مقالات رائعة شاركونا ... بقلم وردة الصحراء

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمة الله
اخواتي قيلأ ما اجد ما ينال اعجابي من المقلات المترامية هنا وهناء
و من باقة المقالات التي اجبتني هذة المجموعة المتميزة ...
اتمنى ان تنال اعجابكم

اكيد اتمنى مشاركة من اخوتنا الغاليات....
3
494

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

وردة الصحراء
وردة الصحراء



المقال الأول ..


......... شخص مراقَب بالأقمار الصناعية..........

هذا أحد الأشخاص جاءه الخبر بطريقة خاصة أنه مُراقَب عبر الأقمار الصناعية
فارتبك الرجل وضاع فكره

أصبح من تلك اللحظة

مهموماً مغموماً

من يراه يظنه مجنونا

بل يظنه قد احتسى شيئاً من الكحول المحرمة

لا لوم أبداً

فهو في مصيبة عظمى

فالمراقبة أتته من شيء كبير كما هو معروف

فتلك الأقمار صاحبة التقنية الحديثة

تعلو رؤسنا لا نستيطع رؤيتها

إذن أين يختبئ ؟؟؟؟

حار عقله ودار فكره

أحسّ بآلام في الرأس

ووجع بالبطن

لم يعد يشتهي أكلاً ولا شرباً

فالأمر خطيرررررررر

فمنذ تلك اللحظة لم يُفارق منزله بتاتاً

بل أخذ أقصى زاوية يعتليها جدار سميك جداً وجلس تحتهُ

فالخروج في نظره عبارة عن نهايته

فلا يدري متى موعد تحديد المراقبة له من قِبل تلك الأقمار الصناعية ذات التقينة الحديثة جداً

وعلى فكره فهو كان من ذوي المعاصي الظاهرة والباطنة

وقد تكون تلك عقوبة إلهية أتته

فجأة دخل عليه ذلك الرجل الذي أخبره بهذا الخبر المؤلم الخطيررر بعد أن سمح له أهل البيت بالدخول

وهو يضحك ملئ فيه ويقول

قم يا جبان ،، فوالله لم أقل لك ذلك إلا مزاحاً !!!!!!!!!!!

لم يصدق الرجل المهموم ذلك القول

ولسان حاله يقول :

أحقاً ما أرى أم هو ضرب من الهذيان

اطمئن الرجل بعد ذلك وهدى ما كان به من رَوع

ثم خرج من منزله وهو يتنفس تنفس الصعداء


--------------------------------------------------------------------------------

الغريب في الأمر أن هذا الرجل الذي اطمئن قلبه بعد أن علِمَ أن ذلك مزاح ، كان في السنة الماضية قد جاءه رجل وأخبره أنه أيضاً مراقَب

مراقَبة أشد من المراقبة التي هي عبر تلك الأقمار الصناعية

فلم يأبَ لذلك ، بل لم يرتبك ولم يُحرِّك فيه ذلك الخبر قيد أنمله من الخوف

وواصل سَيره في الطرقات وفي أعماله المعروفة !!

قد يتسآئل البعض بعد أن ظهرت على محيّاهم كثير من علامات التعجََّب حول وضع هذا الرجل وتناقضه العجيب قائلين :

إذن ما بال هذا الرجل غيّرَ المفاهيم !!

ألا يتمتع بقوى عقلية كاملة ؟؟

أم أنَّ في الأمر سرَّاً ؟!!؟

لكني أقول :

هو والله صحيح معافى ويتمتع بكامل قواه العقلية

أعرف هذا الأمر قد زاد من تلك العلامات التعجبيَّة والتي ظهرت على محياكم

ولكن ماذا أعمل فلا أقول لكم إلا الحقيقة والله

أما قولكم وظنكم أن في الأمر سرَّاً

فـأقـول
نعم هناك سراً ، ولكن لن أفصح عنه إلا بعد أن تعرفوا المراقبة والتي لم يأبَ لها ذلك الرجل والتي أثارت العجب

فالرجل قد أُخبِرَ أنه مُراقَب

=

=

=

=

=


بــــ ( العين الإلهية )
نعم هذه المراقبة والتي هي أشد مراقبة عُرفت

والتي لا تُقارن بتاتاً مع تلك المراقبة البشرية عبر تلك الأقمار صاحبة التقنية الحديثة جداً

والتي يستطيع المرء تجاوزه هذه المراقبة البشرية

فمن خلالها
يستطيع التخفي تحت أي ساتر كان

أو كذلك أن يخرج متنكراً

أو في حالة وجود السُحب والغيوم

أو حتى في حالة تعكَّر الجو فحتماً تصبح الصورة مشوشرة

هذا إذا افترضنا أنَّ تلك المراقبة تستطيع أن تأتي بملامح الوجه مع التقنية الحديثة جداً

