بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ(10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ(11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ(12) ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ(13
) وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ(14) عَلَى سُرُرٍمَّوْضُونَةٍ(15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ(16)
يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ(17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ(18) لَا يُصَدَّعُونَ
عَنْهَاوَلَا يُنزِفُونَ(19) وَفَاكِهَةٍ مِّمَّايَتَخَيَّرُونَ(20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّايَشْتَهُونَ(21) وَحُورٌ عِينٌ(
22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِالْمَكْنُونِ(23) جَزَاء
بِمَا كَانُوايَعْمَلُونَ(24) لَايَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا تَأْثِيماً(25) إِلَّا قِيلاً سَلَاماًسَلَاماً(26)
وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ(27) فِي سِدْرٍمَّخْضُودٍ(28) وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ(29) وَظِلٍّ
مَّمْدُودٍ(30) وَمَاء
مَّسْكُوبٍ(31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ(32) لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ(33) وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ(34)
إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء(35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً(36) عُرُباً أَتْرَاباً(37) لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ(38)
ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ(39) وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ " .
جاء في تفسير قوله تعالى " والسابقون السابقون
"
أماالسابقون ، فهم الذين مضوا ولقد قيل ان المراد بالسابقين " أولهم رواحًا إلى
المسجد، وأولهم خروجًا في سبيل الله " وقيل ايضا فيهم
بانهم المبادرون إلى فعل الخيراتكما أمروا كما قال تعالى في سورة آل عمران "
وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْرَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ " ولقد ذكر سبحانه وتعالى " والسابقون
السابقون" وهنا جاء التكرير فيه للتفخيم والتعظيم
والسابقون وفيه تأويلان:
أحدهما أنه بمعنى السابقون همإلى الإيمان السابقون إلى الجنة. والأول أولى لما فيه من
الدلالة على التفخيم والتعظيم. قال الحسن وقتادة: هم السابقون إلى الإيمان من كلامه. وقال محمد بن كعب:
إنهم الأنبياء. وقال ابن سيرين: هم الذين صلوا إلى القبلتين. وقال مجاهد: هم الذين
سبقوا إلى الجهاد، وبه قال الضحاك: وقال سعيد بن جبير: هم السابقون إلى
التوبةوأعمال البر. وقال الزجاج:
المعنى والسابقون إلى طاعة الله هم السابقون إلى رحمةالله. وذكر الله سبحانه وتعالى
جزاء هؤلاء السابقون : أي المقربون الى جزيل ثوابالله وعظيم كرامته او الذين قربت
درجاتهم وأعليت مراتبهم عند الله .. وقوله تعالى في "جنات النعيم " متعلق بالمقربون : أي مقربون عند الله في جناتالنعيم.
وهؤلاء السابقون كما وصفهم الله سبحانه وتعالى
" :الاولين وقليل من الاخرين " على أنه خبر مبتدأ محذوف: أي همثلة، والثلة الجماعة
التي لا يحصر عددها. قال الزجاج: معنى ثلة معنى فرقة، من ثللتالشيء: إذا قطعته،
والمراد بالأولين هم الأمم السابقة من لدن آدم إلى نبينا صلىالله عليه وسلم.
"وقليل من الآخرين "
أيمن هذه الأمة، وسموا قليلاً بالنسبة إلى من كان قبلهم، وهم كثيرون لكثرة الأنبياءفيهم
وكثرة من أجابهم. قال الحسن: سابقو من مضى أكثر من سابقينا. قال الزجاج: الذين
عاينوا جميع الأنبياء وصدقوا بهم أكثر ممن عاين النبي صلى الله عليه وسلم، ولايخالف
هذا ما ثبت في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم إني لأرجو أن تكونوا ربعأهل
الجنة، ثم قال: ثلث أهل الجنة، ثم قال:
نصف أهل الجنة "
لأن قوله " ثلة من الأولين * وقليل من الآخرين
"إنما هوتفضيل للسابقين فقط كما سيأتي في ذكر أصحاب اليمين أنهم ثلة من الأولين
وثلة منالآخرين، فلا يمتنع أن يكون في أصحاب اليمين من هذه الأمة من هو أكثر من
أصحاب اليمين من غيرهم، فيجتمع من قليل سابقي هذه الأمة ومن ثلة أصحاب اليمين
منها منيكون نصف أهل الجنة، والمقابلة بين الثلتين في أصحاب اليمين لا تستلزم
استواءهمالجواز أن يقال: هذه الثلة أكثر من
هذه الثلة كما يقال: هذه الجماعة أكثر من هذهالجماعة . وبهذا تعرف أنه
لم يصب من قال إن هذه الآية منسوخة بالحديثالمذكور
ثم ذكر سبحانه حالة أخرى للسابقين المقربين فقال: " على سرر موضونة ": قال
المفسرون: منسوجة بقضبان الذهب، وقيل مشبكة بالدر والياقوت والزبرجد، وقيلإن
الموضونة المصفوفة. وقال
مجاهد: الموضونة المرمولة بالذهب. وقيل في تفسير هذهالاية انهم
فوق سرر منسوجة ، قد أدخل بعضها في بعض
وقوله " متكئين عليها متقابلين"
يقول تعالى ذكرهمتكئين على السرر الموضونة أي متقابلين بوجوهيهم لا ينظر بعضهم
الى قفابعض
وفي تفسير قوله تعالى
" يطوف عليهم ولدان مخلدون
"
يقول تعالى ذكره : اي يطوف على هؤلاء السابقون الذين قربهم الله فيجنات النعيم ولدان
