الحمدلله رب العالمين، الحمدلله الذي أنزل الداء والدواء، والصلاة والسلام على خير ولد آدم أجمعين،
وعلى آله الطاهرين وصحبه الغر الميامين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
لقد مضى على المسلمين حين من الدهر، أدركوا فيه أهمية الحجامة وأسرارها وضوابطها،
فأقبلوا عليها كوسيلة من جملة الوسائل العلاجية التي وقفوا عليها وحذقوها؛ للتخلص من
الأمراض التي كانت معروفة لديهم آنذاك، وللوقاية من أمراض أخرى كانت محتملة.
ومما لا يختلف فيه اثنان، أن الحجامة تُمثل هديًا نبويًا لفت النبي – صلى الله عليه وسلم –
إلى أهميتها في استئصال بعض الأمراض وندبه إلى عمل الحجامة إذا ما دعت ضرورة
إلى ذلك، مبينًا فضائلها وبعض طرقها ومواضعها عمليًا؛ لعلاج جملة الأمراض.
ويبدو أن السلف الصالح من هذه الأمة، قد ساروا في هذا الميدان على نهج النبي
– صلى الله عليه وسلم – فأفادوا من الحجامة بالقدر الذي تسمح به الظروف
وتدعو إليه الحاجة.
وبعد الدراسات والأبحاث لدى الغرب توصلوا إلى أنها تصلح علاجًا لجميع
الأمراض، وأنها تُغني عن كل ما عرفته البشرية من طرق علاجية في الطب
الحديث. فسبحان الله صدّقها الإسلام قبل 1400 عام.
والذي لا ينطق عن الهوى كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :
(( إن في الحجمِ شفاء)) متفق عليه
وقال – صلى الله عليه وسلم - : (( خير ما تداويتم به الحجامة )) صحيح الجامع
ففي الوقت الذي سجل فيه العلم الحديث أكبر إنجاز عرفه الإنسان في مجال الطب،
وانتقل نقلة حضارية فريدة في هذا الميدان، من خلال الكشف عن الخارطة
الوراثية عند الإنسان؛ ننشغل نحن بالحديث ـ إعلاميًا وشعبيًا ـ عن الحجامة،
وشفاؤها لكثير من الأمراض وأحيانًا لجميع الأمراض.
وقد سُجل أن الحجامة تفيد في حوالي ثمانين حالة بين مرضٍ وعَرض ومن هذه الحالات :
الروماتيزم، الروماتيود، والنقرس، والغدة الدرقية، والضعف الجنسي، وارتفاع ضغط الدم ،
وقرحة المعدة، والقولون العصبي، والتبول اللاإرادي في الأطفال، وضيق في الأوعية الدموية،
وتصلب الشرايين، والسكر، ودوالي الساقين، والخصية، والسمنة، وضعف السمع،
والتشنجات، وضمور خلايا المخ، ونزيف الرحم، وانقطاع الطمث، وغير ذلك الكثير.
هي حرفة، وفعل الحَجَام، والحَجْمُ : المَصّ.
يقال: حَجَمَ الصبيُّ ثّدي أُمه إذا مصَّه.
والحَجَّامُ : المَصَّاص.
قال الأزهري: " يقال للحاجم حَجَّام؛ لامتصاصه فم المِحْجَمَة "
قال ابن كثير: " المِحْجَمُ أيضًا مِشْرَطُ الحَجَّام" ومنه الحديث
(( لَعْقَةٌ عَسلٍ أو شَرطة مِحْجَمٍ ...)) انظر لسان العرب
والحجامة معروفة منذ القِدم، عرفها الصينيون والبابليون والفراعنة، ودلت آثارهم وصورهم
المنحوتة على استخدامهم الحجامة في علاج بعض الأمراض، وكانوا في السابق يستخدمون
الكؤوس المعدنية وقرون الثيران، وأشجار البامبو لهذا الغرض، وكانوا يفرغونها من الهواء
بعد وضعها على الجلد عن طريق المص، ومن ثم استخدمت الكاسات الزجاجية والتي كانوا
يفرغون منها الهواء عن طريق حرق قطعة من القطن أو الصوف داخل الكأس.
الحجامة وبعض أسماءها بلغات أخرى :
الإنجليزية: cupping therapy & suction cup therapy
الصينية : baguanfa & ba guan zi
الماليزية: bekam
اليابانية : kyuka ku
الألمانية : الفاسك ( بتفخيم الفاء )