بنت ابوها

بنت ابوها @bnt_aboha_1

عضوة شرف في عالم حواء

مقتطف من كتاب العلامة فهد العودة حتى لاتغرق السفينة

الملتقى العام

وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

1. الهاتف :

فبالإمكان أن تتصل بصاحب المنكر وتأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر ، أو تتصل بمن يستطيع تغيير المنكر ؛ من علماء ومسؤولين ، ووجهاء .

أرأيت حين تعلن جهة عن عمل لا يرضي الله ، فتنهال عليها الاتصالات الهاتفية من أطراف شتى ألا يكون ذلك موثراً في دفع المنكر !

أذكر أنني اتصلت بمؤسسة أعلنت عن حفل مختلط في إحدى الدول المجاورة ، فعرفت المسؤول بنفسي ، ومكان اتصالي ، وكلمته عن الإعلان المذكور ، فاعتذر ، وقال إن هذا الإعلان نزل بطريق الخطأ ، وقد أعلنا في الجريدة في اليوم التالي نقداً لهذا الإعلان ربما لم يتسن لك الاطلاع عليه ، وإن الناس قد اتصلوا بنا من كل مكان ، حتى كبار العلماء والمشايخ اتصلوا واستنكروا الأمر، وقد بلغناهم بحقيقة الأمر ، ونحن نشكركم … ألخ

والشاهد من ذلك أننا حين نتصل على صاحب منكرٍ ، فإننا بذلك نفهم الناس ماذا يريد المجتمع .

والهاتف – من خلال التجربة – وسيلة فعالة جداً ، وموثرة في هذا المجال على أنها لا تكلف جهداً أوعناءً فكل ما في الأمر مبلغ من المال مقابل هذه المكالمة يكون في سبيل الله ولا يضيع ، وبمجرد رفع السماعة وإدارة قرص الهاتف تجد أنك إنسان إيجابي ومؤثر .

7. الرسالة الشخصية :

وما أبلغ أثر الرسالة الشخصية على قارئها متى كتبت بأسلوبٍ لبقٍ مهذب يخاطب مكامن العاطفة في النفس البشرية .

إنها حديث مباشر هادىء ، يعطي الآخر فرصة التفكير والمراجعة والتصحيح ، وهو بعيد عن الكلمات التي قد يزل بها اللسان من دون قصدٍ ، إذا إن الكتابة تمنح الداعي فرصة التفكير فيما يكتب ويسطر .

وحتى لو خاطبت قطاعاً عريضاً من الناس ، طباعة الأغاني ، أو متعاطي الربا ، أو مروجي الأفلام الهابطة ، أو أصحاب المحلات التجارية ، أو أي طبقة من طبقات المجتمع .

ولو خاطبتهم برسالة مطبوعة على جهاز (( الكمبيوتر )) تسجل على كل نسخة اسم المحل الدي توجه إليه لكان لها وقع خاص موثر، أعظم من وقع الكتاب والشريط الذي لا يخاطب المعني مباشرة .

8 - مقاطعة صاحب المنكر :

بحيث يتم الامتناع عن معاملة المكان أو المؤسسة التي يوجد فيها المنكر .

فبيوت الربا التي تجاهر بحرب الله تعالى وحرب رسوله صلى الله عليه وسلم (( يا أيها الذين آمنو اتقو الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحربٍ من الله ورسوله )) ( سورة البقرة 278 – 279 ) هذه البيوت من أين شبت وترعرعت وقويت ؟! اليس من أموال المسلمين !!

والمجلة الماجنة ، ما الذي ضمن لها الاستمرار والرواج والثراء ، حتى أصبحت لا تخرج إلا في ورق صقيل وطباعة فاخرة ؟! أليس أموال المسلمين !!

وكل مؤسسات الفساد والانحراف والرذيلة إنما كفل لها الذيوع والبقاء إقبال الناس عليها وعلى ما تبثه من سموم ودعمهم لها بأموالهم ، من حيث يشعرون أو لا يشعرون .

ولو أن المسلمين قاطعوها , لانتهت تلقائياً ولوئدت في مهدها . لكن الواقع المر أن أحد المسلمين أجَّرَها مقرا ، والآخر توظف فيها ، والثالث تعامل معها والرابع دعا إليها .. وهكذا حتى صار المجتمع – من حيث يشعر أو لا يشعر – ينفخ روح الحيوية والقوة في مثل هذه المؤسسات، ثم يعود الناس يمتعضون منها ويستاؤون ، ولا نقول لهم إلا ( يداك أوكتا وفوك نفخ ) .

على سبيل المثال لو أن أحدنا دخل على صاحب تموينات يبيع الدخان والمجلات الفاسدة فقال له : يا أخي لماذا تبيع هذه المحرمات ؟ فسيقول لو لم أبعها لما عاملني الزبائن . فليرد عليه قائلاً : وهل أنا إلا من الزبائن ، إني سأقاطع تمويناتكم إلا أن تطهروها من هذه المحرمات . ثم يأتي ثانٍ وثالث ورابع .. ويكون لهم الموقف نفسه ، وبعد ذلك ستجد أن الرجل أخلى محله من تلك المنكرات ، فإذا جاءه شخص يبحث عن شيءٍ منها ، قال له : إن الزبائن رفضوا أن يشتروا مني وعندي هذه الأشياء .

وهكذا تؤدي هذه الوسيلة مفعولها إذا تعاون أهل الخير ، وأثبتوا وجودهم خاصة أن الناس لا يزال فيهم خير كثير ؛ مما يجعل إمكان استجابتهم كبيراً بإذن الله تعالى .