على سن واحدة لا يتغيرون ولا يموتون.
وجاء في تفسير قوله تعالى "
بأكواب وأباريق " فالاكواب جمع كوب وهو من الاباريق ما أتسع راسه ولم يكنله
خرطوم ومن قال في ذلك ابن عباس حين قال ان المقصود بالاكواب الجرار منالفضة
اما قوله تعالى" وكأس من معين
"اي وكأس خمر من شراب معين ظاهر العيون جار ، اما في تفسير قوله تعالى " لا
يصدعونعنها " معناها لا تصدع رؤوسهم عن شربها فتسكر
اما قوله تعالى" وفاكهة مما يتخيرون
"يقول تعالى ذكره ويطوف هؤلاءالولدان المخلدون على هؤلاء السابقين بفاكهة من
الفواكه التي يتخيرونها من الجنةلانفسهم وتشتهيها نفوسهم ، واما قوله " ولحم طير
مما يشتهون " اي
انهم يطوفون عليهمايضا بلحم طير مما يشتهون من الطير الذي تشتهيه نفوسهم
اما قوله " وحور عين
"
والحور جماعة حوراء وهي النقية بياض العينالشديدة سوادها والعين جمع عيناء وهي
النجلاء العين في حسن . واما قوله " كامثالاللؤلؤ المكنون "
يعني هن في صفاء بياضهن وحسنهن كاللؤلؤ المكنون .
واماقوله" جزاء بما كانوا يعملون
"يعني ثوابا لهم من الله باعمالهم التي كانوا يعملونها في الدنيا وعوضا عن طاعتهم
اياه . وقوله " لايسمعون فيها لغوا ولا تأثيما "
اي لا يسمعون فيها باطلا من القول ولا تأثيما ،وقوله " إلا قيل سلاما سلاما " يعني
انهم لا يسمعون فيها من القول الا قيل سلاما
اياسلم مما تكره .وقوله " ولاينزفون " لا تنزف عقولهم ، أو لا ينفذشرابهم.
" وأصحاب اليمين "
وهم الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ،ذات اليمين الذي أعطوا كتبهم بأيمانهم فقال سبحانه "
في سدرمخضود " يعني : في ثمر سدر موقر حملا قد ذهب شوكه
" وطلح منضود " . والطلح عندالعرب شجر عظام كثير الشوك واما اهل التاويل من
الصحابة والتابعين فانهم يقولون انهالموز ، وقيل منضود يعني انه قد نضد بعضه على بعض .
اما قوله تعالى " وظل ممدود
"يعني انهم في ظل دائم لا تنسخه الشمس فتذهبه وكل ما لا انقطاع له فانه ممدود وقيل
ان ظلها مسيرة خمسمائة الف سنة فعن ابيهريرة قال :
إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ، اقرؤوا ان شئتم " وظل ممدود "
.
اما قوله" وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولاممنوعة
"
يقول جل ذكره ان فيها فاكهة كثيرة اي لا ينقطع عنهم شيء منهاارادوه في وقت من
الاوقات كما تنقطع فواكه الصيف في الشتاء في الدنيا ولا يمنعهممنها ولا يحول بينهم
وبينها شوك على
اشجارها او بعدها منهم اذا اشتهاها احدهم وقعتفي فيه او دنت منه حتى يتناولها
بيده .اما قوله " وفرش مرفوعة " يعني ولهم فيها فرشمرفوعة طويلة بعضها فوق
بعضوقوله " إنا أنشأناهن
* فجعلناهن أبكارا عربا أترابا " يعني انا خلقناهن خلقا فاوجدناهن ويعني بذلك الحور
العين فصيرناهن ابكارا عذارى وهو يعني بقوله " إنا أنشأناهن ***** " منهن العجائز
اللاتي كن في
الدنيا عمشا رمصا . اما العرب الاتراب اي فجعلناهن ابكارا غنجات
متحببات الى ازواجهن يحسن التبعل . والاتراب فهن على ميلاد واحد .
وهذا الجزاء خص الله سبحانه وتعالى به اصحاب اليمين.
اما قوله تعالى " ثلة من الاولين
"
فيعني جماعة من الذين مضوا قبل امة محمد عليه الصلاة والسلام .وقوله"
ثلة من الآخرين "
يعني بهم جماعة امة محمد صلى الله عليه وسلم وعن حديث عمران بن حصين عن
عبدالله بن مسعود فقال :
" تحدثنا عند رسولالله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة حتى أكرينا في الحديث، ثم رجعنا
إلى أهلينا، فلماأصبحنا غدونا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم "
عرضت على الأنبياء الليلة بأتباعها من أممها ،فكان النبي يجيء معه الثلة من امته
،والنبي معه العصابة من امته ، والنبي معه النفر من امته ، والنبي معه الرجل من امت
هوالنبي ما معه من امته احد من قومه ، حتى اتى على موسى بن عمران في كبكبة من
بني اسرائيل فلما رايتهم اعجبوني فقلت اي ورب من هؤلاء ؟ قال : هذا أخوك موسى
بن عمران ومن معه من بني إسرائيل فقلت رب،
فأين أمتي؟ فقيل : انظر عن يمينك ، فاذا ظراب مكةقد سدت بوجوه الرجال فقلت : "
من هؤلاء ؟ قيل : هؤلاء امتك فقيل : ارضيت ؟ فقلت: "رب رضيت رب رضيت قيل:
انظر عن يسارك، فإذا
الأفق قد سد بوجوه الرجال ، فقلت : " ربمن هؤلاء ؟ قيل : هؤلاء امتك ، فقيل أرضيت
؟ فقلت رضيت رب رضيت ، فقيل : ان معهؤلاء سبعين الفا من امتك يدخلون الجنة
لاحساب عليهم ، قال :
فأنشأ عكاشة بن محصنرجل من بني اسد بن خزيمة فقال : يا نبي الله ادع ربك ان
يجعلني منهم قال : اللهم اجعله منهم ثم انشأ رجل آخر فقال : يا نبي الله ادع ربك ان
يجعلني منهم قال : سبقك
بها عكاشة فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: فدى لكم أبي وأمي إن استطعتم أن تكونوا
من السبعين فكونوا من أهل الأفق ، والسبعين هم
الذين"لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ".
ذكر ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ :
"
اني لأرجو أن يكون من تبعني من أمتي ربع اهل الجنة فكبرنا ثم قال : إني لأرجو أن
تكونوا الشطر، فكبرنا،ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية:
" ثلة من الأولين وثلة من الآخرين " .
" اللهم إجعلنا من السابقون القليل الأخرون
ووالدينا وجميع المسلمين "
منقول

