مقال عن سيول جده (منع من النشر )على جريدة عكاظ

الملتقى العام

يا شبر المهزلة<<<هذا عنوان المقال


تصوروا.. أكتب مقالي هذا من على شرفة غرفتي في عاصمة آسيوية، نصنفها في مجتمعنا دولة من
دولة العالم "الخامس" مع تفننا في وصف مواطنيها من العاملين لدينا بـ"صديق" و "رفيق"...

أكتب والسماء حولي لم تهدأ طيلة أيام ثلاثة، بمائها ورعدها وبرقها... أنظر إلى الأرض فلا تكاد
قطرات الماء تجد متسعا للتجمع، فكل ما يهطل يختفي فورا في هذه العاصمة ولا تحتاج في معمعة
هذا الهطل إلا مظلة تقي ملابسك من "الرطرطة"، وحينها أشعر بحالة التناقض والصدمة وأنا أشاهد
صور ومقاطع السيول وغرقى شرق جدة، وتقودني "الفطرة" إلى
عقد المقارنة بين بلدي وهذا البلد

الذي وصفت ثقافتنا الشعبية أهله بالغباء وهز


الرأس
، لأكتشف تفوقنا عليهم في مهارة "هز الرؤوس"


إيمانا بأن كل شيء يمشي بالبركة، طالما أن المسؤول يقول "كل شيء تمام"!.

أقلب الصور وأتساءل حائرا: هل هذه عروسنا بالفعل؟، أم جين مشوه عبثت في جسده أيدي الفاسدين
وعشاق البيروقراطية وباعة الكلام وخونة المشاريع؟، وعن أي عروس نتحدث ومثلنا الشعبي كأنما
فصل عليها "من برا الله الله، ومن جوا يعلم الله"؟.

مهما قلنا أو كتبنا أو حللنا فالمسألة تتجاوز كل ذلك ونحن نقف على 84 غريقا وأكثر، قضوا نحبهم
وأسطورة "التصريف الصحي" في جدة مازالنا نخوف بها أطفالنا مقرونة بالبعبع وحمار القايلة، ولا
أعلم –أمام هذه الفضيحة- أين نقف من مشروع أميرنا خالد الفيصل الهادف إلى نقل المنطقة لمصاف
"العالم الأول"؟.


يا سمو الأمير، إن أول مقتضيات الرتب العالية محاسبة المقصر والمستهتر وإعمال حس الأمانة
والرقابة على كل "خط" يلتصق بالشأن العام، ولو –وإن فتحت عمل الشيطان- حوسب أمام العلن
حمالة "الحطب" لأطبق غيرهم الصمت ولأصبحت أقوالهم أفعالا، وحينها يمكننا التفاؤل بلحاق ركب
العالم الأول.

إن السؤال البدهي أمام مشاهد "طوفان" جدة يقول:


ألم تنجز أمانة جدة في سنوات عدة عشرات
المشاريع لصيانة وتحسين شبكات تصريف مياه الأمطار، وأتخمت "عيوننا" بتصريحاتها وأولويات
مشاريعها، وكانت منطقة شرق جدة مشمولة بتلك المشروعات حسب التصريحات الموثقة، وأمام هذا
الطوفان نتحدث عن أمرين: إما أن المشروع أرسي على مقاول "ربع استواء"، أو إن صحافتنا تتقول
...على مسؤولي الأمانة وتنسب إليهم مشاريع لم تنفذ...


يا لسخرية الشبر، كل عام يتفنن في إغراقنا ويتفنن غيرنا في ترديد أساطير مشروعاتهم وإن كان
الثمن جثث ضحايا دفنها سيل وكشف معها واقعنا.









كتبه::
يآسر العمرو
الكآتب بِــ صحيفة عُكآظ
49
9K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

اوراق من ذهب
اوراق من ذهب
لقد اسمعت لو ناديت حياً
ولكن لاحياة لمن تنادي
الله يتقبل الي ماتو شهداء ويربط على قلوب ذويهم ويكفينا شرالدنيا وبلاويها
غيداء الاندلس
الله يحفظنا
@نورلين@
@نورلين@
مقال جميل

ألف شكر أجمل احساس
@ ام رنو @
@ ام رنو @
والله ياحبيبتي ارواح الموتى ماتهمهم والله لو واحد من المسؤلين اومن كبار البلد كان اهتمو وخافو لكن مثل كل مره منح للمتضررين وايوائهم وخلاص ترى ماقصرنا معاكم:angry2:
فعلا النار ماتحرق الا رجل واطيها
حسبنا الله ونعم الوكيل
برنسيسة الشمال


ياسر العمرو

بارك الله فيك وفيما كتبت

حقا مقال في الصميم

لابد من محاسبة المسئوليييين


هذا شعار لازم ترفعه اهل جده