مفتاح لكل مؤمن لا يفتح إلا بأسنانه.. !!!

ملتقى الإيمان

مفتاح الجنة لا إله إلا الله ..


ولكل مفتاح أسنان لا يفتح إلا بها !!

وأسنانه هي شروط لا إله إلا الله تعالوا بنا نتعرف عليها


شروط لا إله إلا الله







اعلم أخا الإسلام أرشدك الله لطاعته ووفقك لمحبته أن خير الكلمات وأعظمها وأنفعها وأجلّها كلمة التوحيد « لا إله إلا الله » ؛ فهي العروة الوثقى ، وهي كلمة التقوى ، وهي أعظم أركان الدين ، وأهم شعب الإيمان ، وهي سبيل الفوز بالجنة والنجاة من النار ، لأجلها خلق الله الخلق وأنزل الكتب وأرسل الرسل ، وهي كلمة الشهادة ومفتاح دار السعادة ، وهي أصل الدين وأساسه ورأس أمره { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ، والنصوص الواردة في فضلها وأهميتها وعظم شأنها كثيرة جداً في الكتاب والسنة .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وفضائل هذه الكلمة وحقائقها وموقعها من الدين فوق ما يصفه الواصفون ويعرفه العارفون وهي رأس الأمر كله " .


أخا الإسلام اعلم وفقك الله لطاعته : أن « لا إله إلا الله » لا تُقبل من قائلها ولا ينتفع بها إلا إذا أدى حقها وفرضها واستوفى شروطها الواردة في الكتاب والسنة وهي شروط سبعة مهمة يجب على كل مسلم تعلمها والعمل بها، فليس المراد منها عد ألفاظها وحفظها فقط ؛ فكم من عامي اجتمعت فيه والتزمها ولو قيل له اعددها لم يحسن ذلك ، وكم من حافظ لألفاظها يجري فيها كالسهم وتراه يقع كثيراً فيما يناقضها . فالمطلوب إذاً العلم والعمل معاً لتكون من أهل « لا إله إلا الله » صدقا ومن أهل كلمة التوحيد حقاً ، والتوفيق بيد الله وحده .


وقد أشار سلفنا الصالح قديماً إلى أهمية شروط « لا إله إلا الله » ووجوب الالتزام بها ، ومن ذلك :


o ما جاء عن الحسن البصري رحمه الله أنه قيل له : إن ناساً يقولون : من قال « لا إله إلا الله » دخل الجنة ؛ فقال: " من قال « لا إله إلا الله » فأدَّى حقها وفرضها دخل الجنة " .


o وقال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته : ما أعددتَ لهذا اليوم ؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، فقال الحسن : "نعم العدة لكن لـِ « لا إله إلا الله » شروطاً ؛ فإياك وقذف المحصنات " .


o وقال وهب بن منبه لمن سأله : أليس مفتاح الجنة « لا إله إلا الله » ؟ قال : " بلى ؛ ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان ، فإن أتيت بمفتاح له أسنان فُتح لك ، وإلا لم يُفتح لك " ، يشير بالأسنان إلى شروط «لا إله إلا الله» الواجب التزامها على كل مكلف .


وشروط « لا إله إلا الله » سبعة كما تقدم وهي :


1- العلم بمعناها نفياً وإثباتاً المنافي للجهل .


2- اليقين المنافي للشك والريب .


3- الإخلاص المنافي للشرك والرياء .


4- الصدق المنافي للكذب .


5- المحبة المنافية للبغض والكره .


6- الانقياد المنافي للترك.


7- القبول المنافي للرد .


وقد جمع بعض أهل العلم هذه الشروط السبعة في بيت واحد فقال :


علمٌ يقينٌ وإخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها


وقال آخر


وبشروطٍ سبعة قد قُيِّدت وفي نصوص الوحي حقاً وَرَدَت


فإنه لم ينتفـع قائلـها بالنطق إلا حيث يستكمِلــها


العلـم واليقين والقبــولُ والانقيــاد فادرِ ما أقولُ


والصدق والإخلاص والمحبـة وفَّقـك الله لما أحبـــه


ثم إليك بيان كل شرط من هذه الشروط مع ذكر دليله من الكتاب والسنة :