القضية أن هناك عدّة مداخل يمكن من خلالها التجاوز لهذه المراقبة البشرية

ولكن المراقبة الإلهية لها شأن أخر

كيف لا وهو
لا تخفى عليه خافية

كيف لا وهو
يعلم السر وأخفى

كيف لا وهو
يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون

كيف لا وهو
وهو الذي يقول على لسان عبده لقمان
{ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ }

كيف لا وهو
الذي يرى دبيب النملة السوداء ، على الصخرة الصماء ، في الليلة الظلماء

كيف لا وهو
الذي يرى تفاصيل خلق الذرة الصغيرة ومخها وعروقها ولحمها وحركتها ، ويرى مدَّ البعوضة جناحها في ظلمة الليل

كيف لا وهو
الذي يرى ما تحت الأرضيين السبع ، كما يرى ما فوق السماوات السبع
ولو تحدثتُ عن هذا لما وسِعنا الوقت لكن حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق

حقيقة أمثال ذلك الرجل كثير

فلقد رأيتم كيف ان الرجل عندما عَلِمَ بتلك المراقبة عبر تلك الأقمار ارتبك وارتعد وحصل ما حصل معه وهذا مثال حي على ما نراه في كثير من الرجال والنساء ، عندما يعلمون أن المراقب بَشَر في مجالات شتى، ولكن في المقابل عندما يعلمون أن المراقب هو الله لا يغيرون ساكناً

فالفتى والفتاة مثلاً في السوق

عندما يرون رجل الهيئة يتغيّرون

وعندما يجاوزهم يعود الحال لمبتغاهم

وكذلك في المعاكسة يخشون أن يعلم أباءهم بذلك ويتخفون أشد الخفية

أما عن وضعهم لمراقبة عين الله لهم فلا يحّرك فيهم ساكناً

ولننظر مثلاً في البيع والشراء وفعل البعض بالغش فيهما ولو علِموا بوصول مسئول من وزارة التجارة أو من البلدية

لتغيّره حالهم ولا وقفوا أمامهم متظاهرين بأنهم أمناء

البعض قد يتظاهر أمام الناس بإنه من أهل الخير

فإذا خلا محارم الله أنتهكها

فمراقبة الناس لديه أشد من مراقبة رب الناس

وسامعي الغناء خذ مثلاً لو أحدهم يقود سيارته وقام بالمرور جانب فئة صالحة لقام بتقصير الصوت أو إغلاقه

وعندما يتجاوزهم يعود لرفعه

مروجي المخدرات ماذا لو علموا أنهم مراقبين من إدارة مكافحة المخدرات كيف يصبح معهم الحال

القاطع لإشارة المرور ماذا عن وضعه لو كان رجل المرور متواجداً هل يتم قطعها ؟؟

ومن المعلوم إنه لا يجوز قطع إشارة المرور لما تسببه من عواقب غير حميدة

بعض الموظفين تجدهم متواجدين أول الدوام ، ماذا لو علموا أن مديرهم غير متواجد ، وماذا لو علموا أن وحدة المتابعة لديهم لن يحضروا اليوم ؟!

الأمثلة تطول جداً

ولكن تبقى القضية

يخافون من البَشَر ولا يخافون من رب البَشَر

عندما يوجه لبعضهم هذا السؤال :

ألا تخشون من نظر الله إليكم

يقولون :

إن الله غفور رحيم

نعم غفور رحيم ولكن :

هو غفور رحيم لمن تاب إليه وأناب

وشديد العقاب لمن خالف أمره وتمادى في العناد

والسر في هذا كله هو ما يسمى :

بــــــ ( الغفلة )

ضعف الوازع الديني

أدى إلى ذلك فكان من كان

فأنقلب المفهوم وتغيّر الحال

فمن هنا
نــداء ثــم نــداء ثــم نــداء

لمن كان مراقبة البشر عنده أشد من مراقبة رب البَشَر

أن لا تجعل الله أهون الناظرين إليك

وأن تراجع نفسك وتأخذ الحذر

فإن الله يمهل ولا يهمل

وليعلم أن الله يفرح بتوبة عبده وهو في غنى عنه عز وجل

فالباب ما زال مفتوحاً

قبل أن تخرج الشمس من مغربها و قبل أن تبلغ الروح الحلقوم

فيقول المرء حينها

رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ

فيأتي الجواب المفزع

كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا

فلا عودة فالأمر انتهى

وأختم بقوله تعالى :

{ قُل يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ * وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ * وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ! لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ }
وردة الصحراء
وردة الصحراء
المقال الثاني ....


..........الـرسـائـل الـواردة = 1............


