز ، فتزيد مستويات الجلوكوز في الدم .
الثانية : التأثير غير المباشر : فالتوتر يؤثر في مدى التزام المريض ببرامج العرج السلوكي . فعندما يكون المريض تحت ضغط شديد أو توتر فإنه يأكل أكثر مما هو معتاد ، أو يأكل أطعمة بها نسبة مرتفعة من السكريات وينسى تناول الدواء أو يهمله


في العادة يعالج مرض السكر عندما يصبح البنكرياس غير قادر على أداء دوره في إعطاء كميات الأنسولين المتوازنة ن ويكون علاج المريض بالحقن بالأنسولين بديلاً عما يحتاجه أو بأقراص مختلفة تقلل من نسبة السكر في الدم ، بالإضافة إلى برنامج غذائي صارم . وعدم معالجة مرضي البول السكري خاصة الحالات الشديدة يؤدي إلي الموت , ولكن يمكن ضبط الحالات الخفيفة وفق نظام غذائي خاص , أو حقن المصاب بانتظام بالأنسولين مما يبقي حالات مرض البول السكري الشديد تحت الضبط .
وقد كانت غيبوبة الأنسولين حتى وقت قريب إحدى الطرق المفضلة في علاج مرض الفصام بإعطاء المريض كميات كبيرة من الأنسولين تحت الإشراف الطبي حتى يدخل في غيبوبة , ثم يعطل الجلوكوز لإعادته لوعيه ثانياً , وكانت تكرر هذه الغيبوبة من 30 – 50 مرة حوالي خمس مرات كل أسبوع , وكانت تنجح هذه الطريقة في مرضي الفصام الواهنين جسدياً , والذي لم يمضي علي مرضهم أكثر من عامين , ولكن نظرا لخطورة هذا العلاج ومضاعفاته الكثيرة, والحاجة إلي عديد من الأطباء والممرضات للقيام به , يزيد علي ذلك نشأة الكثير من العقاقير التي تؤثر في مرض الفصام , وتأتي بنسب نجاح أكثر من غيبوبة الأنسولين , ونظراً لكل ذلك : فقد هجرت معظم مراكز العلاج النفسي , علاج الفصام بالأنسولين إلا في حالات نادرة . ولكن أحياناً نلجأ إلي إعطاء كميات بسيطة من الأنسولين لفتح الشهية وزيادة الوزن وتقليل القلق في كثير من الأمراض النفسية والعقلية .
ويعلل البعض الأثر الناجح للعلاج بالأنسولين بأن المريض قبل أن يفقد شعوره يعاني من آلام الاحتضار مما يؤدي إلي تخفيض أثر عقدة الإدانة الذاتية (الشعور بالذنب) التي يعانيها لاشعورياً , وذلك هو التفسير التحليلي , ولكن التفسير الفسيولوجي يختلف : فأي سلوك أو تفكير مرضي سببه تغيرات بيولوجية وكيميائية وكهربائية في خلايا المخ , فإذا استطعنا وقف عمل هذه الخلية لفترة ما , فيحتمل عندما تبدأ العمل ثانيا أن تتوقف عن السلوك المرضي وتعود إلي سابق طبيعتها , وهذا ما يحدث عندما ينقص السكر في الدم ويصل الفرد لحالة الغيبوبة فإن خلايا القشرة المخية تتوقف عن النشاط , ثم تبدأ في العمل ثانياً عند حقن المريض بالجلوكوز, وبتكرار هذه العملية تبدأ الخلايا في السلوك السوي .
ومما تجدر الإشارة إليه أن العلاج النفسي والإرشاد العلاجي له أهمية لا يستهان بها في علاج مرضى البول السكري ، والذي يستهدف تنمية مهارات المريض على إدارة الذات والضبط الذاتي وتوجيه الذات والنمذجة والتوجيه والتدعيم – كمداخل علاجية فعالة في مواجهة مشكلات ضبط معدلات تناول الأغذية ، بالإضافة إلى الحاجة إلى التدريب على الاسترخاء لخفض التوترات عند المرضى الذين يظهرون انخفاضاً ملحوظاً في جلوكوز الدم كنتيجة لانخفاض مستوى الكورتيزول .

http://faculty.ksu.edu.sa/70897/DocL...ض%20السكري.doc

المرجع موقع جامعة الملك سعود
1
644

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

سمر2005
سمر2005
مشكوره أختى وجزاك الله الف خير على الموضوع القيم