1- العلم بمعناها المراد منها نفياً وإثباتاً ؛ وذلك بأن تنفي جميع أنواع العبادة عن كل من سوى الله وتثبت ذلك لله وحده كما في قوله تعالى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } أي : نعبدك وحدك ولا نعبد غيرك ، ونستعين بك ولا نستعين بغيرك . فلابد لقائل « لا إله إلا الله » من العلم بمعناها قال تعالى : {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ } ، وقال تعالى : {إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} قال أهل التفسير : أي إلا من شهد بـ« لا إله إلا الله » ، { وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أي ما شهدوا به في قلوبهم وألسنتهم . وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ)) .





2- اليقين المنافي للشك والريب ؛ ومعناه أن يكون موقناً بهذه الكلمة يقيناً جازماً لا شك فيه ولا ريب كما قال تعالى في وصف المؤمنين : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } . ومعنى {لَمْ يَرْتَابُوا } أي أيقنوا ولم يشكُّوا .


وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، لَا يَلْقَى اللهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ)) ، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ)) .


3- الإخلاص المنافي للشرك والرياء ؛ وذلك بتصفية العمل من جميع شوائب الشرك الظاهرة والخفية وذلك بإخلاص النية في جميع العبادات لله وحده . قال تعالى : {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} ، وقال : {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} . وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ، مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ )) .


4- الصدق المنافي للكذب ؛ وذلك بأن يقول هذه الكلمة صادقاً من قلبه يواطئ قلبه لسانه ، قال تعالى في ذم المنافقين : { إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } لأنهم قالوا هذه الكلمة ولكنهم لم يكونوا صادقين فيها . وقال تعالى : { الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } . وفي الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ((مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ)) .


5- المحبة المنافية للبغض والكره ؛ وذلك بأن يحب قائلها الله ورسوله ودين الإسلام والمسلمين القائمين بأوامر الله الواقفين عند حدوده ، وأن يبغض من خالف « لا إله إلا الله » وأتى بما يناقضها من شرك أو كفر أو يناقض كمالها من بدع ومعاصي ، عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم (( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله )) . ومما يدل على اشتراط المحبة في الإيمان قوله تعالى : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} . وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ)) .


6- الانقياد المنافي للترك ؛ فلابد لقائل « لا إله إلا الله » أن ينقاد لشرع الله ويذعن لحكمه ويسلم وجهه لله قال تعالى : {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ } ، وقال تعالى : {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} ومعنى {أَسْلِمُوا } و{ أَسْلَمَ }في الآيتين أي : انقاد وأذعن .


7- القبول المنافي للرد ؛ فلابد من قبول هذه الكلمة قبولاً حقاً بالقلب واللسان ، وقد قصَّ الله في القرآن الكريم علينا أنباء من قد سبق ممن أنجاهم الله لقبولهم لـ « لا إله إلا الله » ، وانتقامه وإهلاكه لمن ردها ولم يقبلها ، قال تعالى : {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ} ، وقال : {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ} .


هذا ؛ والله المرجو أن يوفقنا جميعاً لتحقيق كلمة التوحيد « لا إله إلا الله » قولاً وعملاً واعتقاداً ، وهو الموفق وحده والهادي إلى سواء السبيل .


وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


الشيخ / عبد الرزاق العباد وفقه الله
8
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

سكن الفؤاد
سكن الفؤاد


(Clic sur les images pour les agrandir)




Cheikh 'Abder Razzâq Ibn Abdelmohsin Al 'Abbâd Al Badr - الشيخ عبد الرزاق العباد البدر
سكن الفؤاد
سكن الفؤاد
فلها فضائل عظيمة ولها من الله مكانة
 من قالها صادقاً أدخله الله الجنة
 ومن قالها كاذباً حقنت دمه وأحرزت ماله في الدنيا وحسابه على الله عزوجل
وهي كلمة وجيزة اللفظ قليلة الحروف خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان
فقد روى ابن حبان والحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(قال موسى يا رب علمني شيئاً أذكرك وأدعوك به، قال يا موسى قل لا إله إلا الله ، قال كل عبادك يقولون هذا، قال يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضيين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله)
فالحديث يدل على أن لا إله إلا الله هي أفضل الذكر
وفي حديث عبد الله بن عمر مرفوعاً:
(خير دعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبييون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)
رواه أحمد والترمذي