الســـــــــــلام علــيكم ورحــــــــمـة الله وبــــركــــــاته
الـرسـائـل الـواردة = 1
كـثيرة هـي تـلك الـرسـائل الـتـي تـصـلــنا عـلـى الـهـاتـف الـجـوّال ،،،
وأصــبـحت هـذه ظـاهـرة مـلـحـوظـة لـدى الـجـمـيـع ،،،،
مـن رجــال ونــساء ،، مـن شـبـاب وفـتـيـات ،،

ولا يـكـاد يـخـلو أي هـاتـف جـوّال لأي مـن الـفـئـات الـتـي ذكـرت مـن عـشـرات الـرسـائـل فـي الـغـالـب ،،،،،

ولـــــــــــكـــــــــــــــن ....!!!!!!!

تـعـالـوا لــنـرى جـمـيـعـاً عـلـى مـاذا تـحـتـوي تـلـك الـرسـائـل .....
هـنـاك مـن اسـتـخدم تـلـك الـرسـائـل ويـسـتـخدمـهـا فـي :
الـنُـكـات الـكـاذبـة والـسـخـيـفـة ،، وبـعـضـاً مـنـهـا وصـلـت إلـى حـد الـكُـفـر والـعـيـاذ بالله ،،،
نـاهـيـكم عـن مـافـيـهـا مـن سـخـريـة واسـتـهـزاء بـأناس مـعـيـنيـن ،، والله الـمـسـتـعان..
فـبـالله مـاذا إسـتـفـاد مـن يُـرسـل مـثـل هـذه الـرسـائـل ... إلاّ الإثـم وإثـم كـل مـن أرسـلـهـا مـن بـعـده ...‍‍‍‍‍
وهـنـاك مـن اسـتـخدمـهـا ويـسـتـخدمـها فـي أمـور الـخـير .... مـثـلاً :
الـتـذكـير بالله - عـز وجـل - ،، وفـضـل صـيـام ست مـن شوال وعـرفة وعـاشـوراء والأيـام الـبـيـض ... ،،،
وفـضـل قراءة سـورة الـكـهـف وكـثرة الـصلاة عـلى الـنـبـي صـلى الله عـلـيه وسـلـم فـي يـوم الـجـمـعـة ،،،
وكـذلك بـبـعـض الـسـنـن الـمـهـجـورة ،، والـتـذكـيـر بـمـواعـيـد الـدروس والـمـحـاضـرات..
وغـيـرهـا مـن رسـائـل الـخــير الـنـافـعـة ...
ومـثـل هـذه الـرسـائـل يـؤجـر مـرسـلـها بإذن الله ،،، ويُـكـتـب لـه أجـر كـل مـن أرسـلـهـا مـن بـعـده..
كـيـف لا ... وهـو يـدل عـلـى الـخـيـر ويـحـث غـيـره إلـيـه..
( الـدّال عـلـى الـخـيـر كـفـاعـلـه ).

وهـنـاك مـن اسـتـخـدمـهـا ويـسـتـخـدمـهـا فـي الـحـاجـات الـضـروريـة مـتــعـلـقة بـعمـل أو مـوعـد لـمـهـمـة مـعـيـنة ،،
أو إرسـال رقـم لأحـد الصـحـاب ...
فـهـذا طـيـب ... وأعـتـقـد أن الـرسـائل قـد عُـمـلت فـي الـمـقـام الأول لـهـذا الـغـرض..

ولـعـلي أذكـر قـبـل أن أخـتم تـلـك الـكـلـمـات الـبـسيـطـة عـن الـرسـائـل بـمـوقـف حـدث لـي ذات يـوم ..

أتـتني رسالة على هاتفي الجوال وعندما فتحت الرسالة لقرائتها....
تــفــاجــأت ... وذهـلـت مما بها واستحييت والله أن اقرأها..
وإذ بالمرسل شخص لاأعرفه ،، وللمرة الأولى أرى رقم جواله ،، فعلمت أنها وصلتني بالخطأ ،،
فقمت بالرد عليه برسالة تذكيرية عن القبر ....
وبعدها أتتني رسالةً منه بأن أتصل عليه ..
قمت بالإتصال عليه وقلت سأقوم بواجب النصيحة له..
بعد اتصالي عليه..سلمت عليه ،، وأخذ يقول : فلان ..فلان .. وعرف أنني لست بزميله المقصود بالرسالة...
فقال: أوه..لست فلان.. آسف أزعجناك بالرسائل..!!
فقلت له: طيب.. أريد أن أقول لك كلمة..... رد عليّ سريعاً وقال بالحرف الواحد ( وصــــلــــــت ) !!!!

سبحان الله !! (( قبل أن أسدي له التذكير والنصح ، عرف أنه مُخطئ ))

حتى أنه ذكر وقال: إن صاحبي لايعرف رسائل عن القبر وغيره ،، أي استغرب أن صاحبه المعني بالرسالة يرد عليه برسالة فيها تذكير بعذاب القبر وحسابه..

