نجد اخت مجد @ngd_akht_mgd
محررة فضية
مفتي اريتريا
قلل الشيخ عثمان الأمين عثمان مفتي اريتريا، من شأن التقارير الإعلامية التي تشير إلى معاناة مسلمي اريتريا من ممارسات تمييزية وتهجير تتم في صفوفهم من قبل الحكومة الاريترية، لافتًا إلى أن المسلمين يحظون بمعاملة جيدة جدًا من قبل النظام الحاكم ولا يواجهون أي إجراءات استثنائية بل إنهم يشاركون بقوة في حكم البلاد، وتسند إليهم مناصب رفيعة مثل وزاراتي الداخلية والخارجية.
وفي حديث خاص لموقع "المسلم"؛ أكد الأمين أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها مسلمو اريتريا لا تختلف عن الأوضاع بشكل عام في اريتريا، ولا تخصهم وحدهم، فسنوات الاحتلال وما تلاها من تربص إثيوبي بالدولة الوليدة خلق نوعًا من الضائقة الاقتصادية، رغم الجهود التي تمارسها حكومة أسمرة لتحسين هذه الأوضاع.
مزيد من التفاصيل في نص الحوار:
* نود في بداية الحوار أن تلقوا لنا الضوء على أوضاع المسلمين في اريتريا؟** ما من شك في أن حصول اريتريا على استقلالها من الاحتلال الإثيوبي أسهم في تخفيف الضغوط الشديدة، التي كان يمارسها الحكم الإثيوبي؛ سواء إبان عهد هيلا سيلاسي الذي تفنن في محاولات تصفية الوجود الإسلامي، في إثيوبيا أو اريتريا، ونظام منجستو هيلامريام الذي توسع في نفس إجراءات التصفية.
كما أحدث شكلاً أكثر عنفًا على يد العصابة الشيوعية التي أحكمت السيطرة على الأوضاع السياسية في العاصمة أديس أبابا، وعمل النظام على تجفيف منابع الإسلام، حتى نجحت حرب التحرير في تحقيق استقلال اريتريا، واستعادة المسلمين لدورهم الذي عمل الإثيوبيون طوال سنوات الاحتلال على القضاء عليه.
* لكن العديد من المراقبين يرون أن هذه الأوضاع لم تتغير، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي بل إنها زادت سوءًا؟** هذه الروايات غير صحيحة، وتعوزها الدقة، فالأوضاع الاقتصادية المعقدة يعاني منها أغلب الاريتريين، وفي مقدمتهم المسلمون الذين يشكلون أكثر من 80% من سكان اريتريا، البالغ تعدادهم حوالي 4.5 مليون نسمة، حيث أسهم الاحتلال الإثيوبي وحرب التحرير وما تلاها من مواجهات مع الإثيوبيين في تأثر أوضاع البلاد بالسلب، رغم الجهود التي تبذلها حكومة أسمره لتحسين الأوضاع.
أجندة سياسية وتقارير مغرضة!!
* رغم لهجتك المتفائلة إلا أن العديد من التقارير تتحدث عن اضطهاد المسلمين، وحرمانهم من الوصول لمناصب رفيعة؟
** هذه التقارير تضعها جهات معادية لإريتريا، وللمسلمين في وقت واحد، سعيًا لتوظيفها لتحقيق أجندة سياسية، ومع هذا فإنني أقول إن هذا الطرح غير دقيق، فالمسلمون يمارسون دورًا سياسيًا بارزًا في اريتريا، فالعديد من المناصب الوزارية الرفيعة أسندت لهم، وفي مقدمتها وزارات الداخلية والخارجية والتعليم، التي يشغلها مسلمون.
فضلاً عن أن أبرز سفراء اريتريا في الخارج مسلمون، وهو ما يدحض ما تذهب إليه هذه التقارير المشبوهة التي لا هم لها إلا إشعال الاضطرابات في الدول التي تسير في فلك بعض القوى، وتتبنى سياسات تخدم مصالحها وأمنها القومي.
* لكن هذا النفي لا ينفي وجود إجراءات عنيفة ضد المسلمين، وعلى رأسها عمليات تهجير وتشريد وتمييز ضد المسلمين، وسطو على مساجدهم وتحويل بعضها إلى كنائس؟
** لا أدري من أين تستقي هذه المعلومات التي تفتقد الدقة، فلا تمارس أي سياسات تمييزية ضد المسلمين الذين يعيشون في وئام وسلام واستقرار شأنهم شأن ملايين الاريتريين، والدستور الاريتري واضح في هذا الشأن، علماني لا يفرق بين أي مواطن وآخر طبقًا لدينه، وما أقوله ينطبق على ما تدعيه من تهجير وتشريد في صفوف المسلمين، وأقول بملء الفم إن الدولة لم تصادر أية أملاك للمسلمين، أو تضع يدها على مساجدهم، أو تبني مكانها كنائس، فالدولة علمانية ولا دخل لها ببناء المساجد أو الكنائس على حد سواء.
