مفسدات الصــــــــــــــــوم
مفســـــــدات الصـــــــــوم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركات
من رحمة الله تعالى بعباده أن شرع لهم ديناً يضبط سلوكهم ويزكي نفوسهم، فأنزل كتابا مبيناً، وأرسل رسولاً أميناً، فبشر وأنذر، ووعد وحذر.
وجاء بشريعة الله تعالى التي تضمنت الحلال والحرام، حيث أمرت بواجبات، وزجرت عن منهيِّات، كل ذلك بما يصلح الفرد والمجتمع { أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الملك14) .
وأحكامه سبحانه وتعالى منها ما هو واجب ومندوب، ومنها ما هو حرام ومكروه ، ومن الحرام ما هو مفسد للعبادة ومنها ما ليس بمفسد، ولما تكلمنا في هذا المحور عن واجبات الصوم كان من المناسب أن نتكلم عن مفسداته.
فإليك أخي الصائم مفسدات الصوم التي يجب أن تجتنبها ليكون صومك صحيحاً مقبولاً إن شاء الله تعالى .
أولاً : الجماع:
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : هلكت قال ، وما أهلكك؟ قال وقعت على امرأتي في رمضان ...) وفى الحديث أمره النبي صلى الله عليه وسلم بالكفارة فدل ذلك على أن الجماع مفسد من مفسدات الصوم، وهذا محل إجماع بين العلماء
ثانياً : الأكل والشرب:
يحرم على الصائم الأكل والشرب في نهار رمضان، فإذا أكل فسد صيامه لقوله تعالى { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل...}
و المعنى أنه إذا طلع الفجر أمسك الصائم عن الطعام والشراب حتى غروب الشمس، وقد أجمع العلماء على أن الأكل والشرب في نهار رمضان من مفسدات الصوم.
ثالثا : ما كان بمعنى الأكل والشرب:
أي ما يقوم مقام الطعام والشراب كالإبر المغذية ونحوها ، أما إذا كانت الإبر غير مغذية فهي غير مفسدة للصيام . والدليل على أن الإبر المغذية من المفسدات القياس على الأكل والشرب.
رابعاً : التقيؤ عمداً:
إذا تعمد الصائم القيء فصيامه فاسد، أما من غلبه القيء فلا قضاء عليه، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من ذرعة القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء فليقض ) رواه أحمد و أبو داود .
خامساً: خروج دم الحيض والنفاس:
فإذا حاضت المرأة الصائمة أو نفست بطل صومها، لقوله صلى الله عليه وسلم :
( إذا حاضت لم تصلِ لم تصم) وكذلك أجمع العلماء على أن خروج دم الحيض أوالنفاس مفسد من مفسدات الصوم .
ومن أحست بانتقال الحيض لكنها لم تر الدم إلا بعد غروب الشمس فإن صيام ذلك اليوم صحيح، ومن رأت دم الحيض أو النفاس قبل غروب الشمس ولو بلحظة بطل صيام ذلك اليوم ولزمها قضاؤه.
سادساً : إنزال المني باختياره:
فإذا أنزل الصائم المني بسبب تقبيل الزوجة، أو لمسها، أو استمناء فسد صومه على الصحيح من قولي أهل العلم وهو مذهب الأئمة الأربعة. لقوله صلى الله عليه وسلم ( كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال عز وجل : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي) وخروج المني يعتبر من الشهوة التي يجب أن يتركها الصائم، أما من احتلم وهو نائم فصومه صحيح لأنه لم يخرج باختياره.
سابعا: دم الحجامة:
والحجامة هي شق أوجرح عضو من الجسد كالرأس أو الظهر ومص الدم منه، واختلف أهل العلم في إخراج الدم بالحجامة هل يفسد الصوم أو لا؟ على قولين: وأقرب الأقوال أن الحجامة مفسدة للصوم لقول النبي صلى الله عليه وسلم (أفطر الحاجم والمحجوم) . رواه أبو داود و ابن ماجة .
والمهم أن نعلم أن هذه المفسدات لا تفسد الصوم إلا بشروط:
الشرط الأول : أن يكون الصائم عالماً:
فإن كان جاهلاً لم يفطر، لقوله تعالى { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } فقال الله : ( قد فعلت ) رواه مسلم، ولقوله تعالى {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم } .
وسواء أكان جاهلاً بالحكم الشرعي مثل أن يظن أن هذا الشيء غير مفطر فيفعله، أم جاهلاً بالحال، أي بالوقت، مثل أن يظن أن الفجر لم يطلع فيأكل ويشرب وهو طالع، فلا يفطر في ذلك كله، ويدل لذلك ما رواه البخاري ومسلم عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: (لما نزلت {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي ، فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك، فقال إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار ) ومعنى ذلك أنه كان يأكل أو يشرب بعد طلوع الفجر، ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالقضاء لجهله.
الشرط الثاني :
أن يكون ذاكراً: فإذا أكل الصائم، أو شرب ناسياً، فصيامه صحيح ولا قضاء عليه، ودليل ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه) متفق عليه. ولكن إذا تذكر فيجب عليه أن يمسك، بل يخرج مافي فمه من الطعام والشراب ، وعلى من رآه يأكل أو يشرب أن يذكره وينبهه، لقوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} (المائدة2)، وقل ذلك في سائر المفطرات.
الشرط الثالث:
أن يكون مختاراً: ومعنى ذلك أن يتناول المفطر باختياره وإرادته، فإن كان مكرهاً فلا قضاء عليه لقوله صلى الله عليه وسلم (إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) رواه ابن ماجه. وخلاصة الأمر:أنه ينبغي على المسلم أن يكون على علم بهذه المفسدات حتى يجتنبها فيكون صومه صحيحاً بإذن الله، والله نسأله أن يتقبل منا صالح العمل إنه جواد كريم.

همسات القلوب @hmsat_alklob
عضوة نشيطة
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️