هل أترك العنان لقلمي أن يذيب الكلمات وأن يسطر المشاعر على الورق أم أتحدث بدمع قلبي الدامي .... أم أترك لهما المجال ليتحدا ويفجرا براكين من الأسى والندم .... سرت في كل عروقي ... وقلبت كياني
ها أنا اليوم أرقد في سرير المرض .... سرير أبيض بلون الكفن ... وكأنه يمهد لقبري........ تهلكني زوايا غرفتي ... وتضيق بي ... كما يضيق القبر بالميت ... أسيرا لدموعي .... بعدما هجرت ربوع خلايا جسدي العافية ...
و أرقت نفسي هموم عاتية ... وذبح فوادي خوف شديد من غدٍ مجهول الهوية
آه إن حنايا قلبي تئن ، تعتصرها آلام شديدة، كل ذرة في كياني تستغيث وتئن ... أستغيث الطبيب بتطبيبي ومداواتي .... وأهلي من حولي .... يبكون على حالي...والبسمة في شفاهي باتت مستحيلة..... أعيش بلا لذة للعيش .... بين الألم والسهاد.... أيامي كلها أقضيها بلوعة ويأس ... من مرارة الزمن ، ليلي عليء طويل ...تقتلني فيه الهواجس .... وتتحارب جيوش المرض مع فرسان العافية العزل من
المناعة و المقاومة ... تنهش جسدي آفات مرض تغرس أنيابها السامة
في عروقي .... لتقتل ما بها من ذرة للحياة .... آآآآه يا رب لطفك إن عبدك ذليل وليس لديه حيلة سواك .....
بين أقفص صدري ونهاية روحي حمم بركان تتدافع .... ولهيب نار تشتعل ... وجسدي من شدة ما بي أعياه التعب... تتقاذفني أمواج الداء بين جزر عالي مميت من الألم يغرقني في أعماق اللأشعور وبين مد هادي يحييني ويشعرني بمن حولي من الحضور .... وسكين الم تصل حتى الوريد.
لم يدر في خلدي ثانيةً ....أن يزرني هذا اليوم.... وتغزو نفسي الهموم وألاحزان .... وأن أصبح أسيراً لها كهزار حُبس وحيداً في قفص صغير.....لكي لا يستطيع الفرار فزارت نفسه شمس الذبول ... فعف عن إلتقاط حبوب الهناء من أجران الحياة .... التي وضعت له .... فأمسى أسيرا لهمه .... يحلم بالحرية .... والتحليق في سمائها .... والتغريد في جنبات أضلعها ... باكياً يومه ... لم تعد تستهويه حبات المطر .... كل همه أن يطير مع رفاقه مع نسيمات الألق ويلهو على أوراق البرقوق إلى أن يحل الغسق .... فينام ليحلم بيوم جديد مشرق فيه تشرئب نفسه من تباشير صباحه المشرق
فمات وهو قي يقظة حلمه .... تترائ في صفاء عينيه الصغيرتين خضرة المرج ....ووهج السنابل ..... وزرقة السماء.
فمات..... فماتت معه أغاني الحياة .... أغاني الوجود ... ومات معه معنى الفرح .....ولون المرح ...... ولذة الحياة.
وها أنا مثله حبيسا .... للمرض ... أسير بين أقفص وحدتي ... تزرني حمى تكسر أضلعي ... وتشل كياني .... وتحفر بمخالبها في خلايا جسدي .... فتغيبني عن الدنيا لايام ..... وترجعني إليها من جديد ... لتنتشلني من نعيمها آلام من شدتها يذوب الحديد.
آآآآه يا رب لطفك ... فأنا المغرور بنفسي ..... يوماً لم أبالي بالذنوب ... ولم يدر في خلدي يوماً ... أنني سأكون أسيرا وشهيد، أسير للمرض و الهموم.... وشهيد للمعاصي... فمشيت في الأرض مرحاً ، ولم أعطي إعتبارا لقريب أو بعيد.... كنت مغرورا بعنفواني .... مغتر بشبابي ... غرتني طول هامتي فحسبت بأني سأعتلي بها همم السحاب وسترفعني فوق قمم الجبال... فسقطت في الوحل حتى رأسي .... وتخليت عن من هم حولي ... وأنزويت بذاتي وظننت إن الحيا ة لن تتوقف وأني لن أخسرها ... فتنتي بلذتها فأنحرفت عن طريق الرشد .... غصت بها ... وغرقت في ملذاتها .... وأستهوتني بما فيها من غثيث تافئه .... نسيت أخ لي ولدته أمي .... وقلت في نفسي ما حاجة لي بأخ ينكد علىّ حياتي ... ويزيد همي ... وأوهمني الشيطان بأني لن أكون بحاجة له... فهجرته
وهجرت ديني .... وجريت وراء ملذاتها كالذي يرتجي قطرة ماء من سراب!!!. ولبست ثوب الذنوب بأبهى حلة ... وركبت الخطايا كفارس مغوار وأبحرت في أمواج الرذيلة كقبطان سفينة ماهر..