ومما يدل على ثقلها في الميزان أيضاً ما رواه الترمذي وحسنه والنسائي والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم، عن عبد الله بن عمرو: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر له تسعة وتسعون سجلا، كل سجل منها مد البصر، ثم يقال أتنكر من هذا شيئاً؟! فيقول لا يا رب، فيقال : ألك عذر أو حسنة؟! فيهاب الرجل فيقول لا، فيقال بلى إن لك عندنا حسنات، إنه لا ظلم عليك ، فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟! فيقال أنك لا تظلم، فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة)



ولهذه الكلمة العظيمة فضائل كثيرة ذكر جملة منها الحافظ ابن رجب في رسالته المسماة (كلمة الإخلاص) واستدل لكل فضيلة، ومنها:
▪أنها ثمن الجنة
▪ومن كانت آخر كلامه دخل الجنة
▪وهي نجاة من النار
▪وهي توجب المغفرة
▪وهي أحسن الحسنات
▪وهي تمحو الذنوب والخطايا
▪وهي تجدد ما درس من الإيمان في القلب
▪وترجح بصحائف الذنوب
▪وهي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل
▪وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها
▪وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفاً وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزاً من الشيطان
▪وهي أمان وحشة القبر وهول الحشر
▪وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم



ومن فضائلها :
▪أنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء
ومن فضائلها :
▪أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لابد أن يخرجوا منها



هذه عناوين الفضائل التي ذكرها ابن رجب في رسالته واستدل لكل واحد منها .
➰=============
المصدر :

تأليف:
فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
سكن الفؤاد
سكن الفؤاد
افضل الذكر لا اله الا الله
سكن الفؤاد
سكن الفؤاد
السؤال : يلاحظ جهل كثير من المحسوبين علي الامة الاسلامية بمعني لا اله الا الله وقد ترتب علي ذلك الوقوع فيما ينافيها ويضادها او ينقصها من الاقوال والاعمال .
فما معني لا اله الا الله....؟؟؟


الجواب : لاشك ان هذه الكلمة وهي لا اله الا الله هي اساس الدين، وهي الركن الاول من اركان الاسلام مع شهادة ان محمدا رسوال الله، كما في الحديث الصحيح عن النبي ، صلي الله عليه وسلم انه قال (( بني الاسلام علي خمس : شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، واقام الصلاة ، وايتاء الزكاة، وصوم رمضان ، وحج البيت )) متفق علي صحته من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
وفي الصحيحين عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ان النبي صلي الله عليه وسلم لما بعث معاذا ـ رضي الله عنه ، الي اليمن، قال له : (( انك تاتي قوما من اهل الكتاب ، فادعهم ان يشهدوا ان لا اله الا الله ، واني رسول الله ، فان اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة،فان اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة توخد من اغانيائهم فترد الي فقرائهم )) الحديث متفق عليه ، والاحاديث في هذا الباب كثيرة.


ومعني شهادة ان لا اله الا الله : اي لا معبود بحق الا الله ، وهي تنفي الا لـهية بحق عن غير الله. سبحانه ـ ثتبتها بالحق لله وحده ، كما قال الله ـ عز وجل ـ في سورة الحج : (( ذلك بان الله هو الحق وأن ما تدعون من دونه هو الباطل )) 1 وقال ـسبحانه ـ في سورة المؤمنون : (( ومن يدع مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون ))2 وقال عز وجل في سورة البقرة: (( والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم ))1 وقال في سورة البينة : (( وما امروا الا ليعبدو الله مخلصين له الدين حنفـــا )) 2
والايات في هذا المعني كثيرة ، وهذه الكلمة العظيمة لا تنفع قائلها ولا تخرجه من دائرة الشرك الا اذا عرف معناها وعمل به وصدق به.
وقد كان المنافقون يقولونها وهم في الدرك الاسفل من النار ، لا نهم لا يؤمنوا بها ولم يعملوا بها.


