the big heart

the big heart @the_big_heart

عضوة نشيطة

مقاله رائعه لعضو جمعية حقوق الانسان د0حبيب اللويحق

الملتقى العام

هل حقوق الإنسان في بلدنا في وضع يستدعي الهجوم الأخير من هيئات حقوقية دولية ؟؟

سؤال عريض .. وإجابته إجمالا: لا .. ولكن هل يعني هذا أننا بخير ؟..
نحن نعاني في مجتمعنا من ضعف ثقافة الحقوق من جهة ومن تشويه ضخم لقيمتها من جهة أخرى ..ومامن شك في أن صحافتنا المتخلفة تتولى كبر هذا التجهيل والانحراف ؛ ولعل أعظم تجليات هذا يكمن في محاولاتنا غير الموفقة في نشر ثقافة حقوقية لم تعرف مهيعا لاحبا؛ حيث نخطئ كثيراحين نظن أن نشر ثقافة حقوق الإنسان في المجتمعات حديثة العهد بها يكون بالتعليم التلقيني ودمجها في مناهج التعليم التي تشكو هي الأخرى من الترهل ..

إن هذه خطوة ربما تجر إلى النفور منها وعدها عبئا جديدايضاف إلى الأعباء التي تثقل كواهل المتعلمين دون جدوى واضحة أوظاهرة .. وهي تكرار لخطئنا الغريب بإقرار التربية الوطنية مادة دراسيةجديدة فوق رأس هذا الطالب ضمن نصوص جامدة يحفظها الطالب عن ظهر قلب ثم
ينتظر منه بعد ذلك أن يكون محبا لوطنه ..!! إن مثل هذه القيم لا يمكن أن تصل إلى قلب الطالب أو الطالبة بمثل هذا الأسلوب البدائي .. بل إن لها
شروطا واستحقاقات ينبغي أن يتمثلها الراغبون في نشرهذه الثقافة الحقوقيةلينجحوا في زرع قيمها ومثالياتها لتتشربها النفوس دون قسر أو إكراه..
وإن من أولى هذه الشروط أن تربط ثقافة حقوق الإنسان بتأصيل شرعي حقيقي يجعلها شكلا من أشكال الدعوة إلى الله تعالى ومظهرا من مظاهر الرحمةالإيمانية العظيمة التي تعمر قلوب المسلمين تجاه إخوانهم المسلمين وتجاه بقية الخلق الذين يتفيؤون عدالة هذا الدين العظيم دون خشية ظلم أو حيف..

إننا بهذا الربط التأصيلي نقرب هذه القيم المبارك من فطرة الناشئة السويةونجعلهم يحبونها صدقا وحقا .. ثم مع ذلك يجب علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا وذواتنا ومع أجيالنا في تمثل هذه القيم معهم ومع كل من يتعامل معنا .. إننا يجب أن نعترف بشجاعة أن فتياننا ربما يرون أن بعض ناشطي حقوق الإنسان في كثير من الأحوال إنما يتخذونها سبيلا للشهرة أو المناصب العليا أو لفرض أجندة معينة تخالف المجتمع برمته كالاختلاط والسفور وهلم شرا .. وربما يكون بعض هؤلاءالناشطين من أكثر الناس انتهاكا لحقوق الإنسان في بيوتهم وإداراتهم ..
وهذا يجعل بينهم وبين ثقافة حقوق الإنسان بونا شاسعا..

ثم بعد هذا كله يمكن أن نستثمر القصة الإبداعية والعمل الدرامي والدورات التدريبية في إيصال هذه القيم..

لكن ..يتوج هذا كله تحقيق العدالة الاجتماعية القائمة على الشرع المطهر
التي تشعر كل فرد أنه إنسان مكرم لايملك أحد أن ينتهك حقوقه أو يستهدفه
في دينه أو خلقه أو ماله أو كرامته ..

