مقال لجاسم المطوع

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم

في جلسة شبابية التقيت بها مع مجموعة من الشباب ، دار الحديث معهم في جوانب عدة ، وبعضهم كان يتحدث عن التقصير الذي يقوم به في حق الله تعالى ، وعن علاقته بالبنات ، سواء من خلال العمل أو عبر الإنترنت أو في المقاهي والمنتزهات ، وكانت جلسة ممتعة وحوار شيق ، وفجأةً بادر شابٌّ بطرح السؤال التالي : ما الفرق بين الزنا والزواج ؟!
ثم أجاب بنفسه: أنا لا أجد فرقاً !
فقلتُ له : أنت لا بد أن تنظر إلى أصل الموضوع لتعرف الفرق ، فربُّنا ـ تبارك وتعالى ـ عندما خلق آدم خلقه للاستخلاف في الأرض ، وما معنى الاستخلاف ؟ أي: أنْ يعمر الأرض ، وحتى يستمر العمار لابد من استمرار الذرية ، والزنا يخالف هذا الهدف ، فالزواج دائم والزنا مؤقت ، والزواج يضمن لنا استمرار الذرية للاستخلاف في الأرض والزنا لا يضمن لنا ذلك ، وإذا جاء المولود من الزنا أصبح تربية شوارع ! وهذا لا يحقق الهدف من الخلق وهو عبادة الله تعالى .
ثم التفتُّ عليه وقلتُ له: وانتبهْ لأمرٍ هام في الفرق بين الاثنين: إن الزواج فيه تحمّل للمسؤولية ، أما الزنا فلا ؛ ولهذا نحن نحرص على تربية أولادنا من الصغر على تحمل المسؤولية ، وهذه التربية تساهم في إبعادهم من الزنا ، بينما الزواج أمره مختلف .
فقال أحدهم : ألا تتفق معنا بأن الزنا ممتع ؟!
قلتُ له: من جمال الشريعة وأحكامها أنها لا تُعطي حقاً لشخصٍ على حساب آخر ، فيتحقق الظلم ، وأحكام الإسلام كلها عادلة .
فقال أحدهم : ما فهمنا قصدك !!
قلتُ : أعني بكلامي المرأة ، فإن الله تعالى عندما خلقها أوجد فيها شهوتين : المتعة والأمومة ، وعندما يمارس الشاب معها الزنا فإنه يحقق لها شهوة واحدة ، ويحرمها من الثانية ، وفي هذا ظلم كبير . بينما الزواج يحقق لها الشهوتين معاً ، وهذا فرق جوهري .
وأنا أجيب الشباب وأُحاورهم كنتُ أنظر إلى شابٍ يستمع بإنصات دون أن يشارك في الحوار ، فبادرتُه قائلاً: وأنت ما رأيك ؟ لم نسمع صوتك ؟ قال: بالنسبة لي فالصراحة أنَّ الذي يمنعني من الزنا غيرَ خوفِ الله تعالى أخاف من الأمراض كذلك .
فقلتُ للشباب: وهذا سببٌ وجيهٌ كذلك ، بالإضافة إلى أن الزنا لا يجعلك تنتج في المجتمع ، فيكون همك دائماً البحث عن البنات والمتعة فقط ، وليس همك الإنجاز للمجتمعات وتحمل المسؤوليات .
ثم قلتُ لهم: اجعلوا قصة يوسف ـ عليه السلام ـ وعفته دائماً نموذجكم في الحياة ، وقصةَ مريم ـ عليها السلام ـ وعفتها نموذجاً للبنات في الحياة ، وتذكروا قول النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (مَنْ يضمنُ لي ما بين لِحييه وفخذيه أضمنُ له الجنة ) .
ثم شكرتهم وودعتهم ، وأنا أسأل الله أن يحفظهم ويحفظ شباب المسلمين ، فاللهم آمين


الى كل من يمر علي موضوع لى هنا
اتمنى لكم السعاده والتوفيق جميعاً•
•والملتقى الجنه•

2
381

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

جواهر حواء
جواهر حواء
يـــــــــــااارب..

جـــــــزاك الله رضــاه والجنـه ي الغــلا

لا اله الا الله محمــد رسول الله
سعوديه ودمي أخضر
شكرا ع المرور الطيب