وهكذا اليهود تقولها وهم اكفر الناس ـ لعدم ايمانهم بها ـ وهكـذا عباد القبور والا ولياء من كفار هذه الامة يقولونها وهم يخالفونا باقوالهم وافعالهم وعقيدتهم ، فلا تنفعهم ولايكونون بقولها مسلمين ، لانهم ناقضوها باقوالهم ، واعمالهم ، وعقائدهم . وقد ذكر بعض اهل العلم ان شروطها


ثمانية جمعها في بيتين فقال :



علــم و يقين واخـــــــــــــلاص وصـــــدق مع
محبــة وانقيـــــاد والقبــــــــول لها
وزيـــد ثامنهـــا الكفــران منـك بهـــــا
سوي الالــــه من الاشيــــــاء قد ألهـــــــا
هذه البيتان قد استوفيا جميع شروطها :


الاول :



العلم بمعنها المنافي للجهل وتقدم ان معناها لا معبود بحق الا الله ، فجميع الا لهة التي يعبدها الناس سوي الله ـ سبحانه ـ كلها باطلة.


التــانية :


اليقين المنافي للشك فلابد في حق قائلها ان يكون علي يقين بان الله ـ سبحانه ـ هو المعبود بالحق.


الثالثــة :


الاخلاص وذلك بأن يخلص العبد لربه ـسبحانه ـوهو الله ـ عز وجل ـ جميع العبادات فاذا صرف منها شيا لغير الله من نبي ، او ولي ،او ملك ،او صنم ، او جني او غيرها فقد اشرك بالله ونقض هذا الشرط وهو شرط الاخلاص.


الرابـــــــع :


الصدق ، ومعناه ان يقولها وهو صادق في ذلك ، يطابق قلبه لسانه ،ولسانه قلبه ،فان قالها باللسان فقط وقلبه لم يؤمن بمعناها فانها لا تنفعه ، ويكون بذلك كافــرا كسائر المنافقين.


الخامس :


المحبة ، ومعناها ان يحب الله ـ عز وجل ـ فان قالها وهو لا يحب الله صار كافرا لم يدخل في الاسلام كالمنافقين.


ومن ادلة ذلك قوله ـ تعالي ـ: (( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) الاية 1 وقوله سبحانه وتعالي : (( ومن الناس من يتخد من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين أمنو اشد حبا لله )) والايات في هذا المعني كثيرة.


السادس :


الانقياد لما دلت عليه من معني ، ومعناه ان يعبد الله وحده وينقاد لشريعته ، ويؤمن بها ، ويعتقد انها الحق ، فان قالها ولم يعبد الله وحده ، ولم ينقاد لشريعته بل استكبر عن ذلك ،فانه لا يكون مسلما كابليس وامثاله.


السابـــــع :


القبول لما دلت عليه ، ومعناه ان يقبل ما دلت عليه من اخلاص العبادة لله وحده ، وترك عبادة ماسواه ، وان يلتزم بذلك ويرضي به.


التامــــــن :


الكفر بما يعبد من دون الله ، ومعناه ان يتبرا من عبادة غير الله ويعتقد انها باطلة ، كما قال الله ـ سبحانه ـ : (( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي لا انفصام لها والله سميع عليم )) 2


وصح عن رسول الله ،صلي الله عليه وسلم ، انه قال : (( من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله وذمه وحسابه علي الله )). وفي رواية عنه ، صلي الله عليه وسلم ، انه قال (( من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله وذمه )) . اخرجه مسلم في صحيحه.


فالواجب علي جميع المسلمين ان يحققوا هذه الكلمة بمراعاة هذه الشروط ،ومتي وجد المسلم معناها والاستقامة عليه فهو مسلم حرام المال والذم ـ وان لم يعرف تفاصيل هذه هذه الشروط ، لان المقصود هو العلم بالحق والعمل به . وان لم يعرف المؤمن تفاصيل الشروط المطلوبة .



من كتاب. تحفة الاخوان باجوبة مهمة تتعلق باركان الاسلام
لفضيلة سماحة الوالد العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
رحمـــه الله
سكن الفؤاد
سكن الفؤاد
كم من شخص يرددها
وهو لا يعي مدلولها ولا يفقه شروطها
فيقع فيما ينافيها!! ،،،