بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه مقدمة للدرس الأول من كتاب" زاد المستقنع " وهو مختصر في الفقه من "
مقنع " الإمام إبن قدامة المقدسي .
وقد اعتمدت في الشرح على كتاب " السلسبيل في معرفة الدليل " وهو حاشيه على
كتاب " زاد المستقنع " و هو سهل العبارة يذكر الأدلة من الكتاب والسنة , ويذكر
اختيارات شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله , وتلميذه إبن القيم , وأقوال المذاهب
الفقهية الأخرى ويذكر الراجح في المسائل الخلافية .
واعتمدت أيضا على محاضرات للشيخ الشنقيطي جزاه الله عنا خير الجزاء ,
هذا الكتاب الذي نحن بصدد التدارس فيه , على مذهب الإمام أحمد , ولكن هدفنا ليس
المذهب وإنما سنبين أقوال العلماء ونأخذ بالراجح منها لقوله تعالى ( قل هاتوا
برهانكم إن كنتم صادقين ).
وأنصح جميع من سوف يتابع معنا بقرأة " واجب العامي تجاه اختلاف المذاهب " على
هذا الرابط,
http://www.hawaaworld.com/vb/showthread.php3?threadid=11837
كلمة لا بد منها:
وقبل كل شئ أذكركم ونفسي بأن "أصل العلم خشية الله " كما قال الإمام أحمد , ويجب
أن تكون النية خالصة لله عز وجل , فكلما كانت النية خالصة لله كلما أعاننا الله عز
وجل على هذا العلم الشرعي الواجب علينا.
ولنضع نصب أعيننا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من يرد الله به خيرا يفقهه
في الدين " , وقوله " من التمس طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى
الجنة".
ولو نظرنا إلى كتاب فتح الباري لوجدنا أن البخاري بوب الكتاب كالتالي : كتاب " بدء
الوحي" ثم باب" الإيمان" وهو الذي يدخل به الإنسان إلى الإسلام ثم كتاب" العلم" ,
والسبب في هذا التقسيم أننا عرفنا الإسلام عن طريق الوحي , ثم على المرء بعد ذلك
الدخول في الإسلام أي الإيمان , ثم تأتي الخطوة التاليه وهي تعلم الأمور التي تجب
علينا حتى نؤدي ما علينا على بصيرة .
ويجب أن نعلم أنه يحرم القول دون علم في دين الله , لذلك وضع البخاري باب (باب
العلم قبل القول والعمل )
قال ابن المنير : أراد به أن العلم شرط
في صحة القول والعمل , فلا يعتبران إلا به.) أنتهى .
لذلك وجب على كل مكلف معرفة حكم الله قبل العمل حتى يقوم بالعمل على الوجه الذي
يرضي الله . إذا العلم قنطرة بين الإيمان والعمل وهذا هو ما نقوم به في هذه الدروس ,
تعلم أحكام الله قبل الشروع في العمل.
ومثال ذلك الصلاة فهي واجبه , ونحن نؤمن بذلك ,وحتى نؤديها على الوجه المطلوب
لا بد من تعلم ما يشترط لها حتى نؤديها على الوجه المطلوب , لهذا كله فالتعلم في
دين الله في الأمور المفروضة علينا هو فرض عين- أي يتعين على كل بالغ - ومن ترك
ذلك مع القدرة عليه فهو آثم.
وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
وإلى اللقاء مع الدرس الأول بإذن الله .
والسلام عليكم ورحمة الله
الدين النصيحه @aldyn_alnsyhh
عضوة شرف عالم حواء
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️