هذا كله في شأن التثقيف .. فماذا عن التطبيق ؟؟
لقدا رأينا موقف المنظمات الدولية لحقوق الإنسان في التقرير الأخير..وكذلك الخطاب الغريب الذي وقعت عليه بعض منظمات حقوق الإنسان العربية قبل أشهر وشنت فيه حملة ظالمة على المملكة العرببة السعودية ونظام الحكم فيها ومستويات التعامل فيها مع الإنسان وحقوقه .. ولقد صيغ الخطاب العجيب بلغة موتورة لا تعرف غير لغة الاتهام والإدانة وتدخل في شؤوننا الداخلية واتهم ديننا بالتشدد والتضييق واضطهاد الأقليات وممارسة التمييز ضد المرأة . ..ولست أدري مايريد هؤلاء !!
إن كانوا يريدون الغيرة على الإنسان وحمايته من التعدي والظلم وانتهاك الحقوق بعيدا عن أي هدف سياسي أو ثقافي فأين هم وأين هي بياناتهم وخطاباتهم في شأن انتهاكات كبرى في بلدانهم التي يمثلونها ؟؟ إن بعض هذه الجمعيات تعمل في بلدان تكاد تسجل أسوأ سجل في حقوق الإنسان في الأرض ومع ذلك لا تعدو أن تكون هذه المنظمات بوقا للتلميع وشكلا من أشكال التزييف وقلب الحقائق ..بل أين هم وأي هي بياناتهم العنترية عن انتهاكات الصهاينة في الأرض المباركة لحقوق الإنسان أو انتهاكات الاحتلال الأمريكي القذرة لحقوق البشر في العراق وأفغانستان وبلاد أخرى ؟؟ أو مجازر المسلمين المروعة في نيجيريا وغيرها ..ثم لماذا لم يفرقوا في بيانهم الذي يشبه مرافعة قضائية بين القيمة والإجراء ؟ لماذا ينظمون هذا كله في سياق واحد ؟ إنني لست أزعم هاهنا أن سجلنا في المملكة العربية السعودية في شأن حقوق الإنسان خال مما يلحظ ولست أزعم أننا لا نقبل النظر وإعادة المراجعة ..لا بل أعني أن الهجوم على هذا الدين العظيم والطعن في أحكامه وتشريعاته باسم الغيرة على حقوق الإنسان يعد جريمة كبرى لاتغتفر .. كماأن هذه الدعاوى الحقوقية العوراء التي لا تنظر إلاإلينا ولا تتابع إلا مانأتي ونذر ولا تقيم مرجعية لها في التعامل مع أمات القضايا في الشأن الحقوقي إلا من الوافد المستجلب هي دعاوى باطلة أصابها أدعياء..وهو مايرجح أن كثيرا من تجليات الحقوق في هذ ا العصر بعيد كل البعد أن يكون قيمة رفيعة تحتذى بل هو أقرب مايكون إلى أداة ضغط للتغيير والتغريب ..

