انا اليوم جايبه مقالات و****لله يعجبكم الصحفي ابو محمد خلف الدواي

كمواطن عربي لا اعرف لماذا يتكرر عقد القمم العربية من فترة لاخرى.. ومع هذا اتابع التفاصيل الاحتفالية التي تتنافس الدول المضيفة في تقديمها على طريقة التنافس في استضافة الالعاب الرياضية... حتى تميزت الدورة الليبية باعادة أعضاء الوفود المشاركة الى ايام الطفولة بأن وفرت لهم العاب السيارات التي لم يعهدها الكثير منهم في طفولته.
فجدول اعمال القمم العربية لم يسبق لنا ان عرفناه ان وجد فكل مايتم هو سرد كلمات وخطب حتى اني اعتقد ان الزعيم الليبي معمر القذافي بما عرف عنه من خفة دم وعشق للفذلكات ربما تعمد عقد القمة في مدينة سرت لتقارب اللفظ مع «سرد».. والسرد هنا اضافة الى معناه في القاموس العربي له معنى في قاموسنا الشعبي كقولنا «فلان قام يسرد علينا» عندما نشك في صحة مايقول او عندما يروي رواية من الصعب تصديقها من نوعيات اخبار الفنان سعد الفرج ومشاريع القطارات وتحويل البلد الى «طبقات طبقات» و«نوط العملة بو الف» وكأنما يتحدث في احدى تلك القمم عن ورقة عمل في التعاون في البناء والاقتصاد المشترك.
ومع هذا ورغم النتائج المسبقة نجد ان قنوات ومحطات اذاعية تنشغل بالمتابعة من خلال خبراء لا تكاد تكتمل جملة في فم احدهم دون الاشارة الى الخيار العربي و الخيار الاسرائيلي ويقارن بينهما حتى يكاد احدهم يكون يخلل ولا يحلل.
وطبعا عندما يشرع المحلل في تحليله للوصول الى الخيار الاقوى تجده يستعرض الخلفية التي سيتعامل معها هذا الخيار.. فيجد المحلل دائما ان الخلفية العربية واسعة وعريضة في التعامل مع الخيار الاسرائيلي..الذي يثبت في كل مرة انه هو الخيار الصلب تصدقه في ذلك الاوضاع على الساحة بالذات ساحة المسجد الاقصى وما نقرأه في حديث للاعلامي الدكتور شهاب جمجوم في صحيفة المدينة السعودية محذرا من قنوات عربية تهيئ اطفالنا للاحتفال بهيكل سليمان الذي بدأت اسرائيل بالترويج له بشكل علني وجدي.
أما الخيار العربي فقد خارت قواه و صار أشبه بكيس الخيار في يد سرحان عبدالبصير في المسرحية الشهيرة شاهد ما شافش حاجة عندما احاط به رجال الامن.. فحاول الانسحاب من شقته ولما لم يفلح صار يوزع خياره عليهم لكسب رضاهم وهو يقول.. «كل واحد فيكم ياخد خيرررارراية».. وعندما لم يجد استجابة وضع لهم الكيس على الطاولة ليأخذوه فصار بلا خيار.. وهو يصبر نفسه بقوله «اصل انا مابحبش الخياااار».
وباستمرار الاقوياء في العزوف عن خياره صار سرحان يروج للخيار ويمدح فوائده وكيف ان الخيار «بيحب الجبنة» ثم بدأ يتحدث عن استخداماته لعله يغريهم فيقول «طب احشوه.. ما تحشوه».
لكن ما لم يقله سرحان هو ان حشو الخيار بالجبن يزيده ضعفا بافراغه من مادته الصلبة وهو حال خيارنا المليء بالجبن.. عن مواجهة مشاكلنا مع شعوبنا اولا.
تسلميــــــــــن ّ_ّ