ـ أم ريـــــم ـ @am_rym_36
عضوة مميزة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

جزاكِ الله الجنه ووالديكِ اختي الحبيبه ,,
نفع الله بكِ وبطرحكِ وجعله في ميزان حسناتكِ ووالديكِ ..,
نفع الله بكِ وبطرحكِ وجعله في ميزان حسناتكِ ووالديكِ ..,

بارك الله فيك أختي الغاليه ام ريم طرح في قمة الروعه جزاك الله خيرا ً بما قدمتيه
وجعله الله فى موازين حسناتك وسدد خطاك وجعل الجنة مثواك وجعلك دوما في خدمة الاسلام والمسلمين
وجعله الله فى موازين حسناتك وسدد خطاك وجعل الجنة مثواك وجعلك دوما في خدمة الاسلام والمسلمين

تاج الحوريه99 :
اللهم إجعلنا من السابقون القليل الأخرون ووالدينا وجميع المسلمين " اللهم ارزقنا الجنه جزاك الله خيرا..اللهم إجعلنا من السابقون القليل الأخرون ووالدينا وجميع المسلمين " اللهم ارزقنا الجنه جزاك الله...
وجزاك غاليتي شرفني طيب تواجدك

الجـمــ ام ـــــان :
جزاكِ الله الجنه ووالديكِ اختي الحبيبه ,, نفع الله بكِ وبطرحكِ وجعله في ميزان حسناتكِ ووالديكِ ..,جزاكِ الله الجنه ووالديكِ اختي الحبيبه ,, نفع الله بكِ وبطرحكِ وجعله في ميزان حسناتكِ ووالديكِ...
وجزاك غاليتي شرفني طيب تواجدك
الصفحة الأخيرة
ووالدينا وجميع المسلمين "
اللهم ارزقنا الجنه
جزاك الله خيرا..