أنا هي

أنا هي @ana_hy_3

كبيرة محررات

مقابله بين المؤمن والمنافق

الملتقى العام














أورد لنا ربنا في القرآن الكريم نماذج بشرية موجودة في كل زمان ومكان , منها نماذج مؤمنة بين لنا صفاتها , وكشف لنا عن أعماق نفوسها , ورسم لنا مميزاتها وأعمالها ظاهرة وباطنة , لنتمثل بها

ونربي نفوسنا على إكتساب صفاتها فنفور دنيا وآخرة.
وفي جانب آخر أبرز لنا نماذج أخرى سماها منافقة يبين لنا أيضا صفاتها , وكشف لنا أيضا عن خبايا نفوسها وما تسر وما تعلن , ورسم لنا مساوئ هذه النفوس وأعمالها , لنبتعد عن هذه المساوئ , ونعود أنفسنا على الإبتعاد عنها .

وإيراد هذه النماذج في القرآن الكريم تحمل المؤمن على أن يراقب أعماله ويزنها بميزان الشرع , فيحاسب نفسه قبل أن يحاسب يوم القيامة , ويضع نفسه في الموضع الذي يستحق, فلا يغرق نفسه في الأحلام والآمال , فإذا جاء يوم القيامة وجد نفسه صفر اليدين وقد ظن في دنياه أنه أحسن صنعا في أعماله , قال تعالى : (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا , الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا , أولئك الذين كفروا بأيات الله وربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا)(الكهف 103-105).

لاحظوا بعض صفات المنافقين في القرآن الكريم , قال تعالى في سورة التوبة : (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون , وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم) (التوبة 67-68).

فالمنافقون والمنافقات رجالا ونساء يشبه بعضهم بعضا في صفة النفاق والبعد عن الإيمان في الأخلاق والأعمال فهم (يأمرون بالمنكر) وهو ما أنكره الشرع ونهى عنه فصفاتهم الأساسية الكذب والخيانة وخلف الوعد ونقض العهد , وقد جاء في الحديث أن رسول الله قال : (آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب , وإذا وعد أخلف , وإذا اؤتمن خان), (وينهون عن المعروف) وهو ما أمر به الشرع وأقره العقل كبذل المال في سبيل الله كما قال الله تعالى عنهم : (هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا)(المنافقون 7).

والمنافقون نسوا ذكر الله وأغفلوا تكاليف الشرع مما أمر به الله ونهى عنه فنسيهم الله , أي جازاهم بمثل فعلهم , وعاملهم كعاملة من نسيهم بحرمانهم من لطفه ورحمته وفضله وتوفيقه في الدنيا , ومن الثواب في الآخرة كما في قوله تعالى

: (اليوم ننسكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا)(الجاثية 34).

وذلك لتركهم التمسك بطاعة الله , إن المنافقين هم الفاسقون أي الخارجون عن طريق الحق والإستقامة , الداخلون في طريق الضلالة المتمردون في الكفر , المنسلخون عن كل خير , هذه بعض صفات المنافقين , فمن وجد في نفسه صفة أو ميلا نحو صفة من هذه الصفات عليه أن يتحول عنها ويبتعد عن سلوكها .

أما في الجانب الآخر فنشهد بعض صفات المؤمنين في نفس السورة قوله تعالى :
(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم , وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم) (التوبة 71-72).

إن أهل الإيمان من الذكور والإناث متناصرون متعاضدون كما جاء في الحديث : (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) , وفي الحديث أيضا : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد , إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
وقد كان التعاون بين المسلمين والمسلمات قائما في الميادين والمواقف الحاسمة كلها كالهجرة , والجهاد , والإنفاق في سبيل الله , ومع إعتصام الرجال بالعفة وغض البصر , واعتصام النساء بالأدب والحياء والتعفف وغض البصر والأحتشام في الحديث واللباس والعمل .

ويلاحظ في قول الله تعالى في المؤمنين : (بعضهم أولياء بعض) في مقابله قوله في المنافقين (بعضهم من بعض) , فالمؤمنون إخوة تسودهم المحبة والمودة والتعاون والتعاطف , أما المنافقون فلا رابطة قوية , ولا عقيدة تجمعهم سوى مصالحهم , فبعضهم أتباع بعض في بث التفرقة والجبن والبخل والإنهزام لأن قلوبهم مختلفة .
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى هنا أوصافا خمسة غير صفتهم (بعضهم أولياء بعض) وهي الصفات التي يتميز بها المؤمن عن المنافق في قوله تعالى : (يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله).





مماراق لي
0
342

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️