واليوم ها أنا ضعيف مستهان ، لا أملك حتى الإعتناء بنفسي ... أين خيلائي بل أين عنفواني وغروري ... لم يعد لي شيء منه ... ذهبت مع الريح فأذرتها في سواحل المرض ... فها أنا قد حجبني المرض عن اندية روحي وشبابي ، وظمني إليه ضمة تثير سؤال العابثين والشامتين ... كيف لذلك العنفوان أن يختفي ويتلاشى مع الذبول ... كيف للمرض أن يتغلب عليه كما تتغلب الثلوج على مرج الحقول ... بل كيف لعينيه أن لا ترى للشمس شروق بعد رحيل الغروب ... بل كيف لخيلاءه أن ينكمش كانكماش الحية من شدة البرد. ... كلها ذهبت و لم يبقي لي غير أهلي وأخي الذي في يوما ما تخليت عنه ...
آه إن للموت سكرات ..... فهل هذه هي سكرات الموت؟؟؟؟ وإنتهاء للحياة !!!! ... أم يا ترى سكرات بداية حياة جديدة من موت آخر ؟؟؟؟؟..... موت في أعماق الشعور !!!... موت في صميم العافية!!!!!.
كل الحنان @kl_alhnan
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
أخي الكريم أفكر فيك،
شكراً لردك اللطيف ، وكلماتك الجميلة ....
رداً على أستفساراتك أخي
لماذا كتبت بصيغة المذكر .... أنا يا أخي كتبت بهذه الصيغة لرغبتي في أن يكون الموضوع مجاز وليس تخصيص فلو كنت كتبته بصيغة الأنثى لكان السياق للأنثى فقط أما بالمذكر فالسياق سيكون عاماً ..
فأنا هنا لا أتكلم بلسان الرجل اوالمرأة .... ولكن بلسان كل من إبتلاه الله بالمرض وأصبح طريح الفراش .
أما بالنسبة(ترى من أين أتت العافية ..وماذا تقصدين بـ(بداية حياة جديدة من موت آخر ؟؟؟؟؟)..هل تقصدين حياة معنوية أم حسية ..) نعم يا أخي فأنا أقصد هنا المعاناة الحسية والجسدية وكون الإنسان حي يرزق به نفس يدخل ويخرج .... ولكن يعد من الأموات حيث أنه أفتقد الصحة والعافية .... وأصبح لا يعي شيء مما حوله حتى اٌلإعتناء بذاته قد عجز عنه ... فهنا يكون الموت ولكن موت في تعيم الحياة في صميم العافية أعتقد بأني قد توهتك أكثر بهذه الخربطة ... مش كذا.:06: :21: :21:
نداء
ما رأيك لو قرأت مواضيعي ( التاسع من يونيو الأخضر ، مساهمة لكل الحنان تحتاج إلى رد صريح )
وقل لي رأيك بكل صراحة فهذه أولى محاولاتي في هذا المجال .... أنا بإنتظار نقدك الكريم...
شكراً لردك اللطيف ، وكلماتك الجميلة ....
رداً على أستفساراتك أخي
لماذا كتبت بصيغة المذكر .... أنا يا أخي كتبت بهذه الصيغة لرغبتي في أن يكون الموضوع مجاز وليس تخصيص فلو كنت كتبته بصيغة الأنثى لكان السياق للأنثى فقط أما بالمذكر فالسياق سيكون عاماً ..
فأنا هنا لا أتكلم بلسان الرجل اوالمرأة .... ولكن بلسان كل من إبتلاه الله بالمرض وأصبح طريح الفراش .
أما بالنسبة(ترى من أين أتت العافية ..وماذا تقصدين بـ(بداية حياة جديدة من موت آخر ؟؟؟؟؟)..هل تقصدين حياة معنوية أم حسية ..) نعم يا أخي فأنا أقصد هنا المعاناة الحسية والجسدية وكون الإنسان حي يرزق به نفس يدخل ويخرج .... ولكن يعد من الأموات حيث أنه أفتقد الصحة والعافية .... وأصبح لا يعي شيء مما حوله حتى اٌلإعتناء بذاته قد عجز عنه ... فهنا يكون الموت ولكن موت في تعيم الحياة في صميم العافية أعتقد بأني قد توهتك أكثر بهذه الخربطة ... مش كذا.:06: :21: :21:
نداء
ما رأيك لو قرأت مواضيعي ( التاسع من يونيو الأخضر ، مساهمة لكل الحنان تحتاج إلى رد صريح )
وقل لي رأيك بكل صراحة فهذه أولى محاولاتي في هذا المجال .... أنا بإنتظار نقدك الكريم...
اخت كل الحنان
( موت في صميم العافية) ربما شدني العنوان كثيرا
ولكن استميحك العذر في القول باني لم افهم المقصود بالعنوان ، فارجوا منك الايضاحة
اما عن المشاركة فهي كسابقاتها متميزة بالفعل، ولقد سبقت في تعقيبا سابق لاحدى مواضيعك بان الاختصار قد يعطي في بعض الاحيان ايقاع اخر ربما اسرع للفهم ، وان كان لاتوجد فقرة محددة بحد ذاتها للاستائناس بها في هذا السياق.
