مســـاء @msaaa_2
عضوة جديدة
مِقعــدٌ أو صديــق...! (مصافحة أولى)
لا شيء سوى الصمت...!
يعبث بالملفات هنا يقلب أوراق التقويم يفتح درجاً..يغلق آخر يتشاغل بالكتابة..!
الصوت يعلو..
( ليكن كل واحد منكم رقيبا على نفسه سأمت تلقينكم المهام وتدوين الملاحظات أنجزوا أعمالكم خلال الدوام دون تأجيلها...
ضرب بكفهِ على المكتب القريب
نريد وثبة ميدانية لا شغل الكسالى..!
أصوات تردف:
(حاضر...ولا يهمك...أبشر طال عمرك )
مضى نحو الباب بخطى صارمة ...
والآخر خلف مكتبه يخبأ خيبته...صوب نحوه نظرة وهو يغادر المكتب
غيمة سوداء تغشى ملامحه نظراته تخترق جسداً مرتوياً ليتأمل الجدار الصلد من خلاله
عض شفته السفلية و هز رأسه
- آه.....
عواصف ملتهبة تنبعث من جوفه اهتزت الأوراق واهتز كبرياءه
همس أحدهم:
- أوف تباً له من مدير...فَرَحنا بتعينه !
أردف الآخرين:
- شاف حاله علينا...!
- يحق له ....ما أحد يحصل عليها !
صامت هو من بينهم دس رأسه بين الملفات مرة أخرى قلب أوراقه بعصبية
محاولة مخفقة لإخفاء معالم رفضه وتوتره
هاهو الصداع يزوره للمرة الألف ليملأ فراغ رحيله ويبعثر فوضى الذكريات في شقِّه العلوي
علّه يفك شفرات تَحَوّله أو يصنع من يأسهِ مادة مستساغة
شيء ما يتحشرج في صدره غصة تأبى الرضوخ لسيل لعابه المتدفق
يَبُست شفتيه... صفراء هي ككل تضاريس وجهه اليباب
طوقَ رأسه بكفيه...
صوت خافت تهادى إليه:
- مُصعب.....ما بك ؟!
رفع رأسه بإرهاق : لا شيء.... صداع مزمن يا أخي
- دع عنك التفكير واستمتع بشبابك....
أبتسم ابتسامة ماكرة وألقى عليه التحية وانصرف..
- اللـه معك...
ألقى نظرة إلى الساعة المتململة على الحائط تشير إلى الثانية
خلت الممرات والمكاتب من كل الموظفين
ثمة صوت متلعثم يهذي بداخله أرهف سمعه.. نداء العاطفة يستحوذ عليه تلَبّسته قوة شيطانية
و استل سيف قلمه واستجاب
انتفض.... مال إلى زاوية يسرى مد ذراعه تناول ورقة فاكسية سحبها بقوة خدشت كفّهُ..
جرى الحبر والدم تتدفق امتزج الأحمر بالأسود..., بلا اكتراث طوى الورقة...
مسحة من رضا على ملامحه , رائحة الدم تضوع في الغرفة...
قام بخطى واثقة شق طريقه نحو مكتب المدير
فتح الباب... دفع مشاعره بهدوء و استلقت الورقة على المكتب بثبات
-وداعا...
هتف بها... وهو يشير بكفه للمقعد الجلدي المتربع وسط مكتبٍ فاخر
وانصرف...
............................
في صباح حيوي...
المدير بغضب: أبلغ جميع الموظفين باجتماع عاجل سأضع حلاً لهذه المهزلة الإدارية..!
دخل مكتبه بزهو...لمح ورقة مخضبة بالأسود والأحمر خفق قلبه
خطٌ أنيق يعرفهُ تماما ....ارتعشت الورقة بين يديه
( صديقي العزيز:
لست ممن يهوى إشهار السلاح ولكن طعنت الغدر قاتله وقلما ينجو منها الصديق..!
ها قد فزت بمرادك وارتقيت سلما من جانبه الخلفي..
المسافة الفاصلة بين قلبينا تتمدد والفجوة -يا أخي-تزداد اتساعاً
وشتاء رحيلك يسكنني كشتاء يناير جمد الشجن في عروقي..!
أخبرني ما أصنع برسائلك الغضبى وسيل الشتائم واللعان لمديرك السابق المتخمة في هاتفي؟!
ما أصنع بدموعك, أحلامك, أمنياتك وأشياءك المتشبثة بتلابيب أمسي؟!
لا تقلق..سأخبئها حيث لا تطولها يمناي وتعجز عن تفاصيلها ذاكرتي
وسأتلو عليها ورد النسيان مع كُلِّ خفقة شجن وأقيم لها مراسيم دفن يائسة
فما هي إلا طقوس المناصب وإستراتيجية السلطة !
فطب بمقعدك وابعث إليه شكاتك وادفن فيه ضعفك وحسبكَ من الأنس صحبته
ودع عنكَ قلبي...!
أتركتك في آمان الله....ودمتَ عظيماً
صديق الأمس: مُصعب... )
طوى الورقة دسّاها في جيبه الأيسر تحسسها خنجراً في قلبه
حزن ضبابي تنامى في مقلتيه... تساقط
خَلّفَ تشققات رمادية لتضيف لوناً آخراً ومعناً آخرا..!
.....................
في قاعة الاجتماع:
( أيها الكرام : أنا لست أشرفكم ولا أعلمكم ولا أخبركم وإنما امتحنتُ هنا ليرى الله ما أصنع..!
أيها الصحاب:إن أخطأت فسددوني وإن زللت فقوموني وإن نسيت فذكروني
وخذوا المقعد وآتوني بالصديق..! )
لملم أوراقه وأنصرف...
أحدهم يهمس لصاحبه..
- أهذا المدير..؟!!
- كأنه هو..!!!
......................
* انتهى *
حبوٌ أول في عالم السرديات
أثمة ذراعٌ أتكأ عليها..؟!
تحاياي..
4
672
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
بحور 217
•
قرأت الموضوع حين وضع ولم أملك الوقت للوقوف عليه لحظات يستحقها ..
بوركت يا مساء .. الصديق أغلى كثيرا ...
لكنني أشك أن يختاره أحد حين يكون المنافس مقعد !
حياك الله
بوركت يا مساء .. الصديق أغلى كثيرا ...
لكنني أشك أن يختاره أحد حين يكون المنافس مقعد !
حياك الله
مســـاء
•
بحور 217 :قرأت الموضوع حين وضع ولم أملك الوقت للوقوف عليه لحظات يستحقها .. بوركت يا مساء .. الصديق أغلى كثيرا ... لكنني أشك أن يختاره أحد حين يكون المنافس مقعد ! حياك اللهقرأت الموضوع حين وضع ولم أملك الوقت للوقوف عليه لحظات يستحقها .. بوركت يا مساء .. الصديق أغلى...
لتكن (خرافة) إذن كقصة ألس في بلاد العجائب أو تلك الأميرة النائمة والأقزام..!
(ربما..) كانت مجردُ رغبة لتطيبِ وجهِ حاضرنا المكفهر..!
شَكُّكِ يقينٌ أيتها النقية...!
ومساء النقاء
الصفحة الأخيرة
لي عودة بإذن الله