فقلت له :طيب ولكن سأقول لك كلمات.. وأخذت أذكره بالله - عز وجل - وأن مثل هذه الرسائل لاتنفعه دنياً ولاآخره..فما كان إلا أن تأثر ،،

وبعد أن انتهيت أرسل لي رسالة شكر واعتذار عما بدر منه..
وأخذت بعدها أتواصل معه بإرسال الرسائل التذكيرية والنافعة،،
نسأل الله الكريم أن يهدينا وإياه وكل من يرسلون مثل تلك الرسائل الهابطة..
لـنـتـذكـر دائـمـاً أنــنـا مـحـاسـبـون على أعـمـالـنـا صـغُـرت أم كـبُـرت ..
ولـنـتـذكـر أن عـلـى كـل مـنّـا ( رقـيـب عـتـيـد ) ..
نـسـأل الله الكـريـم أن يُـعـينـنـا وإيـاكـم عـلـى إسـتخـدام جـمـيـع الـوسـائـل فـي طـاعـتـه وتـكـون شـاهـدةً لـنـا لا عـلـيـنـا يـوم الـقـيـامـة..
وفـقـنـي الله وإيـاكـم لـكـل مـافـيه خـيـر ونـفـع ورفـع وعـزة لـهـذا الـديـن... آمــــــين

والــــــــسلام علـيـــكم ورحــمــة الله وبــــركـــاتـه
وردة الصحراء
وردة الصحراء
المقال الثالث....

....... تعزية حارة لمن هذا حالهم !.......


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعزية ...... إلى من يصوم !
تعزية ...... إلى من يتصدق !
تعزية ...... إلى من يساعد محتاجاً !
تعزية ...... إلى من يوقر كبيراً !
تعزية ....... إلى من يحسن إلى الجار !
تعزية ...... إلى من ينفق على أهله ويخدمهم !
تعزية ...... إلى من يرحم المسكين !
تعزية ...... إلى كل من يعين على نوائب الخير والمعروف وهو مضيع للصلوات .
أقدم له تعزية حارة وأعلم أنها لن تجبر مصابه فله العذر مني فالموقف عسير والخطب أدهى والمصاب عظيم .
فأقول يا من حالك كذلك فاعلم هديت ووفقت أن هذه الأعمال لن تنفعك وأنت تارك للصلاة ومضيعاً لها .
فإن قلت لي: وما مصيرها ؟
قلت لك : إن نفعها قاصر على الحياة الدنيا فتجزى بها لأن الله ليس بظلام للعبيد لكن في الدنيا فقط .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إِنَّ اللَّه لا يَظْلِمُ مُؤْمِناً حَسَنَةً يُعْطَى بِهَا في الدُّنْيَا ، وَيُجْزَى بِهَا في الآخِرَة، حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلى الآخِرَة ، لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا » رواه مسلم .

فإن قلت وماذا عن مصيرها في الآخرة ؟
قلت لك : هاهو القرآن يجيبك :
قال الله تعالى (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً ))
والحديث السابق يجيبك أيضاً ((وَأَمَّا الْكَافِرُ ، فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ للَّهِ تعالى ، في الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلى الآخِرَة لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا )) فهل أدركت أن المصاب عظيم .

فإن قلت : الآية والحديث السابقين إنما هما في شأن الكافر !
قلت لك : وهذا عين المراد ، فتارك الصلاة كافر مارق من الملة ، وأذكر لك طرفاً من ذلك ، قال الله تعالى (( ما سللكم في سقر ؟ قالوا لم نك من المصلين ... ))
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (( العهد الذي بنينا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر )) .

قال عبد الله بن شقيق رحمه الله وهو أحد التابعين (( ما كان أصحاب رسول الله يرون شيء تركه كفر إلا الصلاة )) قال أهل العلم هذا إجماع من الصحابة على كفر تارك الصلاة ، والصحابة أعلم الناس بمقتضى ومدلولات القرآن وكلام النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد قال عمر رضي الله عنه (( لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة )) لاحظ أي لا نصيب .
والأدلة كثيرة مستفيضة ويكفي ما ذكر إشارة .

فإذا علمنا أن تارك الصلاة كافر ، فإن الكافر لا تنفعه أعماله الحسنة لأنه فاقد أهم شرط قبول العمل وهو الإسلام ، فقد قال الله تعالى (( وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلا أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ ))

وليس الحل أن تُجهز على الدنيا وتفسدها بل العلاج إصلاح ما فسد منها والرجوع إلى الله والإنابة إليه ليُكفر عنك ما مضى ولتصلح ما بقي من العمر وكن عاقلاً ممتثلاً شرع الله تفلح والله ف! ي الدنيا والآخرة .
وكن متمثلاً قول الله تعالى (( رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ ))