مقال في الصميم لايفوتكم يابنات .......

الملتقى العام

ومما لا شك فيه أن العقلاء في هذه البلاد , وأهل الفضل والديانة , يفخرون بوجود رجال الهيئة بينهم , ويرونهم أنموذجا للرجل الناصح الصادق , الغيور على أمته ووطنه .

وأنه لا يطعن في هؤلاء الفضلاء إلا خفيف العقل , ضعيف الديانة , مزعزع الولاء لدولته , التي ربطت هذا الجهاز بنشأتها ومصيرها , فهي كما يصرح قادتها لا قيام لها إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وأن زواله يعني زوالها .

ولتثبيت هذا من خلال النظر إلى الواقع , فإننا لانجد الطعن في الهيئات ورجالها من , العلماء الصادقين , ولا من الدعاة المخلصين , ولا من أهل السيادة والقيادة , ولا من أهل الفكر والثقافة , بل نجده من حثالة تسنمت ظهر الإعلام , وأتيح لها المجال لتقول ما تشاء بلا حسيب ولا رقيب .

لا نرى النقد , والسخرية بهذا الجهاز العظيم الذي شهد بفضله وعظيم منزلته رأس الهرم الأمني نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله - إلا من قبل أغيلمة الصحافة , أو مجاهيل المنتديات , أو بسطاء الناس في مجالسهم .

أما حين يتكلم العقل , وتنطق لغة الحجج , والأرقام , فلا تسمع إلا إشادة مجلس الشورى , وشهادات أمراء المناطق , وتصريحات قادة الأمن من رجال الشرطة و مكافحة المخدرات وغيرها .

حين تتكلم الوثائق , نجد أن الهيئة كانت وراء كشف الأجانب الذين فجروا في هذه البلاد من البريطانيين وغيرهم , ووراء كشف كثير من أعمال السطو , والقتل , والسرقة , والمخدرات , والقمار , والدعارة , والسحر والشعوذة , والشرك , والغش , والنصب , والتزوير , وغيرها من الجرائم التي تفتك في أخلاق هذه البلاد وأمنها .

لو أخرجت السجلات ورآها الناس لتفتق فم الأبكم قبل الناطق وقال :

أؤلئك قوم إن بنوا أحسنوا البُنا **** وإن عاهدوا وفوا وإن عقدوا شدوا

أقلِّــــــــوا عليــــــهم لا أبا لأبيكمُ **** من اللوم أو سُدُّواالمكان الذي سدُّوا

أيها الفضلاء :

يحار المتابع لما يكتب عن هذه العصبة المؤمنة في صحافتنا , وفي بعض منتدياتنا , كيف أعمى الله بصائر هؤلاء عن تلك الإنجازات الضخمة التي يحققها هؤلاء الأبطال , والبصمات العظيمة التي تتركها أفعالهم في مجتمعنا .

ألم يكف الشامتين بالهيئات , ما يقبضون عليه من الخمور التي لو قدر الله وتسربت لكان ضحاياها بالآلاف ؟

ألم يكفهم ما يكشفونه من مخدرات تهتك الستر , وتفسد العقل , وتنشر الشذوذ , وتفتح باب الجريمة على مصراعيه ؟

ألم يكفهم ما يحكمون سيطرتهم عليه بفضل الله من السحرة والمشعوذين الذين يعبثون بعقول الناس ويفسدون علاقاتهم بربهم , وفيما بينهم بالصرف والعطف ؟

ماذا ينقمون منهم ؟

ماهي جريمتهم التي جعلتهم متنفسا لأحقاد هؤلاء ؟

ماهو الشيء الذي مارسه رجال الهيئة حتى أصبح الباحث عن الشهرة , وربما الشهوة , لا يستطيع الوصول إلى ذلك إلا بعد التسلق على جدار عفتهم وكرامتهم ؟

لماذا يطالبونهم بالمستحيل , وتحقيق المعجزات رغم أن جهاز الهيئات برمته في المملكة كلها يقل في عدده وميزانيته وكل ما يتبعه , عن ميزانية بعض الدوائر في منطقة واحدة من مناطق المملكة !!!!!!!!!!!!!!؟

هل يريدونهم ملائكة لا يخطئون؟

أم يريدونهم شمسا شارقة لا تغيب ؟

أما علم الشامتون بالهيئة أن العامل لابد أن يخطىء , وأن الخطأ ربما يكثر بكثرة العمل ؟

أليس رجل الهيئة من سائر الناس , وموظف كبقية موظفي الدولة ؟

إذن فلماذا تضخَّم أخطاءه , ويبالغ هؤلاء بهفواته , ويطيرون فرحا باجتهاداته ؟

كم سمعنا ونسمع أن عضوا من أعضاء الهيئة أوقف رجلا معه امرأته , وأنه سأله وناقشه , أو أن رجال الهيئة أوقفوا شابا في سوق من الأسواق وهو بريء ليس عليه شيء , أو أنه كان مع أهله أثناء تسوقه .

وسمعنا غير هذا , ولن نزال نسمع مثل ذلك .

والحق يقال أننا في مجتمعنا هذا رغم كثرة خروجنا من بيوتنا , ومخالطتنا للناس لم نسمع أن رجلا ممن عليه سمت الوقار , والعقل تعرض لشيء مثل ذلك , وأنه لا يتعرض لمثل هذه الوقائع والأحداث إلى من يجر الشبهة لنفسه بسوء تعامله , أو بطريقة مسايرته لأهله , أو بمظهره الخارجي الذي يلفت النظر إليه , أو بقرينة قوية تثير الشبهة .

