أميرال2009 @amyral2009
عضوة فعالة
مقال ( علو الهمة ) للشيخ صالح المغامسي حفظه الله ورعاه
جريدة المدينة
السبت, 15 مايو 2010
صالح بن عواد المغامسي
لا ريب أن علو الهمة من دلائل مراتب الكمال. ولهذا مُدحَ بها الملوك وعلية القوم:
له همم لا منتهى لكبارها *** وهمته الصغرى أجل من الدهر
وهي مهلكة للجسد متعبة للذهن صارفة عن كثير من المباحات مانعة لحياة السرور والملذات.
قال أبوالطيب:
وإذا كانت النفوس كبارا *** تعبت في مرادها الأجسام
على انه ينبغي لمن سمت همته ان يذكر أمورا ثلاثة ،أولها أن لا يطلب ما ليس له، فليس علو الهمة وحده شفيعا أن يحقق كل غاية وإلا خيف على صاحبها من المثل المشهور ( تلاقي كما لاقى يسار الكواعب) ويسار هذا فيما يزعمون كان عبداً، طمع يوما في بنت سيده، فأخذ يتحرش بها وهي تحذره من مغبة ذلك وتنهاه، فلما رأت إصراره قالت: لن يكون ما تريد حتى تقبل أن أصنع لك طيبا تتجمر به فقبل، فأخذت معها (موس) فلما طيبته قطعت مذاكيره وهو يصرخ يحسب أنه من قرب الطيب والجمر وهي تقول له: اصبر على جمر الكرام، فما لبث أن مات متأثراً بجراحه، فضربت به العرب المثل فيمن يطلب ما ليسه له.
وثاني ما ينبغي تذكره هو أنه لابد من التسلي بالمنى ودفع اليأس ومغالطة النفس
قال أحد الحكماء:
وإذا هممت فناجِ نفسك بالمنى *** وعداً فخيرات الجنان عِداتُ
واجعل رجاءك دون يأسك جنة *** حتى تزول بهمك الأوقات
ودع التوقع للحوادث إنه *** للحي من قبل الممات ممات
لولا مغالطة النفوس عقولها *** لم تصف للمتيقظين حياة
وثالثها الأخذ بالاسباب مع الحكمة في استعمالها ولئن تقف ألف يوم خير من ان ترجع للوراء خطوتين وقد يظن بعض من يحكم على الكلمات بادي الرأي ان فيما حررناه شيئا من التناقض لكن مثل هذا ليس سهلاً ان يتبين لكل أحد.
أما جوهر الامر ولبه فهو عظيم الصلة بالله وحسن الظن به والتسليم لقضائه وقدره مع عظيم الاستعانة به فإن قُرِن هذا بقصد طيب ومراد حميد فهذا الذي تشرئب اليه اعناق الرجال وتضرب له اكباد الإبل.
ولا تنال الامامة في الدين الا بالصبر واليقين
6
805
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ضايعة بدونك
•
بارك الله فيك
جزى الله الشيخ خير وجعله في ميزان حسناته ..
جزاك الله خير على هذا النقل و بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك ...
جزاك الله خير على هذا النقل و بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك ...
الصفحة الأخيرة