9. التشهير :

إذا لزم الأمر ودعا الموقف إلى اللجوء إلى التشهير بالمنكر وصاحبه فلا بأس ، كما تقدم معنا ذكر تصريح الرسول صلى الله عليه وسلم باسم ابن جميل وما فعل من منكر .

والتشهير يأخذ صوراً شتى ، فليس بالضرورة أن يكون التشهير إعلاناً على المنبر ، بل له أساليب مختلفة ، ولنضرب لذلك مثلين ، أحدهما من القديم والآخر من الحديث .

المثال الأول :

كان لأحد المترفين في بغداد بيت تعلو منه أصوات الغناء والطرب والمزامير واللهو ، فطرق عليه بعض الصالحين الباب ، فلم يستجب ، وحاولوا ثانية وثالثة ، فلم يستجيب لهم . وكان في بغداد قاريء بكاء مؤثر حسن الصوت ، فجاء في أحد الأيام – وكان الناس مزدحمين في الشوارع - فجلس على عتبة هذا البيت الذي تعلو منه أصوات المنكرات ، وأخذ بصوته العذب الجهوري يرتل القرآن ، فاجتمع الناس إليه ، وامتلأ الشارع بهم ، وعلت أصواتهم بالبكاء والنشيج ،حتى سمعهم الذين بداخل الدار ، فخرج صاحبها وأخرج معه الطبول وسائر آلات اللهو ، وسلمها للشيخ ليكسرها بيديه .

وعلى هذه الشاكلة استطاع هذا القارىء أن يغير المنكر عن طريق التشهير ، بدون أن يتكلف وبدون أن يجافي الحكمة .

المثال الثاني :

ما فعله بعض الدعاة المعاصرين ، حين علم عن إقـامة حفل غنائي فيه لهو وطرب ومنكرات، وعجز عن إيقاف ذلك المنكر ، فما كان منه إلا أن أخبر الصالحين ، بأنه سوف يقيم محاضرةً في مكان مجاور لمكان المنكر ، وفعلاً أقام المحاضرة وأخذ يتكلم بكلام مؤثر جيد ، فانسحب الناس من مكان الحفل إلى المحاضرة ، وأوقف الحفل الغنائي .

وهكذا أوصد الباب في وجه المنكر وأهله بطريقةٍ هادئةٍ لا مأخذ فيها على المصلح .

إن هذه الوسائل ليست سوى أمثلة أو نماذج لوسائل أخرى كثيرة يمكن أن يبتكرها الغيورون لإزالة المنكرات وتغييرها وحماية المجتمع منها ، وسيجد المصلح أمامه مجالاً رحباً للتفكير في تجديد الوسائل وتنويعها متى كان جاداً منفعلاً لقضية الإسلام ، متحلياً بالعلم الصحيح الذي يفتح أمامه آفاق المجهول .
2
804

هذا الموضوع مغلق.

مـميز
مـميز
أخت ،،
جزاك الله كل خير وبارك فيك ،،،

حبذا لو ذكرتِ الوسائل اتلأخرى التي قالها الشيخ إجمالاً حتى يُستفاد منها ،،

إن كان لي من تعليق فهم على التشهير ،،،
وكالعادةت فالمرء يفكّر بعقله ولا يعطي عقله من يفكر عنه ويقرّر له ،،


أقول :

التشهير أسلوب خطير وذو ردّة فعل معاكسة غالباً ،،
فينبغي أن يحتاط المرء منه أشد الاحتياط ويتوقف عند الأخذ به حتى يشاور أهل العلم الراسخين ،،

ومن تأمل ما فعله الشيخ هداه الله وجد أنه سلك مسلك التشهير في إنكار المنكر ،،
لا أقول على العصاة من عامّة الناس وإنما على ولاة الأمور ،،
ومن سمع بعض أشرطته علم هذا ،،
ومن عرف سبب إيقافه أيضاً علم هذا ،،

أنا لا أطعن في الشيخ وفقه الله لكن أقولها وبكل أمانة متابعاً فيها أهل العلم الراسخين أمثال الشيخ ابن باز أن الشيخ سلمان العودة هاده الله أخطأ في اجتهاده حين أخذ يتكلم ويتكلم عن أخطاء ولاة الأمور في أشرطته ودروسه وبين من هم في عداد صغار طلاب العلم - إن كان عندهم علم - ،،

أعوذ بالله أن أستدرك على الشيخ أو أخطّأه ،،
لكنه قول أهل العلم فأنا تابعتهم ولم آت بشيء من عندي ،،

وكتبت هذا لئلا ينخدع أحد في هذا فيرى أن التشهير بصاحب المكنر مشروع على الإطلاق !!!!!!

وهذا عمار بن ياسر رضي الله عنه لما قيل له :
ألا تقوم إلى هذا فتناصحه ؟؟ (يعني عثمان رضي الله عنه)
فقال :
وما يدريك يا أخي لعلي إن أخذتُ بيده بيني وبينه يكون مني هذا ؟؟!!

فكان الواجب على الشيخ وأمثاله أن يناصحوا وينكروا سرّا لا علانية ،،
تماماً كما لو أنني رأيت منك تقصيراً فشهّرت بك وأصدرتُ شريطاً في النصح لك ،،
فما موفقك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أحبابي :

خذوا هذا بالعلم والعمل لا بالعاطفة والتعاطف مع الشيخ ،،
لأنه كلٌّ يؤخذ من قوله ويردّ ،،،،،،،،،


والسلام،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
مـميز
مـميز
الإخوة الكرام،،

آمل ألا يفهم كلامي على غير ما أريد ،،

رجاءا كرر القراءة قبل أن تفكر في النقد ،،