إدارة المنتديات

إدارة المنتديات @adar_almntdyat

فريق الإدارة والمحتوى

مقال /حتى نقدّر كوكبنا أكثر + من أين تأتينا المياه

الملتقى العام

حتى نقدّر كوكبنا أكثر




بقلم: أحمد الشقيري




المملكة العربية السعودية ـ الرياض، 16 مارس 2010



إن أحداث مثل الكوارث الطبيعية والتغيّرات المناخية واستثمار موارد الأرض ومشاريع التنمية التي يقوم بها الإنسان، كلها عوامل تزيد من تغيّر طبيعة الأرض على نحوٍ كبير. وفي حقيقة الأمر، تعتبر الأرض كوكب معرّض للضرر مثلنا نحن البشر تماماً، فعندما نكون في صحةٍ جيدة نكون قادرين على مقاومة الأمراض، وحينما لا نكون كذلك تحدث في أجسامنا بعض التغييرات وتبدأ المشاكل الصحية في الظهور.

هذه الصورة تم تحجيمها. اضغط على الشريط لمعاينة الصورة بالحجم الكامل. ابعاد الصورة الاصلية 640x480 و بحجم 45KB.





نحن نعيش اليوم في عالمٍ يشهد تحقيق الكثير من الإنجازات والمشاريع التطويرية الهائلة التي تصاحبها تغييرات وتأثيرات إيجابية واضحة في حياتنا كمشاريع البناء الكبرى والتطورات التقنية والتقدم العلمي وغيرها.إلاّ أن تلك الإنجازات نفسها، والتي زادت جداً في الآونة الأخيرة، سبب رئيسي من أسباب الكوارث الطبيعية التي إن ذكّرتنا بشيء فهو أن الأرض كوكب قابل للتضرر بشكل كبير. وكلنا يعلم بأن الأرض قد تعرّضت مؤخراً للعديد من الكوارث الطبيعية مثل كارثة تسونامي والفيضانات والزلازل والأعاصير.ففي عام 2005، ضرب منطقة جنوب شرق آسيا زلزال كبير كان خامس أكبر زلزال يشهده العالم خلال قرن من الزمان، مما أثار موجة مدٍ ضخمة وأدى إلى غرق الآلاف من الأشخاص ، وتدمير مئات العقارات في كل من تايلند، والهند وإندونيسيا وسريلانكا.كما شهدت بداية العام 2010 أقوى زلزال في هاييتي، شكل كارثة حقيقة للجزيرة وتركها في حالة من الفوضى العارمة محولاً الكثير من أبنية عاصمتها إلى حطام، فضلاً عن مقتل ما يقدر بـ 222,000 شخصاً وإصابة 300,000 آخرين.إن العالم في حالة تطور مستمر وخلال عملية التطور هذه سينشأ الكثير من الأنماط الجوية المتطرفة، كما حصل مؤخراً من فيضانات مدمرة في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية نهاية العام 2009، حيث خلّفت تلك الفيضانات أضراراً بيئيةً جسيمة وأكثر من 200 قتيل إضافةً إلى تدمير العديد من المنازل والجسور.ومثل تلك الكوارث تذكّرنا بأن الأرض عبارة عن نظام بيئي كبير لا نشكّل فيه نحن البشر سوى جزء بسيط، فنحن لا نملك الأرض ولا مواردها الطبيعية كالماء أو الغابات. ورغم ذلك، يبقى ذلك النظام حسّاس وقابل للتضرر ويمكن بكل بساطة أن تتغير الحياة المريحة التي نعيشها على هذا الكوكب في لحظة ما بفعل كارثة من الكوارث الطبيعية.ونتيجةً لذلك، وبعد رؤية المواقف الإنسانية الصعبة التي تخلّفها الكوارث الطبيعية، يجب علينا جميعاً أن نكون ممتنين لاستطاعتنا الاستفادة من وسائل الراحة والمتعة الموجودة حالياً في حياتنا اليومية بكل بساطة، كالكهرباء والماء النظيف.ولو توقفنا قليلاً وفكرنا بأنه لو عاد أحدنا في يوم من الأيام لمنزله قادماً من المدرسة أو العمل ولم تكن الكهرباء تعمل في المنزل، ولا يوجد ماء في الصنبور أو ماء للشرب ـ وبالتالي لا طعام، فكيف سيكون شعوره في ذلك الوقت؟بالنسبة لبعض الناس في العالم يعدّ مثل ذلك المشهد واقعاً حقيقياً يعيشونه كل يوم. وطبقاً لمنظّمة الصحة العالمية، فإن أكثر من ثلاثة مليارات نسمة في العالم سيواجهون شحة في المياه خلال العقدين القادمين.من أجل ذلك سيكون من الأفضل أن نشعر بمزيدٍ من التقدير نحو المصادر الطبيعية التي ننعم بها ونذكّر أنفسنا في كل يوم بالأشياء التي نستطيع عملها لإنقاذ البيئة التي نعيش فيها وما بها من مصادر، وبالتالي إنقاذ أنفسنا.




