
••|| ..مـاذا تحتسبين فـي تحسين أخلاقــك ..||••
لايكـاد يميز النـاس أخلاق بعضهم من بعض في لقاءات عابرة ، بل يحتاج الإنسـان
إلـى وقت طويـل حتى يَحُكَ المعدن ويظهر له بريق الذهب أو صـدأ الحديد .. !
إذ ليـس للإنسـان ميزة في تحسين أخلاقـه مع من هو أعلى منه أو فـي مستواه ،
فهذا شـيء يتجمـل به الجميع في الغالب . . ولكن الفضل كل الفضل في تحسين
أخلاقك مع من هو دونك ، ومع من أســاء إليـك . !
إن معنى حسن الخلق " أن يكـون سمحـاً لحقوقه لا يطالب غيره بها ، ويوفي
ما يجب لغيره عليه منها ، فأن مرض ولم يُعَدْ ، أو قـدم من سفر فلم يُزَرْ ، أو
سَلَّمَ فلم يُردَّ عليه ، أو ضَاف فلم يُكْرَمْ ، أو شفـع فلم يُجَبْ ، أو أحسـن فلم يُشكَر
أو تكلم فلم يُنْصَتْ له ، . . . ومـــــا أشبـه ذلك ، ولم يغضب ، ولم يُعَاقِبْ ،
ولم يتنكر من حاله حالٌ ، وإنـه لا يقـابل كل ذلك إذا وجد السبيل إليه بمثله ،
ويقابل كلاً منه بما هو أحسـن وافضل وأقرب منه إلـى البر والتقوى ، فإذا مرض
أخـوه المسلم عاده ، وإن جـاء في شفاعـة شفَّعَه ، وإن احتـاج منه إلى معونة
أعـانه ولا ينظـر إلى أن الذي يعاملـه كيف كانت معاملتـه إيـاه فيما خلا ، إنما
يتخـذ الأحسـن إمـامـاً لنفسـه "
وإن شئـت فقولـي بعبـارة أوجـز حسن الخلق هو :


ولكـن بالرغم من حاجتك للوقت الكافي حتى تتعرفي على أخلاق الآخرين ،
إلا أنـك أحيـانا تشعرين بذات الخلق الحسن . . . تحسين بوجودهـا وتميزينها
سريعـا ... مثلا في طريقة تحدثهـا مع المرأه المسنه .. في طريقة تعاملها
مع الخدم .. في مواقفها مع من يسىء إليهـا أو يقصـر في حقهـا عندمـا تتاح
لها فرصـة مناسبة جدا للنيـل من الآخـر دون حسيب أو رقيب بل قد تجد التشجيع
كل التشجيع ممن حولهـا ولكنهـا تمتنع عن إلحـاق الأذى بمسلم أو مسلمة
حتى ولو بكلمة عابرة . . !
ولسـان حالها يقول : إنـي أعـامـل الناس بأخلاقـي ولن أنقـص قدري عند ربي
لأتعـامل معهم بأخلاقهـم أبـدا . . .
لقد ذهبت بكل خير . . . وسبقت كثيرات بمسافات شاسعـه . . . وتركت القيل
والقال ، والمكر بالليل والنهـار ، وحمـل الأضغـان لأهلـه الحمقـى !
فأراحـت قلبهـا . . وحافظت على حسناتها وفرغت نفسها للعبادة فهي مشغوله
جدا بطاعة ربها ، وليس لديها وقت زائد لتبعثره في مثل هذه التوافه بل لو كان
الوقت يباع لاشترته بأغلى الأثمـان !! ..

إنهـا باختصـار كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : { ذهب حسن الخلق بكل شيء }


سيكـون هـذا سهـلا عليك . . . تدرين متى ؟ عنـدمـا تحتسبين :

عنك وعنهم ، وبذلت الخير لنفسك ولهم ، فاحتسبي ثواب الإحسـان الذي تولد عن تقواك
لله والذي يترتب عليه المعية الخاصة من الله قال تعالى : { إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ }

إنهـا معيـة تليق بجلال ربنا وعظمته ، إنه العون مـــن الله . . . النصـر . . . التسديد
الثبـات . . . لقد فزت بشيء عظيـم ! .
فإذا شعرت به فاحفظيه كي لاتفقديه يوما مـا ! . .

قال الله تعالى : { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ }
وقال رســول الله صلى الله عليه وسلم : { وخالق الناس بخلق حسن}
يتبـــــــــــع
ثـواب إصـلاح ذات البين بأخلاقـك لتنـالـي الحـظ العظيـم . .
قال الله تعالى : { وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }
إنهـا تلك التـي تدفع بالحسنـة السيئة ، وتصبر على ذلك من أجـل صلاح ذات
البـين ، إنهـا ذات الخـلق الحسن . . . ذات الحـظ العظيـم . . .
أن يكمـل إيمـانك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أكمـل المؤمنين إيمـانا
أحسـنهم خلقـا ، وخياركم خياركم لنسائهم خلقـا }
إن الصالحين ليتنافسـون هلى كمـال الإيمـان فتنافسـي معهـم بأخلاقـك . . .
أمـا زلت تحلمين بأن تملكي بيتا جميلا ؟ . . اسمعي جيدا . . . هل تريدين بيتا رائعـا
لم يخطر ببالك قط ؟ . . . في الجنـة . . ! في أعلاهـا . . !
حسـني أخلاقك واحتسبي أن يكون لك بإذن الله . . . قال صلى الله عليه وسلم :
{ أنا زعيم ببيت في ربض الجنـة لمن ترك المراء وإن كان محقـا ،
وببيــت في وسط الجنـة لمـن ترك الكذب وإن كان مازحـا ، وببيت في أعلى
الجنـة لمـن حسن خلقـه }
لئـن ضعفت عن قيـام الليل وصيام النهار ، فلــن تعجـزي عن تحسين أخلاقك
لتبلغــي منزلتهمــا أليــس كذلك ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن المؤمن ليدرك بحسـن خلقه درجة
الصائم القائم }
إن يحبـك رسـول الله صلى الله عليه وسلم وأن يكون مجلسك يوم القيامه قريبا منه جدا
قال صلى الله عليه وسلم : { إن من أحبكم إلـي وأقربكم مني مجلسـا يوم
القيامة ، أحاسنكم أخلاقـا .. }
احتسبي أن يكون حسن خلقك سبباً لدخولك الجنة بإذن الله ...
فعن أبـي هريرة - رضي الله عنه - قال : سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن أكثر مـايدخل الناس الجنـة ؟
فقال : { تقوى الله وحسـن الخلق } وسُئل عن أكثر مـا يدخـل النــار ؟
فقال : { الفم والفرج }
احتسبي أن يثقـل ميزانك يوم تخف الموازين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ مـامن شيء أثقـل في ميزان المؤمن يوم القيامه من خُلُقٍ حسن ، وإن الله
تعالى ليبغض الفاحش البذيءَ }