لغة رسمية ومنح دراسية
* كانت اللغة العربية من اللغات الرسمية المعترف بها في اريتريا وهو ما تغير بعد القرار الحكومي باعتبار النيجرانية اللغة الرسمية؟** اعتبار النيجرانية اللغة الرسمية لم يؤثر بالسلب على اللغة العربية، التي مازالت تحظى بالاعتراف كأحد اللغات التسع الموجودة في البلاد، فضلاً عن أن مؤسسات اللغة العربية مفتوحة، وتحظى بحرية كاملة، ولا يمارس ضدها أية ضغوط، غير أن المشكلة في هذا الإطار هو افتقاد الكوادر القادرة على تعليم أبناء مسلمي اريتريا لغة القرآن الكريم ومبادئها، ليتسنى لهم فهم دينهم والحفاظ على هويتهم.
وليس هذا جل ما نحتاجه؛ وهو ما نفتقده حاليًا، ونأمل في وصول الدعم العربي والإسلامي للبدء في مشروع متكامل لإعادة هذه المساجد إلى العمل، واستقبال المصلين وإقامة الشعائر بها.
* في ظل هذه المعاناة نرجو أن تلقي لنا الضوء على مؤسسات التعليم الديني في اريتريا؟** من الطبيعي أن يتأثر التعليم بشدة جراء الظروف الصعبة التي تمر بها اريتريا ومع هذا فلدينا عشرة معاهد دينية تدرس مبادئ الإسلام وعلومه المختلفة ويحظى أربعة منها باعتراف من قبل الأزهر الشريف، الذي يقدم لنا المدرسين والكتب الدراسية، ويقبل طلاب هذه المعاهد لاستكمال التعليم الجامعي، بدون معادلة، بالمقارنة مع المعاهد الستة الأخرى.
كما يمنح الأزهر أكثر من 10 منح سنويًا لأبناء اريتريا، لاستكمال تعليمهم به بهدف إبقاء الصلات بين شعبنا ودينه الحنيف، ومع هذا فنحن نرغب في مضاعفة هذه المنح، في ظل معاناتنا الشديدة من نقص الكوادر القادرة والأئمة والخطباء القادرين على تنمية الوعي الديني لدى مسلمي اريتريا.
موانع دستورية أم سحابة صيف؟
* ما من شك في أن الظروف المعقدة التي يعاني منها الشعب الاريتري تعطي فرصة لمنظمات التنصير لنفث سمومها؟
** من فضل الله أن الدستور الاريتري قد جرم التبشير بكافة أشكاله، لا سيما التبشير بالإغراء، وبالتالي فقد منعت المنظمات التبشيرية من العمل في اريتريا، رغم سعيها الدءوب وتسترها بمزاعم تقديم الدعم الإنساني للمحتاجين، وهو ما حاصر هذا النشاط، وحافظ على هوية مسلمي البلاد، لدرجة أننا لم نسمع كجهة فتوى رسمية عن ارتداد أي مسلم اريتري عن دينه واعتناقه أي دين آخر.
* منذ حصول اريتريا على استقلالها وهي تثير القلاقل مع دول الجوار؛ تارة مع السودان وأخرى مع اليمن، رغم أن البعض راهن على عروبة وإسلامية هذا البلد؟
* علاقتنا بالسودان واليمن تحكمها صلات تاريخية وجذرية، وما حدث مع البلدين لا يتجاوز سحابة صيف ومرت، سواء بقبول الطرفين التحكيم الدولي حول جزر حنيش أو بإعادة العلاقات مع السودان لمسارها الطبيعي.
ومن ثم فإن هناك تصميمًا اريتريًا على تطبيع العلاقات مع هذه الدول، بشرط احترام سيادة كلاً منا للآخر، وعدم التدخل في شئونه الداخلية، وأقول لك مطمئنًا إن علاقات اريتريا مع جميع الدول تسير في إطارها الصحيح، وقد تطورت في السنوات الأخيرة بشكل جيد، وزار الرئيس أفورقي عديدًا من الدول العربية، وعلى رأسها مصر والسعودية، وهو ما يشير إلى مراهنة اريتريا على علاقات وطيدة وجيدة مع جوارها العربي والأفريقي.
* في نفس الإطار ومادمنا نتحدث عن هوية اريتريا العربية والإسلامية فإننا لا نلاحظ تفاعلاً بين الشعب الاريتري وقضايا العالم الإسلامي؟** من قال هذا، فالمسلمون في اريتريا يتفاعلون بقوة مع معظم القضايا الإسلامية، لا سيما قضايا الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها القدس الشريف، حيث نظمت العديد من الهيئات الإسلامية فاعليات عديدة وتظاهرات تدين مساعي إسرائيل لتهويد القدس، ومحاصرته بالمستوطنات، باعتباره عدوانًا سافرًا على المسلمين في كافة أنحاء العالم.
ويتكرر نفس الأمر فيما يخص أي إساءة للإسلام أو الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث خرج مسلمو اريتريا عن بكرة أبيهم، في مظاهرات تدين هذا الإجرام، وتطالب بردعه، لذا فإن تفاعل مسلمي اريتريا مع القضايا الإسلامية واضح، وينم عن ارتباط هذا الشعب بقضايا أمته، بل ولقد نادينا كثيرًا بضرورة تحمل الأمة الإسلامية لمسئوليتها نحو القدس والمسجد الأقصى، حتى لا تنجح إسرائيل في استغلال انشغال العالم الإسلامي بعديد من القضايا لابتلاع القدس ومسجدها المقدس لدى العالم الإسلامي.
1
508
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
وبارك في جهود المصلحين هناك