من أين تأتينا المياة؟


بقلم: أحمد الشقيري
المملكة العربية السعودية ـ 21 مارس 2010


كل 20 عاماً، تزداد نسبة استهلاك المياه في العالم بمعدل ضعفي نسبة نمو السكّان. ومن المتوقّع كذلك أنه بحلول العام 2025 سيتجاوز الطلب على المياه معدل ما هو متوفر منها بنسبة 56% بسبب استمرار حالة الجفاف على المستوى الإقليمي، وانتقال الكثير من السكّان إلى المدن الحضرية الساحلية والحاجة لاستخدام المياه في مشاريع التنمية الصناعية حتى أصبحت إمدادات المياه العذبة في تناقصٍ مستمر.

ووفقاً لأحدث الدراسات، يمثل ارتفاع الطلب على المياه في منطقة دول الخليج تحدياً حقيقياً، حيث تفتقر هذه الدول إلى وجود موارد سطحية للمياه يمكن الاعتماد عليها كما تؤثر حالة الاحتباس الحراري على حالة إمدادات المياه. وتتكون هذه البلدان بصورة رئيسية من أراضٍ صحراوية باستثناء بعض الخطوط الساحلية والبحيرات وجداول المياه والقليل من الجبال، وما يميزها هو أنها ذات مناخ قاحل للغاية، كما أن تربتها ضعيفة ولا تضم سوى مجاميع متفرقة من النباتات الطبيعية.

إن استهلاك المياه في تزايدٍ مستمر عاماً بعد آخر نتيجة لزيادة نسبة السكّان وانتعاش مشاريع البناء. وذلك هو السبب وراء النقص الحاصل في المياه العذبة، والذي سيؤثر بدوره على التنمية الاقتصادية ويؤدي بالنهاية إلى تقليل مستويات المعيشة، حيث سيتأثر كل من السكّان والتنمية بفعل التداعيات الجدّية الخطيرة التي ستظهر في البيئة من حولنا فالجميع يحتاج الماء لأغراض حياتية كالشرب، والزراعة، والصناعة، وتوليد الطاقة الكهرومائية.

ولا تمتلك دول الخليج سوى عدد محدود من طبقات المياه الجوفية العميقة التي تحتوي على إمدادات غير متجددة من المياه الجوفية. ووفقاً لتقارير البنك الدولي، فإن حجم هذه المصادر سيتقلّص إلى النصف بحلول عام 2030.

وفي بيئة صحراوية في الأساس كالتي نعيش فيها الآن، هل يا ترى توقف أحدنا متسائلاً من أين تأتي المياه؟

إن تحلية المياه هي الحل العملي الوحيد المتوفر لدول الخليج لزيادة إمداداتها من المياه النظيفة. وقد بات هذا الحل واقعياً بالفعل لمعالجة شحة المياه في أجزاء كثيرة من العالم. وتقوم محطات تحلية المياه بتوفير المياه النظيفة الصالحة للشرب من خلال إجراء الكثير من العمليات المتنوعة على مياه البحر، ومياه الأنهار قليلة الملوحة ومصادر مائية أخرى.

ومع ذلك، تعتبر عمليات تحلية المياه مكلفة جداً، ورغم تأثير الابتكارات التقنية الحديثة في رفع كفاءة الطاقة في عمليات التحلية وخفض الكلفة التشغيلية، إلاّ أن ذلك الاستثمار لا يزال في بدايته.

ووفقاً لما نشرته صحيفة "اميريتس بيزنيس 24/7" فإن دول الخليج الست قد أنفقت ما يزيد على 40 مليار دولار أمريكي على مدار الـ 25 عاماً الماضية للتوسع في الطاقة الإنتاجية لعمليات التحلية وامتلاك 50% من الطاقة الإنتاجية العالمية. وتأتي المملكة العربية السعودية في المقدمة من حيث مجموع الطاقة الاستيعابية لعمليات التحلية بمقدار 5.01 مليون متر مكعب في اليوم.

هل نحن فعلاً نقدّر الجهود والطاقة والموارد التي يتم استثمارها لكي يتم تزويدنا بالمياه النظيفة التي ننعم بها الآن بشكلٍ تام؟ طبقاً للواقع، يعدّ ذلك أمراً غير مؤكد، لذلك في المرة القادمة التي تستعدّ فيها للاستحمام أو الوضوء، فكّر قليلاً بمدى أهمية هذا المورد الثمين بالنسبة لنا جميعاً والعمليات الطويلة التي تُجرى عليه ليصلك نظيفاً وصالحاً للاستخدام.
35
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

I miss you*
I miss you*
الله يجزاك خير
الناعمة.نت
الناعمة.نت
موضوع اكثر من رائع

وكثر الله من امثاله وجزاك خير الجزاء
عطر الزمن
عطر الزمن
جزاه الله خير موضوع اوقفني كثيرا ...............

فسبحان الله ..عزة قدرته
s ناني s
s ناني s
موضوع قيم
أم وليد[maryam]
أم وليد[maryam]
جزاك الله خير الجزاء
دمتم سالمين