أما أن يأتي رجال الهيئة لرجل ليس ثمت مايدعو إلى مناقشته فهذا إن لم يكن معدوما فهو أندر من النادر , وإذا ثبت فإدارة الجهاز هي أول من يتولى عقاب فاعله بكل حزم وصرامة .

لقد قابلت أناسا كثيرين , وخلقا الله أعلم بعددهم ممن يثيرون مثل هذه الاختلاقات على رجال الهيئات - والذين لاندعي لهم العصمة - لكنني حين أتحقق من القصة أجد فرقا كبيرا بين ما ينقله هؤلاء وما يقوله رجال الهيئة , وأجد أن المتظلم قد أخفى من مجريات الأحداث ما يدينه , ويثير الشبهة عليه .

لست هنا بمقام المدافع عنهم , وليس لي مصلحة أرجوها عندهم , لكنه والله يشهد من باب الذب عن أعراضهم , وتسخير هذا القلم الذي تحملنا أمانته في الدفاع عن الفضيلة وأهلها , وكشف الباطل والرذيلة وحملة رايتها .

رجال الهيئات لمن لا يعرفهم , من خيرة المجتمع في تضحيتهم , وتفانيهم , وغيرتهم , وإيثارهم , وهم أبعد الناس بحثا عن الشهرة , أو المنصب , أو التلميع , وما مكث بعضهم في مرتبته الوظيفية المتدنية لسنوات رغم استحقاقه لما هو أعلى منها إلا خير شاهد على ذلك .

رجال الهيئات عرف نزاهتهم وصدقهم حكام هذه البلاد فجعلوهم طرفا في كل لجنة يكون فيها عنصر نسائي .

رجال الهيئة عرف قوتهم وإخلاصهم رجال الجمارك فكاتبوهم في المناسبات كالحج وغيره للتعاون معهم في المنافذ والاستفادة من خبراتهم في كشف مايراد تمريره لهذه البلاد .

رجال الهيئة أمنهم الناس وأحبوهم , فلا يقلقون من مكان يقع تحت مراقبة الهيئة ويتواجد فيه رجالها .

رجال الهيئة لهم الصدر بين الناس حين كان ذيل المجالس لغيرهم من الصحفيين والشامتين .

أيها الفضلاء :

خطأ رجال الهيئة , وما ينسب لهم من تجاوز يمكن حله لمن كان قصده النصيحة , والغيرة على هذا الجهاز العظيم , أما من كان مراده التشهير والتعيير , فهذا سيظل يصرخ في الصحراء حتى ينقطع صوته .

ولعل من عجائب ماسمعت لبعض الشامتين وقرأت , قولهم :

انشروا كل شيء ولو بالكذب حتى يكرههم الناس , وحتى يظهر للمسؤلين أن الناس بدأت تتذمر من الهيئة !!!!!!!!

ونسي هؤلاء أن القادة وأهل الحل والعقد لا يأخذون تقاريرهم من هرطقات المجاهيل , بل يطلعون عليها من مدونات الأعمال والوقوعات , ومحاضر القبض والتدقيق , وصور التوثيق للمنجزات .

لو كانت الهيئة تشكل خطرا على هذه البلاد كما يزعم الشامتون بها , أو أنها دولة داخل دولة كما يحاول المحرضين إثارة حفيظة الدولة , أو أنها تتدخل في حريات الناس كما يريد أصحاب الشهوات , لما اعتبر الأمير نايف - حفظه الله - موقف من يطالب بحل البوليس الديني تدخلا في السياسة الداخلية لهذه البلاد , ولما أعلن وبوضوح أن الهيئة باقية ما بقيت هذا الدولة , ولما وقف معها الرجل الشهم سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - ودعمها بكل ما يستطيع .

يكفي الهيئات فخرا أنها محل تقدير واحترام ومتابعة وتشجيع ودعم حكام هذه البلاد , وأنهم يفاخرون بها بين الناس في كل محفل , وفي كل مناسبة .

فهل موقف هؤلاء دعم للإرهاب . وهل الهيئات إرهابية ؟

والحل يا أيها الفضلاء :

أن نقف جميعا خندقا واحدا مع هذا الجهاز العظيم , وأن نسانده بكل ما نملك , بالرأي والمشورة , والنصيحة الهادفة , والكلمة الصادقة , والمعلومة الدقيقة , وبث رسالته بين الناس , وتصحيح ماحاول أعداء الفضيلة تشويهه .

علينا أن نتلمس حاجاتهم , وأن ندعمهم بما يحقق رسالتهم ويبلغها للناس , وبما يكون فيه الخير للمجتمع بأسره .

علينا تزويدهم بالأشرطة النافعة , والمطويات المفيدة التي تعالج قضايا الشباب ومشكلاتهم .

علينا أن نذلل لهم الصعاب بما نستطيع من حيث خدمتهم فيما قد يشغلهم عن عملهم الذي يكون نفعهم فيه أعظم وأعم .

علينا معرفتهم عن قرب , ودراسة مشكلاتهم , وتفريج ما أمكن من كرباتهم .

على أهل اليسار أن يقفوا إلى جنبهم , وعلى أهل العلم أن يتواصلوا معهم , وأن يزوروهم , ويؤازروهم , ويعقدوا لهم الجلسات , ويزودوهم بالنصائح والتوجيهات .

علينا جميعا مناصحة المقصر منهم بما نراه , فإن استجاب فذاك , وإن لم يستجب فعلينا بمخاطبة من ينصحه أو يردعه من المشرفين عليه .

هذا وللحديث بقية بحول الله وفضله

والله أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

وكتبه

سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش

أبو مالك



منقول جزى الله خيرا كاتبه.
0
398

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️