على العموم الموضوع كما سبف ان ذكرت ممتاز، والمقصود بالمريض المذكور ايضا واضح
والى الامام دائما
( موت في صميم العافية) ربما شدني العنوان كثيرا
ولكن استميحك العذر في القول باني لم افهم المقصود بالعنوان ، فارجوا منك الايضاحة
اما عن المشاركة فهي كسابقاتها متميزة بالفعل، ولقد سبقت في تعقيبا سابق لاحدى مواضيعك بان الاختصار قد يعطي في بعض الاحيان ايقاع اخر ربما اسرع للفهم ، وان كان لاتوجد فقرة محددة بحد ذاتها للاستائناس بها في هذا السياق.
على العموم الموضوع كما سبف ان ذكرت ممتاز، والمقصود بالمريض المذكور ايضا واضح
والى الامام دائما
Zena
•
قلبتي على المواجع ياكل حنان العالم.
لقد قررت ان لااقرأ مواضيعك في العمل لانها لشدة بداعتها
وقربها لنفسي لااجد نفسي الا وانا غارقه في بحر من الدموع الساخنه.
بالرغم من اني رأيت وشاهدت كل ماعنيته في كل كلمه
الا اني ومع الاسف لااستطيع ان اعبر بمثل كلماتك واسلوبك المميز.
اشكرك لتعبيرك الصادق والمرهف والذي عهدناه منك في كل ماتكتبين
وهنيئا لك ما اعطاك الله من موهبه رائعه ورقيقه عبرت عنك
وعن غيرك بكل شفافيه واخلاص.
لقد قررت ان لااقرأ مواضيعك في العمل لانها لشدة بداعتها
وقربها لنفسي لااجد نفسي الا وانا غارقه في بحر من الدموع الساخنه.
بالرغم من اني رأيت وشاهدت كل ماعنيته في كل كلمه
الا اني ومع الاسف لااستطيع ان اعبر بمثل كلماتك واسلوبك المميز.
اشكرك لتعبيرك الصادق والمرهف والذي عهدناه منك في كل ماتكتبين
وهنيئا لك ما اعطاك الله من موهبه رائعه ورقيقه عبرت عنك
وعن غيرك بكل شفافيه واخلاص.
Neena
•
الله.. الله.. الله.. الله عليك يا كل الحنان...
بصراحة ابداع... ابداع ... ابداع...
لديك تمكن قوي من اللغة العربية.. فالفاظها بين يديك تتلاعبين فيها
بحسك الراقي.. تختارين هذه وتتركين الاخرى.. بدقة واتقان..
اسلوبك جميل.. فيه تنويع وتغيير .. لا روتيني.. يتنوع بين السرد والحوار.. بين الاستفهام والتعجب..
ابداعك البلاغي رائع جدا.. لديك قدرة فائقة على التصوير.. وعلى استخدام المحسنات التي لا نشعر بتكلفها.. فهي تأتي طبيعية لتناسب الموقف...
سلمت يداك يا كل الحنان... انك مبدعة حقا... فلك كل شكري..
انتظار ابداعات اخرى
بصراحة ابداع... ابداع ... ابداع...
لديك تمكن قوي من اللغة العربية.. فالفاظها بين يديك تتلاعبين فيها
بحسك الراقي.. تختارين هذه وتتركين الاخرى.. بدقة واتقان..
اسلوبك جميل.. فيه تنويع وتغيير .. لا روتيني.. يتنوع بين السرد والحوار.. بين الاستفهام والتعجب..
ابداعك البلاغي رائع جدا.. لديك قدرة فائقة على التصوير.. وعلى استخدام المحسنات التي لا نشعر بتكلفها.. فهي تأتي طبيعية لتناسب الموقف...
سلمت يداك يا كل الحنان... انك مبدعة حقا... فلك كل شكري..
انتظار ابداعات اخرى
الصفحة الأخيرة
هاأنتي تتحفينا مرة أخرى بإحدى إبداعاتك ...جميل ما كتبتي ..جميل جداًً
..أختي كل الحنان ..
لن أتكلم أو أنقد أسلوبك لأني حتى الآن لم أصل إلى المستوى الذي يؤهلني لذلك ..فرؤيتي القاصرة ..لم ترى خلالا فيه ..ولكن ..
إن كان لي تعليق فسأقول ..
مالذي جعلك تتحدثين بصيغة المذكر بدلا من المؤنث ..
أمر آخر ألا وهو أني تسألت في نفسي ..ترى من أين أتت العافية ..وماذا تقصدين بـ(بداية حياة جديدة من موت آخر ؟؟؟؟؟)..هل تقصدين حياة معنوية أم حسية ..
فقط هذا مالدي ...وعذريني على الرد الذي أشبه مايكون بمقابلة صحفية ..^_^المعذرة ..
تقبلي@تحياتي