ولننظر في موضوع حقوق المرأة –مثلا-

إن هذه التقارير ماتزال تتوالى علينا متخذة من قضية المرأة عندنا في المملكة قضيتها الكبرى ،وناعية على المرأة السعودية أنها مازالت في حرزها المكنون لم تتبذل ولم تلغ الكلاب في شرفها، وداعية للتحلل من القيم التي تحمي المرأة وتحفظ لها وجودها وسر حياتها في انقلاب فاضح للمعايير والموازين..
إن كل هذه الهجمات المتوالية تتكرر لأننا مازلنا في هذه القضايا نتخذ موقف الدفاع السلبي (أعني الشرفاء منا). وغاية مانطمح إليه أن نقول : إن المرأة عندنا بخير ولسنا نمتهنها.. وهذا خذلان واضح وضعف ظاهر .. لأنه ينبغي أن يكون لنا موقف ساطع لايتلجلج من هذه الانتهاكات الهائلة التي تتعرض لها المرأة في العالم كله من تبذل وسفور ومايتبع ذلك من قذارة بوهيمية مثلية أوغير مثلية ومايترتب على ذلك من ربط مصدر رزقها بهذه الحال المخالفة للفطرة والكينونة السوية ..
إن الله جل جلاله قد فطر المرأة على حب الحياء والخفر والستر والبعد عن أعين الرجال لكن الحضارة المعاصرة يكل تقاطعاتها تفرض على المرأة واقعا مهينا يجعلها تعيش في قلق دائم من أن تفقد جاذبيتها حتى لاتفقد الاحترام والتعاطف ومامسابقات الجمال ومنافسات الإثارة بين نجمات السينما وعارضات الأزياء إلا مثال على أضخم سوق نخاسةعبر التاريخ يجسد يكل جلاء هذا المقدار الرهيب من الإذلال الذي تعيشه المرأة المعاصرة ..
ديننا العظيم لايظلم المرأة ولايحد من إبداعها ..وإن كان من ظلم يقع على المرأة في مجتمعنا كحرمانها من التوظيف في بيئة غير مختلطة أو عضلها أو إيذائها أو السماح لبعض المنحرفات أن يدعين أنهن يمثلنها أو أي انتهاك لحقها فهو ناتج عن تقصيرنا نحن وعدم تطبيقنا لديننا وقيمنا ومبادئنا ..ويجب علينا أن نتعاون على اجتثاث هذا المنكر ..
يوما بعد يوم تتكشف حقائق النسق الثقافي العالمي للمنظمات الحقوقية الدولية التي تتنادى دوما لتحقيق العهود الأممية لكنها لاتستطيع الفكاك من الأجندة السياسية والفكرية .
إن الناظر في الواقع العالمي المرير لايستطيع أن يغض الطرف عن الانتهاكات التاريخيةالصارخة لكل العهود الدولية التي يقوم بها العدو الصهيوني في أكناف بيت المقدس أو تلك التي يقترفها الطغيان الأمريكي في العراق وأفغانستان ومع ذلك لاتحظى إلا بنقد لطيف يسوي بين الجلاد والضحية ويدعو لضبط النفس !!
وإن أمة تعطي الثقة المطلقة لمثل هذه المنظمات المدجنة مع كل هذا القتل والترويع والدمار لهي أمة مستلبة مهزومة لاتستحق العيش إلا في سراديب المهانة والذل.وإلا فكيف يمكن الوثوق بمثل هذه المنظمات التي لايحركها سوى النكير على حجاب المرأة السعودية أو تنفيذ الأحكام الشرعية في المحاكم أومنع البغاء ودواعيه وأمثال ذلك ؛ يدفعها في كل هذا زعمٌ بالحرص على حقوق الإنسان!!! أي حقوق إنسان يزعمون؟؟ إن هذايمكن أن يجوز على ضعفة المتلقين من العوام وأشباههم ولكنه لا ينبغي أن ينفق في سوق البحث العلمي ولاينطلي على الأمة بمجموعها ولايسوق عند أهل الوعي والنظر الصادق لأن حقوق الإنسان لاتبعض ولأننا حينما نقول الإنسان فإننا نعني جنس الإنسانية كله وليس الإنسان الأشقر أو النصراني أو اليهودي..
ولو أن هذه المجازر الوحشية وقعت من غير اليهود على غير العرب والمسلمين لرأيت البيانات النارية الصارمة ضد هذا العدوان ولرأيت التداعي الضخم لإنقاذ الأطفال والنساء ..
ولكنها الروح الحقيقية التي تؤكد يوما بعد يوم صعوبة فصل النشاط الإنساني أيا كان نوعه عن القيم التي يؤمن بها من يقوم به وهي حاثة لنا على الاستقلال الحقيقي بالدعوة إلى حقوق إنسان نابعة من قيمنا وعقيدتنا ..



والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..




اتمنى النقل اعجبكم
2
492

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مشاعل الفهد
مشاعل الفهد
يسلموا على النقل
جرح الحنان
جرح الحنان
يسلمووو عالنقل